لا أقول بأنني أراك دائما في أحلامي , فنادرا ما يكون الحلم مزعجا , وأنا أخشى عليك من كوابيس أحلامي .
ولا أقول بأن القلم قد يعجز عن أن يصف ما أشعر به نحوك ,فإنما القلم أداة بأيدينا يخط على الأوراق ما تهوى قلوبنا وما يختلج في ضمائرنا وما يجول في عقولنا, فإن أصابه العجز فذاك لأن العقل أختلط عليه الأمر فلم يعد يعرف ماذا يصف؟
أيصف جمالك أم يصف حبك!
ولكنه يكتفي بأن يهمس بها على الورق ويقول : أحبك , فأعلمي بأنه قد جمع فيها كل الكلام من غزل وغرام وجمال وصدق.
ولا أقول بأن حبك يتغلغل في شراييني ,فحبك أنت يسكن في ذاتي ,فإن قلت أحبك
فذاك يعنى بأني أحب نفسا تسكن إليها نفسي , وتتوحد في الحب أروحنا فما يؤلمك يؤلمني وما يسعدك يسعدني .
ولا أقول أن أسمك يعجبني رنينه في أذني , وله في نفسي وقعا محببا , ففيه سحر وفيه سر , فإن رددته على مسامعك فكأنني أقبل كل حرف فيه , فمابين السحر والسر يكمن العجب’!.
ولا أقول بأن الحب نجمة في سماء الفكر ,ذالك لأن الحب دنيا وردية يسكنها المحبين ,فهم يعرفون خفاياها وأبعادها ,فيتحول الحب في سمائهم من نجمة الى قمرا منير , ومالقمر إلا محياك يا أغلى الأحبة .
ولا أقول بأن الذكرى تذهب مع النسيان , ذالك لان الذكرى باقية ومتجددة في كل ثانية من ثواني العمر , وطالما هناك نبض بالقلوب ,فإن الذكرى باقية فإذا مالاح طيف الحبيبة ومرت بالمحب لحظات وأياما قضاها مع حبيبته ,فكيف بالله عليك أن ينسى أياما من العمر الجميل قضاها برفقتها .
فالنسيان ياحبيبتى يقف عاجزا أمام شموخ الذكرى ,فالذكرى هى جسر التواصل
بين الماضي والحاضر, ولعل أصعب مافى الذكرى إذا ماكان أصحابها غائبون عنها ,فتلك لحظات ممزوجة بالألم وبالآه .
ولا أقول بأن النهار يبدأ بشروق الشمس ,وأن الليل زينته القمر والنجوم, وأن
الربيع يزدان بثوب ملون الورود والأزهار فتنتشي النسمات بأريج الحب.
ذالك لأن الطبيعة اجتمعت فيك ,فرأيت في عيناك أشرقت الحب وتجلى لي القمر في محياك, وتناثر الورد على ثغرك الباسم.
ولا أقول بأني مشتاق إليك ,وبأني محتاج إليك ,وبأني يغمرني الحنين إليك.
ولكني أقول :
السلام عليك