لا تستائي ..
هي دمعة ، تعبرُ بتثاقل ،
بخطواتٍ .. ناءت منها الوجنة ..
تتحدرُ ، كمطرٍ أسود
يُغرقُ كروم العنبِ
وبساتين الوردِ بخدي
وبطنُ ودادي ؛ يمورُ ويحكي
قصصٌ تٌحكى ،
بلسانِ الأيام ..
سأجمعُ بُخارَ الماءِ الأسود
وأصنعُ حِبري
أعجن ببعضٍ منه ، دقيق الحرفِ
وأقدمُ إليكِ أحلى الكعكات ..
وأداري عنكِ ،
وجهاً محترقاً من لفحِ الشوقِ
وفحيحِ الآهات ..
لا تستائي ..
أطفالُ الفرحِ الخُدج
يبكون جياعا ، و القمر فوقي
يُودعُ دنيايَ ويبكي
في وهجِ الصبحِ
بكلمات ...
لا تستائي ..
إن شاهدتِ الدمعَ ،
يغمرُ أفقي الفسيح ،
يشلُّ أوراقَ الخزامى بحرفي ،
يُغلِّفُ عبقَ الورودِ
بالسواد.. كأنه شبحٌ كسيح ..
المطرُ الأسود ، يعبثُ
بالزمان ، بالمكان ، يمدُ أذرعهُ
حولي ويخنقني ،
في سكون ..
راقبي الزوابع تعصرني
من بعيد ..
راقبي قلبي الكئيب
وقد تلوى في اظطرام ..
أشجارهُ .. مات بها الحفيف ..
راقبي كيف لَـفَّـتْهُ أجنحةُ الظلام ..؟
و زيحَ عنه ستار النوم ..؟
حين مُزقت الجفون ..
لا تستائي ..
إن غيبتْ أمطاري السوداء
لُجَجُ سكوني ، فالأجفان لا زالت
تنفُضُ رحلة الأحلام ..
والدمعُ يجبُرُ ما اعتراني من كسور
حين نسيتِ وزنه عند الرجال ،
ولمن يكون .. ؟
:
تحياتي