رسالة من فلاح في الغربة
بقلم : د. جمال مرسي
تنويه :
أحب أن أعرفكم أيها الأحباب الكرام أن هذه الرسالة على جزئين و هي مكتوبة باللهجة المصرية الريفية التي تقرأ فيها القاف كالجيم المصرية ( التي ينطق بها أهل المدن ) ... اما الجيم في رسالة هذا الفلاح فهي جيم معطشة كالفصحى و هكذا ينطقها أهل القرى في مصر .
و هذه الرسالة طويلة و لذا قسمتها على جزئين و هي قديمة منذ أكثر من 17 سنة أو يزيد و سأتبعها إن شاء الله بالجزء الثاني و من بعده الرد على هذه الرسالة من زوجة عبد القادر و بعدها شريط تسجيل و رد الشريط .
إلى هذا أردت أن أشير كي تظل الأحداث في تتابع أيها الأحباب و أتمنى لكم وقتا ممتعا مع هذه الرباعية
زوجتي الحبيبة :
زينب بنت محمد أبو حمدان
سلامو عليكو
و الله زمان .
من مدة يا زينب ما كتبتش مكتوب
بيني و بينك
البال مش رايق
و القلب ( الجلب ) معذب حيران
من يوم ما سافرت و سبت الكفر
و العقل يا زينب متشتت
و هات يا فكر و ودي يا فكر
يا ترى العيال عاملين ايه .
الواد صميده قرصي ودانو
و شدي عليه .
خليه يذاكر .. عاوزينو يا زينب يطلع بيه
و البت فكرية ؟!
آه م . البت فكريه
وحشتني عيونها العسليه
و الله يا زينب تستاهل دكتور
دكتور ايه ؟! دا و لا مدير المديريه .
و انت يا زينب وحشتيني
فاكره يا زينب لما قابلتك ( جابلتك ) أول مرة ع. الزراعيه ؟
كنت رايح أروي ف. غيطنا في العصريه .
و اما عنيه أجت في عنيكي
حسيت يا زينب إن قلبي بقى في رجليّهْ .
بَعَتّ أيويا الحاج شحاته
و عمي عويضه
و خالي اسد أحمد
عشان يطلبوا ايدك من أبوكِ الحاج محمد
أبوكي يومها يا زينب كان ماسك و متشدد
قال ايه عشان أبويا..
قال له انت اللي هتنجد
طب و ايه يعني اللي جرا
محنا يومها دفعنا مهر كان برضه متعزز
و عملنا أحلى فرح ما حصُلش في المركز
لكن المهم يا زينب ..
أدي احنا اتجوزنا
و بقى بيننا عشره و عيله و عيل .
عشان كده قلت أسافر
أعمل لعيالنا مستقبل
سنه و لا اتنين يا زينب ..
مسيرها تتعدل
لكن أقولك الحقيقة :
أنا دلوقتِ باتحسَّر
من يوم ما بعت البقرة و انا قلبي متكسر
و أقول لنفسي يا وله
دي لقمة العيش وسط عيالك تسوى الدنيا و نعيمها
لو عيش و ملح أهو ربنا بيستر
و ييجي ليل .....
و بعدو نهار
العمر يجري و الصحة تتهدر
مهو احنا هنا يا زينب زي اللي في الساقية
انا و زملاتي نصحى م. النجمه
و يا دوب نصلي ركعتين
و لا حد يعرف احنا فين
عشان كده يا ام العيال مش مالك أكتب لك
و لا حتى في العصاري أقعد و اسجل لك
بس انهاردة قلت فرصة
اليوم اجازه
و انت لك وحشه
جريت بسرعة على أحمد افندي
جارنا في السُكنه
عقبال عندك و عندي
واخد دبلون تجاره
و عندو في المركز عماره
حتة استاذ يا زينب
و الله آخر شطاره
و قلت له يا أحمد أفندي
و الله لتكتب لي جواب
ربنا يعلي مراتبك
و ينوبك ألف ثواب
بيني و بينك يا زينب الراجل ما اتأخرش
شد ورقة و قلم و كتب و لا كدبش
و كل ما قول له تعبينك يا احمد بيه
يقول يا راجل اسكت كمل و ما يهمكش .
بيني و بينك يا زينب الجهل دا رزيه
يا ريت سمعت كلام أبويا و روحت "نحو" الأميه
لكن خلاص بقى راحت علينا
و البركه في الواد صميده و البت فكريه
و فيكي انت برضه يا ام العيال
مهو انت واحده نِورَه ما يتقلوكيش بالمال .
و للرسالة بقية
نقرؤها في المرة الجيه