أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: أقنعـــــــــــــــــــة

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي أقنعـــــــــــــــــــة



    أقنعـــــــــــــــــــة *


    طوال المسافة التى قطعها من المقهى إلى الحديقة التى تطل على لجة المتوسط ، كان يردد بصوت كاد أن يكون مسموعا كل الكلام الذى اختاره ، نسقه ، شذبه ، و سهر الليلة الفائتة يكرره حتى صار نصا تراثيا أشبه ب" جلمود صخر حطه السيل من عل " .
    كانت تنتظره على المقعد الصخرى الذى يطاله رذاذ الماء المالح ، فى لحظات الارتطام المروعة للجة الزرقاء التى تتبدد على هيئة رشاشات تعلو فى الفضاء لتحط فى صوت مكتوم .
    رنت نحوه ، وهزت رأسها منتظرة أن يبدأ الحديث، وقد استجمع شجاعته ، وتيقن من قوة موقفه ، وانتظر أن يفتح فمه بكلمة ، فلم يجد سوى الصمت .
    الصمت الساكن الرهيف الذى يغسل القلوب بالصفاء . ثمة نورس وحيد رف على المكان ، وهبط يحف بالماء فى رشاقة مذهلة .
    جاء فتى فى العاشرة من عمره ، قدم طوقين من الفل الملضوم فى فتلة بيضاء لاتكاد تُرى . سمر نظراته على مركب تطوحه الريح عند خط الأفق .أخرجت من حقيبتها مبلغا صغيرا وأعطته الولد شاكرة . لما رأى كرمها نفحها بدوره حبتى ياسمين .
    هبت رياح من ناحية الشرق حيث الفنار يقف منتصبا كحارس أبدى للبحر المخيف . اقترب بائع الذرة العجوز ، مد يده بكوزين معتبرين ، وضعهما فوق المقعد الصخرى ، فى المسافة التى تفصل بينهما تماما .
    تراجع فى أدب جم كما يليق بالعجائز عند سفوح السبعين . سمرت نظراتها نحو الحاجز المصنوع من مكعبات الأسمنت العملاقة . أخرج من حافظته جنيها وشكر العجوز الذى راح يدعو لهما بالصحة والسعادة .
    ارتفع رشاش الماء وأغرقهما تماما. ظلا جالسين ، وإن مدت يدها نحوه تمسح البلل . ترك لها هذه المهمة المحببة ، وإن أخرج منديله القطنى الأبيض يمسح الماء المالح عن وجهها الصبوح !



    * من مجموعة نصوص تحت اسم " احتمالات الحب " .

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    الكبير ...سمير الفيل............

    عجبا اني لم انم حتى الان.....

    كأني كنت على موعد هام ..مع الكلمة... مع لوحة واقعية...بالوانها الواقعية...

    الصمت....
    مدرسة...
    لكن من يفهمها من ضرورة...

    البحر اعطى للكلمات هذه مساحة اكبر ..

    تقديري واحترامي
    جوتيار

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    Post

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر
    الكبير ...سمير الفيل............

    عجبا اني لم انم حتى الان.....

    كأني كنت على موعد هام ..مع الكلمة... مع لوحة واقعية...بالوانها الواقعية...

    الصمت....
    مدرسة...
    لكن من يفهمها من ضرورة...

    البحر اعطى للكلمات هذه مساحة اكبر ..
    جوتيار تمر

    لوحة اخرى تعبر عن حالة من أحوال الحب :
    مفردة الخصـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـام .
    المكان : شاطيء المتوسط .
    الزمان : اختر وقتا يناسب الحب الخريفي .

    ألف شكر لك.

  4. #4
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب والقاص والناقد الاستاذ سمير الفيل

    مررت بقصتك الاقنعة , اكثر من مرة , اتوقف عندها , وامعن التفكير , ثم اغادر دون تعليق , في كل مرة اشعر بانني كنت هناك , اعرف هذه التفاصيل , اعرف هذه الحركة واعرف تلك , لقد نجحت ايها الاديب , جعلتني اعيش القصة .
    في كل مرة كنت انظر باعجاب الى المفردات , والى الصياغات , الى الصور الجميلة , التي رسمت ببراعة ومهارة , كنت ارى ما وراء الصورة :

    ارتفع رشاش الماء وأغرقهما تماما. ظلا جالسين ، وإن مدت يدها نحوه تمسح البلل . ترك لها هذه المهمة المحببة ، وإن أخرج منديله القطنى الأبيض يمسح الماء المالح عن وجهها الصبوح !

    وتوقفت طويلا عند الهمسة الايجابية الجميلة :
    اقترب بائع الذرة العجوز ، مد يده بكوزين معتبرين ، وضعهما فوق المقعد الصخرى ، فى المسافة التى تفصل بينهما تماما .
    تراجع فى أدب جم كما يليق بالعجائز عند سفوح السبعين .


    اخوكم
    السمان

  5. #5
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    حيث الفنار يقف منتصبا كحارس أبدى للبحر المخيف
    \
    \
    وهل نسيت أنه يحرس قلوب العشاق أيضا"

    كالحيتان التي تدعوا
    للأطهار فوق الارض .... بتمام الولاء للنقاء

    ماأسعد هؤلاء الاسخياء ... بعشقهم
    الإنسان : موقف

  6. #6
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,362
    المواضيع : 139
    الردود : 2362
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    السلام عليكم
    أستاذنا القاص الأديب/ سمير الفيل

    اقنعـــة ام أدوار ؟

    هل هم نفس زوجين الورد الجورى قبل الطلاق ؟!
    لا اعرف لماذا شعرت انهم نفسهم
    انت الآن ترينى احتمالات الحب من عده وجوه .. فهمت القضية اذن ..

    لقطات شاعرية جميلة ورموز قوية استخدمتها انت فى التعبير عن لهفة اللقاء والأستعداد النفسى قبله فى حفظ الكلام وتحضير لقاء " كأنه جلمود صخر حطه السيل من عل " واثبته بمشهد الصخر الذى ارتطم به الموج فعلا ثم حط فى هدوء على الصخر .. هكذا كان شوقه!

    وطائر النورس الرقيق ونسماته التى جلبها برقته

    صحيح المرأة دورها الأهتمام بجزئية المشاعر ونبض الحياة " ودفعت عن الفل "اما الرجل فدورة ترتيب المعيشة " ودفع عن الذرة " .. اذاً لكل دوره

    وأعجبنى صمودهم بعد ان ابتلا تماما - على عكس افتراقهم فى زهرة الورد الجورى

    المرة هذه الماء الذى ضرب الوجوه كان رائعا مستلذا وليس مصدما مفوقا كما فى زهرة الورد الجورى

    قراءة سريعة لما شعرت به فى هذه اللوحة الجمالية الممتعة

    شكر لك وننتظر باقى الأحتمالات حتى نرى آخرتها اية بقى !

    بالمناسبة - هم كم احتمال ؟!

    تحيات مستمتعة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    أقنعة
    فما وجدت سوى لحظات رائعة .
    يختزنها الزمن بقلوب المحبين ليتقوتوا بها وقت الجفاف ، فينهلوا ويفيضوا من ذكرياتهم ليجددوا نبع المشاعر فتستمر بهم الحياة دون كلل أو إمتعاض .
    تحيات معطرة بالحب من شذا هذا البحر ، ومن رذاذ قطراته .
    شكرا لرائعتك أستاذي الفاضل ـ سمير الفيل .

  8. #8
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أجد أسلوبك هنا أكثر من رائع ولا أحسبه إلا تطور جداً بعد فترة طالت لم أقرأ لك فيها.

    القصة هي مشهد لقاء بين عاشقين راعيت فيها خصائص القصة القصيرة من حيث الزمان والمكان والشخوص والحركة ، ولكن بعيداً عن الحكم الفقهي أجد أن المشهد هو تكرار ألفي في الأدب حتى بات الكل يحفظه. ما الجديد إذن؟؟
    القصة القصيرة تدور حول فكرة واضحة بأحدامكثفة فأين هي الفكرة وما هي؟؟ ما دخل الأقنعة بالقصة؟؟

    ثم لعلني أستأذنك في أن أشير إلى بعض هنات لغوية لاحظتها في النص منها:

    ثمة نورس وحيد رف على المكان.
    هنا المفردات غير دقيقة ولا ترسم الصورة المطلوبة فالنوارس لا ترفرف إلا نادراً وحين يرف على المكان فهذا يعني أن له جناحان يغطيان المكان وهذا بالطبع غير منطقي. الأصوب والأنسب أن تقول:
    ثمة نورس وحيد حلق فوق المكان.

    وهبط يحف بالماء فى رشاقة مذهلة .
    أولاً الفعل حف فعل متعد لا يحتاج حرف جر ، وثانياً ما معنى حف هنا؟؟ كيف حف النورس الماء؟؟

    قدم طوقين من الفل الملضوم فى فتلة بيضاء.
    هذه ليست من اللغة بل مما درج بين الناس والصواب أن تقول : "المنظوم".

    أخرجت من حقيبتها مبلغا صغيرا وأعطته الولد شاكرة
    هنا خرج المعنى عن المراد إذ يصبح المعنى بهذا التركيب أنها أعطت الولد ولم تعطه.
    نقول: أعطت الفتاة الملبغ للولد.
    أو نقول:
    أعطت الفتاة الولد المبلغ
    أما ما جئت به فهو غير سليم من حيث المعنى.

    لما رأى كرمها نفحها بدوره حبتى ياسمين .
    بل نفحها بحبتي ياسمين ، أو منحها حبتي ياسمين.



    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان
    مررت بقصتك الاقنعة , اكثر من مرة , اتوقف عندها , وامعن التفكير , ثم اغادر دون تعليق , في كل مرة اشعر بانني كنت هناك , اعرف هذه التفاصيل , اعرف هذه الحركة واعرف تلك , لقد نجحت ايها الاديب , جعلتني اعيش القصة .
    في كل مرة كنت انظر باعجاب الى المفردات , والى الصياغات , الى الصور الجميلة , التي رسمت ببراعة ومهارة , كنت ارى ما وراء الصورة :

    ارتفع رشاش الماء وأغرقهما تماما. ظلا جالسين ، وإن مدت يدها نحوه تمسح البلل . ترك لها هذه المهمة المحببة ، وإن أخرج منديله القطنى الأبيض يمسح الماء المالح عن وجهها الصبوح !

    وتوقفت طويلا عند الهمسة الايجابية الجميلة :
    اقترب بائع الذرة العجوز ، مد يده بكوزين معتبرين ، وضعهما فوق المقعد الصخرى ، فى المسافة التى تفصل بينهما تماما .
    تراجع فى أدب جم كما يليق بالعجائز عند سفوح السبعين .

    د. محمد حسن السمان.

    أهلا بالصديق العزيز . مشهد الجفاء وقد تحول مع الوقت غلى صفاء .
    الاحظ هنا ان الغة لم تكن هي المسيطرة ، بل المشاعر الدافئة .
    تحياتي .

  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي
    حيث الفنار يقف منتصبا كحارس أبدى للبحر المخيف
    \
    \
    وهل نسيت أنه يحرس قلوب العشاق أيضا"

    كالحيتان التي تدعوا
    للأطهار فوق الارض .... بتمام الولاء للنقاء

    ماأسعد هؤلاء الاسخياء ... بعشقهم
    خليل حلاوجي
    كلما ذهبت إلى هناك ..
    حيث المشهد الفريد لالتقاء البحر المتوسط بنهر النيل .
    مرّ بي خاطر ان الفنار الموجود على الضفة الأخرى ..
    .. حارس امين . وودت ان احدثه عن وقفته تلك.
    تحياتي .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة