[blink]ظُلمُ الدُّنى[/blink]
من أحزانِ بغداد إلى قُدسِ الجِراح ..
إلى كُلِّ بلدٍ عربيٍّ قد دنَّستهُ أقدام اليهود ..
لا حيلةَ لنا إلَّا أنْ نشجُبَ و نستنكرَ , و لكن ...!!
ثمَّةَ قلمٌ في جُعبتي الصغيرة يُبرِّحُني ألماً كلَّما تَناسيتُ أثارَ جرحٍ لا تُسعفهُ السّنون بالإلتئام .
أمسكُهُ و أنا أرتجفُ غضباً أبيضاً لن يزلزل سوى وريقتي الباهتة ..
أمسحُ أثارَ الوَنى عن صفحةِ خَدّي ..
أرتشفُ مع كُلِّ قطرةِ ماءٍ مالحٍ ظلمَ الدُّنيا الأسود .
أتذئبُ على مُسوَّدَتي كيلا أنسى يوماً أني أعيشُ بنعمةٍ عظيمةٍ
و غيري في غياهبِ السُّجون يتجرعونَ الموتَ بكؤوس الذُّل ..
و غيري قد سَلبوا عَفافها ..
و غيري قد أسَروا أبنائها ..
و غيري قد قتلوا أطفالها ..
و غيري و غيري و غيري ........
ربَّاهُ من ظُلم الدُّنى
حتى الحَمامَ قَدْ انتحبْ
.
حتى الجذورُ بأرضها
ضاقتْ بها كُلّ التُّربْ
.
فالفسقُ في أعراضنا
يَرغي و يَغلي مُشرئبْ
.
أطفالُنا قدْ مُزِّقَتْ
أشياخُنا في مُستلبْ
.
ما زالَ يَجني عظمَهُمْ
شارونُ قتَّالُ العَربْ
.
ديّوثُ أمريكا الَّذي
ما راعَهُ طفلٌ نَدبْ
.
ربَّاه فَارتْ دَمعتي
و الكونُ خلفي ينتحبْ
.
أنَّاتُ نيران الوَغى
عطشى لأمجادِ العربْ
.
ربَّاه هَاجتْ ثَورتي
حتَّى عَلتْ متنَ الشُّهبْ
.
لا شيء يبكي في عُرى
قلبي سوى أدنى عَجَبْ :
.
حتَّى متى أُسْدُ الخَنا
في أمَّتي تثني الرُّتَبْ ؟!
.
مّذْ أشرقتْ شمسُ العَنا
مُذْ هدَّنا داء النَّصَبْ
.
نَرعى أمانينا التي
جفَّتْ و أضناها السَّغَبْ
.
نزفُ الوتين إذا بَكى
لا زالَ هَطلاً من غَضبْ
.
يَهمي بحقدٍ أسودٍ
يَروي مفازات التُّربْ
.
يَروي فَيافي حقّنا
يروي كذا ماضي الحِقَبْ
.
كي يكبُرَ الحلمَ الَّذي
ما زادنا إلا التعبْ
.
قدْ طَالَ ليلٌ أليلٌ
قوموا جميعاً يا عَربْ
.
قوموا على أمشاطِكُم
كالسَّيل لا يَخشى الهَربْ
.
ما خطبُكم هيَّا انهضوا
أمْ قدْ قُددْتُم من خَشبْ ؟!
.
بَعاعُ ليلي مُرعبٌ
غُثاءُ حقدي مُلتهَبْ
.
لا زلتُ في أرض الوَنى الـ..
ـصنديدَ في وجهِ الخُطبْ
.
لم أطوِ يوماً رايتي
مهما سَمتْ كِللُ اللهَبْ
.
ربَّاهُ ثكلى أمَّتي
فجرُ المعالي ترتقبْ
.
فارْحَمْ أنينَ جراحنا
أرواحُنا تشكو اللغَبْ
.
ربَّاهُ هَذي مُنيتي
ألا نُهانَ بلا سَببْ
...
..
.
16حتى 21/2004
ــــ
لكُمْ الودّ ,
~ بيان ~
...
..
.