[[align=center]size=7]عندما تموت الملائكة
للأديبة .. صابرين الصباغ
قراءة انطباعية ... سعيد سالم[/size]]بسم الله الرحمن الرحيم"اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون (النمل28) قالت يأيها الملؤ إني ألقى إلى كتاب كريم (النمل29) صدق الله العظيم..هكذا تعلمنا القطع السينمائي الحديث من كتاب مقدس مضى على نزوله أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان.الأحداث التي لابد أنها وقعت فيما بين لحظة استلام ملكة سبأ للرسالة من سليمان وبين دعوتها لمستشاريها لتسألهم الرأى ،كلها حذفت تاركة للقارىء والمستمع حرية الانتقال من الزمان والمكان حسب تصوره.
اذكر هذه الآيات الكريمة لأنها وردت على خاطري بينما أقرأ رواية صابرين وأنا منسجم -بالمعنى الفني- من قفزاتها الرشيقة المتكررة عبر الرواية بين الزمان والمكان دون أية فواصل تمهيدية بالسرد أو باستخدام رموز الفصل المطبعية بين الأجزاء.
لم أكن أتصور أن تجيد الشاعرة هذه الألاعيب الحرفية الروائية الماهرة حين تبدأ الرواية على لسان شخصية نظن أنها عابرة ولامحل للاهتمام بها بهذا القدر منذ الصفحات الأولى باعتبار أن الراوية الحقيقية-كما سيتضح بعد ذلك- هى الممرضة البطلة..وإذ بنا نكتشف أنهما شخصية واحد، وأن الفلاش باك تم زرعه بطول الرواية بمكر فني مثير، على غير ما جرت العادة عند معظم الكتاب حين لجوئهم إلى الفلاش باك بشكل تقليدي واضح.
الرواية تثير تساؤلات عديدة استطاع أن يبرزها بمهارة نقدية الأستاذ الناقد إبراهيم خطاب الذي أجاد تشريح العمل وتقديم مفاتيحه للقارىء، بل انه ساعدني على المزيد من التعمق فى فهم دلالات الرواية.
لماذا الصفحة الأخيرة فارغة إلا من سطور منقطة؟..لماذا لم تقل لنا الكاتبة هل تم اغتصاب الممرضة أم أنها أفلتت من المجرم؟..لم تذكر لنا المؤلفة ابن من هذا الطفل الذي تعذبت بولادته.. من تزوجت وكيف ومتى..ما قصتها مع حبيبها الضعيف المتخاذل..إن أجمل مافى هذه الرواية أنها لم تقدم أجوبة صريحة عن هذه الأسئلة.
سعيد سالم