" ابليس و لا ادريس "
بسم الله الرحمن الرحيم.
اتذكر عندما كنّا صغاراً ، في اواخر الستينات . و كيف كان حكم الملك " ادريس السنوسي " في ليبيا في ايامه الأخيرة ، كان ما من يوم يمرّ الاّ و يخرج الاخوة الليبيون في مظاهرات معادية للملك .
و تناقلت لنا الاخبار انذاك . ان الملك سأل مرة احد مستشاريه : ( ما هي الشعارات التي يهتف بها الناس؟...)
فأجاب المستشار بعد تعلثم : ( يا جلالة الملك ! الناس يصرخون []" ابليس و لا ادريس " ]يقال ان الملك رفع يديه الى السماء و قال : اللهم حقق لهم هذا ...
و ما هي الاّ ايام معدودات ، حتى اصبح الملك و الملكية في ليبيا أثر بعد عين ... و جاء القذافي الى الحكم ، و صار الذي صار ، و " استبشر " اللبييون ، و رأوا فيه القائد المحنك ، و المخلص المنتظر ، الذي على يديه سوف تنتقل ليبيا الى قوة عظمى ، و سيحرر كل الشعوب العربية و الاسلامية من " العبودية " ... بل كل شعوب الكون قاطبة ...
و عمل الذي عمل من تخريف و تهريج ، و اصبح اضحوكة العام و الخاص في تهريجه السياسي .
و مؤخراً يخرج علينا هذا القائد الملهم بشطحاته " السياسية " و تخرصاته التهريجية .
حيث شكك الزعيم الملهم في مدى صحة تورط اليهود في ما يعرف بمذبحة " دير ياسين " التي تعرض فيها الفلسطينيون للذبح و القتل . و قال : ان اليهود لا يكرهون الفلسطنيين ، و لا يريدون اخراجهم من فلسطين ..و ذهب الزعيم القائد الى ابعد من ذلك بقوله : ان مذبحة " دير ياسين " هي اشاعة و ليست حقيقة ، لأنّ عرباً من غير الفلسطينيين هم الذين هجموا على فلسطين و أعلنوا الحرب على اليهود ...و المصيبة ان " قائد الثورة الليبية " انشأ موقعاً على الأنترنيت لترويج هذا الهديان ، و هذه الخزعبلات ... و كأني بالقذافي يريد ان يقول : " ان العرب ظلموا اليهود ، و من حقهم ان يدافعوا عن انفسهم ."
هذا ما وصلت اليه قريحة هذا العلامة الفهامة ... اذاً ماذا عسانا ان نقول لمؤسسي " الهجانا " و " الارقون " أمثال : منحيم بيغن ، و اسحاق شامير و غيرهم
أنرد لهم " الاعتبار" ، و نقول لهم " حقكم علينا " لقد كذبنا عليكم ... و ان ماحدث في دير ياسين ، و كفر قاسم ، و صبرا و شتيلا ، و قنا ، و الحرم الابراهيمي في الخليل على يد السفاح باروخ جولد شتاين ... ما هي الاّ " اكاذيب و اشاعات " على حد قول هذا المعتوه .
من اجل كل هذا تيقنت ان دعوة الملك ادريس السنوسي استجابها له الله ...
و ان " ابليس " هذا ليس على الليبيين فقط ، بل على العرب و المسلمين .