أحدث المشاركات
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 48

الموضوع: الحطـام قصة قصيرة

  1. #11
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    الأديب دائما وأبدا

    حسام

    هرعت إلى هنا لأجمع حطام حروفك

    أحضرت معولي لاساعدك في هدم تلك المسوخ البشرية

    التي نساهم في صنعها لنسجد لها

    أصنام من بشر

    ننحتها ونر فعها فوق أكتافنا لتدهسنا


    قصة أكثر من رائعة

    حرفية قاص يعرف ماذا يقول ؟؟؟

    وكيف يقوله ؟؟

    كلما قرأت لك زاد رصيدي الأبداعي

    دمت أديبا ومبدعا

    صابرين الصباغ

  2. #12
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صابرين الصباغ مشاهدة المشاركة
    الأديب دائما وأبدا
    حسام
    هرعت إلى هنا لأجمع حطام حروفك
    أحضرت معولي لاساعدك في هدم تلك المسوخ البشرية
    التي نساهم في صنعها لنسجد لها
    أصنام من بشر
    ننحتها ونر فعها فوق أكتافنا لتدهسنا
    قصة أكثر من رائعة
    حرفية قاص يعرف ماذا يقول ؟؟؟
    وكيف يقوله ؟؟
    كلما قرأت لك زاد رصيدي الأبداعي
    دمت أديبا ومبدعا
    صابرين الصباغ
    القديرة / صابرين

    أشكرك لمرورك المميز
    وقرائتك الواعية المتأنية
    لقد نجحت بالفعل في جمع حطام حروفي باقتدار يحسب لك
    أمطت اللثام عما كان خافيا بين السطور ، وحللت شيفرة النص..

    نعم انهم حكامنا الذين نحملهم على أعناقنا ، ونجلسهم على العروش
    ونبجلهم ، وربما يقدسهم البعض ، ويضعهم في مصاف الآلهة ..
    انهم تماثيلنا الذين نصنعهم بأيدينا ؛ فيستعبدوننا ..
    ولكن نهايتهم آتية آتية ، وبأيدينا.

    دمت رائعة .
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  3. #13
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأديب القاص المبدع / حسام القاضي ..

    هنا ألملم الحروف ، وأجمع الصور ، وإن كانت حطاما لأعي الدرس جيدا ..
    أتعلم منك بكل حرف ، وأعشق هذا الأسلوب المتميز ..
    أتمنى أن تتكرم بقبولي تلميذة في مدرستك ..

    أستاذي كتلميذة .. أذهلتني قصتك وأسلوبك الجميل في رسم الصورة بدقة ونص لا يعتمد السرد والإطالة ،، لفكرة يحتاج التاريخ لها مجلدات ليحكيها .
    سعيدة أنا بمروري على هذا المتصفح لأنهل درسا جديدا في فن القصة .

    لك منى كل تقدير وإحترام ...
    صادق ودي ........
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  4. #14
    قاص
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 598
    المواضيع : 65
    الردود : 598
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    ( الحطام ) من القصص القلائل التي تهز أوتار الوجع في دواخلنا ، وتصيب كبد الحقيقة عندما تعلن في إحدى تجلياتها أننا نصنع هؤلاء الجلادين والطغاة و.. و .. بأيدينا ، ورغم هذا لم نعدم الأمل في نسفهم وهدمهم كما صنعناهم ، ودلالة هدم صاحب القبعة وصاحب الطربوش لا تخفى على فطن ، وبطل حسام القاضي أعجبني فيه مراجعاته لنفسه ومحاولته من جديد بل واصراره على هدم الصنم ( أعانه الله ) رغم محاولاته التي تطيش ، ليت القلم في يد الكاتب يتحول إلى معول والريشة في يد الفنان تتحول إلى معول ونغمة الكمان ورنة الوتر و. و.. فإذا كانت هذه الأدوات ساهمت في بناء وصنع هؤلاء الطواغيت والتي كانت بداياتهم غير هذه النهايات المخزية والمزرية فعلينا جميعا أن نساهم في الهدم ، والهدم هنا بمعناه الإيجابي ، لأننا سنعيد البناء من جديد ، القصة محكمة البناء ومتماسكة الحبكة ويسستتر خلف لغتها الشفافة معان كثيرة والمسكوت عنه في هذه القصة يحتاج إلى وقفات ، تعجبني تلك القصص التي تلمح ولا تصرح والايماءة والاشارة فيها تغني عن العبارة ، شكرا لحسام القاضي الذي يعي تماما دور الكاتب والمثقف والفنان

  5. #15
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دخون مشاهدة المشاركة
    الأديب القاص المبدع / حسام القاضي ..
    هنا ألملم الحروف ، وأجمع الصور ، وإن كانت حطاما لأعي الدرس جيدا ..
    أتعلم منك بكل حرف ، وأعشق هذا الأسلوب المتميز ..
    أتمنى أن تتكرم بقبولي تلميذة في مدرستك ..
    أستاذي كتلميذة .. أذهلتني قصتك وأسلوبك الجميل في رسم الصورة بدقة ونص لا يعتمد السرد والإطالة ،، لفكرة يحتاج التاريخ لها مجلدات ليحكيها .
    سعيدة أنا بمروري على هذا المتصفح لأنهل درسا جديدا في فن القصة .
    لك منى كل تقدير وإحترام ...
    صادق ودي ........
    الأخت الفاضلة الأديبة / دخون

    شرف وسعادة كبيرين تمنحينهما لي بمرورك على أعمالي المتواضعة

    أشكرك كل الشكر لقرائتك الواعية ورأيك الذي أعتز به جداً.

    تقديري واحترامي .

  6. #16
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
    الحطــام

    تهدجت أنفاسه , وخارت قواه فألقى معوله وجلس يستريح وسط ما حوله من حطام .. لا يذكر منذ متى يقوم بهذه المهمة, وكم تمنى أن تكون الأخيرة .. ولكن لا مفر فعليه أن ينجز مهمته متى وجدت , وأينما وجدت .. دائما لا يتقاضى أتعابا على مهمته .. فلا أحد يستأجره .. فهي ليست مهنة بقدر ما هي رسالة وليس له الخيار في أن يرفض , فهي قدر مقدور عليه .
    نظر إلى يمينه فراعه الحطام .. هز رأسه بأسى ( كم من حطام صنعه ورفعه بنفسه إلى مصاف الآلهة .. يقدره أولا , ثم يحبه .. فيجله .. فيرفعه إلى تلك المكانة وعندئذ .. عندئذ فقط يتحول إلى تمثال ينظر إليه من عليائه ببرود واحتقار .. لكنه كان دائما يصبر عليه وعلى غطرسته .. بل ربما توجه إلى السماء بدعاء حار له .. ويصبر .. وصبر لكنه أبدا لا يستسلم .. فاللحظة آتية .. آتية لا ريب فيها .. عندها يهب فجأة قابضا على معوله بادئا في تحطيمه لا يحول بينهما حائل )
    خطف معوله وهب واقفا وشرع في العمل مرة أخرى .. رفعه عاليا وهوى به عليه فطاشت ضربته في الهواء.. رفعه مرة أخرى وهوى .. تكرر الأمر مرة أخرى .. وثالثة .. ورابعة .. لا يعرف ماذا دهاه .. يشعر بحائل بينهما .. حائل غير مرئي ـ لا يعرف كنهه ـ يجعل ضرباته تطيش في الهواء .
    كم من تماثيل صنعها بهواه وكم من أخرى فرضت عليه فرضا , ولم يفرق يما بينها في المعاملة .. نفس الصبر .. نفس الدعاء .. ونفس المصير ، فعندما حان أوانها ما كان ليعيقه عائق .. دائما يحطمها .. ولو بعد حين .. لقد حطم من قبل ذا القبعة .. وذا الطربوش .. وحطم الكثيرين غيرهما .. دائما كانوا غرباء عنه باستثنائه هو وحده .. لم يكن غريبا عليه .. نفس سمرته ، وربما نفس ملامحه .. ما زال يذكر بدايته ..
    كم كان صادقا .. وكم كان خفيض الصوت .. وكم كان مستمعا جيدا قبل أن يصيبه ما أصاب سابقيه .. لم يعد يسمع صوتا إلا صوته.. بل ويستطربه .. عيناه اختفى منهما ذلك البريق المحبب ، وصارتا كرتين من حجارة لا إحساس فيهما .. يراهما أحيانا وكأنهما شواظ من نار .. كم كانتا وديعتين عيناه ..
    إلى عينيه نظر في تحد وقام ممسكا بمعوله وصوبه إلى وجهه في ضربة قوية ، لكنها طاشت .. سمع قهقهة عالية .. نظر إليه وجده يرمقه بسخرية واستهزاء .. كرر المحاولة مرة أخرى .. فشل .. سمع قهقهاته تدوي في الأرجاء .. زادته الضحكات عزما وتصميما ، وانهال بضرباته الطائشة يمينا ويسارا ، أعلى وأسفل .. ما زال ينظر إليه من عليائه بسخرية وتحد .. مازالت ضحكاته تدوي في أذنيه .. وهو على حاله في ضرباته الطائشة .. يتصبب منه العرق بغزارة .. يتعب فيستريح ليهب واقفا من جديد .. مكررا محاولاته وسط نظرات السخرية والضحكات المدوية .. لاشيء يثنيه عن عزمه .. فإنه محطمه محطمه .
    الأخ القاص حسام
    تحية / بداية أوجه شكري لفكرك السمق وقلمك الندي خيالا .
    يقال إن القصة القصيرة تحتاج التركيز فكل حركة من قلم أ و مضغة حرف لا تترك سدى بل موظفة بيقين الغاية ، نجد ذلك برمزية القاص حسام ، ألفاظ تناسب الواقع تسرق خطانا لنرى بل نقف مشدوهين على جرأته
    أيحطم التمثال ؟ لا بد أنه سيق بقيود الجنون لكنه كثيرا ما يفعلها ، دلني عليه أيها الفاضل ، خذ بمعول التحطيم واسند ظهرك على حائط السرار سأكون معك لا تخف .............
    يصنع من الحجارة ما يؤمر به ثم يسجد لها
    لكنه لا يطيق استمرارا بعقم فكره فينهال ضربا حتى تأتي المفاجأة هذه المرة لن يستطيع تحطيم ما صنع
    نهاية لم تكت متوقعة لكنها تتميز بحيرة قارئ
    أخوك محمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #17
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجدي محمود جعفر مشاهدة المشاركة
    ( الحطام ) من القصص القلائل التي تهز أوتار الوجع في دواخلنا ، وتصيب كبد الحقيقة عندما تعلن في إحدى تجلياتها أننا نصنع هؤلاء الجلادين والطغاة و.. و .. بأيدينا ، ورغم هذا لم نعدم الأمل في نسفهم وهدمهم كما صنعناهم ، ودلالة هدم صاحب القبعة وصاحب الطربوش لا تخفى على فطن ، وبطل حسام القاضي أعجبني فيه مراجعاته لنفسه ومحاولته من جديد بل واصراره على هدم الصنم ( أعانه الله ) رغم محاولاته التي تطيش ، ليت القلم في يد الكاتب يتحول إلى معول والريشة في يد الفنان تتحول إلى معول ونغمة الكمان ورنة الوتر و. و.. فإذا كانت هذه الأدوات ساهمت في بناء وصنع هؤلاء الطواغيت والتي كانت بداياتهم غير هذه النهايات المخزية والمزرية فعلينا جميعا أن نساهم في الهدم ، والهدم هنا بمعناه الإيجابي ، لأننا سنعيد البناء من جديد ، القصة محكمة البناء ومتماسكة الحبكة ويسستتر خلف لغتها الشفافة معان كثيرة والمسكوت عنه في هذه القصة يحتاج إلى وقفات ، تعجبني تلك القصص التي تلمح ولا تصرح والايماءة والاشارة فيها تغني عن العبارة ، شكرا لحسام القاضي الذي يعي تماما دور الكاتب والمثقف والفنان
    الأخ الأديب والناقد الكبير / مجدي محمود جعفر
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يبقى مرورك على أعمالي المتواضعة علامة تميز لها ..
    أشكرك على قرائتك المتانية ، وتشريحك لعملي بهذه الدقة
    إشارتك لرموز النص ( القبعة ، والطربوش ) بمثابة تقديم جديد للنص ، فهي تلقي الضوء على جزء مهم من جوهر العمل .
    إمتناني العميق لرأيك واطرائك .

    تقديري واحترامي .

  8. #18
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد إبراهيم الحريري مشاهدة المشاركة
    الأخ القاص حسام
    تحية / بداية أوجه شكري لفكرك السمق وقلمك الندي خيالا .
    يقال إن القصة القصيرة تحتاج التركيز فكل حركة من قلم أ و مضغة حرف لا تترك سدى بل موظفة بيقين الغاية ، نجد ذلك برمزية القاص حسام ، ألفاظ تناسب الواقع تسرق خطانا لنرى بل نقف مشدوهين على جرأته
    أيحطم التمثال ؟ لا بد أنه سيق بقيود الجنون لكنه كثيرا ما يفعلها ، دلني عليه أيها الفاضل ، خذ بمعول التحطيم واسند ظهرك على حائط السرار سأكون معك لا تخف .............
    يصنع من الحجارة ما يؤمر به ثم يسجد لها
    لكنه لا يطيق استمرارا بعقم فكره فينهال ضربا حتى تأتي المفاجأة هذه المرة لن يستطيع تحطيم ما صنع
    نهاية لم تكت متوقعة لكنها تتميز بحيرة قارئ
    أخوك محمد
    الأخ المبدع / محمد الحريري
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكرك جداً على قرائتك المتانية الواعية ، وتحليلك الرائع العميق ..
    ليتنا نكون معاً جميعاً يداً بيد لنحطم كل اصنامنا التي صنعناها برضانا، والأخرى التي فرضت علينا فرضاً .
    دمت مبدعاً شاملاً .
    أخوك حسام .

  9. #19
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    أستاذي وأخي الفاضل / حسام القاضي ..


    لا أدري كيف طرق هذا النص تحديدا أبواب الذاكرة ، في لحظة كانت الصورة تتطابق مع الرمز فيه، لأعود إليه بعد زمن طال منذ أن قرأته ، مما يثبت أن نصوص الأديب حسام القاضي ، ترسخ صورها في الذاكرة ، لأنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بحياتنا الفعلية ، بخاصة إذا كان الرمز هو إسقاطات سياسية ، واجتماعية ، تعبر عن هم المواطن العربي أينما وجد .
    الحطام ..
    أي حطام قصده أديبنا هنا ؟؟ ومن هو بطل القصة هنا ؟؟
    تهدجت أنفاسه , وخارت قواه فألقى معوله وجلس يستريح وسط ما حوله من حطام .. لا يذكر منذ متى يقوم بهذه المهمة, وكم تمنى أن تكون الأخيرة .. ولكن لا مفر فعليه أن ينجز مهمته متى وجدت , وأينما وجدت .. دائما لا يتقاضى أتعابا على مهمته .. فلا أحد يستأجره .. فهي ليست مهنة بقدر ما هي رسالة وليس له الخيار في أن يرفض , فهي قدر مقدور عليه .مدخل القصة ، يصف لنا حال البطل الذي استنفدت قواه وسط حطام صنعه بنفسه .
    لا يذكر منذ متى يقوم بهذه المهمة ، مما يدل على فترة زمنية طويلة ، فقد خلالها بعض التفاصيل والتواريخ ، والالتزام بهذه المهمة التي لا أجر عليها ولا هي مهنة ، بل هي رسالة عليه أن يؤديها لأنها قدر مكتوب عليه ..
    نظر إلى يمينه فراعه الحطام ..
    نظر إلي يمينه ، اليمين دون الشمال ، لأن اليد اليمنى أقوى ، وهي رمز للخير ، و رمز للنجاة ، واليمين .. أيضا قسم ..
    هز رأسه بأسى ( كم من حطام صنعه ورفعه بنفسه إلى مصاف الآلهة .. يقدره أولا , ثم يحبه .. فيجله .. فيرفعه إلى تلك المكانة وعندئذ .. عندئذ فقط يتحول إلى تمثال ينظر إليه من عليائه ببرود واحتقارثم تأتينا هنا نقطة التنوير ، كم من حطام صنعه ورفعه بنفسه ....
    هذا الذي صنعه ليرفعه إلى مصاف الآلهة ، تحول بعد ذلك إلى نقمة عليه ، متكبرا متعجرفا ينظر إليه ببرود واحتقار . وهو يصبر ، ويدعو له ،، !!
    يكمل أديبنا ..
    لكنه كان دائما يصبر عليه وعلى غطرسته .. بل ربما توجه إلى السماء بدعاء حار له .. ويصبر .. ويصبر لكنه أبدا لا يستسلم .. فاللحظة آتية .. آتية لا ريب فيها .. عندها يهب فجأة قابضا على معوله بادئا في تحطيمه لا يحول بينهما حائل )تراه أي تمثال هذا ؟؟ لا زال الرمز مختفيا ، إلا أن بعض خيوط في النسيج أمسك بها القارئ .
    خطف معوله وهب واقفا وشرع في العمل مرة أخرى .. رفعه عاليا وهوى به عليه فطاشت ضربته في الهواء.. رفعه مرة أخرى وهوى .. تكرر الأمر مرة أخرى .. وثالثة .. ورابعة .. لا يعرف ماذا دهاه .. يشعر بحائل بينهما .. حائل غير مرئي ـ لا يعرف كنهه ـ يجعل ضرباته تطيش في الهواء .
    تشويق زائد في نسيج القصة ، تصوير آخر لحامل المعول ، الذي رغم كل ما أصابه من تعب ووصب ، لا زال مستمرا ..
    إلا أن الأمر اختلف الآن فهنا محاولات تتكرر ، تبوء بالفشل ، وكأنه في قتال مع الريح ، لا تصيب ضربات معوله هذا التمثال .. ويستمر السرد ولا زال الرمز لم تكتمل حلقاته لنكتشفها ..
    والآن نمسك بخيط آخر .. كم من تماثيل صنعها بهواه وكم من أخرى فرضت عليه فرضا , ولم يفرق يما بينها في المعاملة .. نفس الصبر .. نفس الدعاء .. ونفس المصير ، فعندما حان أوانها ما كان ليعيقه عائق .. دائما يحطمها .. ولو بعد حين .. لقد حطم من قبل ذا القبعة .. وذا الطربوش .. وحطم الكثيرين غيرهما .. دائما كانوا غرباء عنه باستثنائه هو وحده .. لم يكن غريبا عليه .. نفس سمرته ، وربما نفس ملامحه .. ما زال يذكر بدايته ..التشابه في الملامح بين حامل المعول ، وبين التمثال ، الذي لم يكن غريبا .. هنا بدأ الرمز يتضح أكثر .. ما زال يذكر بدايته .. مما يوضح أن عهده ليس بعيدا ، وأنه يعرفه ، فقد ميزه عن ذي القبعة وذي الطربوش ، اللذين قام بتحطيمهما ، وتحطيم غيرهما .. ويميز هذا الأخير بقربه منه ، ومعرفته به ، حتى التشابه بينهما باللون والملامح ..
    كم كان صادقا .. وكم كان خفيض الصوت .. وكم كان مستمعا جيدا قبل أن يصيبه ما أصاب سابقيه .. لم يعد يسمع صوتا إلا صوته.. بل ويستطربه .. عيناه اختفى منهما ذلك البريق المحبب ، وصارتا كرتين من حجارة لا إحساس فيهما .. يراهما أحيانا وكأنهما شواظ من نار .. كم كانتا وديعتين عيناه ..
    مقارنة بين ما كان عليه ، وما صار إليه من تغير ، باستهجان لهذا التغير ، الصوت والنظرة ،
    إلى عينيه نظر في تحد وقام ممسكا بمعوله وصوبه إلى وجهه في ضربة قوية ، لكنها طاشت .. سمع قهقهة عالية .. نظر إليه وجده يرمقه بسخرية واستهزاء .. كرر المحاولة مرة أخرى .. فشل .. سمع قهقهاته تدوي في الأرجاء .. زادته الضحكات عزما وتصميما ، وانهال بضرباته الطائشة يمينا ويسارا ، أعلى وأسفل .. ما زال ينظر إليه من عليائه بسخرية وتحد .. مازالت ضحكاته تدوي في أذنيه .. وهو على حاله في ضرباته الطائشة .. يتصبب منه العرق بغزارة .. يتعب فيستريح ليهب واقفا من جديد .. مكررا محاولاته وسط نظرات السخرية والضحكات المدوية .. لاشيء يثنيه عن عزمه .. فإنه محطمه محطمه .أتت نقطة التنوير قوية لكنها ليست صريحة ، ليبقى الخيط الأخير بيد الكاتب لا القارئ ، مما يجعل للقصة تأثيرا خاصا على نفس القارئ .
    إسقاط سياسي بحت ، صور لنا من خلال الرمز الحاكم الذي بات لا يستطيع أحد أن ينزعه عن العرش ، بعد أن كان هو ذاته يوما يحمل المعول ليصنع الحطام .

    هذه قراءة متواضعة لنص له قيمته الأدبية ، ولأديب قاص له أسلوبه القصصي المميز .

  10. #20
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي


    الاستاذ القاضي..
    استحضرني منذ الوهلة الاولى حفار القبور الذي حفر في ذاكرتي منذ ان كنت في مرحلة المتوسطة، تلك القصيدة الرائعة التي اتحفنا بها الرائع للابد بدر شاكر السياب، حيث يقف مناجيا السماء:
    "وهز حفار القبور يمناه في وجه السماء، وصاح رب اما تثور فتبيد نسل العار، تحرق بالرجوم المهلكات احفاد عاد، باعة الدم والخطايا والدموع...".
    حيث جذبني وقفة صاحب المعول المتأملة ومن ثم وقفته وتفانيه في عمله، لكني ما ان انهيت القصة حتى وجدت اني امام كم هائل من الاحداث التي يمكن يؤلها القارئ، وكأني بك وبحرفنة متناهية قد تعمدت هذه الرمزية من اجل فتح مدارك القارئ على مسألة الاحتمالات بحيث يكون لكل قارئ احتمال يخصه، وفهم خاص به، وهذا ما لاحظت انك اجدته من خلال الردود التي توالت على النص، حيث قلما وجدت اثنان قد اتفقا على مفهوم، الا من حيث كون الرمزية هي العامل المشتكر بينهم.
    لذا من خلال هذا المنطلق او ان اشير الى فهم جانبي لي للنص، حيث مع حفار القبور في الوهلة تولدت لدي معنى اخر، استنبطته من اسطور سيزيف، ومن ثم داهمني امر اخر اكثر قربا للواقع، وهو ان مسألة الشعوب التي تصنع الهتها، اقصد سلاطينها بانفسها، حيث تعمل ليل نهار وتصرخ وتجتهد من اجل ايصالهم الى كرسي البقاء، فتكون هذه السلاطين وبالا عليهم من بعد، فتعود جاهدة من اجل اخراج نفسها من هذه المحنة دون جدوى لانها عندما تثبت تتشبث، وتقوى ساعده دون ان يكون للاخر القدرة على مجاراتها، وهكذا، تبقى الشعوب تصنع الهتها، ومن ثم تعود لتهدم صرحها لكن قلما تستطيع ان تصل الى مبتغاها.
    وربما الربط هنا بين حفار القبور وسيزيف، ومن ثم الشعوب، امر مجازي اكيد، لكنه في الواقع كان في ظني الاقرب الى حقيقة الموضوع .
    وربما العنوان اضاف لي هذا التخيل، حيث الحطام يمكن ان يفهم على اكثر من وجه، وكذا النهاية التي اتت تؤكد الاستمرارية في العمل والمكافحة والبذل من اجل الوصول الى المبتغى الاساسي لد صاحب المعول، الذي يمثل الشعب الذي يوصل الحاكم الى عرشه ومن ثم يحاول ان يسقطه ..وربما اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا ان.....!
    الاستاذ القدير حسام القاضي..
    عذرا ان كان هذياني قد طال
    محبتي لك
    جوتيار

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة ......... العازف
    بواسطة تعب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-08-2016, 10:13 PM
  2. فارس . كم( قصة قصيرة)
    بواسطة سعد جبر في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-06-2016, 08:44 PM
  3. نــهــــاية غــصــن (قصة قصيرة)
    بواسطة عبد الواحد الأنصاري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 22-05-2016, 08:00 AM
  4. أبــــو لــــثــــمـــة (قصة قصيرة)
    بواسطة عبد الواحد الأنصاري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 13-11-2005, 12:07 AM
  5. بريق في عيني أمي .. (قصة قصيرة)
    بواسطة نهاد صلاح معاطي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-11-2003, 09:52 PM