المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة
اذا كان الرجل رب الاسرة فالمراة ماذا تكون
اتفقت جميع الثقافات وعلى مر العصور أن أول ادوار الرجل هو رب الاسرة وهذا يتضح في الرسالات السماوية أيضا، ودور المرأة المتزوجة الاول أنها زوجة رب الاسرة! ومن ثم أم أولاد رب الاسرة.
في الواقع، حصل في السنوات الاخيرة -او ربما يحصل هذا دائما على مر العصور - ان المرأة تضع نفسها في مشكلة صارت ظاهرة شائعة اليوم وهي ظاهرة (صراع الدور)، وهذا يعني : انها إما لا تعي يالضبط طبيعة ادوارها المحددة لها (اجتماعيا، وفزيولوجيا، ودينيا، واسريا، وغيره من الدوار ) ، وأما أن الصراع بالادوار عندها يعني التضارب في تلك الادوار فيجعلها تؤدي دورا معينا على حساب الاخر.
من الممكن ان تؤدي المرأة جميع الادوار المحددة لها مسبقا من قبل المجتمع او التي تستحدثها هي لنفسها على أن تتجنب ذلك الصراع وإلا فانه سيؤدي بها الى: إما الوصول الى حالة من الاضطراب النفسي ، او إلى حالة أو نوع من النبذ الاجتماعي، أو الى الفشل ومن ثم الاحباط ومنه تسلسل المشاكل التي قد لا تنتهي وفي جوانب عديدة في حياتها، او، أو ...
أو قد يحصل الصراع نتيجة للتضارب الحاصل بين ادوار المرأة وادوار الرجل بحسب المعايير المعروفة في بيئتهم الاجتماعية لتلك الادوار . فلعلنا نجهل ان تلك الادوار التي حددت من القدم لكل من الرجل والمرأة قد دخلت لا شعور كل منهم وكأنها ملكهم الشخصي ولا يحب أي منهما ان يتم التجاوز على دوره من الطرف الآخر، والا سيحصل الصدام، وذلك الصدام قد يعبر عنه بشكل مباشر او غير مباشر.
لعل من الجدير ان نضرب مثالا هنا لنقرب الفكرة :
مرت بي -من خلال المطالعة الأكاديمية، تذكرتها الان بهذه المناسبة - حالة سريرية نفسية، لامراة (أجنبية) ، كانت تعاني من مشكلة مع زوجها: ولعل ابرز ملامح المشكلة انه لم تحصل أي مشكلة فعلا بينهما على الاطلاق! ومع ذلك تغير الزوج في اسلوبه معها، وكادت تُجن وهي ترى لا مبالاته لها، وتغيّره الواضح، ومحاولاته للهروب منها، والانشغال باي شيء آخر يضمن له عدم التقاء عيونه بعيونها! مثل متابعة جهاز التلفاز، أو قراءة كتاب، او أي شيء آخر. نوهت له عن موضوع التغيير، سالته عن سببه؟ فأجابها أنه لم يتغير نحوها، وبأنها واهمة، وانه لم يحب سواها!
لا شك ان هذا الوضع قد سبب لها قلقا كبيرا، فأخذتها الظنون لكل درب من الدروب المؤذية لها، وأولها: أنها بدأت تشك على ان هناك امرأة اخرى، فحاولت التاكد من ظنونها، إلا انها توصلت باليقين ان لا أخرى في حياته سواها ! إذن ما المشكلة؟
صار هذا السؤال يؤرقها ليلا ويلح عليها نهارا حتى انتهى بها المطاف الى عيادة الطبيب النفسي، وبتشجيع من زوجها! فهو قد اعترف اخيرا بتغييره نحوها، ولكن المشكلة عنده أنه ايضا لا يعرف سبب التغيير! فصار الموضوع مشكلة لكليهما وهذا ماشرحاه للطبيب رغبة منهما في الاستمرار في حياتهما الزوجية.
بعد ان سمع الطبيب تفاصيل السيرة الذاتية لكل منهما بكل ماتتضمنه تلك السيرة من نقاط اساسية مثل ، الدراسة، والعمل، والمرتب الشهري ... الخ ...
فلما أكمل المقابلة وكل إجراءاتها معهما قال مبتسما، موجها كلامه للزوجة: هل تصدقين يا سيدتي أنك السبب في تغيير زوجك نحوك؟
ذُهل الزوج قبل زوجته لانه يعرف تماما ان زوجته لم تُقصّر معه او في أي دور من ادوارها الأسرية وإلا لأدرك بسهولة سبب تغيره !
فأجابت الزوجة بسؤال، وعلى وجهها علامات الاستغراب والدهشة: أنا ؟!
واضافت: لكن كيف ؟ اسأل زوجي ان كنت كذلك؟
أضاف الطبيب: المشكلة أنكِ وهو أيضا لم تدركا ذلك!
انتظرا بلهفة أن يُكمل كلامه:
فأكمل: المشكلة يا سيدتي أن مرتّبكِ الشهري صار أعلى من مرتّبه !!!
نستخلص من تلك الحالة ان الرجل لا يحب ان تتجاوز المرأة على دوره الذي يدركه هو على مستوى الشعور، وان انكر ذلك فان (لا شعوره) سيرفض ذلك وسينعكس على تصرفاته! (أي بدون وعي منه أو بدون قصد) . ولعله يدرك ان اهم ميزات دوره؛ التفوق على المرأة في كل شيء!
ولعل هذا سيجعلنا نفهم جيدا لماذا يبتعد بعض الشباب (الذي يعاني من حالة تضخم بالإحساس بالدور الذكوري !) من الفتاة التي تبادر بمصارحته بحبها حتى لو كان يحبها فعلا !
أليس تفسير ذلك انه رفض لتعدّيها على دوره الذكوري ذاك؟! ومن جوانب ذلك الدور ان يكون له المبادرة في كل شيء ومنه الأمور العاطفية؟
ولعل السبب نفسه الذي يجعل المرأة تنتقص من قيمة الرجل المخنث؟!
تحياتي ومحبتي