منذ زمن تطاردني ...تغالبني ،وكلما وجدت نفسي أنتصر عليها أجدها تنهض من جديد ،في عينيه أراها ،كنت أبحث عن الإستقرار في نفسي فيفاجئني ذكرها في كثير من المجالس ،ولا فرق عندي إن كان ذلك هزلا أم جدا،وفي يوم اجتمعنا والأصدقاء في بيتنا وكالعادة لبدء ما يسمونه ترويح عن النفس ,قال أحدهم مارأيكم أن نتزوج جميعا بثانية ، وأخذ كل واحد من الحضور يلقي برأيه لترتفع ضحكاتهم وتحطم صمتي وتعري حقيقة ابتساماتي الباهتة،واعترتني حالة من اليأس لفتت انتباه الجميع ،وانتهت حفلة السمر وقد أعاد زوجي عبارته المعهودةمازحا وليعيد لأركاني هدوءها"وماذا لو تزوجت " لفني الصمت رغم يقيني بأنه لم يفكر يوما أن يفعلها ،وقلت في نفسي لابد لكل جميل أن ينتهي في هذه الحياة،وربما أروض نفسي على قبول هذا الأمر.
أمسكت قلبي عن الخفقان وأخذت أفكر من ستكون ،فبالأمس قالوا أن إحدى قريباته مضى بها الزمن دون أن يتوقف في محطتها رجل يؤنس وحدتها ....قلت في نفسي "نعم سأخطبها له ....وسأكابر حتى النهاية.
كانت النيران تتأجج في قلبي كمدفأة امتلأت بكبير الحطب ؛فتجعل من عيني جمرة يتطاير شررها .
أخبرته بالأمرفلم ينبس ببنت شفة ,ثم جمعت عائلتي والمقربين وطلبت منهم أن يجهزوا مايلزم لذلك دون أن يدلي أحد برأي ،وكانت نظراتهم تحطم كبريائي وأصنع الثبات .
تم كل شيء في عجالة ،كيف لا والزوج لم تتوقعه ولا حلمت به من قبل حتى أمها،وأفرغت غرفتي للضيفة حيث أن المكان لايسمح بغير ذلك ،وأحسست بعيونها ترقب مني نظرة إليها ،أو خلسة إليه دون جدوى .
ولبست ثوب الرضى وكاد أن يتمزق ويلسعني جليده،ومرت ليلتي تلك لاأدري أنامت عيناي أم أن قلبي بات ساهرا.
وذهبت للقيام بواجب المباركة وبداخلي أمل أن أجده لم يقترب منها ،...ويلاحقني شعور يقول ماذنبها ألست من رضيت بذلك ...اقتربت منه ..لم أجدها بجانبه ،كانت تقف في الركن الآخر من البيت مع أختها وهمساتهما تمزق غشاء أذني ,وهناك أمها تبارك الأمل الذي تحقق بعد حين .
لكنها غلطتي ..... على سريري كان مستلقيا وكأنه ينتظر قدومي إليه ،تجاهلت ذلك والألم يعصرني ،وسحبتني عيناه المرهقتان وقطرات العرق تحبحبت على جبينه،"مابك ياروحي "قلتها دون وعي .....رد بصوت مخنوق "لا شي سوى أنني أحسست بفقدك ..كيف استطعت أن تتركيني لغيرك "آآآآآآآآآه قالها قلبي وتدحرجت من عيني دمعة "أليست رغبتك "كنت أرى العتب في عينيه لا أدري أيواسيني أم حقا أنه شعر بفقدي .
كانت العيون تطالعني وتتساءل هل يمكن أن يكون قد حدث هذا ،ولمعرفتهم بما يربطنا باتت معظم الزوجات في عائلتنا تنقم مني لما أقدمت عليه ،فكيف بمن تتشاكل مع زوجها في اليوم مراتتتتتتتتت
وتصنعت لأجعل الناس حولي يلمسون صدق ابتسامتي دون جدوى فعيوني تبعث برسائل بؤس للحاضرين .
ربما صدق الجميع ماحدث .............ولكن زفراتي وأنفاسي المتقطعة أيقظتني لأجد زوجي يخلد لنوم عميق.