أحد جبل نحبه (دراسة للصور والأخيلة)

الأخ العزيز عدنان الإسلام
تحية لقلبك الطاهر على هذه القراءة المتأنية للقصيدة .
التغني بجبل أحد تغنّ بسيرة عطرة أهدت البشرية خير الأنام فصارت كل ذرة مشى عليها مشعل نور لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد .
هي قصيدة من السهل الممتنع لا يقدر عليها إلا من ذاق حلاوة الإيمان .
دمت في خير و عطاء

الأخ الحبيب سعيد

سعدت بمرورك العطر هنا ، إن ما أثار القلب والفؤاد ، تذكر جبل يحبه رسولنا الكريم، القصيدة معطاءة جداً، و نادرة في نوعية خطابها، وكذلك في صورها وروعة لغتها

سأعود إن شاء الله لأكمل ما بدأته

ما الصخرُ يا أحد ٌبرأسكَ شدني أبداً وهل تُستعذ بُ الأحجارُ لكنه حبُّ النبي المصطفى وبحبهِ تخضوضرُ الأشعارُ وبحبهِ تُشفى القلوبُ من الهوى تصفو النفوسُ وتشمخُ الأفكارُ وبحبهِ الأرواحُ تسمو حيثُ لاحسدٌ ولا حقدٌ ولا استكبارُ

إن ما شد الشاعر ليس صخرك يا أحد ، وهنا استعارة مكنية ، حيث جعل أحد كعاقل ينادى ، وكذلك الأحجار لا يغرم بها الإنسان وهنا استعارة مكنية أخرى

ثم يبين الشاعر لنا ما الذي شده في أحد ، إنه حب النبي صلى الله عليه وسلم، وبحبه تخضوضر الأشعار وهنا أستعارة مكنية حيث شبه الأشعار بالأرض التي تخضوضر، وهي صورة رائعة جميلة.
وبحب الرسول تشفى القلوب من الهوى ، أليس القلب له أدواء ، ودواءه حب الرسول صلى الله عليه وسلم، بل بهذا الحب يتخلص القلب من تعلقه الدنيوي ليصفو ، بأفكار شامخات ، همها الدين ، وكأن هذه الأفكار جبال شامخات .
وهذه الأرواح التي تسمو بحب النبي صلى الله عليه وسلم عن كل حب دنيء ، وعن كل حسد وحقد واستكبار،ـ فحب الرسول صلى الله عليه وسلم يضفي على النفس تواضعاً رائعاً وقناعةً ورضى.

أو غيرهِ صلى عليه الله في ملكوتهِ أوغيرهِ المختارُ أوغيرهِ يُعطى لواءُ الحمدِ في يومٍ لشدته يشيبُ صغارُ مدحي لغيركَ فيهِ بعضُ تكلفٍ ومديحُ قدرك عزةٌ وفخارُ وبشسعِ نعلكَ هذه الدنيا وهل ْكجلالِ قدركَ تمنحُ الأقدار صلى عليك الله يا علمَ الهدى ما نامَ ليلٌ واستفاق نهارُ

فهل غير الرسول صلى الله عليه ، وهل أختار شخصاَ غيره لتحمل الأمانة، وأرى هنا أن الشاعر إن قصد أنه الوحيد الذي أختير لحمل الرسالة فقد أخطأ ، وإن قصد أنه الوحيد الذي أختاره الله من بين العرب والعجم في وقته لكان كلامه صحيحاً .
كما أن الله تعالى صلى على غيره من الأنبياء والرسل

ثم يتسائل الشاعر سؤالاً تقريراً ، ليقرر أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الوحيد الذي يعطى لواء الحمد يوم القيامة يوم يشيب الولدان الصغار لهيبة اليوم العظيم
ثم يقرر ان مدحه لغير الرسول صلى الله عليه وسلم قد يكون فيه تكلف ، لكن مدحه لرسول الله لا تكلف فيه أبداً.
وهذه الدنيا لا تساوي شسع نعلك ، فلن يكون هناك في الدنيا كقدرك ولن تمنحنا الأقدار ذلك وهنا جناس ناقص بين قدرك والأقدار ولكل من الكلمتين معنى يختلف عن الآخر

ثم ينهي قصيدته بالصلاة على النبي ما نام ليل وهنا استعارة مكنية حيث شبه الليل بالإنسان الذي ينام وحذف المشبه به وكذلك فعل في قوله واستفاق نهار


بارك الله فيكم جميعاَ

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المختار الأمين
وبعد..
قبل أن أكتب شيئاً عن هذه الدراسة التي ألبست روح القصيدة بلاغة النثر على جسد من شعر أكتب لكم عن مناسبتها
فقد كُلفت باعتباري طبيب صحة مدرسية(سوري مقيم في المدينة المنورة) بزيارة مدرسة قريبة من جبل أحد وذهبت في ساعات الصبح الأولى وكانت تهب نسمات باردة تذكر البشر بأن الفصل شتاءً فهنا الجو يميل للحرارة حتى في شهور فصل الشتاء وأخطأت الطريق وإذ بي وجهاً لوجه أمام مثوى الصحابة الفقراء الذين كانوا لايملكون من متاع الدنيا إلا مايقيم أودهم ضحوا بكل شيء لنشهد نحن بعدهم أنه لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتوجو تضحياتهم بارتفاعهم شهداء ذوداً عن الرسول والرسالة التي أعلت قدرنا نحن العرب والمسلمين وقدمت للبشرية خيرالمبادئ وخير الرجال ، واختلطت دموعي الساخنة بلسعات البرد فبكيت في تلك اللحظات وبكيت وأنا أكتب القصيدة وأغص بالبكاء كلما قرأتها وبكيت وأنا أقرا الدراسة النقدية لها جزاك الله الخير ياأخي عدنان ويأخوتي كلكم..
وأستغفر الله العظيم على مافرطت وأصلي وأسلم على من ينادي يوم الفزع الأكبر أمتي أمتي أمتي ويقول الله له لاتدري ماأحدثوا من بعدك أو كما ورد..
تركوا المسجد الأقصى في عهدة ثلة أبطال تحاصرهم الدنيا ولا أبا طالب لهم ولاصديق يخفف عنهم ولافاروق يشد إزرهم

بارك الله فيك أخي الحبيب الدكتور حمدو على مرورك الطيب الكريم


دمت بألف خير وننتظرك بكل الود