أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: محاكاة الممكن وتناغم الحكائى بالجمالى

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    العمر : 57
    المشاركات : 77
    المواضيع : 14
    الردود : 77
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي محاكاة الممكن وتناغم الحكائى بالجمالى

    محاكاة الممكن وتناغم الحكائى بالجمالى
    يقترن خلاص القارىء فى قدرته على العثور على كنه الاشياء ورغبته الجامخة فى تحديد اصل السيرورة الزمنية التى عجز الراوى ( عسران ) فى روايته ( واسمه المستحيل ) للروائى محمود الديدامونى عن تحديدها حيث يبقيك على اهبة دائمة للترحال والسفر المتواصل دون التوقف او التفتيش عن هدنة للفكر بمعنى اخر هو الارتباك الاخاذ لاناملنا حين نتلمس سعير الحياة وهى الرحلة الذهنية لاقتناص الجواب الذى لن يأتى وهى الحيرة الوجدانية التى لامناص لتجميع وجلها او تفتيت قلقها وضجرها
    للمرة الاولى تعود كفتى الميزان متوازنة بين الشيخ وعسران , يتقدم الشيخ يبث مفهوم الموت فى ارواحهم ويعيد اليهم والى ذاكرتهم قانون السمو والتعالى عن الضغائن .... ) (1)
    والكاتب محمود الديدامونى يعى جيدا كل امكانات التشكيل باللغة فيستخدمها فى تقديم عالمه الروائى شخوصا وشخصيات ومواقف واحداث تتجادل كلها وتتفاعل وتتبادل التأثير والتأثر فتشعر منذ البدء وحتى الختام اننا فى عالم جميل - وان لم يكن مبتكرا-
    فالرواية تبدأ بالسرد الذى يقدم الراوى من خلاله المعلومة ( المشاهد من 1 -4 ) ويتخذ من الحلم وسيلة لتقديم رؤيته ويلجأ الكاتب لاستخدام تيار الوعى فيشدنا بقوة الى الابعاد السحرية للاموات وهذا التدفق للوعى يمنح الكاتب قدرة فذة على جمع الاطراف المتناقضة فى الواقع كما يعطيه القدرة على تضمين الباقى من العادات والتقاليد فى الحاضر ويساعده ذلك اختياره الذكى لصيغة المضارع الذى يغلب عليه الرواية فيعطيها زمن الحضور الدائم
    كما يستخدم الكاتب طريقة المذكرات فى التشكيل ( السيناريو السينمائى ) فهو منذ البداية يضع بدايات الدروب التى تشقها شخصياته ومواقفه واحداثه من طريق الفن الوعر :
    ( ... رغم ان المدينة تسربت ببطء الى الريف الا انها تجاهلت قريتنا . فخرجت تواقا الى الحياة بعيدا عنها ) ( 2)
    ( هل تعلمون شيئا عن زوجتى ؟ اذا اتيتم ستعرفونها لا . لا يمكن ان يعرفها
    احدا منكم . انها مخادعة ستخدعكم ان لها الف وجه الوجه الحقيقى لا يعرفه غيرى ) ( 3)
    ولا شك
    ان التشكيل بالحلم والمذكرات وتيار الوعى المتدفق بما تتيحه متآزرة من امكانات الشعر المصورة يساعد كثيرا فى بلورة الرؤية الواقعية للروائى وفى هذا التآزر الفنى لكافة الامكانات الروائية تتبدى القدرة النافذة للصورة الشعرية الكلمة والصورة الشعرية الجملة والصورة الشعرية الكل .. ان هذا الشعر منح الرواية قدرا غير محدود من التوهج الفنى





    الرائحة الطيبة تنفد الى انفى اشعر بالسعادة يبدو انها رائحة بخور ان هذا المكان والله لطاهر الجميع خلف الامام ذاب فى الصلاة وانا لا استطيع السيطرة على نفسى الاسئلة تتواتر على عقلى ) (4)
    وفى رواية محمود الديدامونى كثيرا ما اقترن الحيز الزمنى بحدود وخصوصيات المكان التى تتوافد ضيافته جملة الاحداث وترتفع فى حضرته مختلف الشخصيات المتباينة فى اهوائها والرواية باعتبارها جنسا أدبيا وشكلا سرديا عجيبا تتسع ساحتها الفسيحة لكل هذه العناصر ويجتمع بين جنباتها سحر لغوى فاق الروعة
    ان رواية محمود الديدامونى احتفت بالزمان والمكان كعنصرين بارزين ولم تكتنف كثيرا ببقية المكونات فبات الزمان والمكان فى هذه الرواية عنصرين متلازمين متصاهرين ومتلاصقين واذا اقررنا بهذا التوجه من خلال احداث الرواية فاننا نكتشف رغبة الكاتب القوية الى تحقيق كونية معينة وتفتيت مكامن التفرقة والحث على الترحال الى صنع وحدة انسانية فى الزمان والمكان بما ان الحياة واحدة وزائلة والموت اقرار بالنهاية يأتى على كل الناس مهما توسعت او ضاقت جعرافية تواجدهم
    كما نجح الكاتب فى الجانب السردى الذى الف بين الزمن الماضى والزمن الحاضر الى حد الانصهار والتداخل بين بعضهما البعض حتى يعسر عليك التمييز بينهما وبالتالى يتماهى الماضى الحامل لذاكرة السارد من خلال الحاضر الملىء بالضغوطات النفسية من قبل الزوجة والاهل فى القرية
    اذن وقف محمود الديامونى الى حد ما فى افتراق هذين الزمنين وبناء زمن مطلق لا تختلف فيه المواقيت لينجلى بعد ذلك سيرورة زمنية ذات نسق واحد وموحد فاستعادة السارد للزمن المفقود ( زمن الرفاق والقرية ) شكل تعويضى للزمن الموجود وفى توتره واحتقانه واختناقه غير ان السارد يخترق تخوم هذين الزمنين ليرتاد الزمن المطلق الذى لا تحده حدود ولا المتحرر من كل قيد حيث ان " الكان " و"الآن" منعدمان
    حقا ان رواية " واسمه المستحيل " للروائى محمود الديدامونى تدعونا الى طرح السؤال الدائم حول ما تركته فى مخيلاتنا من تمرغ جميل فى خصب اللغة

    الهوامش

    1- واسمه المستحيل - محمود الديدامون ص 70 وانظر ايضا : التذكرة فى احوال الموتى وامور الآخرة القرطبى المكتبة التوفيقية باب ما جاء فى تلاقى الارواح ص 61 وص 164 ص 35 لتأكيد الفكرة التى تقوم عليها الرواية
    2- السابق ص 5
    3- السابق ص 10
    4- ص85

  2. #2

المواضيع المتشابهه

  1. الإبداع الممكن
    بواسطة عبد الرحيم صادقي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 27-01-2022, 05:52 PM
  2. الكتابة اختلافنا الممكن
    بواسطة خالد بناني في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-07-2010, 09:33 PM
  3. هل «السياسة فن الممكن»؟ / منير شفيق
    بواسطة عبدالصمد حسن زيبار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-06-2010, 08:59 AM
  4. جدلية الممكن والمستحيل
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-07-2009, 02:12 PM
  5. قراءة الممكن وإمكانية القراءة ( قراءة لقصيدة لي ما يبرر وحشتي للشاعر يحيى السماوي )
    بواسطة هشام مصطفى في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-06-2008, 08:46 PM