فن التعامل مع الناس

والله تعالى يفاضل بيننا نحن البشر على أساس تقديم المنافع لبعضنا البعض

قال تعالى :

{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }النساء123


\

بالغ تقديري لجهدك الخلاق أيها الأستاذ الكريم

بارك الله فيك أخي الحبيب خليل
ودمت بألف خير

مع ان التعامل مع الناس يعد فنا بالفعل ، ومهارة ممكن تطويرها بالتعلم والبحث إذا اراد الانسان ذلك...

لكنني لاحظت من خلال ملاحظاتي في الحياة ان التعامل مع الناس اشبه ما يكون موهبة فطرية تولد مع الانسان، وتظهر عليه منذ صغره، فهناك اطفال صغار لديهم اسلوب وطريقة في التعامل مع الاخرين تجعلك تود لو تحضنهم وتقبلهم من كل قلبك... وهناك من الاطفال، بمجرد ان تحمله بيدك تشعر انه يتصلب ويبكي ويجعلك تود لو تلقيه من يدك على الارض نفورا منه! مع ان هؤلاء الاطفال لم يتعلموا تلك المهارات او يكتسبوها من دورة معينة او مصدر معين... وكذلك من الشيوخ من تحب ان تجلس معهم، تأخذ وتعطي معهم بالحديث وتتعلم منهم وتستمع لاحاديثهم الجميلة وتعود معهم للماضي الهادئ وتحلم بعالمهم الساحر، وبالوقت ذاته هناك من الشيوخ سواء رجال او نساء يجعلك لا تطيق المكوث معه ولو للحظات بسسب تذمره وشكواه المستمرة وعدم رضاه على اي شيء!

قد نعزوا كل ذلك للظروف التي تحيط بهم ، بكل تفاصيلها، لكن في الواقع هناك من تختلف مزاجاتهم وهم يعيشون في البيئة ذاتها وربما تحت سقف واحد!

وقد عزا بعض الباحثين في علم النفس الفروق الفردية بين الاطفال وحتى الرضع منهم في المزاج إلى حالة الام منذ حملها للطفل الى جميع مراحل حضانته وطفولته. فمزاج الام وحتى تغذيتها خلال الحمل تؤثر بطريقة أو بأخرى على مزاج طفلها والذي ستظهر طبيعة ذلك المزاج منذ ولادته، وسيعزز طبيعة مزاج الطفل حالة الام وهي تقوم بعملية إرضاع طفلها او تؤدي دورها كأم خلال فترة الحضانة من مداعبة ومناغاة وابتسامات الخ.. فكلما كان دور الام سويا من جميع النواحي منها التربوية والنفسية والصحية والاجتماعية، كلما كان مزاج طفلها رائعا ، مما يجعل ذلك من الطفل معافى صحيا ونفسيا، ومحبوبا من قبل اهله وكل من يراه!

على أن ذلك المزاج في مرحلة الطفولة المبكرة للطفل، قد يبقى ملاصقا له إلى فترات عمره المتوالية!

لكن بالفعل هناك من يتغير مزاجه من فترة عمرية الى أخرى، ويعود ذلك التغيير -برأيي - إلى إرادة الشخص القوية ورغبته في التغيير ، وإلى ذكاءه وادراكه إلى أهمية التغيير، وبالتالي بحثه عن السبل التي تفيده في ذلك، كما يبحث عن كل وسيلة تجعله ينتقل من حال الى حال افضل، في جميع النواحي الحياتية. ولمثل هؤلاء وُضِعت البرامج التي تسعى الى تطوير الذات.

هناك مسألة تتعلق في موضوع التعامل مع الناس، لحظتها ايضا في حياتي وربما من خلال ذاتي أنا ، ان الايمان بالله سبحانه وتعالى، وحب الله والرغبة في إرضاءه يجعل الانسان ينتبه لتعامله مع الآخرين، في ترضيتهم قدر الامكان ، مساعدتهم، احترام مشاعرهم ، احترام أسرارهم وأماناتهم، احترام خصوصياتهم ومراعاة ظروفهم وطبيعتهم البشرية الخ، ان لم يكن ذلك حبا بهم فحبا بالله الذي لن يقترب من إنسان ويحبه ما لم يقترب من عباده بني آدم الذي من أجله حارب الله سبحانه وتعالى الشيطان وأخرجه من رحمته ! مع أن الشيطان لم يكن لديه –قبل آدم – أي مشكلة في طاعة الله! فمشكلته الوحيدة مع آدم والتكبر عليه، ومن ثم مع بنيه ! وعليه فكل من يقف ضد بني آدم إنما ينصر الشيطان، ويقف في صفه ليغضب الخالق عز وجل.

شكرًا جزيلاً أختي الكريمة على هذه الإضافة القيِّمة
ودمتِ بألف خير