أحدث المشاركات

ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» دعاء لا يهاب ! _ أولى المشاكسات» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: يا فرحــــة .. ما تمت!

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي يا فرحــــة .. ما تمت!

    يا فرحــــة .. ما تمت!
    (أصوات ومشاهد)

    قصة قصيرة، بقلم: حسين علي محمد
    .......................................

    *صوت أول:
    كان الغناء يتصاعد شجيا، وكانت جوقة المنشدين تهتز يمنة ويسرة، وكان الشيخ "محجوب" ذا وجه مضيء كالبدر وصوته يتصاعد بالنداء الروحي الجليل، فيهفو إليه اليمام والعصافير والعنادل التي طلقت الغناء منذ وقت طويل!
    وكانت زوجته "باتعة" تطفئ الأنوار، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وتذكر كيف حاول "محيي" (أخو زوجها الأصغر) إغواءها، فدفعته في صدره، وقالت له في نبرة لا تخلو من عتاب:
    ـ أنا أمك يا محيي، لقد تزوجت أخاك وأنت في السابعة!
    قال في وقاحة:
    ـ ولكنه مشغول عنك بأذكاره ومواجيده!
    *مشهد أول:
    قال الراوي:
    قريتي العصايد، مركز ديرب نجم، محافظة الشرقية (ومهم أن نذكر اسمها هنا) قرية من خمسة آلاف قرية مصرية، تضم نحو ستة آلاف نسمة، وهي قرية أم لمجلس قروي العصايد الذي يضم معها سبعة بلاد أخرى.
    أُنشئت في قريتي عام 1962 وحدة مجمّعة تضم مستشفى، ومكتب بريد، وسنترال تليفونات، ومدرسة ابتدائية، ومكاتب لمقر المجلس القروي.
    وبالطبع، كمبنى أي وحدة أنشأتها الإدارة المحلية أنشئت في المبنى قاعة مسرح كبيرة لم تشهد إلا خمسة اجتماعات جماهيرية حضرها رئيس مجلس المدينة (مصطفى بيه الجندي) وأمين منظمة الشباب (بدر بدير)، وكان الشيخ أحمد أبو سليمان يقود هتافات الجماهير التي تزلزل البلاد السبعة للمجلس القروي:
    ـ يحيا جمال عبد الناصر. يحيا مصطفي بيه الجندي!
    وكانت هذه الهتافات تتخلل اللقاء بمعدّل هتاف كل خمس دقائق، وأحياناً بعد دقيقة أو دقيقتين إذا حدث طارئ وذُكِر اسم الزعيم الخالد!
    وقد كف الشيخ أحمد أبو سليمان عن الهتاف بحياة "مصطفى الجندي" ـ مؤخرا ـ بعد أن نبّه عليه رجل مهم بأن عليه ألا يذكر مع اسم الزعيم (جمال عبد الناصر) اسم أي شخص آخر!
    **
    *صوت ثان:
    قال أبوها (الشيخ محجوب):
    ـ البنت لم تعد منذ يومين إلى البيت يا باتعة!
    قالت أمها:
    ـ إنها تتأخر في فصول الاتحاد الاشتراكي، فتبيت عند خالها في ديرب نجم!
    ـ ولكن خالها له أولاد في مثل عمرها، وعلى "وش جواز"!
    ضحكت، وربتت على فخذه وهي تقول:
    ـ بنتك مؤدبة يا حاج "محجوب"، ليست من بنات هذه الأيام! وأشرف وأحمد ابنا سليم أخي مؤدبان، وحييَّان كالبنات، ولا يفعلان العيب!
    *مشهد ثان:
    وقفت باتعة على حافة الموج، كانت الرياح عاصفة .. أحست بالشمس تقترب من رأسها، كانت ملتهبة، ويد خبيثة تدفعها تجاه البحر، هوت رجلها ولكنها تعلّقت بفرع شجرة صفصاف، وحينما خرجت إلى الشاطئ ناجية وجدت فراشا أحمر، فوقه بعض الكراسي .. وناس كثيرون يشكلون نصف دائرة، تستمع بشغف إلى خطيب أو مغن أو ما شابه. تمشت، فوجدت أختها "سامية" جالسة تأكل عنبا أبيض، فمدت وأخذت عنقودا قبل أن تعزم عليها أختها!
    وصحت من النوم، وهي تحس بطعم العنب في فمها!
    ونادت عل ابنتها "حنان" لكي تأتي لها بكوب ليمون يبل ريقها الناشف، فلم تجدها!
    **
    *صوت ثالث:
    ترك الشيخ "محجوب" الدراسة وهو في السنة الثالثة بكلية الحقوق ـ كلية الوزراء ـ التي ألحقه بها أبوه ـ شيخ الطريقة ـ قبل أن يموت!
    خلع البذلة، وارتدى الجلباب، ولبس العمامة والطربوش!
    أصبح الكبار والصغار من مريديه لا يتركون بابه، ويتكلمون في حضرته بصوت خفيض! ويتمنى أحدهم لو يطلب منه "لبن العصفور" ليحضره أسرع من جن سليمان عليه السلام!
    لم يكن يتعس الشيخ "محجوب" إلا مرأى أخيه محيي ذي الشعر المشعث المغبر، والذي صار في الخامسة والأربعين، ويرفض الزواج، وسلوكه ليس فوق مستوى الشبهات!
    *مشهد ثالث:
    قال أشرف ـ وهو ينظر في صفحات كتاب ضخم من كتب الجامعة ـ لحنان:
    ـ لماذا لم يتزوج عمك الأستاذ محيي؟
    ضحكت:
    ـ يقول إنه مازال صغيرا على الزواج!
    قال ـ وهو يخفي وجهه في الكتاب ـ:
    ـ الناس يتحدثون عنه حديثا …
    قاطعته:
    ـ الناس لا يتركون أحدا في حاله!
    **
    *صوت رابع:
    كان أشرف يكبر حنان بخمسة أعوام، هو في السنة النهائية بكلية التجارة بالقاهرة، وهي بالفرقة الثانية بمدرسة التجارة الثانوية بديرب نجم.
    يصحو في الفجر، يصلي في المسجد، ويفطر، ويركب أول حافلة للزقازيق في الخامسة والنصف صباحا ليلحق أول قطار متجه إلى القاهرة في السادسة والربع.
    وما بين الرابعة والسابعة مساء يعود!
    يقرأ دروسه ساعتين أو ثلاثا كل يوم، وينام قبل العاشرة والنصف، وأحيانا بعد صلاة العشاء مباشرة.
    *مشهد رابع:
    قال الراوي:
    … وكأي "وحدة مُجمَّعة" جاء لوحدتنا جهاز تليفزيون، منذ متى؟ الله وحده يعلم! .. المهم أننا أردنا أن نعمل حفلاً بمناسبة العيد الخامس عشر لثورة 23 يوليو، ووافقت الجهات المعنية على ذلك، واخترنا مسرحية وطنية لسعد الدين وهبة، ومسرحية إسلامية لمحمد محمود شعبان، وبدأ عامر علي عامر يُعدُّ لإخراج الحفل.
    **
    *صوت خامس:
    ضحكت حنان، وأشرف يقرصها في خدِّها الذي احمرّ بلون التفاح الأمريكاني الذي يراه محمد معروضا في محلات الزمالك حينما يذهب لزيارة خالته "وداد"، زوجة المستشار التي لم تنجب، وتعده ابنا لها، وتقول له:
    ـ سأزوجك بنت الباشا!
    ـ هل مازال هناك باشوات يا خالة؟
    ـ نعم! الزمالك كلها باشوات
    قالت حنان:
    ـ سأقول لعمتك باتعة أنك تعاكسني!
    رفع يديه إلى فوق علامة التسليم، وكأنه بقول: أنا لا أقدر على أمك يا حنان!
    وأضاف في استسلام:
    ـ عمتي باتعة صعبة!
    *مشهد خامس:
    قال لنا الأستاذ محيي ـ حينما زارنا ليطّلع على بروفات المسرحية الإسلامية ـ وهو ناظر المدرسة الابتدائية بالقرية، وأكبر متحدث في السياسة والأدب والمجلات الخليعة التي تصدرها "بلاد برة" ولا يطلع عليها أحد في مصر، وأخو الشيخ محجوب شيخ الطريقة الصوفية في إقليمنا:
    ـ بدل الحفلة .. خلوا التليفزيون يشتغل؟
    ـ أي تليفزيون يا أستاذ محيي؟
    ـ التليفزيون المرمي في مخازن المجلس.
    ـ ولماذا لا يطلع من المخازن ويشتغل؟
    ـ لأن فيه عطلا فنيا يا سيدي؟
    (ولا ندري كيف يكون هناك "عُطل فني" وهو لم يُستعمل على الإطلاق! اللهم إلا إذا كان السيد أمين المخزن يدير الجهاز في المخزن، ويشاهده مع كافة محتويات مخزنه: من الأكياس، والكراسي، والأوراق، وصفائح العسل، والفئران التي تستطيع أن تأتي على مزروعات عزبة صغيرة ـ مثل عزبة الدكتور عبد الوهاب مورو المجاورة ـ في ليلة واحدة!)
    **
    *صوت سادس:
    ضحكت حنان وأحمد يشد يديها، ويتحسس شعرها، وينظر بشهوة من فتحة الفستان ليرى منابت ثدييها:
    ـ سأقول لأشرف أخيك!
    قال في صوت واهن:
    ـ أشرف مشغول ببنت الباشا التي ستزوجها خالتي له!
    وشد يدها مرة ثانية، ولواها ـ وهي تقول ـ:
    ـ لن أجيء إلى بيتكم مرة ثانية!
    *مشهد سادس:
    … بدأنا حملةً لتمويل الحفلة التي سندعو إليها المحافظ، ورئيس مجلس المدينة، وأمين منظمة الشباب، واقترحتُ أن نأخذ من كل أسرة ـ بإيصال ـ خمسة قروش.
    وحينما بدأنا عملية تمويل الحفل، قال لنا الفلاحون والطلاب والموظفون والنساء والأولاد الذين لم يخرجوا من البيضة بعد ـ في نَفَسٍ واحد ـ:
    ـ خلوا التليفزيون يشتغل.
    وقال لنا طلاب المعهد الديني بالزقازيق:
    ـ كل القرى المجاورة للزقازيق تليفزيوناتها تشتغل، والناس يشوفون النشرة، وحلقات المسلسلات، ومصارعة محمد علي كلاي، وخطب جمال عبد الناصر، ورقصات نجوى فؤاد!
    وقال لنا الأهالي والمسؤولون ـ وكأنهم على اتفاق ـ:
    ـ متى سيشتغل التليفزيون؟ ..
    وعملنا اجتماعاً مع رئيس المجلس القروي، ووكيلته، وحمل رئيس المجلس التليفزيون في سيارة المجلس إلى ديرب نجم، وعاد في آخر النهار ليُفاجئنا بالخبر المثير: إن إصلاح الجهاز سيتكلف عشرين جنيهاً.
    **
    *صوت سابع:
    أحمد متوهج المشاعر، يحب كل شيء في حنان. صوته يجلجل في أذنيها دائما، ويقول حكايا لا نسمعها لنكتبها هنا، وأشرف بعيد .. بعيد عند خالته "سامية" التي ستزوجه بنت الباشا في الزمالك ..
    حنان تستجيب لأحمد، وأحمد صغير "على قدِّها".
    قالت باتعة للشيخ محجوب:
    ـ أشرف طار منا إلى قصور الزمالك.
    ـ وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين!
    ـ أحمد ولد حبُّوب!
    ـ ربنا يحفظه بفضله وكرمه..
    صمتت برهة، ثم قالت بصوت خافت:
    ـ أحمد فيه البركة .. أشرف ابن أمه!
    أفاقت على صوت الشيخ محجوب:
    ـ ماذا تقولين؟
    قالت وهي تقوم، وتنفض ثوبها من بعض الغبار الذي علق به:
    ـ خالة أشرف ـ زوجة المستشار العاقر ـ تقول إنها ستزوجه بنت السلطان!
    *مشهد سابع:
    أحست حنان ـ مع أحمد ـ أنها تخطّت الزمان، والمكان .. أصبحت نجمة تحلق في الشفق البعيد، أو نسمة حرة تنطلق في ملكوت الله، وكانت تعود بعد العشاء فلا يسألها أبوها: لماذا تأخرت؟
    **
    صوت أخير:
    كنا قد جمعنا من الأهالي خمسة عشر جنيها، وقال لنا الأستاذ محيي:
    ـ الحفلة ليست مهمة يا أساتذة. الأفضل إصلاح التليفزيون!
    ورددت القرية ما قاله الأستاذ محيي:
    ـ الأفضل أن التليفزيون يتصلّح!
    وتطوع بعض الزملاء لجمع خمسة قروش من كل طالب إعدادي، أو ثانوي، أو جامعي، ويقال إن بعض الفلاحين دفعوا عشرة قروش، وبعضهم أقسم بالله ألا يدفع، وألا يُشارك في منكر، واعتبرناها حجة لعدم الدفع بالتي هي أحسن!.
    *مشهد أخير:
    ابتسم المصور رافعا قبعته، فبدت رأسه الصلعاء كبيرة، وبيضاء، ولامعة، وهتف أحمد أبو سليمان بحرارة "يحيا مصطفى بيه الجندي"، وأظهر الشيخ محيي مجلة مليئة بالصور العارية التي تظهر فيها النهود والأرداف بدون ورقة التوت، وتوقفت حنان عن الكلام المباح، فلن تسعفها الكلمات لتصف كيف أحست وقع أول قبلة من أحمد في فمها، كان صوت أبيها ينشد مواجيده التي تترقرق عذبةً في الفضاء العالي، وكانت تحس أنها تحتوي العالم كله في صدرها، وكان خدر غريب يسري في أطراف جسمها، وكان جمال عبد الناصر يقول إن اليهود وصلوا إلى قناة السويس، وإنه سيتنحّى لمن يقدر على إدارة الصراع في هذه الفترة، وخطب الشيخ إبراهيم حمزة (الإخواني القديم) قائلاً: إن اللعنة تطاردنا لأنا ابتعدنا عن منهج الله!، وادّعى (الأخوة المسيحيون) أن العذراء تظهر في الزيتون، وظهرت في قرية مجاورة واحدة قيل إنها حملت بدون زواج وقالت إن هتلر أتاها وبشرها بالنصر على اليهود، وأنها ستلد طفله! وكان التليفزيون يعرض رقصة مجنونة لواحدة تفتح ما بين ساقيها حتى أقسم الشيخ عبد المقصود أن هذا إفك قديم، وأنها تُظهر مالا يحق لأحد غير زوجها ـ إن كانت متزوجة ـ أن يراه، وولدت "معزة" عبد الجواد صاعد خمسة توائم، قيل إن أحدها يحمل رأس إنسان، وادّعى خليل أبو مبروك أن "أم محسن" التي ماتت وهي تلد في الحرام على يدي حلاق القرية أنها قالت إنها حملت من جني نصراني كان متلبسا بها! وكان طلق ناري يخترق الظلام!
    وحمامة بيضاء تسقط في الظلال الباهتة مضرّجة بالدماء!
    وجهاز التليفزيون ينفجر، كأنه قنبلة، ويعم الظلام كل شيء.

    القاهرة 23/9/1970م
    (من مجموعة "أحلام البنت الحلوة"، ط1: 1999م الإسكندرية، ط2: المنصورة 2001م.

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي لمسة نقدية

    نص قصصي يضج بالمتناقضات التي نجح الكاتب في استدعاء مشاهدها ورصفها بخبرة فنية عالية ..
    هذا يسمى في الفن التشكيلي ب" الكولاج ،" ، وكنت قد لمسته في تجربة الدكتور حسين عبر نصوص أخرى لكنه يستعيد هنا حياة البشر الممسوسين بحب الحياة في قريته العصايد بصورة حسية كاملة وعبر مشاهد تضج بالحيوية .
    في زمن جمال عبد الناصر ، حين تلبستنا الهزيمة وأجبرتنا على مراجعة أوراقنا كانت هذه المشاهد المغرقة في قتامتها وانكساراتها .
    يحتشد الكاتب لهذه البانوراما المشهدية التي تشبه" جدارية " فنية يلعب فيها الموقف الدرامي الدور الرئيسي ، وبغض النظر عن الأسماء التي رصعت النص فإن فكرة الأساطير وما تتلبسها من خرافات تظل هي الشيء الأهم والأخطر .
    لي دراسة حول مجموعة الدكتور حسين علي محمد " مجنون احلام " ، أتمنى ان أبثها هنا فهي تفتح طاقة معرفية على تجربته المميزة ، المتفردة .

    تحية لهذا القلم الراسخ المثقل بالموهبة .
    وياه .. ذكرتنا بأيام زمان ..
    مثلما تذكرت الماضي البعيد وانا امر الآن باحزان تثقل القلب .
    لم يعد هناك مكان للفرح .
    ضحكت علينا الأيام ومنحتنا ظلا لابتسامة
    ثم تركتنا مشردين في العراء.
    ورغم ذلك فنحن نحبها ولا ننساها أبدا !

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 91
    المواضيع : 2
    الردود : 91
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الجميل د/حسين محمد على
    ليت الزمان يعود يوما لأشاكسك كعادتى معك دائما والصديق د/ صابر عبد الدايم
    ( يا فرحة ما تمت ) من مجموعة ( أحلام البنت الحلوة )
    أولا : من الواضح الحرص الشديد للكاتب على التعامل مع التراث بحرفية كبيرة وإقتدار , وهذا يبدو لنا للوهلة الأولى فى ( سبعة مشاهد ) و ( سبعة اصوات ) ومن المعروف مدى قيمة هذا الرقم ( سبعة ) تراثيا , عبر مختلف الكتب والأديان , ضف الى ذالك الإسقاط على الحقبة الناصرية , وخاصة على حال القرية المصرية باالتحديد والتى تعتبر بمثابة , أصدق تعبير عن حال مصر كافة , إن لم يكن العالم العربى كله , فى هذه الحقبة 000
    ثانيا : من الأشياء التى استوقفتنى كثيرا فى هذا العمل , بداية ( الصوت الثانى ) _ وقفت باتعة على حافة الموج
    ونحن هنا بصد د حلم باتعة الكبير والذى سرعان ما تفيق منه , وكأن آثار حبات العنب الأبيض ,مازالت عالقة بشفاهها
    وفى الصوت ( الرابع )
    _ سأزوجك بنت الباشا
    وكأن هذه الجملة هى بمثابة النذير , على ترك أشرف لمحبوبته القروية البسيطه (حنان)الى ان ينتقل بنا الكاتب فى سرعة كادر الكاميرا , إلى حنان ومشاغبات (أحمد الصغير) معها وهو أخو أشرف ايضا ( الحب القديم ) إلا ان الفارق هنا ان مشاغبات أشرف , كانت قائمة على الحديث الشفاهى فقط , ولكننا هنا أمام أحمد , مشاغبات تبدأ بااليد , وعلينا ان نتوقع _ نحن _ نهايتها 000
    ثالثا :
    _ قدمت (حنان) التنازل يعقبه التنازل
    _ قال عبد الناصر أن اليهود وصلو قناة السويس
    _ عبد الناصر يعلن التنحى
    _ العذراء تظهر فى الزيتون
    _ إمرأة حملت فى قرية مجاورة بدون زواج
    _ ولدت ( معزة ) عبد الجواد صاعد خمسة توائم , قيل أن أحدها يحمل رأس إنسان
    _ حمامة بيضاء تسقط فى الظلال الباهتة مضرجة باالدماء
    وأخيرا
    هل ترون معى أن القضية كانت حول , حنان وأشرف , حنان وأحمد , فى التلفزيون المعطل منذ مجيئة , فى ابناء منظمة الشباب والهتيفة , فى الزمالك الملأى باالباشوات , فى مولانا الشيخ الصوفى الكبير الهارب من واقعة الى الحضرة الذكية , فى تنازلات حنان لأحمد , فى تنحى عبد الناصر , فى حمل إمرأة ما من هتلر , فى جمع الأموال لإصلاح التلفزيون 000؟؟؟؟؟
    أظن ان القضية أكبر كثيرا من كل ما ذكرت , وان ما خطه الكاتب والناقد / حسين محمد على _ صديقى الحبيب_ ليس أكثر من نقطة فى محيط , وعلى القارىء الفطن أن يبحث داخل العمل , ليخرج منه لألئه الكثيره , والكثيرة جدا 000
    هنا إصدراتى الكاملة


    khtab_55@hotmail
    khtab20042005@yahoo

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    قال صديقي الناقد الكبير سمير الفيل:
    "لم يعد هناك مكان للفرح .
    ضحكت علينا الأيام ومنحتنا ظلا لابتسامة
    ثم تركتنا مشردين في العراء.
    ورغم ذلك فنحن نحبها ولا ننساها أبدا!"
    ...
    ذلك ما أشعربه الآن تماماً، أيها الصديق الناقد الشاعر الروائي.
    فهل كان ذلك وراء نشر هذا النص الذي كتبته من أكثر من خمسة وثلاثين عاماً ..؟
    تحياتي.

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    قراءة في قصة "يا فرحة .. ما تمت!!"

    بقلم: ثروت مكايد عبد الموجود
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

    يتخذ الصراع صورة أخرى في قصة «يا فرحة.. ما تمت»، حيث نجد فئتين تكالبتا على المجتمع الذي لم يستطع الصمود:
    فئة ألغت عقلها وتأثّرت بالصخب الإعلامي السائد دون أن تُفكِّر في حقيقة الأمر.
    والحق أن الصخب كان من القوة بحيث يصم ويعمي، فسارت تلك الفئة مع التيار الذي يكتسح في طريقه أي منادٍ بحق..
    وفئة ثانية ألغت هي الأخرى عقلها، واخترعت عالما لها لا صلة له بالواقع، فبينما يتقدم الخلق طرا تجدهم يطوحون أجسادهم يمنة ويسرة كمن به مس، ويتغنون بأناشيد تُخدِّر العقل، وتُدخله في كهف مظلم..
    تتفق الفئتان إذن في إلغاء العقل، ومن ثم لا تجد أي فئة منهما صعوبة في الاندماج في الفئة الأخرى.
    فالمتأثِّر بالخطاب الإعلامي الصارخ يدخل حلقة «الذكر»، ويطوح بجسده كما طوح عقله، دون أن يشعر أنه صوت شاذ في المجموعة.
    لكن المجتمع لا يتحمّل كل هذا الضغط، فينهار في النهاية بعد أن تختلط الأشياء، ويسود اللا معقول، ويُصبح المجتمع أرضاً خصبة لكل غريب شاذ.
    يصور القاص في المشهد الأخير من القصة ذلك الوضع الشاذ الغريب الذي وصل إليه المجتمع بفعل هاتين الفئتين، فيقول: «ابتسم المصور رافعا قبعته، فبدت رأسه الصلعاء كبيرة، وبيضاء، ولامعة، وهتف أحمد أبو سليمان بحرارة "يحيا مصطفى بيه الجندي"، وأظهر الشيخ محيي مجلة مليئة بالصور العارية التي تظهر فيها النهود والأرداف بدون ورقة التوت، وتوقفت حنان عن الكلام المباح، فلن تسعفها الكلمات لتصف كيف أحست وقع أول قبلة من أحمد في فمها، كان صوت أبيها ينشد مواجيده التي تترقرق عذبةً في الفضاء العالي، وكانت تحس أنها تحتوي العالم كله في صدرها، وكان خدر غريب يسري في أطراف جسمها، وكان جمال عبد الناصر يقول إن اليهود وصلوا إلى قناة السويس، وإنه سيتنحّى لمن يقدر على إدارة الصراع في هذه الفترة، وخطب الشيخ إبراهيم حمزة (الإخواني القديم) قائلاً: إن اللعنة تطاردنا لأنا ابتعدنا عن منهج الله!، وادّعى (الأخوة المسيحيون) أن العذراء تظهر في الزيتون، وظهرت في قرية مجاورة واحدة قيل إنها حملت بدون زواج وقالت إن هتلر أتاها وبشرها بالنصر على اليهود، وأنها ستلد طفله! وكان التليفزيون يعرض رقصة مجنونة لواحدة تفتح ما بين ساقيها حتى أقسم الشيخ عبد المقصود أن هذا إفك قديم، وأنها تُظهر مالا يحق لأحد غير زوجها ـ إن كانت متزوجة ـ أن يراه، وولدت "معزة" عبد الجواد صاعد خمسة توائم، قيل إن أحدها يحمل رأس إنسان، وادّعى خليل أبو مبروك أن "أم محسن" التي ماتت وهي تلد في الحرام على يدي حلاق القرية أنها قالت إنها حملت من جني نصراني كان متلبسا بها! وكان طلق ناري يخترق الظلام!
    وحمامة بيضاء تسقط في الظلال الباهتة مضرّجة بالدماء!
    وجهاز التليفزيون ينفجر، كأنه قنبلة، ويعم الظلام كل شيء»( ).
    كنتُ أتمنى أن يكتب القاص هذا المشهد الأخير دون أن يستخدم علامات الترقيم كما فعل «جويس» في جزء من «إليس» أو «عوليس» حيثُ يتدفق تيار الوعي دون حاجز من علامة ترقيم وأخرى.. وهذا المشهد الأخير فيه اختلاط ولا معقول، فلم تقف هذه العلامات حاجزاً؟
    عموماً فقد عم الظلام كل شيء بنكسة 67، وبتلك النكسات التي تُصيب المجتمع من آن لأخر، لتنبه قوة الفساد وسطوته وبطشه أو لتقلب المائدة على الفاسدين. لكن المجتمع سرعان ما ينمو فيه فاسدون جدد، وكأنما أصبح بيئة صالحة للفساد والفاسدين!.
    (2)
    "في «يا فرحة.. ما تمت» تتداخل قصتان في القصة الواحدة عن طريق الأصوات والمشاهد.
    فالصوت يحكي قصة، والمشهد يحكي قصة أخرى..
    غير أنهما متداخلتان، فالأبطال هم المشترك بين القصتين.. والصوت يحكي عن الداخل، بينما يبرز المشهد «الخارج»، ثم تمتزج الأصوات بالمشاهد في المشهد الأخير الذي يعم فيه الظلام بعد أن انفجر جهاز التلفاز، وكأنما ضاق بالأكاذيب التي يُلقيها على الناس!".
    ....
    "وتبلغ لغة الكاتب درجة عالية من العمق والشعرية في ختام هذه القصة [قصة "ثرثرة في المدرج"]: «لا يدري إن كانت سميرة قد غضبت حين قال لها إنه لا يُفكر الآن إلا في مرض أمه، وحصوله على الليسانس، لكنه متأكد أنها لم تشرب الليمون، وأن عصفوراً أحمر على إيشاربها كان يُحاول الطيران، ولكن الدماء كانت تسيل من جناحه المهيض!».
    هنا تبدو قدرة القاص على تركيز الحدث كله في فقرة واحدة مستخدماً بلاغة اللغة وجمالها وعبقريتها.. على أنني لا أدري لِم لمْ يستخدم كلمة «الريح» بدلاً من «الرياح» في قصة «يا فرحة.. ما تمت!» عندما قال: «وقفت باتعة على حافة الموج، كانت الرياح عاصفة»؛ فالريح تستخدم فيما يسوء كريح صرصر .. إلخ، ولعل في استخدام «الرياح» بدلاً من «الريح» دقة هنا، فباتعة امرأة تركها زوجها لمواجيده وأذكاره، وثمة مغريات كثيرة تناديها وتعدها بالسرور واللذة، غير أنها تركت هذه المُغريات العاصفة القوية، واعتصمت بقيمها التي ترفعها كإنسانة بينما كانت ستسقط وتهون لو لبّت نداء حيوانيتها.
    نعم، كانت ستسقط لو أشبعت غريزتها، كما سقطت أمتنا حين جرت وراء الشهوات، غير عابئة بالصرخات التي تأتيها من كل جانب: أن كفى عبثاً.
    ............................
    من كتاب "مسافر ليل: دراسات في فن القصة القصيرة عند حسين علي محمد" لثروت مكايد عبد الموجود.

  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي

    قرأت النص وقراءة في قصة "يا فرحة .. ما تمت!!" بقلم: ثروت مكايد عبد الموجود
    التي أدرجها شاعرنا الجميل والقاص المتمرس د. حسين على محمد لأقف مبهورة بالقدرة الفائقة على التصوير والرسم بالكلمات لتقديم هذا العمل الأدبي المتكامل الرائع
    أرفع قبعة الإعجاب هنا
    مرحبا بك في ربوع الوحة
    ولك خالص التحايا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    نص قصصي حملت مشاهده السبعة تلويحا صارخا بالتناقضات والخزعبلات التي اثقلت فكر الأمة في حقبة من عمر هزيمتها ، فرسمت أسوأ الصور لواقع ما زلنا نتخبط في محاولة موازنة مواطئ أقدامنا لتلافي تداعياته
    براعة في القصة وأداء سردي شائق وتصوير مدهش

    كانت جولتي فيها حصة من ألق

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. يَا غَزَّةُ يَا غَضَبَ اللَّهِ هُبِّي هُبِّي
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 24-10-2023, 03:14 PM
  2. إن تمت بالحب . . تحيا
    بواسطة محمود عبد الفتاح في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 14-01-2016, 06:29 PM
  3. ياَ فَتَاةْ العِشقِْ .. ياَ مَلِيـِحْةْ . .
    بواسطة ياسر مصطفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-10-2014, 02:35 PM
  4. ماتت ولكن لم تمت صدقاً دلال شعر للشاعر د. خليل انشاصي .
    بواسطة خليل انشاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 05-12-2008, 01:38 AM
  5. يَا مِصْرُ يَا فَخْرَ العَرَبْ ( بمناسبة فوز مصر بكأس إفريقيا )
    بواسطة محمد سمير السحار في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 28-06-2008, 02:50 PM