أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: العقل العربي ومنهج التعاطي مع الحضارة

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2005
    المشاركات : 673
    المواضيع : 177
    الردود : 673
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي العقل العربي ومنهج التعاطي مع الحضارة

    العقل العربي ومنهج التعاطي مع الحضارة
    (عقل استنباطى أم قياسي أم انبهار المغلوب بالغالب؟)
    سيد يوسف

    تمهيد


    هل عجز العقل المسلم والعربى عن استيعاب عالم الحضارة – إن كان ثمة حضارة – فيما يتعاطاه الآن من أحداث وأمور ومنجزات حضارية وعلمية وفلسفية؟ وهل ظل العقل المسلم مكبلا بمنهج الاستنباط دون إعمال أو انتقال جماعي منظم لمنهج الاستقراء الذى اعتمد عليه الغرب؟

    فما هو المنهج الاستنباطي هذا؟ وما مجالاته؟ ومن ثم ما المنهج الاستقرائي هذا ؟ وما مجالاته؟ وما علاقة المناهج العقلية هذى بالحضارة والتقدم؟

    هل يمكننا أن نقول :إننا إلى الآن لا نمتلك الرصيد الفكري المأمول في التعرف على قضية المنهج الذى نتعاطى من خلاله حاضرنا وأن جهود بعض الأفراد من هنا أو من هناك لا تعدو كونها محاولات فردية – وإن كنا نرجو لها التعميم لكنها- لا تصب فى تأصيل قضية التعريف العام بمنهج تفكيرنا كعرب وكمسلمين، ولم تتسع لتشكل مجرى ثقافيا عاما في الأمة؟

    وهل يمكننا القول بان العقل العربي والمسلم ذو تشكيلة خاصة لم تتجاوز بعد مرحلة الاستنباط حتى فى تعاطيها فى السنن الكونية والاجتماعية ؟

    حول هذى المفردات تدور هذى المقالة .

    يرى د/ عمر عبيد حسنة أن هناك قوانين وسننا ، تحكم حركة التاريخ والاجتماع البشري ، لا تتخلف ولا تحابي أحدا ، ونحن -المسلمين - نخضع للقوانين نفسها ، حيث لا يكفي النظر في النتائج بل لابد من النظر في المقدمات والأسباب التي أنتجتها ، حتى يتمكن المسلمون من التحكم بها ، وأخذ الحذر من الوقوع فيها ، وحتى لا ينتهوا النهاية نفسها . . فالمقدمات نملكها ، والنتائج تملكنا . وقد تكون إحدى آفات العقل المسلم اليوم ، أننا ندع ما نملكه إلى ما يملكنا .

    ونذكر أن القاعدة القرآنية والتي لها دقة القوانين الرياضية تقول: (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) محمد 38‏

    ولعل هذى صرخة تحذير لأمتنا حتى تستيقظ قبل فوات الأوان فلقد قاد الركب المجرمون الذين يعيثون فى الأرض فسادا وما فعل الأمريكان بأفغانستان والعراق وببعض عالمنا العربي عنا ببعيد .

    نقصد بالمنهج الاستنباطى (بشكل مبسط):
    تلك الطريقة من التفكير التى بموجبها يحكم العقل فى قضية ما بناء على قانون سابق فهو عقل محكوم ومكبل دائما بأصل يقيس عليه أو بنص ما فهو دائما فرع لأصل ، يدور في إطار سابق ،وهو ينتقل من القاعدة السابقة إلى إثبات المشاهدة أو التجربة .

    ومن المجالات التى يصلح لها هذا المنهج :

    قضايا الفقه التشريعي ، في إطار الحلال والحرام ، وذلك عند إعمال العقل في النص الديني الموحى به لإدراك أبعاده ومقاصده وتحديد علته ، ويتعدى الأمر إلى الأدوات الأخرى مثل القياس ( الاجتهاد الفردي )،والاستحسان، والاستصلاح ، والاستصحاب ، والخلاصة ههنا أن العقل إنما يتحرك في إطار سابق محكوم ببعض الضوابط التي جاء بها الوحي .

    نقصد بالمنهج الاستقرائي (بشكل مبسط):

    تلك الطريقة من التفكير التى بموجبها يحكم العقل فى قضية ما بناء على التجربة والمشاهدة ومن ثم ينتقل من التجربة إلى صياغة القاعدة ، فهو منهج يحرر العقل من القيود المسبقة أو المثال.

    ومن المجالات التى يصلح لها هذا المنهج :

    قوانين السير فى الأرض ، واكتشاف السنن الحاكمة لحركة الحياة أوفقه الحياة من علوم مادية وكشف حضارى سواء فى مجال العلوم الاجتماعية أو التربوية أو العلمية .

    ملاحظات مهمة
    عرض بعضها د/عمر عبيد حسنة ومنها :

    1/ فى كلا المنهجين إبداع وإنتاج جميل ولكن لكل مجال وميدان يحقق السبق .

    2/ فالفقه التشريعي في الإسلام يخضع للمنهج الاستنباطى القياسي بيد أن الفقه الاجتماعي والحضاري يخضع للمنهج الاستقرائي..وقد يكون من بعض عيوب العقل المسلم المعاصر ، الخلط بين المنهجين وعدم القدرة على استخدام كل في مجاله .

    3/ إن سنن التداول الحضاري ،استيحاء من قوله تعالى :( وتلك الأيام نداولها بين الناس) آل عمران : 140 لا تتأتى إلا من السير في الأرض، الذى فرضه الله على المسلم بقوله:
    (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل) الروم30 فلنتعرف على القوانين التى حكمت حركه البشر للإفادة منها للحاضر والمستقبل فقد يكون الحاضر نتيجة لمقدمه فى الماضى وقد يكون مقدمه لنتيجة لا تظهر إلا فى المستقبل .

    4/ لقد كان جيل القرون الأولى يتعامل مع السنن بشكل عملى وتلقائي لأنهم فقهوا الوحى أما نحن فلم نزل نبحث فيها وننظر فى مدى أهميتها في إعادة تشكيل العقل وتصميم الذهنية الإسلامية ، التي لا نزال تعاني من التخلف ، بسبب الغفلة عن السير في الأرض والكشف عن سنن الله في الأنفس والآفاق ، وأهمية ذلك في معرفة قيام المجتمعات ، وسقوط ونهوض الأمم .

    5/ لاشك أن معطيات الوحي ، في الكتاب والسنة ، تضمنت خلاصة السنن التي تحكم الحياة والأحياء ، بما عرضت له من القصص القرآني ، عن نهوض الأمم والحضارات وسقوطها ، وربط الأسباب بالمسببات ، والمقدمات بالنتائج ، بشكل أشبه ما يكون بالمعادلات الرياضية التي تحكم عالم المادة ، ليعتبر أولوا الأبصار.

    6/ اكتشاف السنن والتوصل إلى الدليل الذى يبين الحق إنما يتأتى من استقراء التاريخ والواقع وآيات الأنفس والآفاق لكن المشكلة جاءت من الامتداد بأحد المنهجين وتعطيل الآخر خاصة عندما توقف العقل المسلم عن السير في الأرض وتعطل عن النظر فى الأنفس والآفاق ، في العصور المتأخرة ، الأمر الذي أدى به إلى الانحسار الحضاري .

    تطبيق عملي

    وجميل أن نسوق ههنا فكرة عملية نرجو لها أن تتسع لها عقول الناشطين وإسهاماتهم فى خدمة قضايا أمتنا ..هذه الفكرة عرضها د/عمر عبيد بشكل عام ونركز الضوء عليها بعرض التساؤل الآتي: ما قيمة القصص القرآني الخالد ، إذا لم يشكل عقلا مدركا للقوانين والسنن ، التي تحكم التجمع الإنساني ، وتتحكم بقيام وسقوط الحضارات ، هل هى حكايات لتزجية الوقت ، أسقطها الزمن ، وطواها التاريخ ؟!

    المطلوب اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، في مجال الدراسات الإنسانية التي بلغت عند غيرنا شأوا بعيدا ، أن نتوجه صوب فقه القصص القرآني ، بالقدر نفسه الذي توجهنا به نحو آيات الأحكام ، واستنبطنا منها هذه الكنوز العظيمة في مجال التشريع ، لنكتشف فقها حضاريا في إطار علوم الإنسان ، والقوانين الاجتماعية ، التي تحكم مسيرة الحياة والأحياء، والتي تخلفنا فيها إلى درجة لا نحسد عليها .

    فى النهاية
    هذى بداية نرجو لها الدراسة وإعمال العقل لعل وعسى..
    سيد يوسف
    سيد يوسف

  2. #2
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    أحسب أخي الكريم أن الأمر أكبر من قضية التعاطي مع الحضارة إلى قضية التعاطي مع الذات ومن ثم مع العقل والمنطق. أحسب العقل العربي بحاجة لوقفة محاسبة وتقييم لمنهجية التعاطي والأداء ، ورؤية الواقع والحلم ، وأكاد أخلص إلى حقيقة أنه بحاجة إلى إعادة صياغة وإعادة ترتيب وفق معطيات تنطلق من قيمنا المعروفة ومناهجنا العقدية الثابتة بقالب منفتح وواضح وعملي.

    أنا هنا الآن لأشكر لك هذا التناول الكريم وسأعود بإذن الله محاوراً.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    لانك من لقبني بالمشاغب ..سأمارس صلاحياتي على هذا الاساس أخي وحبيبي وصديق صبري وصمتي ... سيد يوسف

    قولك

    فالمقدمات نملكها ، والنتائج تملكنا . وقد تكون إحدى آفات العقل المسلم اليوم ، أننا ندع ما نملكه إلى ما يملكنا .

    اقول
    نعم مانريده غير ممكن وماهو ممكن لانريده
    وماينقصنا ... البدايات ... لربط أقل الامكتنات التي تملكها الامة
    وقبل شهور كتبت في واحتنا مقاله كنت أظنها ستستقطب القراء لاكمال مشروعي في رؤيتي للاصلاح الاقتصادي بأسم ( أجعلني على خزائن الارض )
    الردود كانت رائعة
    ولكن
    كحال أكثر مشاريعنا ... توقفنا ... لانه لاأمكانية لتطبيق مانراه


    قولك
    وقد يكون من بعض عيوب العقل المسلم المعاصر ، الخلط بين المنهجين وعدم القدرة على استخدام كل في مجاله .
    نعم
    لم يصل عقلنا لألية الحذف والاضافة
    بل ولن تستسيغها حتى جامعاتنا وجوامعنا


    قولك
    لقد كان جيل القرون الأولى يتعامل مع السنن بشكل عملى وتلقائي لأنهم فقهوا الوحى أما نحن فلم نزل نبحث فيها وننظر فى مدى أهميتها في إعادة تشكيل العقل وتصميم الذهنية الإسلامية ، التي لا نزال تعاني من التخلف ، بسبب الغفلة عن السير في الأرض والكشف عن سنن الله في الأنفس والآفاق ، وأهمية ذلك في معرفة قيام المجتمعات ، وسقوط ونهوض الأمم .

    يغفل الكثير منا ان الله تعالى لم يقل سيروا في القرآن فأنظروا
    بل قال جل في علاه ... سيروا في الارض ..فأنظروا


    قولك
    وجميل أن نسوق ههنا فكرة عملية نرجو لها أن تتسع لها عقول الناشطين وإسهاماتهم فى خدمة قضايا أمتنا ..هذه الفكرة عرضها د/عمر عبيد بشكل عام ونركز الضوء عليها بعرض التساؤل الآتي: ما قيمة القصص القرآني الخالد ، إذا لم يشكل عقلا مدركا للقوانين والسنن ، التي تحكم التجمع الإنساني ، وتتحكم بقيام وسقوط الحضارات ، هل هى حكايات لتزجية الوقت ، أسقطها الزمن ، وطواها التاريخ ؟!

    هل تصدق ان اغلب الناس تتصور فرعون المذكور في القرآن هو بيبيي الثاني لاغير وهم يشاهدون في كل أرض فرعون ولايحسبون أن من يتفرعن فقد تنطبق عليه شروط الطغيان لانهم أشربوا العجل في قلوبهم قبل عقولهم
    الإنسان : موقف

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2005
    المشاركات : 673
    المواضيع : 177
    الردود : 673
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    اشكرك اخى الحبيب الشاعر الرقيق د سمير على مداخلتك الثرية والحق ان العقل العربى يحتاج الى اعادة تشكيل ما فى ذلك من شك وهناك بعض الجهود فى تنظير تلك الرؤية وكم ارجو ان يتسع لهذا الامر همة الناشطين
    اشكرك اخى الحبيب د سمير

    اخى الحبيب والقريب جدا الى نفسى صديقى المشاكس خليل
    اعتذر لك ولاخى د سمير على تاخرى فى الرد لكنى بصدق اشتاق لمناغشاتك ولفتاتك القيمة من ذلك مثلا
    ما يلى
    لم يصل عقلنا لألية الحذف والاضافة

    يغفل الكثير منا ان الله تعالى لم يقل سيروا في القرآن فأنظروا
    بل قال جل في علاه ... سيروا في الارض ..فأنظروا

    ولايحسبون أن من يتفرعن فقد تنطبق عليه شروط الطغيان لانهم أشربوا العجل في قلوبهم قبل عقولهم


    وحتتى نلتقى لك منى تحية وتقدير

    اخوكم
    سيد يوسف

المواضيع المتشابهه

  1. التفاعيل ومنهج الخليل
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-05-2014, 01:43 AM
  2. معِ ابن كثِيْر في العَصْر الحدِيْثِ يّصِفُ الرَّبَيْع العربي
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 19-02-2013, 04:43 PM
  3. تجزيء القرآن الكريم .. تاريخ ومنهج
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 13-03-2012, 04:51 PM