أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: أيها المصريون، إحذروا تقاليد يوم شم النسيم

  1. #1
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي أيها المصريون، إحذروا تقاليد يوم شم النسيم

    قرأت هذا المقال الرائع بجريدة الأهرام لمهندس معمارى عن تاريخ يوم شم النسيم وارتباطه الوثيق بالعقيدة الفرعونيه، والعجيب أننا حتى هذه اللحظة نفعل دون أن ندرى ما كان يفعله الفراعنة من طقوس فى يوم شم النسيم لعبادة آلهتهم !!! أعرض عليكم المقال الذى أتمنى أن تقرأوه جيداً وتتحاشوا ما نفعله فى هذا اليوم ويتعارض مع الإسلام.
    --------------------------------------------------------------------------------------------------------
    ايام الاعياد في شخصيات وتاريخ الشعوب تختلف عن غيرها من المناسبات السياسيه او الاجتماعيه فالمناسبات السياسيه لايتعدي الاحتفال بها مده قصيره من عمر الزمان سرعان ماتندثر وتحل محلها اخري وكذلك المناسبات الاجتماعيه مرهونه ببقاء المسببات المبقيه عليها اما مايصادفنا من مناسبات تعبر عن معان عقائديه راسخه في افئده الناس فانها تصبح ولاشك مانطلق عليه ايام الاعياد‏,‏ ويوم بحجم يوم شم النسيم يعد بحق يوما مشهودا علي خريطه العام الواحد فقد استطاعت تلك المناسبه علي مدي تاريخها ان تدفع شعبا باكمله في ذلك اليوم علي الخروج واتخاذ المجالس في الحدائق والاماكن المفتوحه قبل شروق شمسه يحمل الناس معهم رموزا لاتتغير تعبر عن الاحتفال به لم تخرج عن البيضه ملونه ومنقوشه والسمكه في صورتها التي نعلمها‏.‏
    ان هذا اليوم الذي استطاع ان يفرض مفهوم العيد من خلال الاجماع علي الاحتفال به منذ الاف السنين لايمكن ان يكون احتفالا اجتماعيا او مناسبه ارضيه ابتهاجا بمجرد مقدم فصل الربيع فلابد ان يكون هناك مفهوم عقائدي ديني قد رسخه في الاذهان والافئده‏,‏ فما مفهوم ذلك اليوم ومامعني الاحتفال به علي هذا النحو‏,‏ وماارتباط تلك العناصر السابقه به‏.‏
    ان عيد الربيع بمفهومه المادي يعني يوم الانقلاب الربيعي او مايعنيه من شروق الشمس من نقطه الشرق تماما‏,‏ ونظرا لظاهره الترنح
    ‏PRECESSION‏
    المصاحبه لحركه دوران الارض وتغير ميل محور دورانها حول نفسها باستمرار فان هذا اليوم في زمننا الحاضر قد اختلف عن موقعه عند القدماء ليصبح في يوم اخر وان كان مازال ثابتا في تاريخه الزمني باعتباره عيدا عقائديا مشهودا عند المصريين القدماء الذي ارتبط بالتاكيد بمعني الشمس المشرقه من تلك النقطه المتفرده علي الافق وهي نقطه الاعتدال‏.‏

    ان ظهور الشمس بهذه الهيئه انما يربطها ربطا معماريا فيزيقيا بهياكلها الارضيه وهي المباني الهرميه‏,‏ فالهرم هو بيت الشمس علي الارض او هو الكيان والصرح والهيكل المستور لظهورها وحلولها فكيف يكون ذلك‏.‏
    ان الالهه عند القدماء لاتظهر بحقيقتها الشكليه او تشخيصها البصري ولكن في تجسيد وتوضيح لمفاهيمها الوظيفيه المنوطه بها‏,‏ ولايمكن التعرف علي المعبود عندهم الا بشكل ناقص او من خلال انعكاساته‏.‏
    فعندما يتجلي احد المعبودات مباشره امام عيون البشر فانه يتخذ الشكل الذي يناسبه دون ان يعبر هذا الشكل عن هيئته الحقيقيه ويمتنع عن هذا المشاهد ان ينظر اليه في اعتقادهم والا اخذ بصره ويشتعل ويلقي حتفه‏,‏ والهرم ايضا كهيكل للشمس لانري حقيقته كما نراها ماديه حجريه فان له مضمونا شفافا روحيا في عالم الخلود يستطيع من خلال شفافيته ان يتعامل مع شعاع الشمس المشرقه كمرادف للعقيه الشمسيه القديمه‏,‏ فهو في الاصل كريستالي المفهوم اشعاعي المضمون‏,‏ فاذا اشرقت الشمس من نقطه الاعتدال في ذلك اليوم تكون عموديه علي خط قاعده الهرم وتظهر وتحل داخله كانعكاس لقرصها المتوهج الذي يحرم علي عابديها النظر اليه في عليائها ليصير حلولا ارضيا لشكلها السماوي وهبوطا لمفهومها ومدلولها الي مستوي عابديها وان كانت مستتره داخل هيكلها الحجري المادي‏,‏ وظهورها داخل الهرم يكون علي صوره تجسيد مادي ياخذ شكلا بيضاويا كانعكاس منكسر للقرص المستدير القابع داخل هرمها الكريستالي‏,‏ انه ظهور مادي خارج الهرم يخضع لقوانين الانكسار الضوئيه الطبيعيه‏,‏ ولايستطيع ان يراه في عقيدتهم الا من يسمو بروحه وتشف حواسه فيلتقط اهداب شكلها الارضي البيضاوي التي تجسدت به‏,‏ ولا ريب ان هذا الادعاء انما كان لكبار الكهنه والمتبحرين يتلمسونه لمن يلونهم ويتبعونهم من عوام الناس وجموع المومنين‏.‏

    وهنا يكون هذا عيدها الذي تجسدت فيه وولدت من داخل رحم المبني الهرمي‏,‏ وهبطت لتعلن عن انبثاق الارض بعد طول ترقب وانتظار‏.‏
    وتحدثنا الروايات عن تلك البيضه التي انبثقت منها الشمس‏,‏ وانها قد ظهرت اما من اعماق المحيط الاولي‏,‏ واما انها قد سقطت من السماء‏,‏ كما نسب الي بتاح انه خالق البيضه الخاصه بالشمس‏,‏ فكانت البيضه هي رمز الشمس المتجسده‏,‏ ورمز انبثاق الحياه لها‏,‏ ناهيك عن مفهوم بيضه الطعام‏,‏ وعن سر الحياه القابع داخلها من خلال كره المح المشابهه لكره الشمس الصفراء‏,‏ والتي يخرج منها مخلوق حي يسعي بعد موت ورقود‏.‏
    ان البضه هي رمز ذلك اليوم ففي شكلها تجسدت الشمس وعلي مضمونها بنيت العقيده القائمه علي فكره انبثاق الخلق وعوده الحياه‏.‏

    انه يوم عيدها التي اختارت فيه هولاء الاطفال الاطهار الابرياء لالباس رمزها الارضي ازهي حلله وابهج الوانه من خلال نقوشهم الحيه‏,‏ والوانهم المتعدده المتحلقه حول البيضه كقوس قزح المتولد عن انكسار الاشعاع من كينونه الشمس‏.‏
    وقد كانت العقيده المصريه القديمه تفترض ان الخلق كله قد انبثق من محيط مائي ازلي عميق بلا حدود خرجت منه جميع المخلوقات‏,‏ واعقب ذلك بعث الحياه ووضع نظام وقوانين الكون‏,‏ فكان استجلاب عنصر السمكه مقترنا بيومنا هذا اشاره الي ذلك المفهوم المائي واستحضارا لروح الحياه وانبثاقها من خلال الامعان والتعمق في فكره الموت باتخاذ تلك الاسماك المحنطه المملحه منذ زمن طويل كالمومياوات في توابيتها الخشبيه كماكل في ذلك اليوم‏,‏ وقد كان هذا قمه الايمان بحقيقه روح البعث وعوده الحياه من جديد‏,‏ ويكون هذا الطعام في الغالب مصحوبا باكل نباتات مخضره جذريه منبعثه من تحت الارض كنايه عن فكره الانبثاق من عالم الموت السفلي‏.‏
    كما ان لدينا مفهوما معماريا مشعا اخر يتكامل مع ماسبق من مضمون اشعاعي داخلي بالهيكل الهرمي‏,‏ يتعامل مع الاهرام كعناصر نورانيه مشعه‏,‏ ولعلنا نجد اوصافا لعديد من الاهرامات توحي بالمظهر الخارجي المشع الباعث بالضوء الي محيط الهرم الخارجي‏,‏ فنجد ان صفه هرم سنفرو ميدوم سنفرو يلمع ويشع وكذلك هرم سنفرو بدهشور يلمع ونري روح ساحورع تلمع من هرمه في ابوصير اما هرم مرنرع بسقاره فهو يلمع وجميل وهكذا‏,‏ فما سر هذا اللمعان وماحقيقته لقد علمنا ان اوجه الاهرام كانت مغطاه بطبقه من الحجر الجيري الابيض الناصع الذي يجعل الهرم يبدو كالمراه العاكسه لاشعه الشمس‏,‏ ويجعله يبدو كدره لامعه وسط رمال الصحراء‏,‏ ولعل مايوكد هذا المنحي انبعاج واجهه الهرم قليلا الي الداخل نحو مركزه مكونا مايشبه ثلاثه مثلثات تتلاقي في نقطه واحده مما يصنع في وجود الكساء الابيض الناصع مراه مقعره مائله تعكس الاشعه الساقطه عليها بصوره مجمعه لتتلاقي في بعد بوري يقبع في بدن السماء وبين مسارات السحب وزرقه الفضاء‏.‏

    ان خطوط التقاء هذه الاسطح الثلاثه انما تشف خريطه مصر المجرده بنيلها الجاري في دلتاه المثلثه ومساره الخطي بواديه الضيق‏,‏ لقد تحددت مصر كلها بين ضفتي واجهه الهرم مطبوعه علي هيئه التاسوع المقدس في صوره الاضلاع التسعه لتلك المثلثات معلنه انتماء مصر القديمه الي تلك العقيده الشمسيه‏,‏ فاذا تعامد شعاع الشمس في زاويه خاصه في وقت معين في ذلك اليوم من عليائها علي مسطح الواجهه الهرميه لاصبح هذا الصرح العقائدي في وضع مادي فريد يتيح له سموا روحانيا ولتواصل قرص الشمس مع هذا الكيان الارضي تواصلا اشعاعيا ذهابا وايابا اوثق صله من خلال اتحاد مسارات الاشعه الصادره من حدقه عين الشمس والمنعكسه علي واجهه الهرم في ذات الاتجاه نحوها الذي يتيح للناظر في ذلك اليوم قديما رويه حزمه ضوئيه قويه تستمر لحظات متبادله الاتجاه بين الشمس في سمائها واهراماتها الارضيه‏,‏ ومن خلال هذا التواصل تقدم مصر نفسها كقربان مقدس للشمس علي مذبح الواجهه الهرميه كتصوير تجريدي مبسط لنيلها وارضها حيث يسقط شعاع الشمس علي واجهه الهرم التي تحمل شكل خريطه مصر المجرده ويرتد مشبعا وقابضا لقربانه الثمين ليحفظه في عينه وليباشره بشعاعه ويكون المردود علي تلك التضحيه العظيمه في زعمهم جريان نيلها وكفايه فيضه ونمو خيراته ثم يعقب ذلك ان يرد فرعون الذي حل برع كذات واحده تلك الخيرات والمحاصيل الي اهل مصر ثانيه كعطيه منه تظهر في تلك الحقول المخضره والاشجار المثمره‏,‏ ان هذا التواصل العقائدي يكون فيه الصرح الهرمي هو الوسيط والمعبد والمذبح لقربان عظيم تكون مصر كلها موضوع هذه التضحيه‏.‏
    ويقول برستيد في فجر الضمير ولعل ادق قطعه ادبيه حفظت لنا في متون الاهرام هي انشوده الشمس التي تجد فيها الملك والمعبود الشمسي نفسا واحده‏,‏ وهذه الانشوده تخاطب مصر باسهاب معدده لها المنافع التي تتمتع بها في كنف حمايه الهي الشمس وسيادته ومن ثم تقدم مصر لرع ثروتها ومحصولها‏,‏ ولما كان فرعون واله الشمس نفسا واحده كان فرعون يهب تلك المنافع لمصر‏,‏ وهي من جانبها تقدم له نفس العطايا التي تقدمها لاله الشمس‏.‏

    فلاعجب ان يحرص سكان مصر منذ القدم علي الخروج في هذا اليوم قبل شروق الشمس الي الاماكن المفتوحه متعرضين لاشعاع الشمس فانها في هذا اليوم قد قبلت القربان ووزعت العطايا وهبطت كحلول ارضي في عقيدتهم يسبقها في ذلك رائحه الاله الذي حدثنا عنه ديمتري ميكس في كتابه القيم الحياه اليوميه للالهه الفرعونيه اذ يذكر ان هذه الرائحه تتقدم المعبود‏,‏ وتنبئ عن وجوده اذا حل‏.‏
    وسيستمر ذلك اليوم الضارب في اعماق الزمان عيدا مظهريا ببهجته الطفوليه ونزهته الخلويه‏,‏ يصعب تنحيته او الحط من قدره‏,‏ فلقد قدر له ان يستمر طوال ازمان مضت ويصل اليها من خلال تخليه رويدا رويدا عن جوهره العقائدي البائد ليكتفي بمظهره الاحتفالي الحديث‏,‏ ولكنه يابي مع ذلك ان يتخلي عن اجل رموزه الا وهما البيضه والسمكه‏,‏ واسمه المعبق برائحه الشمس المتجسده التي تنبئ عن حلولها الارضي القديم‏..‏ ولعله نسيم ذلك اليوم‏.‏

  2. #2
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    كل عام وأنت والأسرة الكريمة أخي الفاضل ـ البحتري بخير وسعادة .
    فالربيع يأتينا بأعياد النسيم ، وللنسيم نسعى تاركين ما يعلونا من سقوف ، فنسعى حيث الخلاء والجو العليل يصحبنا مرح الصغار وضحكات الكبار لهذا التجديد وذاك الطقس البديع .
    فمرحى ... مرحى بشم النسيم والفسيخ والمالانا والرنجة والبصل الأخضر والخضرة .
    وكفانا ما مضى ...
    أما اليوم فنحتفل به كرمز يبهج دون مواربه .
    شكرا لجمال ما قدمت من معلومات شيقة تحمل عبق الأجداد في طياتها .
    كل عام وعيد الربيع
    يزهر أزهاير الود والصداقة حولنا
    أهل برابطة الفكر والثقافة ... وكجمع لا يفترق ..

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البحترى
    قرأت هذا المقال الرائع بجريدة الأهرام لمهندس معمارى عن تاريخ يوم شم النسيم وارتباطه الوثيق بالعقيدة الفرعونيه، والعجيب أننا حتى هذه اللحظة نفعل دون أن ندرى ما كان يفعله الفراعنة من طقوس فى يوم شم النسيم لعبادة آلهتهم !!! أعرض عليكم المقال الذى أتمنى أن تقرأوه جيداً وتتحاشوا ما نفعله فى هذا اليوم ويتعارض مع الإسلام.
    --------------------------------------------------------------------------------------------------------

    وتحدثنا الروايات عن تلك البيضه التي انبثقت منها الشمس‏,‏ وانها قد ظهرت اما من اعماق المحيط الاولي‏,‏ واما انها قد سقطت من السماء‏,‏ كما نسب الي بتاح انه خالق البيضه الخاصه بالشمس‏,‏ فكانت البيضه هي رمز الشمس المتجسده‏,‏ ورمز انبثاق الحياه لها‏,‏ ناهيك عن مفهوم بيضه الطعام‏,‏ وعن سر الحياه القابع داخلها من خلال كره المح المشابهه لكره الشمس الصفراء‏,‏ والتي يخرج منها مخلوق حي يسعي بعد موت ورقود‏.‏
    ان البضه هي رمز ذلك اليوم ففي شكلها تجسدت الشمس وعلي مضمونها بنيت العقيده القائمه علي فكره انبثاق الخلق وعوده الحياه‏.‏

    انه يوم عيدها التي اختارت فيه هولاء الاطفال الاطهار الابرياء لالباس رمزها الارضي ازهي حلله وابهج الوانه من خلال نقوشهم الحيه‏,‏ والوانهم المتعدده المتحلقه حول البيضه كقوس قزح المتولد عن انكسار الاشعاع من كينونه الشمس‏.‏
    وقد كانت العقيده المصريه القديمه تفترض ان الخلق كله قد انبثق من محيط مائي ازلي عميق بلا حدود خرجت منه جميع المخلوقات‏,‏ واعقب ذلك بعث الحياه ووضع نظام وقوانين الكون‏,‏ فكان استجلاب عنصر السمكه مقترنا بيومنا هذا اشاره الي ذلك المفهوم المائي واستحضارا لروح الحياه وانبثاقها من خلال الامعان والتعمق في فكره الموت باتخاذ تلك الاسماك المحنطه المملحه منذ زمن طويل كالمومياوات في توابيتها الخشبيه كماكل في ذلك اليوم‏,‏ وقد كان هذا قمه الايمان بحقيقه روح البعث وعوده الحياه من جديد‏,‏ ويكون هذا الطعام في الغالب مصحوبا باكل نباتات مخضره جذريه منبعثه من تحت الارض كنايه عن فكره الانبثاق من عالم الموت السفلي‏.‏



    فلاعجب ان يحرص سكان مصر منذ القدم علي الخروج في هذا اليوم قبل شروق الشمس الي الاماكن المفتوحه متعرضين لاشعاع الشمس فانها في هذا اليوم قد قبلت القربان ووزعت العطايا وهبطت كحلول ارضي في عقيدتهم يسبقها في ذلك رائحه الاله الذي حدثنا عنه ديمتري ميكس في كتابه القيم الحياه اليوميه للالهه الفرعونيه اذ يذكر ان هذه الرائحه تتقدم المعبود‏,‏ وتنبئ عن وجوده اذا حل‏.‏
    وسيستمر ذلك اليوم الضارب في اعماق الزمان عيدا مظهريا ببهجته الطفوليه ونزهته الخلويه‏,‏ يصعب تنحيته او الحط من قدره‏,‏ فلقد قدر له ان يستمر طوال ازمان مضت ويصل اليها من خلال تخليه رويدا رويدا عن جوهره العقائدي البائد ليكتفي بمظهره الاحتفالي الحديث‏,‏ ولكنه يابي مع ذلك ان يتخلي عن اجل رموزه الا وهما البيضه والسمكه‏,‏ واسمه المعبق برائحه الشمس المتجسده التي تنبئ عن حلولها الارضي القديم‏..‏ ولعله نسيم ذلك اليوم‏.‏








    بارك الله فيك أخي الغالي


    نسأل الله الهداية ، والأمر حتى لو تخلى من مقاصده التاريخية فيبقى التمايز الذي حرص عليه الشارع الحكيم، حين أوقف أعياد الجاهلية في المدينة، رغم قدرته على إبقائها مواسم فرحة وقد زالت العقيدة الباطلة من قلوب أهلها، ولم يكن احتفالهم ساعتها به أنصاب ولا أزلام ولا شيء، لكن قطع العوائد المرتبطة بهذا التراث الوثني وجب وأمر بذلك
    وهذا المبحث وصلني عل فيه فائدة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏
    أما عيد شم النسيم أو الربيع - كما يطلق عليه- فهو أحد أعياد مصر الفرعونية، وترجع ‏بداية الاحتفال به بشكل رسمي إلى ما يقرب من 4700 عام (270) قبل الميلاد، وترجع ‏تسمية "شم النسيم" إلى الكلمة الفرعونية (شمو) وهي كلمة هيروغليفية، ويرمز بها عند ‏قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، وفيه بدأ ‏خلق العالم. وأضيفت كلمة ( النسيم) إليه لارتباط هذا اليوم باعتدال الجو، حيث تكون ‏بداية الربيع. ولا بد من الإشارة أن اليهود من المصريين - على عهد سيدنا موسى عليه ‏السلام- قد أخذوا عن الفراعنة المصريين احتفالهم بهذا العيد، وجعلوه رأساً للسنة العبرية، ‏وأطلقوا عليه اسم " عيد الفصح" والفصح: كلمة عبرية تعني: ( الخروج أو العبور) ‏وذلك أنه كان يوم خروجهم من مصر، على عهد سيدنا موسى عليه السلام. وعندما ‏دخلت المسيحية مصر عرف ما يسمى بـ:"عيد يوم القيامة" والذي يرمز إلى قيام المسيح ‏من قبره - كما يزعمون - واحتفالات النصارى بشم النسيم بعد ذلك جاءت موافقة ‏لاحتفال المصريين القدماء، ويلاحظ أن يوم شم النسيم يعتبر عيداً رسمياً في بعض البلاد ‏الإسلامية تعطل فيه الدوائر الرسمية! كما يلاحظ أيضاً أن النصارى كانوا ولا يزالون ‏يحتفلون بعيد الفصح ( أو عيد القيامة) في يوم الأحد، ويليه مباشرة عيد شم النسيم يوم ‏الاثنين. ومن مظاهر الاحتفال بعيد ( شم النسيم) أن الناس يخرجون إلى الحدائق ‏والمتنزهات بمن فيهم النساء والأطفال، ويأكلون الأطعمة وأكثرها من البيض، والفسيخ ( ‏السمك المملح) وغير ذلك. والملاحظ أن الناس قد زادوا على الطقوس الفرعونية، مما ‏جعل لهذا العيد صبغة دينية، سرت إليه من اليهودية والنصرانية، فأكل السمك والبيض ‏ناشئ عن تحريمهما عليهم أثناء الصوم الذي ينتهي بعيد القيامة ( الفصح) حيث يمسكون ‏في صومهم عن كل ما فيه روح أو ناشئ عنه، كما أن من العادات تلوين البيض بالأحمر، ‏وربما كانوا يرمزون بذلك إلى دم المسيح ( المصلوب) حسب اعتقادهم الباطل المناقض ‏للقرآن الكريم، وإجماع المسلمين المنعقد على عدم قتل المسيح وعدم صلبه، وأنه رفع إلى ‏السماء كما يقول الله جل وعلا في محكم كتابه: { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ ‏مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ‏مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } [النساء:157]‏
    { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } [النساء:158]
    طلب العلم فريضة .

  4. #4
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق
    كل عام وأنت والأسرة الكريمة أخي الفاضل ـ البحتري بخير وسعادة .
    فالربيع يأتينا بأعياد النسيم ، وللنسيم نسعى تاركين ما يعلونا من سقوف ، فنسعى حيث الخلاء والجو العليل يصحبنا مرح الصغار وضحكات الكبار لهذا التجديد وذاك الطقس البديع .
    فمرحى ... مرحى بشم النسيم والفسيخ والمالانا والرنجة والبصل الأخضر والخضرة .
    وكفانا ما مضى ...
    أما اليوم فنحتفل به كرمز يبهج دون مواربه .
    شكرا لجمال ما قدمت من معلومات شيقة تحمل عبق الأجداد في طياتها .
    كل عام وعيد الربيع
    يزهر أزهاير الود والصداقة حولنا
    أهل برابطة الفكر والثقافة ... وكجمع لا يفترق ..
    عبلة محمد زقزوق
    حمدالله على السلامه
    لو سردت لك آثار العقيدة الفرعونية الباقى حتى الآن فى لسان المصريين وحديثهم وعاداتهم وبلادهم لتعجبت من العجب العجاب
    أسعد الله أيامك

  5. #5
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.إسلام المازني


    بارك الله فيك أخي الغالي


    نسأل الله الهداية ، والأمر حتى لو تخلى من مقاصده التاريخية فيبقى التمايز الذي حرص عليه الشارع الحكيم، حين أوقف أعياد الجاهلية في المدينة، رغم قدرته على إبقائها مواسم فرحة وقد زالت العقيدة الباطلة من قلوب أهلها، ولم يكن احتفالهم ساعتها به أنصاب ولا أزلام ولا شيء، لكن قطع العوائد المرتبطة بهذا التراث الوثني وجب وأمر بذلك
    وهذا المبحث وصلني عل فيه فائدة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏
    أما عيد شم النسيم أو الربيع - كما يطلق عليه- فهو أحد أعياد مصر الفرعونية، وترجع ‏بداية الاحتفال به بشكل رسمي إلى ما يقرب من 4700 عام (270) قبل الميلاد، وترجع ‏تسمية "شم النسيم" إلى الكلمة الفرعونية (شمو) وهي كلمة هيروغليفية، ويرمز بها عند ‏قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، وفيه بدأ ‏خلق العالم. وأضيفت كلمة ( النسيم) إليه لارتباط هذا اليوم باعتدال الجو، حيث تكون ‏بداية الربيع. ولا بد من الإشارة أن اليهود من المصريين - على عهد سيدنا موسى عليه ‏السلام- قد أخذوا عن الفراعنة المصريين احتفالهم بهذا العيد، وجعلوه رأساً للسنة العبرية، ‏وأطلقوا عليه اسم " عيد الفصح" والفصح: كلمة عبرية تعني: ( الخروج أو العبور) ‏وذلك أنه كان يوم خروجهم من مصر، على عهد سيدنا موسى عليه السلام. وعندما ‏دخلت المسيحية مصر عرف ما يسمى بـ:"عيد يوم القيامة" والذي يرمز إلى قيام المسيح ‏من قبره - كما يزعمون - واحتفالات النصارى بشم النسيم بعد ذلك جاءت موافقة ‏لاحتفال المصريين القدماء، ويلاحظ أن يوم شم النسيم يعتبر عيداً رسمياً في بعض البلاد ‏الإسلامية تعطل فيه الدوائر الرسمية! كما يلاحظ أيضاً أن النصارى كانوا ولا يزالون ‏يحتفلون بعيد الفصح ( أو عيد القيامة) في يوم الأحد، ويليه مباشرة عيد شم النسيم يوم ‏الاثنين. ومن مظاهر الاحتفال بعيد ( شم النسيم) أن الناس يخرجون إلى الحدائق ‏والمتنزهات بمن فيهم النساء والأطفال، ويأكلون الأطعمة وأكثرها من البيض، والفسيخ ( ‏السمك المملح) وغير ذلك. والملاحظ أن الناس قد زادوا على الطقوس الفرعونية، مما ‏جعل لهذا العيد صبغة دينية، سرت إليه من اليهودية والنصرانية، فأكل السمك والبيض ‏ناشئ عن تحريمهما عليهم أثناء الصوم الذي ينتهي بعيد القيامة ( الفصح) حيث يمسكون ‏في صومهم عن كل ما فيه روح أو ناشئ عنه، كما أن من العادات تلوين البيض بالأحمر، ‏وربما كانوا يرمزون بذلك إلى دم المسيح ( المصلوب) حسب اعتقادهم الباطل المناقض ‏للقرآن الكريم، وإجماع المسلمين المنعقد على عدم قتل المسيح وعدم صلبه، وأنه رفع إلى ‏السماء كما يقول الله جل وعلا في محكم كتابه: { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ ‏مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ‏مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } [النساء:157]‏
    { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } [النساء:158]
    الأستاذ الكبير
    د. إسلام المازنى
    أشكر لك المعلومات الثرية التى جدت بها
    لك امتنانى واحترامى وتقديرى

  6. #6
    الصورة الرمزية سارة محمد الهاملي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    المشاركات : 535
    المواضيع : 14
    الردود : 535
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    النسيم الوحيد الذي أعرفه هو الغبار المعبق برائحة عوادم السيارات! هل أصبح كذلك في مصر؟؟

    كل الشعوب لديها عادات قديمة توارثتها عبر الأجيال، فما بالك بدولة كمصر تعاقبت عليها حضارات كثيرة؟ والاحتفاظ بهذه العادات والتقاليد أمر محمود وإنساني على ما أظن ولكن على أن تتخلص مما يشوبها من طقوس قد لا تتفق مع الإسلام.

    أشكركم أيها المصريون على دعوتي لقضاء شم النسيم معكم وسأحاول تلبية الدعوة إن شاء الله ولكن بدون فسيخ. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة
    النسيم الوحيد الذي أعرفه هو الغبار المعبق برائحة عوادم السيارات! هل أصبح كذلك في مصر؟؟

    كل الشعوب لديها عادات قديمة توارثتها عبر الأجيال، فما بالك بدولة كمصر تعاقبت عليها حضارات كثيرة؟ والاحتفاظ بهذه العادات والتقاليد أمر محمود وإنساني على ما أظن ولكن على أن تتخلص مما يشوبها من طقوس قد لا تتفق مع الإسلام.

    أشكركم أيها المصريون على دعوتي لقضاء شم النسيم معكم وسأحاول تلبية الدعوة إن شاء الله ولكن بدون فسيخ. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أهلا بك ومرحبا
    وبدون دعوة سوف نكنس لك الهواء فالبيت بيتك والفسيخ فسيخك !
    على فكرة أنا لم أذق هذا الفسيخ فى حياتى ولا اقتربت منه
    الرنجه أحسن
    لك كل ما تحبين

  8. #8
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    والله لدينا كم هائل من الاعراف والتقاليد المتعارضة مع المنظومة القيمية

    لمنهاجنا المهيمن

    أقسى ماوجدت ... ليس في احتفالاتتا

    بل في أعراف الاحوال الشخصية من ميراث والديات والثارات

    يارب سلم سلم
    الإنسان : موقف

  9. #9
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,362
    المواضيع : 139
    الردود : 2362
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    السلام عليكم

    شكر الله لك نشر هذه المعلومات المهمة الأديب القدير البحترى لنبين للناس الحق من الباطل ، واشيد بأضافة د. اسلام المازنى .

    نحاول معا ان نحصل على دكتوراه فى شم النشيم وما هو على شاكلته من اعياد الكفار وحكم الاحتفال بها لنوعى اخواننا المسلمين فى كل مكان - وليستوفى الموضوع من كل جوانبه جيدا - تكملة لما اوردتم :


    بيض شم النسيم:

    يعتبر البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، واصطلح الغربيون على تسمية البيض (بيضة الشرق).

    بدأ ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع –شم النسيم- مع بداية العيد الفرعوني نفسه أو عيد الخلق حيث كان البيض يرمز إلى خلق الحياة، كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد (أخناتون الفرعوني).

    وهكذا بدأ الاحتفال بأكل البيض كأحد الشعائر المقدسة التي ترمز لعيد الخلق، أو عيد شم النسيم عند الفراعنة.

    أما فكرة نقش البيض وزخرفته، فقد ارتبطت بعقيدة قديمة أيضاً؛ إذ كان الفراعنة ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات ويجمعونه أو يعلقونه في أشجار الحدائق حتى تتلقى بركات نور الإله عند شروقه –حسب زعمهم- فيحقق دعواتهم ويبدأون العيد بتبادل التحية (بدقة البيض)، وهي العادات التي ما زال أكثرها متوارثاً إلى الآن –نعوذ بالله من الضلال-.

    أما عادة تلوين البيض بمختلف الألوان وهو التقليد المتبع في جميع أنحاء العالم، فقد بدأ في فلسطين بعد زعم النصارى صلب اليهود للمسيح –عليه السلام- الذي سبق موسم الاحتفال بالعيد، فأظهر النصارى رغبتهم في عدم الاحتفال بالعيد؛ حداداً على المسيح، وحتى لا يشاركون اليهود أفراحهم. ولكن أحد القديسين أمرهم بأن يحتفلوا بالعيد تخليداً لذكرى المسيح وقيامه، على أن يصبغوا البيض باللون الأحمر ليذكرهم دائماً بدمه الذي سفكه اليهود.

    وهكذا ظهر بيض شم النسيم لأول مرة مصبوغاً باللون الأحمر، ثم انتقلت تلك العادة إلى مصر وحافظ عليه الأقباط بجانب ما توارثوه من الرموز والطلاسم والنقوش الفرعونية.

    ومنهم انتقلت عبر البحر الأبيض إلى روما، وانتشرت في أنحاء العالم الغربي النصراني في أوربا وأمريكا، وقد تطورت تلك العادة إلى صباغة البيض بمختلف الألوان التي أصبحت الطابع المميز لأعياد شم النسيم والفصح والربيع حول العالم.

    الفسيخ (السمك المملح):

    ظهر الفسيخ، أو السمك المملح من بين الأطعمة التقليدية في العيد في الأسرة الفرعونية الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل: نهر الحياة، (الإله حعبى) عند الفراعنة الذي ورد في متونه المقدسة عندهم أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع –حسب زعمهم-.

    وقد كان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك، وتجفيفها وتمليحها وصناعة الفسيخ والملوحة واستخراج البطارخ –كما ذكر هيرودوث [هو مؤرخ إغريقي اعتنى بتواريخ الفراعنة والفرس، وفاته كانت 425 قبل الميلاد كما في الموسوعة العربية الميسرة (2/1926)] فقال عنهم: "إنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم، ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة، وكانوا يفضلون نوعاً معيناً لتمليحه وحفظه للعيد، أطلقوا عليه اسم (بور) وهو الاسم الذي حور في اللغة القبطية إلى (يور) وما زال يطلق عليه حتى الآن.

    بصل شم النسيم:

    ظهر البصل ضمن أطعمة عيد شم النسيم في أواسط الأسرة الفرعونية السادسة وقد ارتبط ظهوره بما ورد في إحدى أساطير منف القديمة التي تروى أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد، وكان محبوباً من الشعب، وقد أصيب الأمير الصغير بمرض غامض عجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه، وأقعد الأمير الصغير عن الحركة، ولازم الفراش عدة سنوات، امتُنِع خلالها عن إقامة الأفراح والاحتفال بالعيد مشاركة للملك في أحزانه.

    وكان أطفال المدينة يقدمون القرابين للإله في المعابد في مختلف المناسبات ليشفى أميرهم، واستدعى الملك الكاهن الأكبر لمعبد آمون، فنسب مرض الأمير الطفل إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه، وتشل حركته بفعل السحر.

    وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير في فراش نومه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ، ثم شقها عند شروق الشمس في الفجر ووضعها فوق أنفه ليستنشق عصيرها.

    كما طلب منهم تعليق حزم من أعواد البصل الطازج فوق السرير وعلى أبواب الغرفة وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة.

    وتشرح الأسطورة كيف تمت المعجزة وغادر الطفل فراشه، وخرج ليلعب في الحديقة وقد شفى من مرضه الذي يئس الطب من علاجه، فأقام الملك الأفراح في القصر لأطفال المدينة بأكملها، وشارك الشعب في القصر في أفراحه، ولما حل عيد شم النسيم بعد أفراح القصر بعدة أيام قام الملك وعائلته، وكبار رجال الدولة بمشاركة الناس في العيد، كما قام الناس –إعلاناً منهم للتهنئة بشفاء الأمير- بتعليق حزم البصل على أبواب دورهم، كما احتل البصل الأخضر مكانه على مائدة شم النسيم بجانب البيض والفسيخ.

    ومما هو جدير بالذكر أن تلك العادات التي ارتبطت بتلك الأسطورة القديمة سواء من عادة وضع البصل تحت وسادة الأطفال، وتنشيقهم لعصيره، أو تعليق حزم البصل على أبواب المساكن أو الغرف أو أكل البصل الأخضر نفسه مع البيض والفسيخ ما زالت من العادات والتقاليد المتبعة إلى الآن في مصر وفي بعض الدول التي تحتفل بعيد شم النسيم أو أعياد الربيع.

    خس شم النسيم:

    كان الخس من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد عرف ابتداء من الأسرة الفرعونية الرابعة حيث ظهرت صوره من سلال القرابين التي يقربونها لآلتهم من دون الله –تعالى- بورقه الأخضر الطويل وعلى موائد الاحتفال بالعيد، وكان يسمى الهيروغليفية (حب) كما اعتبره الفراعنة من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود (من) إله التناسل، ويوجد رسمه منقوشاً دائماً تحت أقدام الإله في معابده ورسومه –تعالى الله عن إفكهم وشركهم-.

    حمص شم النسيم:

    هي ثمرة الحمص الأخضر، وأطلق عليه الفراعنة اسم (حور –بيك) أي رأس الصقر لشكل الثمرة التي تشبه رأس حور الصقر المقدس عندهم.

    وكان للحمص –كما للخس- الكثير من الفوائد والمزايا التي ورد ذكرها في بردياتهم الطبية.

    وكانوا يعتبرون نضج الثمرة وامتلاءها إعلاناً عن ميلاد الربيع، وهو ما أخذ منه اسم الملانة أو الملآنة.

    وكانت الفتيات يصنعن من حبات الملانة الخضراء عقوداً، وأساور يتزين بها في الاحتفالات بالعيد، كما يقمن باستعمالها في زينة الحوائط ونوافذ المنازل في الحفلات المنـزلية.

    ومن بين تقاليد شم النسيم الفرعونية القديمة التزين بعقود زهور الياسمين وهو محرف من الاسم الفرعوني القديم (ياسمون) وكانوا يصفون الياسمين بأنه عطر الطبيعة التي تستقبل به الربيع، وكانوا يستخرجون منه في موسم الربيع عطور الزينة وزيت البخور الذي يقدم ضمن قرابين المعابد عند الاحتفال بالعيد. [انظر: هذه المعلومات وغيرها في: موسوعة أغرب الأعياد وأعجب الاحتفالات لسيد صديق عبد الفتاح (516-526)، وأعياد مصر بين الماضي والحاضر للدكتور سعيد محمد حسن الملط (19-22)].


    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم:

    مما سبق عرضه في قصة نشأة هذا العيد وأصله ومظاهره قديماً وحديثاً يتبين ما يلي:

    أولاً: أن أصل هذا العيد فرعوني، كانت الأمة الفرعونية الوثنية تحتفل به ثم انتقل إلى بني إسرائيل بمخالطتهم للفراعنة، فأخذوه عنهم، ومنهم انتقل إلى النصارى، وحافظ عليه الأقباط –ولا يزالون-.

    فالاحتفال به فيه مشابهة للأمة الفرعونية في شعائرها الوثنية؛ إن هذا العيد شعيرة من شعائرهم المرتبطة بدينهم الوثني، والله تعالى حذرنا من الشرك ودواعيه وما يفضي إليه؛ كما قال سبحانه مخاطباً رسوله –صلى الله عليه وسلم-: { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين . بل الله فاعبد وكن من الشاكرين } [الزمر: 65-66]، ولقد قضى الله سبحانه –وهو أحكم الحاكمين- بأن من مات على الشرك فهو مخلد في النار؛ كما قال سبحانه: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً } [النساء: 116].

    ثانياً: أن اسم هذا العيد ومظاهره وشعائره من بيض مصبوغ أو منقوش وفسيخ (سمك مملح) وبصل وخس وغيرها هي عين ما كان موجوداً عند الفراعنة الوثنين،ولها ارتباط بعقائد فاسدة كاعتقادهم في البصل إذا وضع تحت الوسادة أو علق على الباب أو ما شابه ذلك فإنه يشفي من الأمراض ويطرد الجان كما حصل في الأسطورة الفرعونية، ومن فعل ذلك فهو يقتدي بالفراعنة في خصيصة من خصائص دينهم الوثني، والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: « من تشبه بقوم فهو منهم » رواه أحمد (3/50) وأبو داود (5021).

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى_: (هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى: "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" أ.هـ (الاقتضاء 1/314).

    وقال الصنعاني –رحمه الله تعالى-: (فإذا تشبه بالكفار في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر، فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء: منهم من قال: يكفر، وهو ظاهر الحديث، ومنهم من قال: لا يكفر ولكن يؤدب) سبل السلام (8/248).

    وهذه الاعتقادات التي يعتقدونها في طعام عيد شم النسيم وبيضه وبصله مناقضة لعقيدة المسلم، فكيف إذا انضم إلى ذلك أنها مأخوذة من عباد الأوثان الفراعنة؟ لا شك أن حرمتها أشد؛ لأنها جمعت بين الوقوع في الاعتقاد الباطل وبين التشبه المذموم.

    ثالثاً: ذكر الشيخ الأزهري علي محفوظ رحمه الله تعالى - عضو هيئة كبار العلماء في وقته في مصر- بعض ما شاهده من مظاهر هذا العيد، وما يجري فيه من فسوق وفجور فقال –رحمه الله تعالى-: (وناهيك ما يكون من الناس من البدع والمنكرات والخروج عن حدود الدين والأدب في يوم شم النسيم، وما أدراك ما شم النسيم؟ هو عادة ابتدعها أهل الأوثان لتقديس بعض الأيام تفاؤلاً به أو تزلفاً لما كانوا يعبدون من دون الله، فعمرت آلافاً من السنين حتى عمت المشرقين، واشترك فيها العظيم والحقير، والصغير والكبير..) إلى أن قال: (فهل هذا اليوم –يوم شم النسيم- في مجتمعاتنا الشرعية التي تعود علينا بالخير والرحمة؟ كلا، وحسبك أن تنظر في الأمصار بل القرى فترى في ذلك اليوم ما يزري بالفضيلة، ويخجل معه وجه الحياء من منكرات تخالف الدين، وسوءات تجرح الذوق السليم، وينقبض لها صدر الإنسانية.

    الرياضة واستنشاق الهواء، ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة في كل آن لا في ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق، فتسربت إليها المفاسد، وعمتها الدنايا، فصارت سوقاً للفسوق والعصيان، ومرتعاً لإراقة الحياء، وهتك الحجاب، نعم، لا تمر بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يخجل كل شريف، ويؤلم كل حي، فأجدر به أن يسمى يوم الشؤم والفجور!! ترى المركبات والسيارات تتكدس بجماعات عاطلين يموج بعضهم في بعض بين شيب وشبان ونساء وولدان ينـزحون إلى البساتين والأنهار، ترى السفن فوق الماء مملوءة بالشبان يفسقون بالنساء على ظهر الماء، ويفرطون في تناول المسكرات، وارتكاب المخازي، فاتبعوا خطوات الشيطان في السوء والفحشاء في البر والبحر، وأضاعوا ثمرة الاجتماع فكان شراً على شر، ووبالاً على وبال.

    تراهم ينطقون بما تصان الأذان عن سماعه، ويخاطبون المارة كما يشاؤون من قبيح الألفاظ، وبذيء العبارات؛ كأن هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث، وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف ( أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ).

    فعلى من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشؤوم، ويمنع عياله وأهله، وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مراسمهم، والفاسقين الفاجرين في أماكنهم، ويظفر بإحسان الله ورحمته) أ.هـ من الإبداع في مضار الابتداع (275-276).

    رابعاً:ظهر من كلام الشيخ علي محفوظ الآنف الذكر، وكلام من نقلنا عنهم في مظاهر هذا العيد الوثني الفرعوني، أنه عيد ينضح بالفجور والفسوق، ويطفح بالشهوات والموبقات، وكل من كتب عن هذا العيد من المعاصرين –فيما وقفت عليه من مصادر- يذكرون ما فيه من اختلاط، وتهتك في اللباس، وعلاقات محرمة بين الجنسين، ورقص ومجون، إضافة إلى المزامير والطبول وما شاكلها من آلات اللهو، فيكون قد أنضاف إليه مع كونه تشبهاً بالوثنيين في شعائرهم جملة من مظاهر الفسق والفجور كافية في التنفير عنه، والتحذير منه.


    موقف المسلم من عيد شم النسيم:

    من عرضنا السابق لأصل هذا العيد ونشأته ومظاهره وشعائره فإنه يمكن تلخيص ما يجب على المسلم في الآتي:

    أولاً: عدم الاحتفال به، أو مشاركة المحتفلين به في احتفالهم، أو حضور الاحتفال به؛ وذلك لما فيه من التشبه بالفراعنة الوثنيين ثم باليهود والنصارى، والتشبه بهم فيما يخصهم محرم فكيف بالتشبه بهم في شعائرهم؟!

    قال الحافظ الذهبي –رحمه الله-: (فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم) أ.هـ من تشبه الخسيس بأهل الخميس (رسالة منشورة في مجلة الحكمة 4/193).

    ثانياً: عدم إعانة من يحتفل به من الكفار أقباطاً كانوا أم يهوداً أم غيرهم بأي نوع من أنواع الإعانة، كالإهداء لهم، أو الإعلان عن وقت هذا العيد أو مراسيمه أو مكان الاحتفال به، أو إعارة ما يعين على إقامته، أو بيع ذلك لهم، فكل ذلك محرم؛ لأن فيه إعانة على ظهور شعائر الكفر وإعلانها، فمن أعانهم على ذلك فكأنه يقرهم عليه، ولهذا حرم ذلك كله.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: (لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نار ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة، وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام) (مجموع الفتاوى 25/329).

    وقال ابن التركماني الحنفي –رحمه الله-: (فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح وطبخ وإعارة دابة يركبونها لمواسمهم وأعيادهم) (اللمع في الحوادث والبدع (2/519-520).

    وقد أحسن الشيخ محفوظ –رحمه الله- حينما أوصى كل مسلم في بلاد يحتفل بهذا العيد فيها أن يلزم بيته، ويحبس أهله وأولاده عن المشاركة في مظاهر هذا العيد واحتفالاته.

    ثالثاً: الإنكار على من يحتفل به من المسلمين، ومقاطعته في الله تعالى إذا صنع دعوة لأجل هذا العيد، وهجره إذا اقتضت المصلحة ذلك.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: (وكما لا نتشبه بهم في الأعياد فلا يعان المسلم في ذلك؛ بل ينهى عن ذلك، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تُجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصاً إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر) (الاقتضاء 2/519-520).

    وبناء على ما قرره شيخ الإسلام فإنه لا يجوز للتجار المصريين من المسلمين أو في أي بلاد يحتفل فيها بشم النسيم أن يتاجروا بالهدايا الخاصة بهذا العيد من بيض منقوش، أو مصبوغ مخصص لهذا العيد، أو سمك مملح لأجله، أو بطاقات تهنئة به، أو غير ذلك مما هو مختص به؛ لأن المتاجرة بذلك فيها إعانة على المنكر الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله –صلى الله عليه وسلم-. كما لا يحل لمن أهديت له هدية هذا العيد أن يقبلها؛ لأن في قبولها إقراراً لهذا العيد، ورضاً به.

    ولا يعني ذلك الحكم بحرمة بيع البيض أو السمك أو البصل أو غيره مما أحله الله تعالى، وإنما الممنوع بيع ما خصص لهذا العيد بصبغ أو نقش أو تمليح أو ما شابه ذلك، ولكن لو كان المسلم يتاجر ببعض هذه الأطعمة، ولم يخصصها لهذا العيد لا بالدعاية، ولا بوضع ما يرغب زبائن هذا العيد فيها فلا يظهر حرج في بيعها ولو كان المشترون منه يضعونها لهذا العيد.

    رابعاً: عدم تبادل التهاني بعيد شم النسيم؛ لأنه عيد للفراعنة ولمن تبعهم من اليهود والنصارى، وليس عيداً للمسلمين، وإذا هنئ المسلم به فلا يرد التهنئة، قال ابن القيم –رحمه الله-: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل: أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنـزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) أ.هـ (أحكام أهل الذمة 1/441-442).

    خامساً: توضيح حقيقة عيد شم النسيم وأمثاله من الأعياد التي عمت وطمت في هذا الزمن، وبيان حكم الاحتفال بها لمن اغتر بذلك من المسلمين، والتأكيد على ضرورة تميز المسلم بدينه، ومحافظته على عقيدته، وتذكيره بمخاطر التشبه بالكفار في شعائرهم الدينية كالأعياد، أو بما يختصون به من سلوكياتهم وعاداتهم؛ نصحاً للأمة، وأداءً لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي بإقامته صلاح البلاد والعباد.

    والواجب على علماء مصر أن يحذروا المسلمين من مغبة الاحتفال بعيد شم النسيم، أو مشاركة المحتفلين به، أو إعانتهم بأي نوع من أنواع الإعانة على إقامته، وحث الناس على إنكاره ورفضه؛ لئلا يكون الدين غريباً بين المسلمين.

    وقد لاحظت أن كثيراً من إخواننا المسلمين في مصر يحتفلون بهذا العيد ولا يعرفون حقيقته وأصله، وحكم الاحتفال به، وبعضهم يعرف حقيقته، ولكنهم يقللون من خطورة الاحتفال به ظناً منهم أنه أصبح عادة وليس عبادة، وحجتهم أنهم لا يعتقدون فيه ما يعتقده الفراعنة أو اليهود والنصارى، وهذا فهم خاطئ فإن التشبه في شعائر الدين يؤدي إلى الكفر سواء اعتقد المتشبه بالكفار في هذه الشعيرة ما يعتقدون فيها أم لم يعتقد؟

    بخلاف التشبه فيما يختصون به من السلوكيات والعادات فهو أخف بكثير، ولا سيما إذا انتشرت بين الناس ولم تعد خاصة بهم، وكثير من الناس لا يفرق بين الأمرين.

    ولذا فإننا نرى المسلم يأنف من لبس الصليب؛ لأنه شعار النصارى الديني بينما نراه يحتفل بأعيادهم أو يشارك المحتفلين بها، وهذا مثل هذا إن لم يكن أعظم، لأن الأعياد من أعظم الشعائر التي تختص بها الأمم.

    وكون عيد شم النسيم تحول إلى عادة كما يقوله كثير من المحتفلين به وهم لا يعتقدون فيه ما يعتقده أهل الديانات الأخرى لا يبيح الاحتفال به؛ ودليل ذلك ما رواه ثابت بن الضحاك –رضي الله عنه- قال: "نذر رجل على عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن ينحر إبلاً ببوانه، فأتى النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم" رواه أبو داود (3313) وصححه شيخ الإسلام في الاقتضاء (1/436) والحافظ في البلوغ (1405).

    فيلاحظ في الحديث أن النبي –صلى الله عليه وسلم- اعتبر أصل البقعة، ولم يلتفت إلى نية هذا الرجل في اختيار هذه البقعة بعينها، ولا سأله عن ذبحه لمن يكون: أهو لله –تعالى- أم للبقعة، لأن ذلك ظاهر واضح، وإنما سأله النبي –صلى الله عليه وسلم- عن تاريخ هذه البقعة: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ وهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ فلما أجيب بالنفي أجاز الذبح فيها لله تعالى.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: "وهذا يقتضي أن كون البقعة مكاناً لعيدهم مانع من الذبح بها وإن نذر، كما أن كونها موضع أوثانهم كذلك، وإلا لما انتظم الكلام ولا حسن الاستفصال، ومعلوم أن ذلك إنما هو لتعظيم البقعة التي يعظمونها بالتعييد فيها أو لمشاركتهم في التعييد فيها، أو لإحياء شعار عيدهم فيها، ونحو ذلك؛ إذ ليس إلا مكان الفعل أو نفس الفعل أو زمانه،.. وإذا كان تخصيص بقعة عيدهم محذوراً فكيف نفس عيدهم؟"أ.هـ (الاقتضاء 1/443).

    قلت: وعيد شم النسيم ليس في زمان العيد ومكانه فحسب، بل هو العيد الوثني الفرعوني عينه في زمانه وشعائره ومظاهر الاحتفال به، فحرم الاحتفال به دون النظر إلى نية المحتفل به وقصده، كما يدل عليه هذا الحديث العظيم.

    فالواجب على المسلم الحذر مما يخدش إيمانه، أو يخل بتوحيده، وتحذير الناس من ذلك.

  10. #10
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    يسعدني أن أرد هنا لا لأضيف وقد سبقني الكرام بما يكفي هذا الموضوع ، ولكن لأشكر كل من أضاف إلى هذا الموضوع وأخص بهذا الأخ البحتري صاحب هذا الطرح والأخ د. إسلام المازني الذي أضاف ما يفيد الأمر كثيراً وأؤكد على علاقة البيض وتلوينه وطقوس الأكل وغيرها بالديانة اليهودية والنصرانية ، وكذلك الأخت نسيبة التي أضافت المفيد والأكيد حول الموضوع.

    باختصار يجب أن ننتبه لهذا الأمر ، وإن كان البعض يرى أنه ما يقصد منه سوى الخروج والتنزه فأيام السنة كثيرة ، ونعم الله من الطعام أكثر وحصر هذه الطقوس بأيام محددة وبأطعمة محددة يدخل في حدود المخالفة الشرعية التي يخشى منها الوقوع في خلل في العقيدة حتى وإن عن غير عمد.



    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. عادات و تقاليد - أقصوصة - نزار ب. الزين
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 05-04-2014, 12:13 AM
  2. هكذا يغنى المصريون فى يوم الغضب
    بواسطة محمد جاد الزغبي في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-02-2011, 08:29 PM
  3. إحذروا التطاعن بالأنساب
    بواسطة ابراهيم محمود الخضور في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-09-2009, 02:44 PM
  4. تقاليد وخرافات00000 قصيدة جديدة
    بواسطة كنعان محمود قاسم في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20-08-2007, 10:52 AM
  5. أيها المصريون عزاؤنا واحد
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 08-02-2006, 09:31 AM