أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: وداعا محمد الماغوط شاعر العصيان والتمرد

  1. #1
    الصورة الرمزية حسن غريب عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1
    المواضيع : 1
    الردود : 1
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي وداعا محمد الماغوط شاعر العصيان والتمرد

    ...
    " أحب الحدائق المعلقة وناطحات السحاب
    ولكني أحب الزلازل والقصف الجوي أكثر"
    ...
    "أحب الشمس والقمر والنجوم
    ولكني أحب الظلام أكثر"
    ...
    "أحب المقاومة ورايات النصر ومعارك التحرير
    ولكنني أحب وأرتاح للهزائم أكثر"

    إن النزعة المضادة في كتابة الماغوط متجلية على الدوام في كل ما كتب، حتى في الأمر الذي يشكل ما يشبه الإجماع لدى العالم على جماله، وإطلاق ما يعتبر كاملاً من الأوصاف عليه، فإن الماغوط يقيم معه علاقة من الجانب الغامض والصاعق، كوصف النهدين، مثلاً. ففي حين أننا لم نقرأ، أو لم نتذكر قولاً قوياً، إلا أوصاف الإعجاب بهما، من حيث دلالتهما المانحة للحياة، إضافة للدلدلة الجمالية، فإن العلاقة التي أنشأها لهما الماغوط شديدة الالتباس والقسوة، يقول:
    "نهداها الأزرقان
    يتأرجحان تحت المطر كمثانتين فارغتين"

    قبل الماغوط، لم يكن من الممكن التصور أن النهدين بقدرتهما الكاملة على بناء العالم أو دحره يمكن أن يكونا "مثانتين" (وإن فارغتين!)؛ كل ذلك عبر / أو في لغة قادرة على البناء والهندسة والتمثل، وأيضاً هذه طاقة إضافية للشعر الماغوطي، على الإيصال. الأمر الذي جعلها نافرة في المشهد الشعري العربي، ومنتشرة فيه كالفضيحة، إنها كالدخان يعشش، ليس في الرئتين فحسب، بل في الثياب والستائر وأثاث البيت أيضاً. مع هذا فإن الكتابة على مثاله أو تقليده رهان خاسر، ويتعين على الشعراء الذين يريدون تجاوزه أن يكونوا منتسبين لنادي المتفوقين المصغر دون أن نشك أبداً بوجودهم؛ إن الحرف الذي استخدمه، بشكل شديد البروز والسعة، لبناء هذه العلاقات اللغوية الفائقة هو (الكاف)، وفق ما يسمى بالبلاغة العربية: "كاف التشبيه". وعلى الرغم من المحاذير الكثيرة في الاعتماد على أدوات التشبيه، ومن ضمنها (الكاف) من حيث أنها تضعف التصوير، لأن التشبيه بـ (الكاف) هو مقابلة بين شيئين، وليس دمجاً لأحدهما في الآخر. إلا أن الماغوط، بعيداً عن هذه المحاذير التي أطلقتها خالدة سعيد، جعل من الكاف لغة كاملة، لا يقوم النص إلا بها، ولا يحدث العالم الذي يريده إلا عبر استخدامها. إذ إن ما يسمى "المشبه" و"المشبه به" لدى هذا الشاعر الخطير سرعان ما يندمجان ويتبادلان الموقع، ويتحولان إلى بنية، كل عنصر وجزء فيها ضروري لعمل الآخر، بل، إن أيّ عنصر أو جزء فيها لا يعمل إلا بالآخر. الأمر الذي جعل استخدام أدوات التشبيه، وبصورة خاصة (الكاف)، في شعر ما بعد الماغوط مشوباً بالحذر وبالدقة. وبهذا يكون قد رفع مستوى اللغة، الأمر الذي شكل خدمة جليلة للغة ولعمالها: الشعراء اللاحقين.
    ثمة الكثير مما يمكن قوله في شعره وكتابته عامة، وهذا يلزمه دراسات نقدية كثيرة، ولن يعدم النقاد والدارسون أبواباً متعددة وواسعة تفتحها لهم كتاباته ، بما فيها الدراسات النفسية غير المحمودة كثيراً، كمثال، التي يمكن أن تربط بين فقره وجوعه التاريخيين وبين قوله:
    "آه كم أود
    أن آكل النساء بالملاعق"
    والأمثلة لا تحصى على الكثير من الوجهات التي تتخذها الدراسات النقدية.
    ***
    إلا أن قبول شعر الماغوط في تلك الفترة، لم يتحقق دون زوابع من المعارضة المتشددة. واللافت أن هذه المعارضة تمت من داخل حركة التجديد الشعري ذاتها. كان ثمة تنافس حاد بين مجلة (شعر) التي تبنت قصيدة النثر،إضافة لقصيدة التفعيلة، وفق ما يسمى بـ (الشعر الحر): ذلك المصطلح الذي أطلقته وأشاعته نازك الملائكة، وبين مجلة (الآداب) التي تبنت قصيدة التفعيلة، لكنها وقفت بشدة ضد قصيدة النثر. ففور صدور ديوان (حزن في ضوء القمر) كتبت خالدة سعيد دراسة عنه ونشرتها في (شعر)، فقامت نازك الملائكة بكتابة دراسة عن قصيدة النثر ضمنتها ردا قوياً على دراسة خالدة سعيد ونشرتها في (الآداب)، اعتبرت فيه أن قصيدة النثر (بدعة)، وأن "دعواها ركيكة فارغة من المعنى"، ولا "مصلحة لا للأدب العربي ولا للغة العربية ولا للأمة العربية نفسها" فيها. وحين راحت تعرف مضمون (دعوى) تلك القصيدة قالت: إنه "ما جاء في مقال كتبته السيدة الأديبة خزامى صبري عن كتاب نثر فيه تأملات وخواطر لأديب لبناني ناشئ". أما خزامى صبري فهي خالدة سعيد، حيث أنها كانت توقع بهذا الاسم، وأما الأديب (اللبناني؟) الناشئ فهو محمد الماغوط. فترد (شعر) بدورها على الملائكة مفصلة في الرد أنواع الشعر، وبخاصة النوع الذي يكتبه الماغوط. كذلك ترد الملائكة على جبرا إبراهيم جبرا الذي اعتبر أن شعر المستقبل هو الشعر الخالي من الوزن والقافية كليهما، وأن محمد الماغوط وتوفيق صايغ وهو-أي جبرا ذاته- من بين الشعراء العرب الذين يكتبون هذا النوع. إن نازك الملائكة لا تتصور شعراً بلا تفعيلة، لأن هذه هي التي تمنح القصيدة شرعيتها، من حيث أنها تجعلها منتسبة لبحور الشعر العربي الكلاسيكي التي اكتشفها الفراهيدي.
    أعلنت سنة 1958 جريدة النهار - الصفحة الأدبية فيها الذي كان يشرف عليها أنسي الحاج، عن جائزة قصيدة النثر وقيمتها خمسمئة ليرة لبنانية، وكانت لجنة التحكيم مؤلفة من: سليم باسيلا وأدونيس ويوسف الخال وشوقي أبي شقرا وأنسي الحاج. وكان من بين المتنافسين على الجائزة: محمد الماغوط وسنية صالح. ففاز الماغوط بها عن قصيدته: "احتضار عام 1958" التي لم ينشرها في كتاب إلا في العام 2005 حيث نشرها في كتابه "شرق عدن.. غرب الله"، وكانت هذه الجائزة موازية لجائزة قصيدة التفعيلة وقيمتها ألف ليرة لبنانية، وفاز فيها بدر شاكر السياب عن قصيدته (أنشودة المطر). إلا أن (الآداب) لم تستطع البقاء مكتوفة الأيدي تجاه تلك (الخزعبلات) التي تقوم بها (شعر) و(النهار)، فأسست جائزة مضادة، ومنحتها لديوان (كلمات ريفية) للشاعر صلاح عبد الصبور.
    جابر عصفور يعتبر أن منح الجائزة للماغوط اعتراف له مغزاه وتقدير له دلالته، من حيث هو تأكيد لما قامت به كتابته التي كانت أشبه بحصان طروادة، في اقتحامها الأسوار العمودية والدخول من الباب الذي لم تستطع الدخول منه محاولات سابقة ومعاصرة لم تتميز بالزخم الشعري نفسه".
    الحقيقة، ومع هذا، فإنه إذا كانت توجد معارك جميلة في التاريخ، فإن هذه المعركة من أجملها. لقد أسفرت عن ولادة الشعر العربي الحديث، الذي أنقذ الشعر العربي منذ ما بعد عصوره الذهبية من موت كاد يكون محققاً.
    ***
    إذا كان لبنان جعل الشاعر الكبير يقرر إطلاق النار على حنجرته والكف عن كتابة الأشعار:
    "لا أشعار بعد اليوم
    إذا صرعوك يا لبنان
    وانتهت ليالي الشعر والتسكع
    سأطلق الرصاص على حنجرتي"
    وإذا كان لبنان هو الذي جعله يعي نفسه كإنسان عربي مهزوم حتى أقصى بقعة في داخله:
    "سئمتك أيها الشعر، أيها الجيفة الخالدة
    لبنان يحترق
    يئن كفرس جريحة عند مدخل لصحراء
    وأنا أبحث عن فتاة سمينة
    أحتك بها في الحافلة".
    فإن دمشق ورغم أنها كما يقول "مدينة تحبها ولا تحبك" وأنه أعطاها صدره أربعين عاماً ولا يجرؤ على إعطائها ظهره ثانية واحدة، رغم ذلك، فإنها سكنته، ولا يعرف أن يبتعد عنها. فكان أن عاد من بيروت إليها.
    في دمشق اختار مكاناً لا يجلس فيه الشعراء والمثقفون، ولا الأثرياء ومحدثو النعمة، بل الناس الذين يحكون، على دخان أراكيلهم وصوت النرد على الطاولة، عن همومهم ومشاكلهم العالقة على جلودهم منذ ولادتهم، هذا المكان هو مقهى (أبو شفيق) المتكئ على نهر بردى في الربوة.
    كان مقهى (أبو شفيق) الملاذ الأخير الذي يلجأ إليه الماغوط ليقيم علاقته السرية والمشبوهة مع نهر بردى ومع السوريين. كان قدومه إليه واجباً يومياً لا يجرؤ على التقاعس عن ممارسته: الاستيقاظ فجراً، ثم المشي على القدمين لمسافة خمسة كيلو مترات للوصول إليه، إلى طاولته الثابتة التي يجرى بردى تحتها، وإلى صحفه، وأوراقه الكثيرة والباذخة، وقلمه القاطع، ليكتب مسرحيات: (ضيعة تشرين)، (غربة)، (كاسك يا وطن)، و(شقائق النعمان)، وسيناريوهات أفلام: (الحدود)، (التقرير)، (المسافر)، وبعض القصائد؟ تلك المسرحيات والأفلام التي أثرت، ليس بالمزاج السوري فحسب، بل بالوضع العربي عموماً. وقد قام الفنان دريد لحام بتمثيلها جميعاً، الأمر الذي أتاح للشعوب العربية مشاهدتها والتأثر بها. وقد صنعت هذه المسرحيات ما سمي "مسرح محمد الماغوط"، وتلك الأفلام، على قلتها عددياً، ما سمي، أيضاً، سينما محمد الماغوط، وذلك كما صنع شعره، قبل ذلك، ما سمي (شعر محمد الماغوط)، وذلك لتلك الفرادة التي ظهرت بها أعماله جميعها.
    ثلاثون عاماً لم تنقطع صلة الأقنومين ببعضهما: الماغوط ومقهاه. فإذا كان (أبو شفيق) قدم للشاعر المكان الآسر الذي يتيح له تعميق العلاقة ببردى، وبالسوريين، وكذلك العزلة والهواء الدمشقي الذي شكل له حصانة ما، وإلى حد ما، من سجائره التي أخذ يتعاطاها كالمنتحر، بعد وفاة زوجته الشاعرة الكبيرة سنية صالح، فإن الماغوط أعطاه المجد والركون في ذاكرة الثقافة العربية كمكان كان يجلس فيه ذات يوم، شاعر قلب مائدة الشعر والكتابة في وجوه الجميع، وغادر. وقد كان هذا المقهى وفياً بشدة، إذ إنه، وبعد أن تم إغلاقه، كان يفتح يومياً لاستقبال صديقه التاريخي: في الساعة السابعة صباحاً، وكل يوم، كان النادل فارس يأتي لهذا الغرض فقط: يفتح الباب ليدخل الماغوط، ثم يغادر، ولا يعود إلا عند انتهاء الشاعر من مناوبته، من التزامه الفولاذي، من ممارسة طقسه التعبدي مع ورقه وقلمه. إلى أن أصيب الكاتب بمرض نقص التروية في قدمه، فأقسم أنه لن يعود إلى شقيقه: (مقهى أبو شفيق) بعكاز. وبهذا انقطعت الصلة المباشرة بينهما، لكنها بقيت في ثنايا كتابته، وفي الذاكرة، لتساهم في تكريس فكرة المكان، وتحديداً: المكان الثقافي.
    ورغم أنه كتب زاوية (تحت القسم) التي كان ينشرها في مجلة (الوسط) اللندنية (1989 – 2001)، في (مقهى الشام)، والتي أعاد نشرها في كتاب (سياف الزهور)، إلا أن هذا المقهى الفخم ذي النجوم الخمس على جبينه، لم يستطع أن ينافس، ولو منافسة بسيطة، (مقهى أبو شفيق)، الذي لم يكن يتطلع إلى أية نجمة يضعها على جبينه، بل كان يتطلع إلى النجوم في السماء، ويرقبها وهي تسقط نجمة تلو الأخرى في نهر بردى، ليعيد الماغوط منذ صباح اليوم التالي، صياغتها متلألئة أكثر على أوراقه.
    حين ذهب إلى باريس، اعتبر أن "كل شيء فيها: السياسة، الدين، الفن، الاقتصاد، يبدو حراً ومرناً كراقص الباليه، ومتماسكاً كحلقات السلاسل حول أقدام الأسرى لكن رغم كل ذلك -يقول- لم أستطع أن أكتب فيها حتى ولو رسالة. وأحسست أن (مقهى أبو شفيق) أهم من كل مقاهي الشانزيليزيه ومقتنيات متحف اللوفر".
    ***
    من المقاهي والتسكع إلى العزلة المديدة في المنزل، كتب محمد الماغوط تاريخه الشخصي وتاريخ الذين تتجمع الآهات في حلوقهم، لتترسب على شكل غصات تجعل الدمع ينفطر في عيونهم وهم صامتون، تاريخ الذين يمارسون كل لحظة أقسى حالات البكاء في زمن كانت الأنظمة ومثقفون كثيرون يشيعون أن الأيام القادمة أيام عز وبطولة. لقد فتح الماغوط ملفات الفضيحة ، وأرّخ للهزائم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. والروحية والنفسية وتنبأ بهزائم لاحقة، وقعت فعلاً. لقد نجح الماغوط في تحقيق مشروعه الكتابي على نحو فذ، وخسر العربي مستقبله على نحو فذ أيضاً.
    ***
    الآن في نهايات العام 2005 يعيش الشاعر في منزله بدمشق -حي المزرعة – شارع أسامة بن زيد وحيداً، مريضاً، منعزلاً: "الأريكة التي يتمدد عليها في صالة منزله لا يغادرها إلا إلى المطبخ لإعداد كأس أو لإحضار طعام بسيط، وعلى الطاولة التي أمامه عشرات الأنواع من الأدوية، أرقام هواتف، زجاجات كحول، كتب، دفتر ملاحظات، منفضة سجائر، ولاعات، وسكاكر. وعلى يمينه جهاز الهاتف وآلة تسجيل لا تسمع منها سوى صوتِ فيروز، على الجدار المقابل لوحة لفاتح المدرس بعنوان: (العصفور الأحدب)، وأخرى لنذير نبعة، شلبية إبراهيم، والياس زيات، صور فوتوغرافية، صورة لسنية صالح... والنافذة، رغم سحب الدخان، مغلقة". ثمة من يزوره ليساعده في أمر، وثمة من يفعل لمجرد التفاخر أمام الأصدقاء والعائلة. ولكن على هذا وذاك أن يتحمل مزاجه الحاد والمتقلب وشديد التطرف أيضاً، فما يُضحك الآخرين قد يزعجه، وما يزعجهم قد يُفرحه... وهكذا.
    فإذا كان للمبدعين فوق العادة حقوق ليست لسواهم، حقوق انتزعوها انتزاعاً، فإن من حق الماغوط كلّ شيء: ألم يغير مفهوم الشعر والمسرح والفيلم السينمائي والمقالة، بل ومفهوم الكتابة برمتها؟ كل هذا، ودون مكتب فاخر أو مكتبة ستشهدها الأجيال: فقد يكتب على وصفة دواء، أو علبة محارم. إذا أتته فكرة يكتبها على أقرب ورقة، وأحياناُ يتركها على ظهر البراد، أو في غرفة النوم، ثم يقوم بجمع الأوراق المتناثرة ويجلس ليكتب. غالباً ما تضيع أوراقه وينسى أين وضعها. يكتب حتى في الشارع، ودون التقيد بمواعيد. إذ يعتقد أن ثمة خللاً ما في المبدع الذي يتقيد بمواعيد ثابتة. لا يحب الكتابة وراء مكتب أنيق، ولا القراءة في مكان مريح. شرطه الوحيد: الضجة أو الإزعاج.
    وعلى موسيقا الضجة والإزعاج هذه، انتسب الماغوط إلى عمالقة الشعر العربي بإجلال بالغ.


    الجمل


    (فصل من مخطوط "رواية اسمها سورية – مئة شخصية ساهمت بتشكيل وعي السوريين في القرن العشرين" الذي سيصدر قريباً وهو من تحرير: نبيل صالح ومشاركة عدد كبير من الكتاب السوريين)
    ***
    أعماله الشعرية:
    حزن في ضوء القمر 1959
    غرفة بملايين الجدران 1960
    الفرح ليس مهنتي 1970
    أعماله الروائية:
    الأرجوحة 1974
    أعماله المسرحية:
    العصفور الأحدب 1963
    المهرج 1960
    كاسك يا وطن
    غربة
    ضيعة تشرين
    شقائق النعمان
    المارسيليز العربي
    المقالات والنصوص:
    سأخون وطني 1987
    سياف الزهور 2001
    شرق عدن.. غرب الله 2005
    البدوي الأحمر 2006
    النصوص السينمائية:
    الحدود
    التقرير
    المسافر
    النصوص التلفزيونية:
    وادي المسك
    حكايا الليل
    ***
    كلمة محمد الماغوط، التي ألقاها في دبي، بمناسبة فوزه بجائزة سلطان العويس الثقافية في آذار الماضي:

    من يدعوني لافتتاح أي معرض منتظر
    كمن يدعو الخريف لافتتاح معرض زهور
    ومهما كتبت وأبدعت في أي مجال
    أظل ضيفاً عابراً على هذا الوطن الخالد والمفدى
    فإلى الوطن الذي يستقبلني
    والوطن الذي ينتظرني
    وإلى المحكمين الذين لا أعرف عنهم أكثر مما
    أعرف عن مواقع الغيوم واتجاهاتها دون نظارتي
    الطبية
    كل ما أملك عدا عكازي وحزني،
    من قبل قلت: آه لو يتم تبادل الأوطان كالراقصات
    في الملهى
    والآن أقول: آه لو يتم تبادل الأسرى مع أوطانهم
    في كل حرب
    لأني منذ الطفولة وحتى الآن: كلما تحركت
    ستارة سترت أوراقي بيدي كبغي ساعة المداهمة

    [/color]

  2. #2
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب والناقد الاستاذ حسن غريب

    قرأت في الآونة الاخيرة , وبعد رحيل الشاعر والكاتب محمد
    الماغوط , عددا من المقالات , باقلام مختلفة , واقرّ لك هنا ,
    ان هذه المقالة , هي الاقوى والاكثر ادبية , ما شدّ انتباهي
    بقوة , تلك التفاصيل الدقيقة , والاطلالة المبصرة , والقدرة
    التحليلية , اشعرتني بانني امام حرفية ناقد متمكن .

    اخوكم
    السمان

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    عزيزي............
    كم محمدا................لدينا الان................؟
    كم ماغوطا اخرا...يريد ان يصل الى ما وصل اليه هو............؟
    شاعر العصيان والتمرد...........
    الاثنان نعمة...ولكن من يفهمهما................
    اعدتني الى رحاب البير كامو....
    اعدتني الى الغريب...
    شكرا لك....
    ولترقد روح المتمرد...بسلام
    تقديري واحترامي

المواضيع المتشابهه

  1. شكوى إلى الماغوط
    بواسطة رمزت ابراهيم عليا في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23-08-2013, 05:41 PM
  2. الإبداع والتمرد فيه
    بواسطة باسم سعيد خورما في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-04-2013, 11:34 PM
  3. وداعا داعا وداعا/ لتخليد ذكرى استشهاد الشهيد عدنان.
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 28-12-2012, 07:19 PM
  4. وداعا ً يا ضيا عيني وداعا
    بواسطة عبد المجيد أبومأمون في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 12-02-2006, 08:21 PM
  5. محمد الماغوط: إلى ممدوح عدوان*
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-12-2004, 11:51 AM