هل لديكَ مناديلٌ ورقية ؟

هل لديكَ مناديلٌ ورقية ؟


حينما تجتاح أصابعي الرغبة في البكاء , أستحضر أغنية على شفتيَّ وبريق الموسيقى في عينيكَ
أفتح حقيبة الذكريات التي لم تكن يوما لأ رتب في فوضى القلب أحلامها الزرقاء , تلك المرأة التي كبرت ولم تكبر بعد وعشقت ولم تعشق بعد وانتحرت ولم تمت بعد .

بي رغبةٌ في أن اتخلص الليلة من بشريتي وأن أخذ أول رحلة على متن الجنون إليكَ
بي رغبة ٌ في أن ادق بابكَ وأكسر صمتك المسائي الذي يخيم على حضور الغياب حولك
بي رغبة ٌ في أن أقول لك وأنت تفتح الباب :
- هل لديكَ مناديلٌ ورقية ؟
وستسألني : لماذا ؟؟؟
وتضحك لأنك تعرف لماذا وتعرف أنني لن أحتاجها بقربكَ فأصابعكَ ستمسحُ دموعي وتجمعني في غبار الحزن كما يجمع الضوء رذاذ الشمس .

أيها الرجل الذي أحبه ُ , لماذا مقدرٌ أنتَ على المنافي ومقدرة أنا على الحنين ؟
لماذا مقدرٌ أنت على الفرار من الاشيء ومقدرة أنا على المواجهات العظيمة ؟
أشعرٌ أن العالم كله ورائي ليقتلني , تركض خلفي الخناجر العمياءُ والبنادق الصماءُ و الرجالٌ المهووسون بصيد الانوثة .

واهرب منهم جميعا لاحتمي في شقة صغيرة بعض الشيء في طابق عال بعض الشيء من بلد بعيد جدا بعض الشيء, هناكَ حيثُ أمارس حريتي في تأثيث الأركان المنسية بالقصائد الملونة وأشعل ستائرك الباردة بنيران المساء القرمزي .

سأدخل إلأى المطبخ لأحضر لنا شايا و كعكا وأضع لك في الفنجان خمس قبلات لأنك تحب الشاي محلى زيادة مثلي...والحب محلى زيادة مثلي...والشعر محلى زيادة مثلي

وسأسألكَ وأنا أجلس بجانبكَ على الكنبة الداكنة التي تتوسط الصالون بمفردها و التي تشبه احزان الوطن وتشبه ضياعنا المنتهي...أتخيل للحظة أنها أصبحت زورقا صغيرا ينساب على دجلة وكل الجدران حولنا غابات نخيل و في المدى ...حيث تلفازك العملاق ينظر الي مهددا بفديو كليبات تحاول اغراءك بدمية احلى مني ...
في ذلك المدى ابتسم للتلفاز بثقة امرأة تعرف أن جمالها ليس في علب الماكياج ولا في استعراضات الرقص...
جمالها في عيونها المتقدة بالأحلام وفي أحلامها المتقدة بالحب وفي حبها المتقد بعينيك َ
حبيبي ...هل لديكَ مناديلٌ ورقية ؟؟؟
لا تخف لن أبكي الليلة , أريد فقط أن أكتب على حافتها مطلعا لقصيدة ...فيمد يده ٌ نحوي ويتركني أحفر فوق أصابعه أول كلمة: أحبكَ ...

حنين

أيها الرجل الذي أحبه ُ , لماذا مقدرٌ أنتَ على المنافي ومقدرة أنا على الحنين ؟
لماذا مقدرٌ أنت على الفرار من الاشيء ومقدرة أنا على المواجهات العظيمة ؟


حنين :

قرأت نصك هذا وأي جمال أبحرت فيه!!

نص رائع

دمت صاحبة قلم جميل

تقبلي ألف باقة من الور المعطرة بأريج المحبة

تكتبك القصيدة وتفضح فيك براكين المودة ....
تكتبك القصيدة
والناس من حولك ماعادوا ... أناس

تكتبك القصيدة من أول عاشق هبط بأفلاكه من جنة الايناس الى فواجع الاحساس

ومازلت تبتسمين ... له وللناس

تكتبك القصيدة ... والاوزان ... والمعادن ... انت لها طبيبة ... لعل الناس تلجأ لحرفك.. المياس

حنين كم كنتِ والمطر ... في غدق ... من الشعر الباكي ...منه تضحكين

أما الان ... والصيف ... لاهب ... أحرق الوجد وسرق أمطار دمعكِ

وماعدت تكتبين القصيدة ... الا ... له

وهو لم يعد بين الناس ... سوى مسافر الى ... السحاب

لملمي الشعر واركبي موج اللهاث ...

ضاع في الارض ... من يطلب ... سكان السماء

لاتكتبي بعده ... القصيدة ... ياأكرم من شاهدت بين الناس

اراك يا حنيين تتوالدين باستمرار...واراها الازدواجية هنا على الاقل تقول لك ادعك لبعض الوقت..لكنها تاتيك مسرعة فهي قد تعودت عليك... الحزن الابدي المغروس فيك...والحب العظيم الذي تحاولين جهدك من ان تتحملي زياراته ... الحزن يعصرك..والحب...حب...غربة... يمنحك يلزمك الاستمرارية....
حنين...اشعر بجوع ينهش اعماقك...اقولها لاني اراك قريبة من الحزن الذي اجبرني منذ نعومة اظافري على ارتياد حانات العزلة والبحث فيما وراء الكلمة....جوع قد نسميه هنا امام الاخرين جوع فني ...فنلصق على فم كلماتنا..صحيفة انسانية لاننا نستطيع ان نبوح بادراكاتنا اللامتناهية حيث تكثف قيم فنية..فتتعانق القيم الانسانية...فينا وفي كلماتنا التي هي في الاصل نحن...
حنين....بوحك الفياض هذا...دفقك الصافي هذا...حزنك المغروس فيك هذا....
جعلني اشتاق ...
وشوقي مثل شوقك..لايقطعه الا نسمة من ابي نواس....
تقديري واحترامي
جوتيار

براثن الكلمات تشتد تشبثا سرد رائع

الأخت / حنين
عمل قصصى وغبداعى لا أقول رائع وفقط , بل وراقى ايضا , لغة , و أسلوبا و وإحساسا مدهشا , تغلفه فطرة البراءة , والبساطة العفوية فى آن , خاصة فى إنتقالك من حال , إلى حال , ومحاولة عمل إسقاط ولو بسيط ما بين دجلة والفرات , وهذا المدى المتسع للأحلام الإنسانية , من المحيط الى الخليج , لم تكن القصة القصيدة , معنية _ كما يتخيل _ بهو , وهى , قدر إهتمامها بإشكالية الطرح , عبر قالب فنى , متعدد الدلالة والمقصد , هذا العمل الإبداعى الجيد , يشى بأشياء كثيرة , غير الذى نراه عبر سطوره المخطوطة , حيث أرى أن من بين سطور العمل أشياءا كثيرة لم تقال, ولكنها واضحة الرؤيا للعيان , لمن يرى بقلبه , ويقرأ بمشاعره , ويأول النص الإبداعى بإمكانية الإحساس , لا إمكانية القراءة , مرة ثانية , هذه المرة الأولى التى يحالفنى الحظ لقراءة هذا العمل , وكم أنا سعيد بذالك , دائما وأبدا الى التقدم والرقى , تقبلى تحياتى وتقديرى0000

سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحيـة مكتوبة برحيق الياسمين

حنيـن،

حلّقتُ مع حرفكِ، وجلستُ إلى جانبه أفتح لأحلامي بوحاً مدراراً لايتوقف..وقرأتُ بوحكِ بعين القلب أولا وثانيا وثالثا، فحلّقَ قلبي هو الآخر..إلى عالمٍ ليس فيه غير لغة الروح والحرف والإحساس والحلـم..

حنيـن، بوحٌ رقيق يقتات من شجر الصدق والجمال..


------
الاشيء=اللاشيء


لكِ خالص تقديري واعتزازي وإعجابي
وألف باقة من الورد والمطر

الله .. ما هذا الجمال ـ نص بحس أنثوي ـ معزوفة حالمة
عفوية وبساطة في التعبير لنص رائع بتصوير للمشاعر جميل
وبحروف نثرت محملة بعميق المعنى ، وبعطر الأنفاس اللاهثة بالحب والحنين
بوركت حنين ـ حرفك نابض بالروعة.

نص جميل ممتع
مع أجمل التحية لشخصك الكريم