السفارة الأميركية الجديدة قرب نهر دجلة في قلب بغداد وإلى الشرق من قصر الصمود الذي شيده الرئيس المخلوع صدام حسين, هي الأكبر من نوعها في العالم, وهي أشبه شيء بالفاتيكان, ليس فقط في مساحتها لكن أيضا في الأسرار التي تحيط بها.

السفارة التي تضم 21 مبنى على مساحة 104 أفدنة (42 هكتارا) ويفترض أن يكتمل إنجازها بعد 14 شهرا -حسب تقرير للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب- ستستغني عن سلطات بغداد في كل شيء من الماء بحفر آبار مستقلة وفي الكهرباء بمولداتها الخاصة، وحتى في الترفيه فموظفوها الذين سيبلغ عددهم خمسة آلاف ستكون لديهم المسابح والنوادي والمطاعم ومخازن التموين.

أما الأمن فسيكون مضاعفا مما هو عليه في بقية أنحاء العالم, ويسهر عليه حوالي نصف من يشتغلون فيها وبها حواجز ومناطق يمنع الوصول إليها, وخمسة مداخل شديدة الحراسة, إضافة إلى مخرج طوارئ.

الإدارة الأميركية لم تسمح بنشر تصاميم السفارة, وكل ما يعرف عنها أنها شيدت على أرض تنازلت عنها الحكومة العراقية بموجب اتفاق لم يكشف عنه, وما عرفه العراقيون عن موقعها هو بسبب الرافعات التي تعمل ليلا ونهارا في المنطقة الخضراء التي تحتضن أيضا الحكومة العراقية.

هذا القرب من مركز السلطة يراه العراقيون حسب تقرير لمجموعة الأزمات الدولية مؤشرا على من يحكم فعلا في العراق, لكن الخارجية الأميركية تدافع عن حجم سفارتها بالقول إنه بحجم المهام التي تنتظر الإدارة الأميركية في العراق.