أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: مع أئمة التفسير ( مباحث علمية)

  1. #1
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي مع أئمة التفسير ( مباحث علمية)

    لما كان المال زكاته الإنفاق، والعلم زكاته النشر والتعليم، بذلت جهدي لأنظر إلى أئمة التفسير ودراسة منهجيتهم في التفسير
    والله أسأل أن يوفقني إلى خالص العمل ، وأن يغفر لي الزلل إنه ولي ذلك والقادر عليه

    الباحث
    عدنان بن أحمد البحيصي
    ترجمة الإمام بن جرير
    ومكانته العلمية
    محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري الإِمام أبو جعفر، رأس المفسرين على الإطلاق، أحد الأئمة،جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظاً لكتاب الله، بصيراً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها،عالماً بأحوال الصحابة والتابعين، بصيراً بأيام الناس وأخبارهم.
    أصله من آمل طبرستان، طوّف الأقاليم،وسمع من أحمد بن منيع، وأبي كريب، وهنّاد بن السرى،و يونس بن عبد الأعلى وخلائق.
    روى عنه الطبراني وأحمد بن كامل،وطائفة.
    وله التصانيف العظيمة منها " تفسير القرآن " وهو أجلّ التفاسير،لم يؤلَّف مثله كما ذكره العلماء قاطبة، منهم النووي في " تهذيبه " وذلك لأنه جمع فيه بين الرواية والدراية ولم يشاركه في ذلك أحد لا قبله ولا بعده، ومنها " تهذيب الآثار "،قال الخطيب: لم أر َمثله في معناه. ومنها " تاريخ الأمم " وكتاب " إختلاف العلماء " وكتاب " القراءات " وكتاب " أحكام شرائع الإسلام " وهو مذهبه الذي أختاره وجوّده وأحتج له، وكان أولاً شافعياً، ثم أنفرد بمذهب مستقل وأقاويل واختيارات،وله أتباع ومقلّدون، وله في الأصول والفروع كتب كثيرة.
    ويقال إن المُكْتَفِي أراد أن يوقف وَقْفاً تجتمع أقاويل العلماء على صِحَّته ويسلَم من الخلاف، فأجمع علماء عصره على أنه لا يقدر على ذلك إلا ابن جرير، فأحضر فأملى عليهم كتاباً لذلك، فأُخْرِجَتْ له جائزة سنية فأبى أن يقبلها.
    قال الشيخ أبو حامد الإسْفرايني شيخ الشافعية: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسيرا بن جرير، لم يكن كثيراً.
    ) قلت ( قَدْ مَنَّ الله عليَّ بإِدامة مطالعته والاستفادة منه، وأرْجُوأن أصرف العناية إلى إختصاره وتهذيبه ليسهل على كل أحد تناوله إن شاء الله تعالى.
    وقال ابن خزيمة: ما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير.
    وقال غيره: مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة.
    وقال أبو محمد الفَرْغانيّ: كان ابن جرير ممن لا تأخذُه في الله لومةُ لائم،مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشنَّاعات،من جاهل،وحاسد، ومُلْحِد، فأما أهل العلم والدين فغير مُنكرين علمَه،وزهدَه في الدنيا، ورفْضَه لها، وقناعتَه باليسير، وعرض عليه القضاء فأبى.
    مولده بآمل سنة أربع وعشرين ومائتين ومات عشية يوم الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة.
    واجتمع في جنازته خلق لا يُحْصُوْن، وصُلّي على قبره عدة شهور،ورثاه خلق.
    فمن ذلك قول أبي سعيد بن الأعرابي: حَدَثٌ مُفْظِعٌ وخَطْبٌ جَلِيلُ دَقَّ عَنْ مِثْلِهِ إصْطِبارُ الصِّبُورِ*** قَامَ نَاعِي العُلُوم أجْمَعَ لَمَّا قَامَ نَاعِي محَمَّد بْن جَرِيرِ





    مكانة تفسير ابن جرير الطبري وأهميته

    عهدنا بكل مهم أن يلاقي من الإهتمام الواسع سواء من القدامى والمحدثين الكثير، ولما كان تفسير ابن جرير من أقدم التفاسير ومن أكثرها فائدة وجدت الباحثين والكتاب يجيلون النظر في أنحاء هذا التفسير المبارك، ليستخرجوا منه درره ومكنوناته، ولعلي أعرض بعض الأبحاث والدراسات المتعلقة بهذا التفسير لتظهر لنا مكانة هذا التفسير فمنها :
    أ ) الرسائل العلمية :
    1- الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من سورة الفاتحة إلى أخر سورة الإسراء" - جمعا ودراسة , للدكتور أحمد نجيب بن عبدالله صالح , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1419هـ .

    2- الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس" - جمعا ودراسة مع موازنتها بتفسير البغوي , للدكتور مأمون عبدالرحمن محمد أحمد , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير .

    3- استدراكات ابن عطية في كتاب المحرر الوجيز على الطبري في تفسيره , للدكتور شايع بن عبده شايع الأسمري , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1417هـ .

    4- منهج الإمام الطبري في القراءات وضوابط اختيارها في تفسيره , للباحث زيد علي مهدي مهارش , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1419هـ .

    5- ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره . (1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر الآية ( 202) من سورة البقرة . جمعا ودراسة , للدكتور حسين علي الحربي , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ .

    6- ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره . (2) من أول الآية (203) من سورة البقره إلى آخر الآية (57) من سورة النساء - جمعا ودراسة , للدكتور عبد الحميد عبد الرحمن السحيباني , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ

    7- الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث أبوبكر محمد ثاني ’ مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1421 هـ

    8- الآثار الواردة عن أئمة السلف في معاني الآيات المتعلقة بتوحيد الألوهية في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث رضا إسماعيل المجراب , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1422 هـ

    9- القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري والرد عليه، من الفاتحة إلى آخر التوبة , للباحث محمد عارف عثمان موسى , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرآن الكريم قسم القراءات عام 1405 هـ .

    10- مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري " عصر الخلافة الراشدة " - دراسة نقدية. للباحث يحي بن إبراهيم علي اليحيى , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كلية الدعوة قسم التاريخ عام 1408 .



    11- مرويات عوانة بن الحكم في تاريخ الطبري - مقارنة ونقد, للباحث عبدالعزيز بن سليمان ناصر السلومي , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدنية المنورة , كلية الدعوة قـــسم التـــاريـــخ 1410هـ .

    12- استدراكات ابن كثير على ابن جرير في تفسيره , للدكتور أحمد عمر عبدالله مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة 1405 هـ .

    13- الطبري قارئاً وأصوله في اختيار القراءات . رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة دمشق كلية الآداب قسم اللغة العربية 1982 . الباحث : محمد قباوة .

    14- فقه الإمام ابن جرير الطبري في العبادات . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة أم القرى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية قسم الدراسات العليا فرع الفقه وأصوله 1405 / 1985 . الدكتور : عبدالعزيز بن سعد الحلاف .

    15- الدخيل والإسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبري ( الجزء الثاني والثالث والرابع والخامس عشر من القرآن الكريم ) . جامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1980 . الباحث : إبراهيم خليل بركة .

    16- الدخيل في تفسير ابن جرير الطبري ( الجزء السادس والعشرين حتى الثلاثين ) . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1990 . الدكتور : أبوبكر علي الصديق .

    17- الدخيل والإسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبري ( الجزء الخامس والسادس من القرآن الكريم ) . جامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1405 / 1985 . الباحث : تال هادي منتقى طه السنغالي .



    18- روايات الفتنة الكبرى ورواتها في تاريخ الطبري . رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية – معهد الحضارة الإسلامية 1995 / 1996 . الدكتور : إبراهيم بن مهيه .

    19- مقارنة بين منهج يحيي بن سلام وابن جرير الطبري في التفسير . رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الخروبة – المعهد العالي لأصول الدين 1418 / 1997 . للباحثة : سميرة بن عنتر .

    20- دراسات في أنواع التفسير القرآني من البعثة النبوية إلى ابن جرير الطبري ( التفسيرات النصية ) رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة القرويين – دار الحديث الحسنية 1987 / 1988 . البـاحث : محمد عبادي .

    21- تفسير الصحابة في جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري . رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة محمد الخامس – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – شعبة الدراسات الإسلامية 1409 / 1989 . الباحثة : عائشة الهيلالي .

    22- تحقيق جانب مشكلة الربط بين الآيات والسور في تفسير الطبري . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة البنجاب – الكلية الشرقية 1996. الدكتور : سرحان جوهر سرحان .

    23- المباحث البلاغية في تفسير الطبري ( علم المعاني ) . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجلمعة الأزهر – كلية اللغة العربية – قسم البلاغة والنقد 1985 . الدكتور : محمود الزين بن أحمد .

    24- آراء كبار التابعين في معاني القرآن الكريم من أول سورة النساء إلى آخر سورة يوسف في تفسير الطبري مع المقارنة والترجيح . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر – كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية – الدراسات العليا – قسم التفسير وعلوم القرآن 1998 . الدكتورة : حسنية زين محمود رمضان .

    25- الطبري قارئاً من خلال سورتي الفاتحة والبقرة . بحث مقدم لنيل شهادة الإجازة . البـاحث : سليطان محمد التهامي الراجي الهاشمي 1986 .

    26- جهود الطبري في دراسة الشواهد الشعرية في جامع البيان عن تأويل القرآن ( دراسة لغوية أدبية في تفسير القرآن الكريم ) . رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبدالله – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – فاس 1994 . الباحث : محمد المالكي .

    27- تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من رايات الطبري والمحدثين . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة محمد الأول – كلية الآداب والعلوم الإنسانية 1989 . الدكتور : محمد أمخزون . نشر دار طبية و مكتبة الكوثر بالرياض .

    28- محمد بن جرير الطبري ومنهجه في التفسير . رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر – كلية أصول الدين – قسم التفسير وعلومه 1976 . الدكتور : محمود محمد شبكة .

    29- التفسير بالمأثور ومنهج الطبري فيه . رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الأزهر – كلية أصول الدين 1971 . الباحث : عبدالرحيم أحمد سراج .

    30- آيات الصفات عند السلف بين التأويل والتفويض من خلال تفسير الطبري . رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بالجامعة الأردنية – كلية الدراسات العليا . الباحث : محمد خير محمد سالم . طبع دار البيارق بعمان 1999 .

    31- الختيار في القراءات منشؤه ومشروعيته وتبرئه الإمام الطبري من تهمه إنكار القراءات . جامعه أم القرى، معهد البحوث العلمية و إحياء التراث . الباحث : عبدالفتاح إسماعيل شلبي .


    ب ) من جهود المؤلفين و الباحثين :
    (1) دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيره: جامع البيان عن تأويل آي القران , محمد المالك 1417 / 1996 . نشر وزارة الأوقاف والشؤون السلمية بالرباط .
    (2) رجال تفسير الطبري جرحا و تعديلا من تحقيق جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأحمد شاكر ومحمود شاكر , للدكتور محمد صبحي حسن حلاق ـ بيروت : دار ابن حزم، 1420هـ
    (3) رجال تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري الذين ترجم لهم أحمد ومحمود شاكر . الشيخ علوي عبدالقادر السقاف . دار الهجرة للنشر والتوزيع بالثقبة - السعودية 1991 .
    (4) ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير . للدكتور محمد بكر إسماعيل . نشر دار المنار 1991
    (5) الطبري ومباحثه اللغوية من خلال تفسيره لسورة النساء . لنور الدين صمُّود . طبع الشركة التونسية للتوزيع
    (6) دقائق لغة القرآن في تفسير ابن جرير الطبري . للدكتور عبد الرحمن عميره . طبع دار عالم الكتب ببيروت 1992
    (7) الطبري ومنهجه في التفسير . محمود ابن الشريف . عكاظ للنشر والتوزيع بجدة 1984
    (8) الطبري النحوي من خلال تفسيره للدكتور صالح الفراج
    (9) الطبري النحوي من خلال تفسيره للدكتور زكي فهمي أحمد شوقي الألوسي - دار الشؤون الثقافية العامة ، الطبعة الأولى بغداد 2002

    وغيرها الكثير، وهذا إنما يدل على مدى اعتناء العلماء، بهذا التفسير الذي تلقته الأمة بالقبول، وسارت به الركبان إلى شتى الأمصار، وتدارسه طلبة العلم والعلماء، فرحم الله الطبري وجعل الجنة مثواه



    منهجية الإمام الطبري في تفسيره

    يتضح لنا منهجية الإمام الطبري عبر موقفه من كل ما يلي :

    1.موقفه من المكي والمدني:
    الإمام ابن جرير يبين مكية أو مدنية السورة قبل البدء في تفسيرها، فيقول مثلاً في سورة البقرة :"مدنية وآياتها ست وثمانون ومائتان"

    2. استخدامه لفظ التأويل:
    من الملاحظ أن الطبري لا يستخدم لفظ التفسير بل يقول :"القول في تأويل قوله تعالى" وهو يقصد بذلك التأويل المحمود بقصد التفسير.

    3. إيراده الأقوال المختلفة في تأويل الآية الواحدة ثم ترجيحه بينها
    فمثلاً يقول في تفسير قوله تعالى :"ذلك الكتاب"
    القول في تأويل قوله تعالى "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"
    قال عامة المفسرين : تأويل قول الله تعالى :ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" قال عامة المفسرين :تأويل قوله الله تعالى ، ذلك الكتاب:هذا الكتاب ، ذكر من قال ذلك:
    حدثني هارون بن أدريس الأصم الكوفي قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاري عن ابن جريج عن مجاهد "ذلك الكتاب" قال : هذا الكتاب
    وهكذا يسرد الطبري جميع الروايات الآخرى التي تقول بهذا القول
    وهو القول الذي يرجحه الطبري بقوله :"وكان التأويل الأول أولى " ، حيث أنه يقول مناقشاً رأي من يقول أنه التوراة والإنجيل : " وقد قال بعضهم :ذلك الكتاب يعني به التوراة والإنجيل وإذا وجه تأويل ذلك إلى هذا الوجه فلا مؤنة فيه على متأوله كذلك لأن "ذلك " يكون حينئذ إخباراً عن غائب عن الصحة"

    4.استشهاده بالشعر في كثير من المواطن :
    يقول عند تأويل قوله تعالى "الصلاة ":"كما قال الأعشى
    لها حارس لا يبرح الدهر بيتها**وإن ذُبحت صلى عليها وزمزما
    يعني بذلك دعا لها .
    ويقول :"ومن الدلالة على أن أحد معاني الفلاح إدراك الطلبة والظفر بالحاجة، قول لبيد بن ربيعة :
    اعقلي إن كنت لما تعقلي ** لقد أفلح من كان ذو عقل
    وغير ذلك في تفسيره كثير.
    5.إتيانه بمعاني الكلمات من لغة العرب :
    يقول :"وأما الصلاة في كلام العرب فإنها الدعاء"
    ومثل هذا في تفسيره كثير

    6.موقفه العقائدي من خلال تفسيره :
    الطبري يعتقد معتقد أهل السنة والجماعة في تفسيره لآيات الأسماء والصفات، فمثلاً يقول بعد إستعراض الرأيين في قوله تعالى "إلى ربها ناظرة" : وأولى القولين في ذلك عندنا بالصواب القول الذي ذكرناه عن الحسن وعكرِمة, من أن معنى ذلك تنظر إلى خالقها, وبذلك جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    حدثني عليّ بن الحسين بن أبجر, قال حدثنا مصعب بن المقدام, قال: حدثنا إسرائيل بن يونس, عن ثوير, عن ابن عمر, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ أدْنى أهْلِ الجَنّةِ مَنْزِلَةً, لَمَنْ يَنْظُرُ فِي مُلْكِهِ ألْفَيْ سَنَةٍ قال: وإنّ أفضَلَهُمْ مَنْزِلَةً لَمَن يَنْظُرُ في وَجْهِ اللّهِ كُلّ يَوْم مَرّتَينِ قال: ثم تلا: وُحُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلى رَبّها ناظِرَةٌ قال: بالبياض والصفاء, قال: إلى رَبّها ناظِرَةٌ قال: تنظر كلّ يوم في وجه الله عزّ وجلّ»."

    7. موقفه من الإسرائيليات :
    يكثر الطبري من رواية الإسرائيليات في تفسيره، وهو في الغالب لا يتعقبها بالنقد والتمحيص، ولكنه يذكرها بأسانيدها، كقوله في تفسير قوله تعالى :"وخلق منها زوجها"
    حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن ابن إسحاق, قال: ألقـي علـى آدم صلى الله عليه وسلم السّنة فـيـما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلـم, عن عبد الله بن العبـاس وغيره, ثم أخذ ضِلعا من أضلاعه من شقه الأيسر, ولأم مكانه, وآدم نائم لـم يهبّ من نومته, حتـى خـلق الله تبـارك وتعالـى من ضلعه تلك زوجته حوّاء, فسوّاها امرأة لـيسكن إلـيها, فلـما كُشفت عنه السّنة وهبّ من نومته رآها إلـى جنبه, فقال فـيـما يزعمون والله أعلـم: لـحمي ودمي وزوجتـي! فسكن إلـيها.

    8. موقفه من القراءات:
    يذكر القراءات المتعددة و يختار منها ما هو الأصوب من وجهة نظره ، ذاكراً سبب ترجيحه فعند قول الله تعالى :"وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال" يقول :
    واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) فقرأ ذلك عامَّة قرّاء الحجاز والمدينة والعراق ما خلا الكسائي ( وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) بكسر اللام الأولى وفتح الثانية ، بمعنى: وما كان مكرهم لتزول منه الجبال. وقرأه الكسائي: " وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنْهُ الجِبالُ " بفتح اللام الأولى ورفع الثانية على تأويل قراءة من قرا ذلك: " وَإِنْ كادَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنْهُ الجِبالُ " من المتقدمين الذين ذكرت أقوالهم ، بمعنى: اشتدّ مكرهم حتى زالت منه الجبال ، أو كادت تزول منه ، وكان الكسائي يحدّث عن حمزة ، عن شبل عن مجاهد ، أنه كان يقرأ ذلك على مثل قراءته " وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنْهُ الجِبالُ " برفع تزول.
    حدثني بذلك الحارث عن القاسم عنه.
    والصواب من القراءة عندنا ، قراءة من قرأه ( وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) بكسر اللام الأولى وفتح الثانية ، بمعنى: وما كان مكرهم لتزول منه الجبال.
    وإنما قلنا: ذلك هو الصواب ، لأن اللام الأولى إذا فُتحت ، فمعنى الكلام: وقد كان مكرهم تزول منه الجبال ، ولو كانت زالت لم تكن ثابتة ، وفي ثبوتها على حالتها ما يبين عن أنها لم تزُل ، وأخرى إجماع الحجة من القرّاء على ذلك ، وفي ذلك كفاية عن الاستشهاد على صحتها وفساد غيرها بغيره.

    فإن ظنّ ظانٌّ أن ذلك ليس بإجماع من الحجة إذ كان من الصحابة والتابعين من قرأ ذلك كذلك ، فإن الأمر بخلاف ما ظنّ في ذلك ، وذلك أن الذين قرءوا ذلك بفتح اللام الأولى ورفع الثانية قرءوا: " وَإِنْ كادَ مَكْرُهُمْ " بالدال ، وهي إذا قرئت كذلك ، فالصحيح من القراءة مع " وَإِنْ كادَ " فتح اللام الأولى ورفع الثانية على ما قرءوا ، وغير جائز عندنا القراءة كذلك ، لأن مصاحفنا بخلاف ذلك ، وإنما خطَّ مصاحفنا وإن كان بالنون لا بالدال ، وإذ كانت كذلك ، فغير جائز لأحد تغيير رسم مصاحف المسلمين ، وإذا لم يجز ذلك لم يكن الصحاح من القراءة إلا ما عليه قرّاء الأمصار دون من شذ بقراءته عنهم.
    وبنحو ما قلنا في معنى ( وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ ) قال جماعة من أهل التأويل.


    9. موقفه من النحو:
    الطبري يذكر بعض مواطن الإعراب في تفسيره ، وإختلاف النحويين ، مثال ذلك قوله :
    {الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَآ إِنّنَآ آمَنّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النّارِ }
    ومعنى ذلك: قل هل أنبئكم بخير من ذلكم؟ للذين اتقوا يقولون ربنا آمنا إننا, فاغفر لنا ذنوبناوقنا عذاب النار. وقد يحتمل «الذين يقولون» وجهين من الإعراب: الخفض على الرد على «الذين» الأولى, والرفع على الإبتداء, إذ كان في مبتدأ آية أخرى غير التي فيها «الذين» الأولى, فيكون رفعها نظير قول الله عز وجل: {إنّ الله اشْتَرَى منَ المُؤْمِنِنَ أنفُسَهُمْ وَأَموَالَهُمْ} ثم قال في مبتدإ الاَية التي بعدها {التّائِبُونَ العابِدونَ}, ولو كان جاء ذلك مخفوضا كان جائزا.


    10. موقفه من الفقهيات:
    الإمام الطبري فقيه مجتهد، ولذا نراه في تفسيره يعمل عقله ويأتي بالحجج في إثبات رأيه ، وتفسيره يدل على سعة إطلاعه وعلمه بالفقه ، فمثلا يقول :
    القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فإنْ لَـمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أبَوَاهُ فلأُمّهِ الثّلُثُ}.
    يعنـي جلّ ثناؤه بقوله: {فإنْ لَـمْ يَكُنْ لَهُ}: فإن لـم يكن للـميت ولد ذكر ولا أنثى, وورثه أبواه دون غيرهما من ولد وارث¹ {فلاّمّهِ الثّلُثُ} يقول: فلأمه من تركته وما خـلف بعده ثلث جميع ذلك.
    فإن قال قائل: فمن الذي له الثلثان الاَخران؟ قـيـل له الأب. فإن قال قائل: بـماذا؟ قلت: بأنه أقرب أهل الـميت إلـيه, ولذلك ترك ذكر تسمية من له الثلثان البـاقـيان, إذ كان قد بـين علـى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبـاده أن كل ميت فأقرب عصبته به أولـى بـميراثه بعد إعطاء ذوي السهام الـمفروضة سهامهم من ميراثه. وهذه العلة هي العلة التـي من أجلها سمى للأم ما سمى لها, إذا لـم يكن الـميت خـلف وارثا غير أبويه, لأن الأم لـيست بعصبة فـي حال للـميت, فبـين الله جلّ ثناؤه لعبـاده ما فرض لها من ميراث ولدها الـميت, وترك ذكر من له الثلثان البـاقـيان منه معها, إذ كان قد عرّفهم فـي جملة بـيانه لهم من له بقايا تركة الأموال بعد أخذ أهل السهام سهامهم وفرائضهم, وكان بـيانه ذلك معينا لهم علـى تكرير حكمه مع كل من قسم له حقا من ميراث ميت وسمّى له منه سهما.


    هذا والله أعلم وأحكم

    وصلي اللهم وسلم وبارك على محمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    هل تعلم أخي الحبيب يارعاك الله

    أن هذا العالم الجليل

    عندما توفته المنية أحتار به طلابه

    ودفنوه في ليل

    خوف مخالفيه

    وحسبنا الله ونعم الوكيل
    الإنسان : موقف

  4. #4
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    شكراً لك أخيتي نسيبة الخير على هذا العطاء والنشاط

    أخي الحبيب خليل


    هكذا كل عالم

    يواجه من الحساد الضيق والنكد

    والحرب


    لكن الله تعالى يرفع ذكره
    بما صبر
    شكراً لك

  5. #5
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي الإمام العمادي

    ترجمة الإمام أبي السعود

    هو أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى ، العمادي ، الحنفي المولود سنة 893هـ بقرية قريبة من القسطنطينية، وهو من بيت عرف أهله بالعالم والفضل حتى قال بعضهم فيه : ترعرع في حجر العلم حتى ربي، وارتضع ثدي الفضل إلى أن ترعرع وربا، ولا زال يخدم العلوم الشريفة حتى رحب باعه ،وامتد ساعده وأشتد اتساعه، قرأ كثيراً من كتب العلم على والده، وتتلمذ لكثير من جملة العلماء، فاستفاد منهم علماً جماً ، ثم طارت سمعته، وفاضت شهرته، وعظم صيته، وتولى التدريس في كثير من المدارس التركية، ثم قلد قضاء بروسه ثم نقل إلى قضاء القسطنطينية، ثم نقل إلى ولاية العسكر في ولاية روم أيلي ، ودام على قضائها مدة ثمان سنين، ثم تولى أمر الفتوى بعد ذلك، فقام بها خير قيام، بعد أن اضطرب امرها بانتقالها من يد إلى يد ، وكان ذلك سنة 952هـ ومكث في منصب الإفتاء نحواً من ثلاثين سنة أظهر فيها الدقة العلمية التامة، والبراعة في الفتوى والتفن فيها،
    وكان _رحمه الله _ كما قيل عنه من الذين قعدوا من الفضائل والمعارف على سنامها وغاربها ، ولقد كان اشتغاله بالتدريس والقضاء والقتوى عائقاً له عن التفرغ والتصنيف والتأليف ، لكنه اختلس فرصاً من وقته فصرفها إلى كتابة التفسير، كما أنه كتب بعضاً من الحواشي على الكشاف، وهو مبدع في اللغة والنظم ،رثاه أحدهم بمرثية طويلة منها :

    ما العلم إلا ما حويت حقيقة *** وعلوم غيرك في الورى كسراب

    توفي رحمه الله بمدينة القسطنطينية ودفن بجوار أبي أيوب الأنصاري وذلك سنة 982 هـ فرحمه الله رحمة واسعة(1)
    التعريف بتفسير" إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم "

    مع إنشغال هذا العالم الفذ في التدريس والقضاء والفتوى إلا أنه أختلس من أوقاته ما كتب به تفسيره كما قرر هو رحمه الله في مقدمة تفسيره، ولقد شرع فيه فلما وصل إلى آخر سورة "ص" شغلته الشواغل فوقف وبيض ما كتبه وبعث به إلى السلطان سليمان خان بحسن القبول وأجزل له العطاء وزاد في وظيفته كل يوم خمسمائة درهم، وكان ذلك سنة 973هـ ، ثم أتمه وأرسل به ثانية فزاد السلطان في وظيفته مرة أخرى.(1)

    والناظر إلى هذا التفسير يتبين له أن غاية في بابه، ونهاية في حسن الصوغ وجمال التعبير، وكشف فيه الإمام أبو السعود عن أسرار البلاغة القرآنية بما لم يُسبق إليه حتى قيل فيه: " وقد أتى فيه بما لم تسمح به الأزمان، ولم تقرع به الآذان، فصدق المثل السائر كم ترك الأول للآخر" (2)

    وقيل أيضاً في وصف هذا التفسير :" وقد طالعت تفسيره وانتفعت به، وهو تفسير حسن ، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، متضمن فوائد ونكات ، ومشتمل على فوائد وإشارات "(3)

    والظاهر أن الإمام أبا السعود كان كثير النقل من صاحب الكشاف وبالكشاف كان معجب ، إلا أنه ما نقل عنه إعتزالياته إلا للتحذير منها ، فهو كان سني العقيدة، إلا أنه نقل عن الكشاف أحاديثا موضوعةً في فضائل السور(4).

    والكتاب دقيق غاية الدقة، بعيد عن خلط التفسير بما لا يتصل به، غير مسرف فيما يضطر إليه من التكلم عن بعض النواحي العلمية وهو مرجع مهم يعتمد عليه كثير ممن جاء بعد من المفسرين، وقد طبع هذا التفسير مراراً وهو يقع في خمسة أجزاء متوسطة الحجم(5).
    منهجية الإمام أبو السعود في تفسيره

    1.تفسير آيات العقيدة :

    يسلك الأمام أبو السعود مسلك أهل السنة والجماعة عند تفسير آيات الأسماء والصفات فمثلاً يقول عند تفسير قوله تعالى : "إلى ربها ناظرة " ومعنى كونها ناظرة إلى ربها أنها تراه تعالى مستغرقة في مطالعة جماله بحيث تغفل عما سواه وتشاهد تعالى بلا كيف ولا على جهة.

    2.موقفه من الإسرائيليات:

    هو مقل منها غير مولع بذكرها، وإن ذكرها يذكرها بصيغة توحي بتضعيفها كقوله : روي ، قيل ، ولا يعقب عليها بعد ذلك بل يكتفي بهذه الإشارة فمثلاً عند تفسير قوله تعالى : "وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون" يقول : روى أنها بعثت خمسمائة غلام عليهم ثياب الجواري وحليهن الأساور والأطواق والقرطة راكبي خيل مغشاة بالديباج محلاة اللجم والسروج بالذهب المرصع بالجواهر وخمسمائة جارية على رماك في زي الغلمان وألف لبنة من ذهب وفضة وتاجا مكللا بالدر والياقوت المرتفع والمسك والعنبر وحقا فيه درة عذراء وجزعة معوجة الثقب وبعثت رجلا من أشراف قومها المنذر بن عمرو وآخر ذار أي وعقل وقالت إن كان نبيا ميز بين الغلمان والجواري وثقب الدرة نقبا مستويا وسلك في الخرزة خيطا ثم قالت للمنذر إن نظر إليك نظر غضبان فهو ملك فلا يهولنك(1)

    3. موقفه من القراءات :

    لا يتوسع في ذكرها كما يتوسع غيره ، إنما يوردها بقدر ما يوضح به المعنى ومثال ذلك قوله عند تفسير "مالك يوم الدين" : "وقرئ ملك بالتخفيف وملك بلفظ الماضي ومالك بالنصب على المدح أو الحال وبالرفع منونا ومضافا على أنه خبر مبتدأ محذوف وملك مضافا بالرفع والنصب"

    4. موقفه من المسائل الفقهية:

    يتعرض لبعض المسائل الفقهية في تفسيره غير أنه مقل جداً ، وهو لا يكاد يدخل في المناقشات الفقهية والأدلة المذهبية، بل يسرد المذاهب في الآية ولا يزيد عن ذلك، مثال ذلك عند تفسيره لقوله تعالى : "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " نراه يتعرض للخلاف المذهبي في تحديد معنى اليمين اللغو فيقول : " وقد أختلف فيه، فعندنا هو أن يحلف على شيء يظنه على ما حلف عليه ثم يظهر خلافه ، فإنه لا يقصد الكذب، وعند الشافعي_رحمه الله هو قول العرب لا والله وبلى والله ، مما يؤكدون به كلامهم من غير إخطار الحلف بالبال "(2)

    5. موقفه من النحو ووجوه الإعراب :

    يتعرض أحياناً للنحو إن كانت الآية تحتمل أوجهاً من الإعراب، ويرجح بين الوجوه هذه ويدلل على ترجيحه مثال ذلك تفسيره لقوله تعالى :"فإما يأتينكم مني هدى ": فإما يأتينكم منى هدى الفاء لترتيب ما بعدها على الهبوط المفهوم من الأمر به وأما مركبه من أن الشرطية وما المزيدة المؤكدة لمعناها والفعل في محل الجزم بالشرط لأنه مبنى لاتصاله بنون التأكيد وقيل معرب مطلقا وقيل مبنى مطلقا والصحيح التفصيل إن باشرته النون بنى وإلا أعرب نحو هل يقومان وتقديم الظرف على الفاعل لما مر غير مرة"

    6.موقفه من المناسبات:

    نلحظ عليه اهتمامه بالمناسبات بين الآيات


    ما يأخذ عليه :

    أنه يروي عمن اشتهر بالكذب ، كروايته عن طريق الكلبي عن أبي صالح ، كتلك القصة التي يرويها عن تفسيره لقوله تعالى :"لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال " يقول : "وأصل القصة ما رواه الكلبي عن أبي صالح أن عمرو ابن عامر من أولاد سبأ ...." (1)
    ولقد ذكر الإمام السيوطي أن " الكلبي اتهموه بالكذب، وقد مرض فقال لأصحابه في مرضه كل شيء حدثتكم به عن أبي صالح كذب "(2)
    لكنه في ذات الوقت إذ ذكر الرواية قال في ختامها "والله تعالى أعلم"



    خلاصــــة
    كتاب إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم ، كتاب بديع من كتب التفسير، مفيد للدارسين والباحثين، قد تأثر صاحبه بكشاف الزمخشري إلا أنه ما نحى منحاه في العقيدة، بل عقيدته عقيدة أهل السنة والجماعة، والكتاب فيه من أسرار بلاغة القرآن ما ينفع العقول ويسمو بالأفهام، ويعتبر عمدة في علم التفسير.











    المــــــــــــــــــــــ ــــــراجع


    1.إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم _ طبعة مشكاة الإسلامية

    2.التفسير والمفسرون للدكتور الذهبي دار الكتب الحديثة الطبعة الثانية

    3.وفيات الأعيان

    4.العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

    5.الفوائد البهية في تراجم الحنفية

  6. #6
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي الإمام الرازي ومنهجيته في التفسير


    ترجمة الإمام الرازي

    هو "محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي الإمام فخر الدين الرازي القرشي البكري. من ذرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه. الشافعي المفسر المتكلم.
    ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وأشتغل على والده، وكان،من تلامذة محيي السنة البغوي.
    قال ابن خلكان فيه: فريد عصره، ونسيج وحده، شهرته تغني عن إستقصاء فضائله، وتصانيفه في علم الكلام والمعقولات سائرة، وله " التفسير الكبير" و" المحصول " في أصول الفقه، و"شرح الأسماء الحسنى" و" شرح المفصل " للزمخشري، و" شرح وجيز الغزالي " و " شرح سقط الزند" لأبي العلاء )المعري ( وله "إعجاز القرآن "، و"مناقب الشافعي " وغير ذلك".(1)
    أما التفسير الكبير الذي تكلم عن السيوطي في الفقرة السابقة ، إنما هو مفاتيح الغيب ذاته.
    وبالإضافة إلى همة هذا العالم في التأليف كان له همة في الوعظ والإرشاد، وكان كثير البكاء عند وعظه للناس(2)
    أما عن وفاة هذا العالم الهمام الذي كتب وألف فقد كان في سنة 606هـ ويقال في سبب وفاته أنه كان بينه وبين الكرامية جدل شديد في أمور العقيدة فسموه فمات. (3






    التعريف بتفسير مفاتيح الغيب

    يقع هذا التفسير في ثماني مجلدات كبار وهو مطبوع ومتداول ، وهو غزير المعلومات ، يمتاز بكثرة الأبحاث الفياضة الواسعة في شتى نواحي العلم ولهذا يصفه ابن خلكان فيقول :" إنه جمع فيه كل عرب وغريبة" (1)

    وقد أختلف العلماء في مسـألة مهمة تتعلق بهذا التفسير، وهي هل أتم الفخر الرازي تفسيره أم أتمه غيره ومن الذي أتمه؟(2)
    فيرى العسقلاني رحمه الله أن الذي أتم تفسير الرازي هو أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكي نجم الدين المخزومي القمولي (3)
    أما حاجي خليفة فيرى أن الخولي الدمشقي أتم ما نقص بعد وفاة القمولي (4)
    والمسألة هذه لا زالت بلا حل حلاً حاسماً ، إلا أن المعلمي خلص إلى نتيجة غير مسبوقة لخصها في آخر بحثه بقوله :" الأصل من هذا الكتاب وهو القدر الذي هو من تصنيف الفخر الرازي وهو من أول الكتاب إلى آخر تفسير سورة القصص، ثم من أول تفسير الصافات إلى آخر تفسير سورة الأحقاف، ثم تفسير سورة الحديد والمجادلة والحشر، ثم من أول تفسير سورة الملك إلى آخر الكتاب، وما عدا ذلك فهو من تصنيف أحمد بن خليل الخولي، وهو من التكملة المنسوبة إليه ، فإن تكملته تشمل زيادة على ما ذكر تعليقاً على الاصل ، هذا ما ظهر لي . والله أعلم. "(5)
    فنراه هنا لا يذكر القمولي من قريب أو بعيد، ولعله ظهر له بعد الدراسة أن الخولي هو الذي أتمه فقط
    والواضح أن من أتم هذا التفسير قلد الرازي في طريقته ، حتى لا تكاد تلحظ اختلافاً في منهجية الرازي ومن اتم التفسير، إلا في إشارات بسيطة جداً(6).
    وعلى كل حال فالمسألة لا زالت تحتاج المزيد من البحث والتمحيص.













    منهجية الإمام الرازي في تفسيره

    1.موقفه من العقيدة:
    كان سني المذهب ، يعتقد بكل ما يقررونه من مسائل علم الكلام، لذا نراه يكثر من الرد على المخالفين خاصة المعتزلة ومثال ذلك في تفسيره كثير منه قوله:" وقد بينا أن قوله: {ثم أنزل الله سكينته على رسوله } يدل على ذلك فصار مجموع هذين الكلامين دليلا بينا ثابتا، وفي هذه المسألة قالت المعتزلة: إنما نسب تعالى ذلك الفعل إلى نفسه لأنه حصل بأمره، وقد سبق جوابه غير مرة"

    2.موقفه من الفقه :
    مولع بذكر مسائل الفقه وأقوال العلماء فيها ، وهو يروج مذهب الشافعي الذي يتبعه بالأدلة والبرهان، ومثال ذلك في تفسيره كثير منه ومثاله قوله : "كثر أقوال الصحابة في تفسير الكلالة، واختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنها عبارة عمن سوى الوالدين والولد، وهذا هو المختار والقول الصحيح، وأما عمر رضي الله عنه فانه كان يقول: الكلالة من سوى الولد، وروي أنه لما طعن قال: كنت أرى أن الكلالة من لا ولد له، وأنا أستحيى أن أخالف أبا بكر، الكلالة من عدا الوالد والولد، وعن عمر فيه رواية أخرى: وهي التوقف، وكان يقول: ثلاثة، لأن يكون بينها الرسول صلى الله عليه وسلم لنا أحب الي من الدنيا وما فيها: الكلالة، والخلافة، والربا. والذي يدل على صحة قول الصديق رضي الله عنه وجوه: الأول: التمسك باشتقاق لفظ الكلالة وفيه وجوه: الأول: يقال: كلت الرحم بين فلان وفلان إذا تباعدت القرابة، وحمل فلان على فلان، ثم كل عنه إذا تباعد. فسميت القرابة البعيدة كلالة من هذا الوجه. الثاني: يقال: كل الرجل يكل كلا وكلالة إذا أعيا وذهبت قوته، ثم جعلوا هذا اللفظ استعارة من القرابة الحاصلة لا من جهة الولادة، وذلك لانا بينا أن هذه القرابة حاصلة بواسطة الغير فيكون فيها ضعف، وبهذا يظهر أنه يبعد ادخال الوالدين في الكلالة لأن انتسابهما إلى الميت بغير واسطة. الثالث: الكلالة في أصل اللغة عبارة عن الاحاطة، ومنه الاكليل لاحاطته / بالرأس،....."

    3.موقفه من علم المناسبات :
    يمتاز هذا التفسير بذكر المناسبات بين الآيات بعضها مع بعض والسور بعضها مع بعضها ، ولا يكتفي بذكر مناسبة واحدة بل كثيراً ما يذكر عدة مناسبات ، ومثال ذلك في تفسيره قوله :" { يـاأيها الذين ءامنوا لا تأكلوا الربا أضعـافا مضـاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون * واتقوا النار التى صلى الله عليه وسلم; أعدت للكـافرين * وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون }. اعلم أن من الناس من قال: انه تعالى لما شرح عظيم نعمه على المؤمنين فيما يتعلق بارشادهم إلى الأصلح لهم في أمر الدين وفي أمر الجهاد، أتبع ذلك بما يدخل في الأمر والنهي والترغيب والتحذير"

    4.موقفه من علوم النحو و البلاغة:
    يستطرد في هذه العلوم كثيراً ، ويأتي بالإستنباطات والفوائد ما أستطاع إلى ذلك سبيلاً ، وهو في تفسير كثير ، مثاله قوله في تفسيره لكلمة عم يتسائلون: "أصله حرف جر دخل ما الاستفهامية، قال حسان رحمه الله تعالى: ( على ما قام يشتمني لئيم ***كخنزير تمرغ في رماد ) والاستعمال الكثير على الحذف والأصل قليل، ذكروا في سبب الحذف وجوها أحدها: قال الزجاج لأن الميم تشرك الغنة في الألف فصارا كالحرفين المتماثلين وثانيها: قال الجرجاني إنهم إذا وصفوا ما في استفهام حذفوا ألفها تفرقة بينها وبين أن تكون اسما كقولهم: فيم وبم ولم وعلام وحتام وثالثها: قالوا حذفت الألف لاتصال ما بحرف الجر حتى صارت كجزء منه لتنبىء عن شدة الاتصال ورابعها: السبب في هذا الحذف التخفيف في الكلام فإنه لفظ كثير التداول على اللسان"


    5.موقفه من القراءات:
    كذلك يكثر من ذكر القراءات في تفسيره مثل ذلك :" قرأ نافع وابن عامر {*سارعوا} بغير واو، وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة والشام، والباقون بالواو، وكذلك هو في مصاحف مكة والعراق ومصحف عثمان، فمن قرأ بالواو عطفها على ما قبلها والتقدير أطيعوا الله والرسول وسارعوا، ومن ترك الواو فلانه جعل قوله: {*سارعوا} وقوله: {قل أطيعوا الله } (آل عمران: 32) كالشيء الواحد، ولقرب كل واحد منها من الآخر في المعنى أسقط العاطف.. المسألة الثانية: روي عن الكسائي الامالة في {*سارعوا} {راجعون أولـئك يسـارعون } (المؤمنون: 61) {*ونسارع} (المؤمنون: 65) وذلك جائز لمكان الراء المسكورة، ويمنع كما المفتوحة الامالة، كذلك المسكورة يميلها."

    6.موقفه من العلوم الرياضية والطبيعية :
    يكثر من ذلك ، حتى أن تفسيره موسوعة علمية ومثل قوله في تفسير قوله تعالى "والتين والزيتون " : "........ وأما الزيتون فشجرته هي الشجرة المباركة فاكهة من وجه وإدام من وجه ودواء من وجه، وهي في أغلب البلاد لا تحتاح إلى تربية الناس، ثم لا تقتصر منفعتها غذاء بدنك، بل هي غذاء السراج أيضا وتولدها في الجبال التي لا توجد فيها شيء من الدهنية البتة/ وقيل: من أخذ ورق الزيتون في المنام استمسك بالعروة الوثقى، وقال مريض لابن سيرين: رأيت في المنام كأنه قيل لي: كل اللامين تشف، فقال: كل الزيتون فإنه لا شرقية ولا غربية"
    كما أنه يرد أقوال الفلاسفة ويفندها.























    ما عيب على الرازي في تفسيره

    1.إيراده الحجج الضعيفة في الرد على المعتزلة وغيرهم من المخالفين :
    إذ كثيراً ما يورد قول المعتزلة واضحاً جلياً ، ويرد عليه رداً يعتبره بعض العلماء منقوصاً ، حتى قال العسقلاني فيه : "كان يعاب بإيراد الشبه الشديدة ويقصر في حلها حتى قال بعض المغاربة :( يورد الشبه نقداً ويحلها نسيئة) "(1)

    2.توسعه وتشعبه في العلوم الطبيعية والكونية وعلم الكلام وغيره:
    مما قلل من شأن الكتاب ككتاب تفسير، حتى قال أبو حيان :"جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياءً كثيرةً مطولةً لا حاجة بها في علم التفسير، ولذلك قال بعض العلماء فيه كل شيء إلا التفسير"(2)

    الخاتمة

    يتضح لنا أن الرازي رحمه الله كان سني العقيدة ، متبحراً بشتى العلوم يظهر ذلك جلياً في تفسيره الذي ضمنه الكثير من المباحث والفوائد الكثيرة ، وهو إلى جانب ذلك عالم بالقراءات والنحو والبلاغة.


    هذا والله أعلم وأحكم

    وصلي اللهم وسلم وبارك على محمد




    المراجع

    1. مفاتيح الغيب للإمام الرازي طبعة مشكاة الإسلامية http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=1523
    2. طبقات المفسرين للإمام السيوطي طبعة مشكاة الإسلامية http://www.almeshkat.net/books/open....t=12&book=1139
    3. بحث حول تفسير الرازي ، الشيخ عبد الرحمن المعلمي ، طبعة مشكاة الإسلامية مرفق بمفاتيح الغيب http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=1523
    4. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة طبعة مكتبة مشكاة
    http://www.almeshkat.net/books/open....t=18&book=1129
    5. لسان الميزان لابن حجر العسقلاني
    6. الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني
    7. وفيات الأعيان

المواضيع المتشابهه

  1. المصحف المرتل كاملا بصوت أئمة الحرم المكي
    بواسطة آمال المصري في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 07-07-2012, 09:46 AM
  2. تفسير سورة النبأ وتفسير سورة الملك تفسيراً موضوعياً مع تمهيد عن علم التفسير الموضوعي
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 07-06-2009, 02:56 PM
  3. التفسير والتأوّيل في فكر الأستاذ أبو بكر سليمان الزوي "قراءة نقدية"
    بواسطة راضي الضميري في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 49
    آخر مشاركة: 13-05-2009, 10:05 PM
  4. برنامج القرآن الكريم مع التفسير و التلاوة
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 14-02-2008, 01:39 PM
  5. أميركا تدرّب أئمة مساجد
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-08-2003, 09:42 AM