لله يا محسنين لله
بسم الله الرحمن الرحيم
أدخلني صاحب الديوان وهو والمعني بشؤون القصر الخاصة إلى الداخل وكان القصر العملاق يحتل مساحة شاسعة قدرتها بأكبر من الحي الذي اسكن والحي المجاور
وما ان وطأت قدماي داخل القصر وهي أول مرة ادخل فيها قصرا حتى رأيت العجب من تحف ولوحات ورسومات ودقة في البناء وجمال في التنفيذ وروعة ودقة في الهندسة
واراني صاحب الديوان غرفتي الخاصة وقد كانت افضل من منزلي ومنزل كل من عرفته في حياتي واخذ صاحب الديوان يذكرني بالتعليمات الأخيرة ومواعيد حلاقة سيدي الوالي
وبعد ان انصرف جلست استرجع شريط ذاكرتي وما حدث بلامس حينما كنت سعيد الحظ بقبول صاحب الديوان ملفي وخبرتي وشهادتي الجامعية من بين اكثر من 30 ألف جامعي متقدم لهذه الوظيفة وذلك بعد ان اقر الوالي بتخصيص مهنة الحلاقة لأبناء وطنه ورعيته فقط وهذه احدى مكارمه الكثيرة علينا
نظرت إلى الساعة وقد قاربت الخامسة وهذا هو موعد حلاقته وماهي سوى لحظات حتى دخل الوالي وقد كان رجل ضخم جدا وصاحب بطن ( كرش ) لم أرى مثله في حياتي ان بطنه من نوع الحجم العائلي أستطيع السكن داخل بطنه وكذلك رآسة كا رأس الثور من ناحية الحجم وليس الشكل فالثور أوسم قليلاً دخل وجلس فوق الكرسي المخصص للحلاقة وانا واقف احتراما وخوفا فقال لي أين كنت تعمل يا غلام قبل ان أمنحك شرف الحلاقة وكم كنت تتقاضى أجرا 00 فقلت أدام الله عزك يا مولاي وجعلنا أمواس تحلق بها رؤوس أعدائك
( كان يجب ان أنافق لأضمن البقاء )
فقلت له كنت اعمل يا سيدي في سوق الخضار كبائع للخس والبقدونس أتقاضى مابين الثلاثون والسبعون وما كدت ان انهي جملتي حتى اهتزت الغرفة بمن فيها وكأن زلزال أصابنا واتضح لي ان هذه الهزة كانت بسبب قهقهت وضحك الوالي حينما سمع بالمبلغ الذي اتقاضاة وبعد اكثر من دقيقة من الضحك الهستيري قال أتعلم ان ابنتي زهرة الزمان والتي لا زالت تدرس في الصف الثاني الابتدائي قد ابتعت لها قط سيامي بمناسبة نجاحها إلى الصف الثالث إنني خصصت له طائرة (جامبو ) لإحضاره من مملكة تايلاند وقد كلفني اكثر من نصف مليون وان أكلة يأتي مخصوصا من فرنسا بطائرة خاصة تكلف العلبة الواحدة مثل راتبك ألف ألف مرة فقلت صدقت يا مولاي وهل تقارن سيدي القط الخاص بسيدتي وسيدة الفتيات بصعلوك مثلي لم يحصل إلى على شهادة جامعية خرقاء
فقال لي وماذا يعمل والدك يا مواطن
فقلت البقاء لله ثم لك يا مولاي ان والدي كان يعمل فلاح ومزارع وقد توفاة الله منذ زمن طويل وأنا أعيل والدتي واخوتي الثمانية واصرف عليهم من بعدة وإذا أراد مولاي ان اجعل أحد اخوتي الصغار قط عربي لأبنتك زهرة الزمان فأنة يسرني ويسر عائلتي ونتشرف بهذا ومرة أخرى يطلق ضحكة قوية مزمجرة لم اسمع بمثلها وخيل إلي ان الكرسي الذي يجلس علية الوالي استجار منة قائلاً
( ويحكم من أطلق نكتة لهذا الحقير إنني أكاد اختنق ) ناهيك عن بعض الأصوات التي يطلقها بين فواصل الضحك وروائح لا احب ذكرها
ومن ان انتهي من ضحكته قال لي اقترب وإبداء في حلاقتك وما ان اقتربت ووضعت رغوة الصابون على خده وإذ (( ها ها ها أتسووووا))
عطسه قوية وكبيرة أطلقتها في وجه الوالي مما تركت عطستي أثرها على وجه الوالي فأصبح لزجاً ورطبا
رأيت الشرر يتطاير من عينية فوضع راحة قدمه في بطني وقفذ بي مخترقا النافذة إلى خارج القصر فأوعز لحراسة وكلابة وحاشيته ان الحلاق قد عطس في وجه الوالي فخذوه وغلوه وفعلوا ما كانوا يأمرون وبعد ان انتهت حفلة التأديب خرجت مسرعا عائد للشارع من حيث أتيت وأنا احمد الله تعالى على نجاتي
الحمد لله انه لم ينفيني من الأرض ولم يقتلني أو يصلبني لقد شملني بعطفة وحلمة
الحمد لله فقد فقأ الوالي عينا وترك لي الأخر لأبصر بها
الحمد لله لقد كسر الوالي رجل وترك الأخرى لأمشي بها
الحمد لله لقد قطع الوالي يد وترك الأخرى لكي أتسول بها
من الغد سأذهب أتسول في الأسواق والطرقات والأزقة لقد منحني الوالي شهادة
بأنني مسكين ومتسول بدرجة أمتياز و يستحق الصدقة
لله 000 لله 000 لله يا محسنين لله
عنترنيت
رد مع اقتباس
