الأخ الفاضل بهاء كامل
مجهود لاشك تستحق الشكر عليه
ولكن حذار ياأخى فلنا رأى فى كتابات هيكل نحن الذين عاصرناه أيام كان يحكم الأهرام ويحكم جمال عبد الناصر ويحكم مصر !
لاشك ان هيكل شاهد أصيل على تاريخ مصر وشخصياتها منذ أربعينات القرن الماضى، ولاشك أن لديه قدرة متميزه على التحليل السياسى والتاريخى، ولكن من يكتب فى التاريخ مهما كان شأنه لابد وأن يكون محايداً صرفاً ، وأعيب على هيكل أنه ليس بذلك الرجل.
اطاح السادات بعرش هيكل بعد وفاة عبد الناصر وأخرجه من مركز السلطة بعد أن كان هو السلطة نفسها ، لم يغفر هيكل للسادات ذلك لأنه هو الذى ساعد السادات ورسم له السيناريو كى يصل لحكم مصر. لم يكن هيكل محايداً فى كتاب خريف الغضب وصب على السادات غضبه ، وإلا فلماذا لم يكتب هيكل عن زملاء السادات الذين أضروا مصر أكثر منه مثل عبد الناصر وعامر ومحيى الدين والآخوان سالم وبقية (الأحرار) الذين كبلوا حرية مصر ووضعوها فى السجون وكان هيكل شاهداً ومروجاً ومشاركاً فى هذا. زملاء السادات الذين لم يتطرق لهم هيكل بهم من العورات والخطايا والتاريخ الأسود أكثر من السادات ولكنه اختص السادات بغضبه لأنه هو الذى أخرجه من الحكم ، ولو كان محايداً لكتب عنهم كلهم وعن تلك الفترة من التاريخ، ولكنه لا يستطيع لأنه كان مشاركاً رئيسياً فى الخطايا ومداناً أيما إدانة.
ليس هذا دفاعاً منى عن السادات ولكنه كان دكتاتوراً عاث هو وزوجته وحاشيته فساداً فى أقدار مصر، وليس ما تعيشه مصر والعالم العربى والأسلامى الآن من ذلة وهوان إلا تراكمات سياسات هؤلاء الضباط الأحرار الذين كانوا أحراراً فيما يفعلون دون معقب وكان هيكل هو بوقهم الإعلامى الذى يجمل ويفسر ويكتب لهم الميثاق.
عشنا أخى هذه الفترة الحالكة وعرفنا من هو هيكل فلا تقول لى بعد ذلك أنه محايد ، ولا يخدعك قناع الصراحة والإعتدال والصدق الذى يرتديه ولو عرفت تاريخه الحقيقى المدون والمنشور لقلبت الأكف من العجب.
هو الإعلام المضلل ياأخى الذى جعل حالنا اليوم على ما ترى وتسمع، ولكنى على يقين أن التاريخ الحقيقى سيكتب يوماً ما بأقلام تكتب بمداد الحيدة والصدق
اعتذر لك إن كانت كلمة خرجت على ما لا يجوز وإنما هى زفرة من زفرات تاريخ عشته وتلظيت به أنا وجيلى أطلقتها من صدرى كلماتك عن كتاب هيكل.
وتقبل منى تحياتى وتقديرى