طفولتي .. تأملات مجنونة .. !!

تُخالِجُنا أفكارٌ غريبة - ربما - في مراحل مبكرة من أعمارنا ..

كنتُ صغيراً عندما سمعتُ الدكتور"مصطفى محمود" على التيليفيزيون يقول : أن النحلة ترى الألوان بصورة مختلفة عن رؤيتنا لها فهيَ ترى اللون الأخضر لأوراق الأشجار رمادياً بينما ترى الوردة الحمراء على أنها زرقاء ، وهذا عائدٌ إلى درجة الأشعة في عينها والتي تختلف عن درجة الأشعة في أعيننا وهكذا تتراوح الرؤى نسبياً بين جميع المخلوقات على حسب أشعتها البصرية .. بنفسجية .. فوق الحمراء .. وتحت الزرقاء ..

وكان مدرس القرآن يرتـّـل لنا قول الله تعالى : { يراكم هوَ وقبيلهُ من حيثُ لا ترونهم } ..

بينما كان مدرس التوحيد يخبرنا عن رسول الله صلى الله عليهِ وسلم أن في الجنة ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سَمِعَت ولا خطرَ على قلبِ بشر ..

وعلّمني جدي رحمه الله أن بعض الحيوانات ترى الجان كـ الكلاب والحمير ، وبعضها الآخر يرى الملائكة كـ الدّيَكة ..

[blink]فانقدحتْ في ذهني يومها فكرة غريبة ومجنونة ..[/blink]

بما أن مقدرتنا على النظر محددة ، وحكمنا على الألوان وحتى الأشياء غير حقيقي بـ المُطلق ، بما أن رؤيتنا للألوان محكومة بالدرجة الإشعاعية لأعيننا وعليه فإننا نختلفُ مع النحلة مثلاً في كون الوردة حمراء أو زرقاء .. إذاً يبقى لونها الحقيقي في علم الغيب ، وبما أن إبليسَ وقبيلَهُ يروننا من حيثُ لا نراهم ، إذاً هم يملكونَ في أعينهم مقدرة إشعاعية تختلفُ درجتها عنها في أعيننا تماماً ، كذلك هو الأمر وبصورة مختلفة - بالتأكيد - بالنسبة للملائكة ، تنسحبُ الفلسفة ذاتها على بعض المخلوقات .. إذاً نتيقنُ بأن رؤيتنا للأجسام أيضاً غير حقيقية ولا مكتملة وعلمها عند الله ، ولعله ثمة ألوانٌ وأجسامٌ كثيرة بيننا لا نراها نحنُ ولا الملائكة ولا الجان ولا أيٍ من مخلوقات الله .. !! .. وقياساً على ذلكَ الأسماعُ والخواطر والأفكار .

فلما لا تكون الجنة بينَ أيدينا ، وما يبدعه الله تعالى يومَ القيامة هوَ إعادة تأهيل لـ حواسنا ومداركنا لـ نرى ما لم نكن نراه ونسمعُ ما لم نكن نسمعه ونفكرُ بما لم يخطر على قلوبنا من قبل .. ؟

وعندما كبرتُ وترعرعتْ معلوماتي ومداركي ، علمتُ عن رسول الله صلى الله عليهِ وسلمَ أن الجنة في السماء ، عندها خابتْ إشراقتي ، غيرَ أن الفكرة - فيما دون مكان الجنة - وبكل غرابتها المشوّقة مازالت تشغلني حتى اليوم .

هي ليست تأملات مجنونة ..بل هي تأملات لا لون لها ولا شكل
ولكن لها وقع في النفس ..!


عبدالله الخميس تحياتي الطيبة لتأملات طفولتك البرئية ولك الآن

أجمل المنى ..إعجابي وتقديري

*
*
*

تحية ورد
نـورا

رائع ماسطرته هنا أيها الاخ المكرم

والله أن في الارض لجنــــــــــــــة
غفل عنها الكثيرون

هي .... قلب عبد الله .. المؤمن حقا ٌ

هذا من ناحية

من جانب آخر

نحن نختلف عن النحلة وعن ابليس
أن أعيننا ترى جانب من الحقيقة .... فحسب

أنت ترى جانب من الهرم
وأنا أرى جانب آخر

وقد نتخالف

فيحارب بعضنا بعضاٌ


ممتن لك ايها الحبيب

الأخ الأديب القاص عبدالله الخميس

أحييك على ما خطه قلمك وأنت تستذكر ما مر بزمن الطفولة ,

وما يختلجها من تأملات وتساؤلات قلما نلقى لها أجوبة.


والتثبيت تكريما لك ولذكريات الطفولة.

تحياتي

[size=4][align=center]تأملات جد جميلة تنم عن خواطر مبدعة
لاننا اخي ادراكاتنا للاشياء محدودة وهذا والله يزيد من ايماننا بالغيب
وبان هناك عالما آخر نقترب منه كل يوم
جزاك الله خيرا[/align][/size]

السيدة .. نورا القحطاني ،،

أسعد الله أوقاتك بكل خير ..
تمليكِ لأحرفي سيدتي يفرحني ويبعثُ على اعتزازي أيتها الأنيقة ..
تقبلي مني بالغ امتناني ..

لكِ الود .

[line]

السيد .. خليل حلاوجي ،،

طابت أوقاتك بالفرح سيدي ..
ذكرني كلامك ببعضِ كلامٍ لابن القيم رحمه الله في "مدارج السالكين" .. يقول :
{سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة وقال بعض العارفين : إنه ليمر بالقلب أوقات أقول : إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب وقال بعض المحبين : مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها قالوا : وما أطيب ما فيها قال : محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والإقبال عليه والإعراض عما سواه } .

لكَ مني بالغ الود خليل .

[line]

السيد .. عادل العاني ،،

متعك الله بكل أسباب السعادة ..
أشكرُ لكَ كلماتك الطيبة سيدي ..
ولا يفوتني شكركَ على تثبيت الموضوع ..

أسأل الله تعالى لي ولكَ الثبات والتثبيت أيها الطيب ..

لكَ الود .

[line]

السيدة .. ندى الصبار ،،

أسعد الله أوقاتك ..
أحسنتِ سيدتي إدراكُنا لمحدودية إدراكنا يزيدُ في إيماننا بالله تعالى في الوقت الذي يحفزنا فيه للمعرفة واكتشاف مجاهيل عوالمنا وأنفسنا التي لا تنقضي ..

لكِ الود .

حياك الله أخي الفاضل / عبدالله الخميس

فإذا كان هذا ما يخالج فكرك وأنت صغير ... فلنا الله وانت بيننا كبير القدر والمقام .
وجزاك الله كل الخير لروعة التأمل والمحوارة مع النفس .

خالص التقدير لروعة التفكير .

جميلة تخيلاتك الطفولية وهذا يدل على سرعة البديهة ..............كل التقدير لك

الأخ الفاضل عبدالله الخميس


رائعة دهشة الطفل عندما يكتشف ويبني الكثير من الأفكار على مايكتشفه ومايتلقاه من إجابات على أسئلتة00

توقفتُ أخي الكريم وقفة تفكر مع تأملاتك ومابنيته عليها وأراك أهديتني بها فكرة تؤكد لي بإنَّ الله تعالى فضّل الإنسان على كثير مما خلق من مخلوقات حتى في مايراه من ألوان إذ لاعين تراها بذات الجمال والتناسق البديع الذي تراه به عين الإنسان ربما لاحتياجه ليدركها ويوظفها في الحياة، وربما لما تسهم فيه الألوان من التأثير النفسي على مشاعره ومن الممتع أن جعل سبحانه وتعالى للدهشة نصيب كبير في نعيم الآخرة

تحياتي لك وإعجابي بجميل ماعبرت عنه

دمتَ متأملاً

سيدي عبد الله الخميس

اظن العناية الالهية بخصوص النظر والتأملات

خلقت تفاوت بين الكائن والاخر

لحكمه الهية اخذت تسري في وجداننا لنسال

ولربما ما اعتقد ان هذه الحكمة ان نتعلم او انسال التغير في الكائنات

وان نطمح لنسعى له

فما اجمل ان ننظر الى شئ بنظرة يختلف عنها الجميع


اقبل مروري سيدي