كنت غير قادرة
كنت أعاني من عطب في جهازي، لم أكن استطيع الكتابة بالعربية، لهذا لم أرد بطريقة ملائمة على موضوع ردك الأخير يا أخي صباح.
أتذكر خيبة العرب في المونديال أمس أمس. قلت إنها خيبة شاملة، فإما نهضة كلية، أو نومة لا اسيقاظ منها.
فلو كان النصر حليفنا في أمور الدفاع عن مواطنينا، ورفع معنويات شعبنا بالنظر إلى امكانياته الكامنة فيه، من حيث هو كائن سبق أن كان نموذجا لحضارة لاتزال تؤثر بشكل أو بآخر على المنتمين إليها، لو كان النجاح حليفنا نحن الذين نجلس على طاولة في هيئة الأمم المتحدة، وكل الأنظار متجهة إلينا لما نملك من ثروات، لو كنا قادرين على الرد على الأعداء بقوة تجانس شعوبنا، وتشابه ملامحنا، وتقارب تقاليدنا، ووجود كتاب واحد ليس أخضرا، ولا أحمر، ولاأصفر، بل كتاب لا لون له، وهو يتضمن كل لون، لو كنا قادرين على قراءة ما لدينا من كتب موضوعة على الرفوف في المكتبات الخاصة، بالوزراء، ورؤساء الحكومات،لو كان العلم غاية كل مجتهد، وكل طالب معرفة، لو كنا نحب الفن ونسمح لأبنائه بالتعبير الحر عن تجاربه، لو ولو ولو ولو ..لولو كما تشاء يا صباح فكل ما نقوله ليس إلا تمنيات، وأحلام تبدو في العصر الراهن، غير قابلة للتحقيق.
ما الذي تود أن تقوله? ألا ترى أن أمورنا تزداد سوءا، نسعى باستمرار إلى قتل من لا يليق تفكيره مع تفكيرنا، لا نملك حتى رونق الإصغاء إلى الآخرين. نود أن نحتكر كل شيء، أن نستخدم الناس، أن نرغمهم على خدمتنا، وما القوانين التي تنظم العلاقات بين الناس في الدولة إلا نموذجا حيا لنوع الأفكار الذكية التي صنعت لأجل جعل الضعفاء أداة طيعة في أيدي الذين صنعوا القوانين، انظر مثلا إلى قوانين الولايات المتحدة، إنها تصنع قوانين خاصة بسجناء غوانتانامو، وتتحدى قوانين العالمين، بل تجعل هيئة الامم المتحدة وقوانينها مجرد خطوط مكتوبة على الورق، لا أحد يصغي إلى صوت الضعيف يا أخي الصباح، فكن قويا، واستعمل قوتك حين تشاء ومتى تشاء، فقوتك هي دليلك إلى السيطرة،أو إلى الرحمة. والعفو عند المقدرة تلك هي الرسالة الضمنية، للمسلم ذي الضمير الأخلاقي الحي.
هناك علاقة بين الهزيمة هزيمة أمتنا وبين الضعف، وضعفها مصدره ضعف يشمل كل مرافق الحياة الإنسانية، سواء تعلق الأمر بالرياضة، أو بغيرها.فكيف نعيد الاعتبار إلى أنفسنا ونعيد ونستعيد قوتنا الضائعة?
رد مع اقتباس