إن قالوا لكي يوما بأنني فى بحر الغرام بحارا على مركبا غريب ليست له أي مراسي , فهو يحط رحاله على كل شاطئ , وفى كل رحلة له قصة وحكاية ومغامرة لا تخلوا من المخاطر , فقولي لهم :
بأنني فارسا فى دنيا الغرام بالحب قد طرق أجراس قلبك , وبأنني لا املك فى هذه الدنيا غير قلب
لم يعرف فى حبك غير الوفاء والإخلاص .
فأنا يا حبيبتي قد قاسيت فى دنيا الغرام الكثير والكثير من العناء , ومن الظروف القاسية ,ومن رحيل
فى المجهول , يحيط بي الخوف من كل جانب .
فحالي أشبه بمركب فقد ربانه فهو بين الأمواج ترفعه موجة وتهوى به أخرى.
وكل ما يحيط به إنما هو ليل من الجفاء والبعاد والهجر فتحمله الأمواج فلا يدرى على أي شاطئ أو أي
مرسى ترمى به الأقدار .
فأنا ياسيدتى هائما فى وسط بحرك الغريب , ودليلي إليك قد غاب وانطفاء النجم الذي يرشدني فى السماء
ومع هذا الضياع فإني فاقد مراسي شطأنك وحائر لا اعرف كيف النجاة من هذه الأمواج الثائرة , والليل
لم ينقضي وأنا بين الأمواج أميل واكاد من اليأس أن اغرق.
هذه حالتي إذا ما أنتي هجرتني وبعدتي عنى , ولكن يبقى القمر ينير الطريق للتأهين , ويبقى الوصال
هو ما يجمع قلوب المتخاصمين ,ويبقى الحب هو السيد, وهو التاج الذي يوضع على رؤوس المحبين .