أحد جبل نحبه (دراسة للصور والأخيلة)

أحـدٌ عليـكَ مهابـةٌ ووقــارُ وعليكَ منْ حـبِ النبـي دثـارُ والريحُ تأخذُ من سفوحكَ عطرها فدمُ الشهـادةِ مسكهـا والغـارُ والغيمُ يأخذُ منْ خشوعكَ طهرهُ فتـراهُ تغبـطُ طهـرهُ الأمطـارُ والشمسُ ُتبدي فيكَ أجملَ فجرها ولدى صباحكَ تُمـزجُ الأنـوارُ والبدرُ فوقكَ من حيـاءٍ ينثنـي ولديـكَ ترقـدُ ثـلـةٌ أقـمـاُر الصادقون العهدِ لمـا عاهـدوا الأوفيـاءُ الصحبـةُ الأخـيـارُ المانعونَ المصطفـى بدمائهْـم فكأنهمْ يـوم الوغـى إعصـارُ الذائدونَ عن المدينةِ يـومَ قـدْ فرَّ المنافـقُ واعتـدى الكفـارُ فجزاهمُ المولى عن الإسلامِِ مـا هو خير ما يُجزى بـه الأبـرارُ ما الصخرُ يا أحد ٌبرأسكَ شدني أبداً وهل تُستعـذ بُ الأحجـارُ لكنـه حـبُّ النبـي المصطفـى وبحبـهِ تخضوضـرُ الأشعـارُ وبحبهِ تُشفى القلوبُ من الهوى تصفو النفوسُ وتشمخُ الأفكـارُ وبحبهِ الأرواحُ تسمو حيـثُ لاحسـدٌ ولا حقـدٌ ولا استكبـارُ أو غيرهِ صلى عليـه الله فـي في ملكوتـهِ أوغيـرهِ المختـارُ أوغيرهِ يُعطى لواءُ الحمـدِ فـي يـومٍ لشدتـه يشيـبُ صغـارُ مدحي لغيركَ فيهِ بعـضُ تكلـفٍ ومديـحُ قـدرك عـزةٌ وفخـارُ وبشسعِ نعلكَ هذه الدنيـا وهـلْ كجـلالِ قـدركَ تمنـحُ الأقـدار صلى عليك الله يا علمَ الهـدى ما نـامَ ليـلٌ واستفـاق نهـارُ

	بين يدي القصيدة هي قصيدة لأخينا الحبيب د.محمد رائد الحمدو، يخاطب محبوباُ ليس من البشر لكنه من الصخر والحجر، ويجعل من خطاب هذا المحبوب مدخلاً لمدح خير البشر، محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في جو إيماني رائع ومهيب ، تشدك حروف القصيدة بل تعتنقك إعتناق الأم لطفلها بعد طول غيبة له. في هذه الدراسة أحاول أن أرسم الأخيلة والصور بقلمي بعد أن تركت هذه القصيدة في نفسي أثرها، محاولاً سبر أغوارها ، و الغوص إلى مرادها والله أسأل أن يوفقني ويلهمني السداد ، إنه رب العباد

فعلا لقد استوقفتنى قصيدة د. محمد رائد الحمدو

لأنها فكرة جديدة ورائعة

كيف للجبل ان يحب رسول الله ويجعلنا نحبه

والبشر قلبه من حجر ( اهل البقر)

سبحان ربى .. مالهم كيف يحكمون

شكرا لدكتور رائد ولأخى عدنان لقراءته الأيمانية لتلك القصيدة

أصبت عدنان فى ايصال المعانى

فقد رايتها أنا ايضا كذلك والله

تحياتى

بارك الله فيك أخيتي نسيبة ولعلي أبدأ في القريب إن شاء الله

أحدٌ عليكَ مهابةٌ ووقارُ والريحُ تأخذُ من سفوحكَ عطرها فدمُ الشهادةِ مسكها والغارُ والغيمُ يأخذُ منْ خشوعكَ طهرهُ فتراهُ تغبطُ طهرهُ الأمطارُ والشمسُ ُتبدي فيكَ أجملَ فجرها ولدى صباحكَ تُمزجُ الأنوارُ والبدرُ فوقكَ من حياءٍ ينثني ولديكَ

	يبدأ الشاعر مخاطبة جبل أحد بدون حرف للنداء ، مما يدل على مدى القرب العاطفي بينه وبين الجبل، كما أنها صورة في استعارة مكنية حيث شبه الجبل بالرجل الذي يُنادى، وهو يرى على هذا االجبل أمارات المهابة والوقار وهنا أستعارة مكنية أخرى حيث شبه الجبل بالرجل الوقور المُهاب، أما في شطر الثاني فهو يشبه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدثار يغطي الجبل، وهي صورة أخرى تشبيهية لهذا الحب العميق بالدثار وفي دلالة على استمرار الحب لانه دثار لا ينزع وإلا لأصبح الجبل عارياً. ثم يقرر الشاعر في البيت الثاني أن الريح تأخذ عطرها من سفح ذلك الجبل ، وإن كنت أفضل استخدام لفظ الرياح ، لأن الريح أستخدمت في القرآن للعذاب والرياح استخدمت للإكرام وسوق السحاب، وهنا الريح تأخذ هذا المسك ، ثم يشرح الشاعر حقيقة هذا المسك فإنما هو دم الشهادة والغار الزكي الرائحة. وهذا الغيم إنما يأخذ طهره من خشوع ذلك الجبل، ولعل خشوعه بذلك الهتاف النبوي الذي أمره أن يهدأ يوم كان عليه وثلة من أصحابه، وهنا استعارة مكنية حيث شبه الغيم بالإنسان الذي يتطهر وحذف المشبه به وجاء بفعل التطهر دالاً عليه أما في الشطر الثاني ففيه صورة رائعة،إذ أن المطر رغم كونه طاهراً مطهراً إلا أنه يغبط طهر ذلك الجبل وطهر ذلك الغيم على حد سواء. وفي البيت الذي يليه، يرى الشاعر عند سفح الجبل تبدي الشمس في أبهى حلتها وأجمل فجر لنا ، وكأن فجر أحد يختلف عن غيره، أما في الشطر الثاني فصورة رائعة فيها استعارة مكنية حيث شبه الأنوار بالألوان التي تمزج وحذف المشبه به وجاء بالفعل تمزج دالاً عليه، وفي هذه الصورة دلالة على جمال الصبح وبهائه على ذلك الجبل. أما البدر في البيت التالي فهو ينثني كالفتاة حياءً وفيه استعارة مكنية أيضاً ، وإن كان قمر في السماء فوقك أيها الجبل فهناك في سفحك ترقد ثلة أقمار ، فيا لروعة التصوير لهؤلاء الثلة بالأقمار المضيئة، الذين أضاءوا الدنيا ونشروا الدين

اتابع - فأنت فعلا بدأت وقد مهدت وتنبأت بما سيخطه قلمك !
شكرا للأديب / عدنان الأسلام

اتابع - فأنت فعلا بدأت وقد مهدت وتنبأت بما سيخطه قلمك !
شكرا للأديب / عدنان الأسلام

شكرا لك أخيتي نسيبة

نكمل إن شاء الله

الصادقون العهدِ لما عاهدوا الأوفياءُ المانعونَ المصطفى بدمائهْم فكأنهمْ يوم الوغى إعصارُ الذائدونَ عن المدينةِ يومَ قدْ فرَّ المنافقُ واعتدى الكفارُ فجزاهمُ المولى عن الإسلامِِ ماهو خير ما يُجزى به الأبرارُ

	ثم يأتي الشاعر بصفات أولئك الأقمار، فهم صادقون العهد أوفياء أخيار، يمنعون رسول الله صلى الله عليه وسلم بدمائهم،وهنا استعارة مكنية حيث شبه الدماء بالدرع الذي يمنع، فكأنهم بدفاعهم عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وقت الحرب إعصار يقتلع الكافرين وهنا تشبيه مفصل فيه الآداة ووجه الشبه وطرفي التشبيه. وهم الذين ثبتوا ودافعوا يوم فر المنافق واعتدى الكفار على المدينة ، ثم يدعو الشاعر لهم بخير الجزاء عن الإسلام

فكأنهم بدفاعهم عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وقت الحرب إعصار يقتلع الكافرين وهنا تشبيه مفصل فيه الآداة ووجه الشبه وطرفي التشبيه.
وهم الذين ثبتوا ودافعوا يوم فر المنافق واعتدى الكفار على المدينة ، ثم يدعو الشاعر لهم بخير الجزاء عن الإسلام

وما زلنا معك ....

الأخ العزيز عدنان الإسلام
تحية لقلبك الطاهر على هذه القراءة المتأنية للقصيدة .
التغني بجبل أحد تغنّ بسيرة عطرة أهدت البشرية خير الأنام فصارت كل ذرة مشى عليها مشعل نور لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد .
هي قصيدة من السهل الممتنع لا يقدر عليها إلا من ذاق حلاوة الإيمان .
دمت في خير و عطاء