حوار من نوع خاص
ـــــــــــ
- لا ترحل.◘ ◘ ◘
- ما عندي ما يغريني بالبقاء هنا.
- أرجوك لا ترحل.
- بلى سأفعل.
- لماذا؟
- لم يعد لي مكان هنا .. استنزفتُ سنين عُمرها في أوجاع وهميّة حتى باتت كالخِلال ،
وهاهو عقلها أوشك على الذهاب.
- إذاً ابقى لتجهز عليه.
- صدقيني سيُولي سريعا ودون جهد مني.
- وتتركني؟
نظر إليها دهشاً:
- أنا ما كنت معكِ حتى أتركك!
- لكنك كنت بجانبي طوال خمس وعشرين سنة ، ألا تذكر؟
أجاب بقسوة دون الالتفات الى رقة مشاعرها:
- كانت إقامة عَمَل إجبارية .. سكن تقاسمناه .. انتهت مدتي فوجب الرحيل.
- أنت قاس.
- وأنتِ تافهة .. منذ متى ونحن نخلط الجد بالهزل؟
- أتسمي عواطفي هزلا؟!
- نعم . واعلمي أن هذا لن يرضيهم.
- وكيف يعلمون؟
- سيعلمون ، سيخبرهم أي عابر سبيل من جنسنا.
- صحيح أنت قاس جدا. " وأجهشت بالبكاء "
- اسمعي لا تبكي .. أكره بكاء الإناث.
كفكفت الأنثى دمعاً حاراً وتطلعت بوله إليه فراح يُكمل:
- آن لكِ أن تتركي أنتِ أيضاً المكان.
- لا أعرف غيره.
- الأماكن كثيرة.
- صدقني ، لا أعرف غيره.
- لن تطيب لكِ الإقامة فيه بعد اليوم. " وضحك بانتصار متذكراً معاركه الكثيرة في هذا المكان "
- لقد استنزفناهُ حتى النخاع ، وليس ببعيد أن تلقي حتفكِ قريباً معها في حادث غرق أو سقوط من علّ.
- وتهللّ وجهها:
- إذاً أتركه لأذهب معك.
- أيضاً!
وانفجر ( الذكَر ) كبركان:
- ألا يكفي خمسة وعشرون عاما وأنتِ تلازمينني كظلّي ؟ تجثمين على أنفاسي ؟ ولا تنسي أنه بسبب غيْرتكِ السخيفة جعلتِ عَمَلي في جسدها كأنه تأبيدة – خمس وعشرون سنة – بينما لو لم تكوني موجودة لمَا أخذ منّي سوى بضعة أشهر.
- كنت أحسبكَ راضياً.
- كنت مجاملاً لكِ ومجبوراً على انجاز ما كُلّفت به على أكمل وجه.
- والآن؟!
- كما ترين .. لا عقل ولا جسد .. لا شيء يغري بالبقاء.