أحدث المشاركات

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مديرية الزبيد

  1. #1
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي مديرية الزبيد

    مديرية زبيد

    ( أ ) مدينة زبيــد :

    التسمية : زبيد سميت باسم الوادي زبيد لأنها في منتصفه ، والوادي زبيد سمي باسم زبيد مشتق من قبيلة زُبيد بالضم ورأسه وادٍ بأرض السحول يسمى الزبيدي .

    وأن ما يطلق عليه زبيد هو ما كان يسمى بمنطقة الحُصَيْبْ ، والحُصَيْبْ هو اسم لأرض زبيد بتهامة الغربية تقع في منتصف الوادي زبيد ، والحُصَيْبْ بالتصغير نسبة إلى " الحُصَيْبْ عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن يقطن بن غريب بن زهير بن ايمن بن الهميسع بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان " أحد أقيال اليمن ، وسميت أرض الحُصَيْبْ باسم الوادي زبيد فغلب عليها اسم الوادي وأصبحت تدعى زبيد نسبة إلى الوادي زبيد . ذلك ما استنتجه الأستاذ " الحضرمي " رحمه الله في كتابه المخطوط " تهامة عبر التاريخ " .



    أمَّا " ابن المجاور " فقد أورد في كتابه " تاريخ المستبصر " ص 69 ، ص 70 ما لفظه : }} حدثني " أحمد بن سعيد بن عمرو بن عويل " قال حدثني شيخ كبير قد ناطح عمره المائة قال حدثني أبي عن جدي قال : إنَّي كَنتُ أرعى عند مسجد الأشاعر وبها حينئذ عُقدة شجر وغدير ماء . ويقال لمَّا تعَّدى " ابن زياد " مكة صار كل منزل ينزله يأخذ تراب أرضه يشمَّه ويبني في ذلك المنزل قرية ، ولا زال على حاله إلى أن قدم أرض الحُصَيْبْ فأخذ من أرضه كفَّ تراب فشمَّه وقال لأهل الدولة : أقيموا بنا هاهنا ! قالوا : ولِمَ ؟ قال : لأن هذه الأرض أرض نزه زَبدهُ هذه البلاد . قالوا : وبِمَ صحّ عندك ذلك ؟ قال : لأنَّها طيبة بين واديين يعني وادي زبيد ووادي رمع . فلمَّا سكن المكان بناه مديَّنة سماها زبيد ، وما اشتُقَّ زبيد إلا أنَّها الزُبدة على ما جرى في اليوم الأول { .

    وقال " ابن المجاور " ما لفظه : } حدثني " أحمد بن علّي بن عبدالله الجماعي الواسطيَّ " قال : ملك اليمن ملك من التبابعة يُسمى الزبا فسأل رجل أخر فقال : ما فعل الله بزبا ؟ فقال : بيد أي هلك فسمّى البلد زَب بِيد .

    وقال آخرون : إنما سُمّيت زَبيدُ زبيد لأنّ لها وادّيا يُسَّمى زبيد فسُمّيت البلد باسم الوادي .

    وقال أخر : بل كانت الإبل ترعى في العُقدة وفي جمع الإبل ناقة تسمى زبيد عضّت الناقة في العقدة فعُرف الموضع باسم الناقة .
    وقال آخرون : بل كانت امرأة تسكن رأس وادي زَبيد تسمَّى زبيدة . وقال ابن المجاور : ما أضنَّها إلا " زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور " فإنَّ " محمد المنصور بن زياد " بنى لها داراً ما بين وادي زبيد ورِمَع وهي التي سَعَتْ في بناء المكان في دولة أمير المؤمنيين الأمين {{ انتهى ما أورده " ابن المجاور" .

    الموقع : تقع مدينة زبيد على مرتفع متوسط بين واديين هما وادي زبيد من الجنوب ووادي رمع من الشمال ، جنوب مدينة الحديدة على بعد حوالي ( 100 كيلومتر ) ، على طريق الحديدة تعز في منتصف المسافة ما بين الجبل والبحر .
    النشأة : أورد الأستاذ المرحوم " الحضرمي " في كتابه المخطوط " تهامة عبر التاريخ " تقرير البعثة الأثرية الكندية ـ التي عملت في مدينة زبيد والمنطقة المحيطة بها برئاسة الدكتور " أدوارد كيل " خلال الفترة ( 82 - 1984 ميلادية ) ـ وقد عثرت البعثة على وجود أدلة تؤيد ما ذهب إليه المؤرخون مثل " ابن الديبع " عن مدينة زبيد بأنها كانت في الأصل عبارة عن عدد من القرى السكنية لقبيلة الأشاعرة ، وقد ساعد وجود الوادي زبيد على وفرة المياه التي تعتبر من العوامل اللازمة لأي مجتمع سكاني قبل أن يقوم " ابن زياد " بتخطيط المدينة ذاتها بالقرب من جامع الأشاعرة في عام (( 204 هجرية ) - ( 819 ميلادية )) ، كما أن البعثة الكندية عثرت على مواقع أثرية متناثرة في أرجاء المدينة أهمها الموقع الأثري في الجهة الشمالية للمدينة يعرف بمنطقة القصر فيه بعض القطع الفخارية السوداء يعود تاريخها إلى ما قبل (القرن الثالث الهجري) أي قبل وصول " ابن زياد " وبعضها إلى العصر الحميري والبعض الأخر إلى العصر الحجري .
    كانت مدينة زبيد في العصور التاريخية القديمة عبارة عن عقدة طرفاً وأراك وحول العقدة قصوراً وقرى سكنية متناثرة في أرض الحُصَيْبْ لقبيلة الأشاعرة قُبل وبعد الإسلام إلى أن أصبحت قاعدة مُلك الدويلات الإسلامية المتعاقبة لفترة دامت حوالي ( 841 سنة ) مُنذ اختطاطها بأمر الخليفة العباسي " المأمون بن هارون الرشيد " يوم الاثنين الرابع من شهر شعبان سنة (( 204 هجرية ) - ( 819 ميلادية )) على يد الأمير " محمد بن عبدالله بن زياد " مؤسس الدولة الزيادية حتى عصر الدولة القاسمية وتحديداً عام ( 1045 هجرية ) في عهد الأمام المؤيد " محمد بن القاسم " ابن مؤسس الدولة القاسمية الأمام المنصور " القاسم بن محمد " مروراً بالدويلات الإسلامية المتعاقبة حسب تتابعها وهي : (( الدولة النجاحية ، والدولة الصليحية ، والدولة المهدية ، والدولة الأيوبية ، والدولة الرسولية ، والدولة الطاهرية ، والعثمانيين ـ الفترة الأولى لحكم اليمن ـ )) ، وعلى مدى تاريخها الطويل كانت شاهداً حضارياً متميزاً جابت شهرتها الأفاق ووفد إليها طلاب العلوم والمعارف من كل حدب وصوب ، باعتبارها مركزاً للعلم والإشعاع الحضاري الإسلامي فأصبحت بحق زهرة مدائن تهامة واليمن حتى وصفها " ابن الديبع " بأنها (( بلد العلم والعلماء والفقه والفقهاء والدين والصلاح والخير والفلاح )) وانعكس ذلك على جميع جوانب النهوض الحضاري في مجال الفنون والعمارة والتصنيع والتجارة والزراعة والحصون والقلاع والأسوار وغير ذلك وضمت مدينة زبيد روائع الفن المعماري حيث لم تزل منازلها تحتفظ بتراثها المعماري الفريد فواجهات منازلها وبواباتها وزخارفها المتنوعة من الداخل ، وما نراه حول منابر ومحاريب وجدران وسقوف مساجدها ، وما بقى من مباني وقصور تاريخية عظيمة مثل دار الناصر الكبير والقلعة وبعض الأبراج ، جميع تلك المعالم تحكي قصص إضافات ما تفردت به كل دولة من الدول المتعاقبة عليها ، والمخطط العام للمدينة يتخذ شكل الاستدارة محاطة بسور به أربعة أبواب رئيسية لا تزال بعض أجزاءها قائمة تغلق عليها وقت الخطر ، وكان حجم المدينة أكبر من حجمها الحالي ، أمَّا بناؤها فمعظمه بالآجر والنورة البيضاء وتتميز بأزقتها الصغيرة وحارتها الضيقة ومن أبرز معالم مدينة زبيد السوق القديم ، وقد تغير وعد السوق من يوم الجمعة إلى يوم الأحد من كل أسبوع بأمر الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " في شهر شوال سنة ( 796 هجرية ) كما أنه قام بتجديد عمارة السوق في ربيع الأول سنة ( 798 هجرية ) ، والسوق القديم لمدينة زبيد التاريخية كان مقسماً بحسب نوع السلعة أو الصنعة حيث اشتهرت زبيد على مدى تاريخها الطويل كمركز لصناعة النسيج والحياكة بأنواعها المختلفة الحرير والديباج والقطن ودباغة الجلود وصناعة السكر والصابون والصناعات الفضية والصناعات الخزفية والحصير بأنواعه وصناعة الصباغة والتي وصل عددها في سنة ( 1355 هجرية ) حوالي ( 155 مصباغة ) ، ويأتي توسع صناعة الصباغة نظراً للاهتمام بزراعة الحور الذي يستخدم في صباغة الأقمشة وصناعة النيلة ، كما أن زبيد تميزت بعادات وتقاليد وفلكلور شعبي وغنائي ورقصات تراثية تتميز بها المنطقة .

    ومن أهم المعالم التاريخية والأثرية والسياحية في مدينة زبيد هي :-



    1 - أسوار وأبواب مدينة زبيد : قال ابن المجاور في كتابه " تاريخ المستبصر " ص 73 ، ص 74 ما لفظه : }( أن أول من أدار سور على زبيد " الحسين بن سلامة " وبعده الحبشة(( النجاحيين ـ وبعدهما )) مُعاذ وعبد النبي فأنهما أدارا على زبيد سوراً ثالثاً (( المهديين ، وبعد ذلك )) فأن سيف الإسلام "طغتكين بن أيوب" أدار على البلد (( زبيد )) سوراً وركب على السور أربعة أبواب :

    ـ باب غُلافقة ينفذ إلى غُلافقة . ـ باب سهام ينفذ إلى سهام .

    ـ باب الشُبارق ينفذ إلى حصن قوارير . ـ باب القُرْتُب ينفذ إلى الجبل .

    (( وكانت عمارته )) بالطين واللبن في عرض عشرة أذرع . وقال : ( عددت أبراج زبيد فوجدتها ماتة بُرْج وتسعة أبراج بين كل بُرْج وبُرْج ثمانون ذراعاً ويدخل في كلَّ بُرْج عشرون ذراعاً إلا بُرْج فإنه ماتة ذراع يصحّ دَورُ البلاد عشرة آلاف ذراع وتسعمائة ذراع )} انتهى ما أورده ابن المجاور.

    وقال " ابن الديبع " في كتابه " بغية المستفيد في تاريخ مدينة زبيد " ص 35 ما لفظه : {( أول من أدار عليها سوراً " الحسين بن سلامة " وزير ولد " أبي الجيش " كما حكاه بن المجاور في كتابه المستبصر نصاً . ثم أدار عليها أسواراً أخو الوزير " أبو منصور من الله الفاتكي " في سنة ( بضع وعشرين وخمسمائة ) . ثم أدير سوراً ثالثاً في أيام "بني مهدي" . ثم أدار عليها سوراً رابعاً سيف الإسلام " طغتكين بن أيوب " في سنة ( تسع وثمانيين وخمسمائة ) وركب على السور أربعة أبواب :

    أحدهما ينفذ إلى المشرق وهو المسمى باب الشبارق ينفذ إلى الشبارق قرية من قرى الوادي زبيد ثم إلى حصن قوارير وغيره .

    والثاني إلى الشام وهو المسمى باب سهام ينفذ إلى وادي رمع وسهام وهو وجه المدينة وغرتها .

    والثالث إلى الغرب وهو الذي يسمى الآن باب النخل وكان من قبل يسمى باب غُلافقة ينفذ إلى غُلافقة وإلى الأهواب .

    والرابع إلى اليمن وهو المسمى باب القُرْتُب ينفذ إلى وادي زبيد ثم إلى قرية القُرْتُب وهي قرية من قرى الوادي زبيد . وكان بناء السور المذكور باللبن والطين وأبوابه وشراريفه بالآجر في الهوى نحواً من عشرة أذرع )} انتهى ما أورده ابن الديبع.



    وما استنتجه الأستاذ " الحضرمي " رحمه الله في كتابه المخطوط " تهامة عبر التاريخ " أن " الحسين بن سلامة " لم يكن أول من أدار سوراً على زبيد وإنما كان مجدداً للسور مستنداً في ذلك على ما ذكره العلامة المؤرخ " محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء الشامي المقدسي المعروف بالبشاري " في كتابه " أحسن التقاسيم " المتوفى عام ( 337 هجرية ) يقول المقدسي : ( زبيد قصبة تهامة وهو أحد المصرين لأنه مستقر ملوك اليمن بلد جليل حسن البنيان يسمونه بغداد اليمن لهم أدنى ظرف وبه تجار كبار وعلماء وأدباء مفيد لمن وصله مبارك على من سكنه ،أبارهم حلوه، وحماماتهم نظيفة ، عليه حصن من الطين بأربعة أبواب باب غُلافقه ، وباب عدن ، وباب سهام ، وباب الشبارق ، وحولهم قرى ومزارع أهم من مكة وأكبر وأرفق أكثر بنيانهم الآجر ومنازلهم فسيحة طيبة ) وبهذا فإن " المقدسي " ذكر وجود السور وأبوابه قبل " الحسين بن سلامة " المتوفى ( 391 هجرية ) وقيل ( 404 هجرية ) .

    وأن الثابت تاريخياً أن الأسوار التي عمرت لزبيد ثلاثة أسوار في الدولة الزيادية والدولة النجاحية والدولة المهدية وأن السلطان " طغتكين بن أيوب " كان مجدداً لبناء السور الثالث ، ونظراً لأهمية السور العسكرية في حماية وتحصين المدينة ، فأن الدويلات المتعاقبة أولًّت العناية والاهتمام بتجديد عمارة السور وأبوابه ففي عهد الدولة الرسولية جدد بناء السور وأبوابه مرات عديدة ففي أيام السلطان الملك المجاهد " علي بن داود " ( 721 - 764 هجرية ) جدد بناء السور وأبوابه في سنة ( 739 هجرية ) ، وفي أيام الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) جدد بناء السور في سنة ( 791 هجرية ) ، وفي أيام الملك الظاهر " يحيى بن إسماعيل " ( 831 - 842 هجرية ) جدد بناء السور ، وفي عهد الدولة الطاهرية وفي أيام الملك الظافر " عامر بن عبد الوهاب " ( 894 - 923 هجرية ) جدد بناء ما خرب من السور ، ومما سبق فأن أسوار مدينة زبيد ظلت تجدد بين الحين والآخر ، إلى أن قدم إلى زبيد " الحسن بن القاسم " عام ( 1045 هجرية ) لحصار مدينة زبيد أثر انهيار الحكم العثماني الأول في اليمن فاستعصت عليه فطوق على زبيد بحصار شديد ، ودخلها فهدم الأسوار الثلاثة وظلت بلا أسوار حتى عام ( 1222 هجرية ) جدد عمارة سور زبيد الأمير الشريف " حمود بن محمد الخيراتي " - أمير المخلاف السليماني - وذلك حسب ما أورده العلامة " عبد الرحمن بن أحمد البهكلي " في مؤلفه " نفح العود " بقوله : (( جدد عمارة سور مدينة زبيد عام ( 1222 هجرية ) وأسند القيام بعمارته إلى القاضي " الحسين بن عقيل الحازمي " قاضي زبيد ، واستطرد قائلاً أخبرني بعض من له خبرة بالتاريخ أن السور الأول كان بينه وبين العمران فسحة ، وهذا أي الشريف " حمود " ألصقه بالبيوت حتى أن بعض المحلات يكتفى فيها بعمارة البيت الذي اتصل به )) ، وعليه ظل السور يرمم إلى عام ( 1382 هجرية ) - ( 1962 ميلادية ) .
    وقال الأستاذ " الحضرمي " رحمه الله : أن صفة عمارة سور مدينة زبيد كانت تختلف عن أسوار المدن التاريخية باليمن التي عمرت بالزابور والطين مثل سور مدينة صنعاء القديمة وسور مدينة صعدة ، أما سور مدينة زبيد فعمارته كانت على شكل دائري مبني بالآجر والطين والجص ـ النورة البلدي ـ وبين كل ذراعين فتحة مستقيمة على ارتفاع متر ، وفتحتين منحنيتين الأولى فتحة تتجه إلى اليسار والثانية فتحة تتجه لليمين تسمى متاريس للرمي ، وارتفاع السور ( 3 أمتار ) من مستوى سطح الأرض ، وبين كل ( خمسين ومأه متر ) حصناً تسمى نوبة ، وبين كل باب ثكنة عسكرية تسمى كاووش -لعلها لغة تركية-سكن للجنود والباب يتوسطها ، وبأعلى الباب غرفة عُليا تسمى أيضاً كاووش للجنود بها المتاريس وفوق الغرفة تجواب محاط بسور له متاريس للرمى .
    وقد أدرك الأستاذ " الحضرمي " رحمه الله من النوب الكبار المحاطة بالأبواب والسور ، نوبة " الكدف " وكانت تعرف نوبة الشريف " الحسين " تقع شمال باب الشبارق تطل على قارعة الطريق بطابقين وبها ساحة وفتحات للمدافع وهي قديمة ، وتبعد عنها نوبة مستطيلة بطابقين تسمى نوبة " شبيط " سميت باسم عريف يسمى " شبيط " استقر بها مع جنوده ، ونوبةشرق باب سهام من الشمال تسمى " الجربة " بها فتحات كبيرة للمدافع - قام التعاون الأهلي بإصلاحها مكتباً له - ، وغرب سهام وشمال باب النخل نوبة تسمى نوبة " أبو حسين " بجوارها مقبرة داخل السور تسمى " مقبرة أبو حسين " ، وثمة نوبة مواجه لمسجد الغصينية تسمى نوبة " الغصينية " ، ونوبة " الصديقية " وتقع شرق باب القُرْتُب مدوره وبأعلاها تجواب بها متارس ، ونوبة "المدافع" تقع شمال الدار الناصري الكبير ـ مبنى الحكومة ـ ملتصقة بها خصصت للمدافع الثقيلة ، وكلها مبنية بالآجر والطين والنورة .

    2- المساجد والمدارس الإسلامية :

    مُنذ فجر الإسلام بدأ إنشاء المساجد والمدارس العلمية في مدينة زبيد ، وأستمر بناؤها في مختلف الحقب التاريخية حتى بلغت ذروتها في عصر الدولة الرسولية وتحديداً في عهد الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) فكان يوجد في مدينة زبيد آنذاك ما يقارب من ( 236 مسجداً ومدرسةً ) كانت تضاهي أكبر المدن الإسلامية أن لم تكن فاقتها جميعاً إلا أن عدد تلك المساجد والمدارس العلمية تراجع في الوقت الحالي إلى ( 82 مسجداً ومدرسةً ) علمية .



    أ - المساجد الإسلامية القديمة : يوجد في مدينة زبيد الآن حوالي ( 29 مسجداً ) اشهرها جامع الأشاعر الذي أسسه الصحابي الجليل " أبو موسى الأشعري " في ( السنة الثامنة للهجرة ) بأمر من النبي " محمد بن عبدالله " ( صلَعم ) ، والجامع الكبير بزبيد الذي أسسه " محمد بن زياد " في عام ( 225 هجرية ) ، ومسجد الصحابي الجليل " معاذ بن جبل " الذي أسسه حين قدم إلى اليمن ، في قرية " معاذ بن جبل " التي تقع برأس وادي زبيد جنوب الفازة ، وسوف نتطرق بالتفصيل إلى جامع الأشاعرة ، والجامع الكبير بزبيد لما تميزا به من هندسة معمارية فريدة .





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    11) جامع الأشاعر : يعتبر جامع الأشاعر من أول وأقدم المساجد في زبيد قبل أختطاطها من قبل " محمد بن عبدالله بن زياد " عام ( 204 هجرية ) ، وقد تأسس المسجد في السنة ( الثامنة للهجرة ) بأمر من الرسول ( صلَعم ) على يد جماعة من قبيلة الأشاعرة وفي مقدمتهم الصحابي الجليل " أبو موسى الأشعري " ، وقد حصل على شهرة واسعة باعتباره من المساجد المباركة ، وعلى مدى تعاقب الأجيال والحقب التاريخية استمر بقاء الجامع بفضل الترميم والتجديد الذي شمله في مراحل تاريخية متعددة منها على سبيل المثال عناية ملوك ووزراء الدولة الزيادية خاصة القائد " الحسين بن سلامة " مولى ووزير الزياديين الذي جدد عمارته في أواخر عهد الدولة الزيادية وتحديداً قبل عام (( 403 هجرية ) ـ ( 1016 ميلادية )) ، وفي عام ( 695 هجرية ) إنشاء الأمير شهاب الدين منبر الحديث والوعظ ، وفي أيام الملك الظاهر " يحيى بن إسماعيل " ( 831 - 842 هجرية ) جدد عمارته خازندار زبيد الأمير سيف الدين " برقوق الطاهري" في عام (( 832 هجرية ) - ( 1429 ميلادية )) ، فعمره عمارة متقنة وزاد فيه زيادات مستحسنة منها أجنحته الشرقي والغربي واليماني ومقصورة النساء وجعل للمسجد خزانة جيدة لحفظ أمتعته وقضضه بالنورة وزخرفها وزخرف جداره القبلي بأنواع النقوشات ونصب في المسجد منبراً مزين بالآيات القرآنية وجعل نظر ذلك إلى المعمار " الصديق بن عمر الموزعي " وفي شهر جمادى الأول سنة (( 891 هجرية ) - ( 1486 ميلادية )) قام بهدمه وإعادة عمارته الملك المنصور تاج الدين " عبد الوهاب بن داود بن طاهر " فبني بناءاً حسناً ورفعه عن الأرض نحو سبعة أذرع وزيدت فيه زيادات من جانبه الأيمن وجعل في جداره القبلي شباكان من حديد عظيمان أضاءت منهما جوانب المسجد وأبدل ما تلف وجعل للبركة رواق يماني زيادة على الرواق الأول الشرقي وجعل للبركة باب خارج عن المسجد يدخل منه الناس أيام المطر صيانة للمسجد من النجاسات ، وتم إصلاح وترميم منبر الخطابة على يد الوالي العثماني " مصطفى باشا النشار " في عام (( 949 هجرية ) ( 1542 ميلادية )) ، كما تم تجديد وإصلاح بعض سقوف الجامع في عام (( 1276 هجرية ) ( 1859 ميلادية )) خلال العهود الأخيرة للعثمانيين في اليمن .


    الوصف التخطيطي : تبلغ مساحته الداخلية ( 35.50 × 24.50 متر ) ، ويتوسط تلك المساحة ( فناء ) صحن صغير مكشوف يبلغ مقاسه ( 11 × 5.35 متر ) ، ويتكون رواق القبلة من ثلاث بلاطات بواسطة ثلاثة صفوف من الأعمدة بعضها مستدير والآخر مضلع من ( 16 ضلع ) وتحمل هذه الأعمدة عقوداً مدببة واسعة زُخرفت بواطنها بالزخارف الجُصية ، ويغطي هذا الرواق سقف خشبي على بعض حشواته آثار الألوان التي كانت تزخرفه .
    ويتوسط جدار القبلة تجويف المحراب يعلوه عقدان على شكل نصف دائري ، كما يوجد في جدار القبلة منبر قديم من الخشب داخل تجويف في الجدار الشمالي يعلوه عقد مفصص ، ويتكون الرواق الجنوبي المقابل لرواق القبلة الشمالي من ثلاث بلاطات مقابل بلاطتين في الرواقين الشرقي والغربي وتغطيهما سقوف مسطحة من الخشب ، ويغلب على عقود البائكات النوع المدبب المحمول على أعمدة ودعائم ، ومئذنة جامع الأشاعر تشبه إلى حد ما مأذنة الجامع الكبير بزبيد في بعض تفاصيلها المعمارية رغم صغر حجمها ، ويتم الصعود إليها عبر مدخل صغير من داخل المسجد ، وتزدان بالمقرنصات والفتحات الصماء وغيرها من العناصر الزخرفية التي تتميز بها مآذن زبيد ، ومنبر الخطابة مصنوع من خشب الحط يحتوي على تاريخ بناؤه واسم صانعه ، إلا أن موقعه قد تغير إلى زاوية في الجامع وتم نزع أرضيته واستبدلت بخشب عادي وبقية المنبر في طريقها إلى الزوال ، ولجامع الأشاعر ثلاثة أبواب باب جنوبي ، وباب شرقي يطل على ممر طويل ـ طارود ـ ينعطف متجهاً للشمال ، وباب شمالي ينفذ إلى السوق ، وتوجد للجامع بركتان الأولى باتجاه الشرق وتسمى الحربية ، وقد أنشأتها الحرة جهة الطواشي " آمنة بنت جمال الدين فرحان " أم الملوك وزوجة الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) ، وقد ردمت في السنوات الأخيرة ، وتم الاستعاضة عنها بمياه الصنابير - الحنفيات - ، والبركة الثانية باتجاه الغرب ولا تزال قائمة ، وقد أرخ لجامع الأشاعر مؤذنه وخطيبه " محمد بن عبد الوهاب المقداد " المعروف " بابن النقيب الزبيدي " الذي عاش في ( القرن العاشر الهجري ) في كتابه ( قرة العيون وانشراح الخواطر فيما حكاه الصالحون في فضل مسجد الأشاعر ) والذي انتهى من تأليفه في عام (( 968 هجرية ) - ( 1560 ميلادية )) ، وقام بتحقيقه والتعليق عليه المؤرخ المعاصر العلامة الأستاذ عبد الرحمن عبدالله صالح الحضرمي طيب الله ثراه ، ويوجد بالجامع مكان مخصص للتعليم ( رباط ) ، ومكتبة تحتوي أمهات الكتب في مختلف العلوم الدينية يرجع التاريخ الحقيقي لتأسيس هذه المكتبة إلى ( منتصف القرن الحادي عشر الهـجري ) ، وكان التأسيس عن طريق مبادرة علماء زبيد الأفاضل وذلك بأن قاموا بإيقاف ـ وهب ـ كتبهم ومؤلفاتهم بغية استفادة طلاب العلم والباحثين ، وذلك في إطار مكتبة للبحث العلمي والاستفادة من فيض بحور العلوم الحياتية والدينية وباقي مختلف العلوم والفنون وذلك خوفاً من اندثارها ، وفي عام ( 1408 هجرية ) ، قام المجلس المحلي لمدينة زبيد بإعادة بنائها وتأثيثها .


    (2) الجامع الكبير : يعتبر الجامع الكبير بزبيد أكبر الجوامع باليمن بعد جامع صنعاء ويأتي في مقدمة الآثار الإسلامية العديدة التي تحتفظ بها مدينة زبيد العريقة ذات التاريخ المتواصل من العلم والعلماء وهذا الجامع تعرض للعديد من الإضافات والتجديدات على مر العصور الإسلامية المتعاقبة فقد أسسه " محمد بن عبدالله بن زياد " في عام ( 225 هجرية ) ، ولكن أهميته برزت كمسجد جامع حين جدده القائد " الحسين بن سلامة " عام ( 393 هجرية ) وفي أيام السلطان شمس الدولة " توران شاه بن أيوب " قام نائبه على زبيد سيف الدولة مجد الدين " المبارك بن كامل بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني " بإعادة بنائه في عام ( 569 هجرية ) ، وجدده أيضاً سيف الإسلام " طغتكين بن أيوب " عام ( 579 هجرية ) بنى المؤخر والجناحين الشرقي والغربي والمنارة ، وفي أيام السلطان الملك الأشرف الرابع " إسماعيل بن يحيى " ( 842 - 845 هجرية ) وفي عام ( 842 هجرية ) أمر بعمارة بركة جديدة وبتجديد ما خربه الدهر ، ثم هدمه السلطان الظافر " عامر بن عبد الوهاب " ( 894 - 923 هجرية ) يوم السبت الثامن عشر من شهر شوال سنة ( 897 هجرية ) وقام بعمارته يوم الأحد الخامس والعشرين منه فعمره عمارة عظيمة لم يسبق إلى مثلها على يد المعلم " علي بن حسن المعمار " المعروف بالعكباز ، رفعه عن الأرض نحو سبعة أذرع وجعل الجناحين والمؤخر عقوداً فسيحة على أعمدة من الآجر والنورة وزاد في مقدمة إدخال الرواق القبلي من الشمسية فيه وزاد الأروقة الباقية في تفسيح الشمسية واتسعت اتساعاً عظيماً اضاق منه السبيل وسقف سقفاً عجيباً وزخرف بأنواع النقوشات وزخرف جداره القبلي ومحرابه وجعل في مقدمه قبتين عظيمتين شرقية وغربية وزخرفتا بأنواع النقوشات وجعل في الشرقية دائرين خشب وأبواباً وعلقا ليصلي بها السلطان إذا كان بمدينة زبيد واشترى بُرقع الكعبة المشرفة وأمر بتعليقه على باب محراب الجامع المبارك ، كما إنشاء مكتبة بالجامع ، فاحتوي الجامع بعد هذه العمارة على ( 270 عقداً ) ، ( 140 دعامةً ) ، ( 90 أسطوانةً ) ، ( 12 قبةً ) ، ( 13 باباً ) ، ( 40 شباكاً ) ، ( 7 مقاصير ) ، ( 3 برك ) ، ومما تجدر الإشارة إليه وجود النص التأسيسي الذي يشير إلى أسمه على طول يمين ويسار كتلة المحراب في رواق القبلة بخط النسخ ، وفي عام ( 1131 هجرية ) عمرت المقاصير لطلاب العلم بداخل الجامع بالجناح الشرقي وعددها ( أربعة عشر مقصورة ) ورباط آخر خارج الجامع ، وفي عام ( 1185 هجرية ) جدد الإمام " المهدي العباس " (( 1161 - 1189 هجرية ) - ( 1748 - 1775 ميلادية )) سقوف وعقود أربعة طواريد بالمقدم مملؤة بالزخرفة ، وفي عام ( 1291 هجرية ) جددت بعض سقوف الجناح الغربي، وفي عام ( 1399 هجرية ) أعيد ترميم سقوف المؤخر والجناح الغربي والجناح الشرقي وطارود المقدم بالجناح الشرقي وله منبر لا مثيل له باليمن كان يتصدر الجامع مرتفع بأربعة عشر درجة حيث يرى المصلي الخطيب ويسمع صوته ومن هذا الارتفاع يوجد به فتحة واسعة يمتد من تحتها الصف الأول دون انقطاع وظل على شكله وعلى وضعه عبر مراحل التاريخ ، وعلى الرغم من تجديد عمارة الجامع عام ( 897 هجرية ) إلا أن المنبر لم يتغير فكان من الخشب الجيد المنقوش ، وفي عام ( 1400 هجرية ) استبدل المنبر بمنبر آخر مكون من مواد خشبية جديدة ومنقوشة ومزخرفة تشابهه الأول من حيث الشكل والوضع السابق ، وله بئرين وإحدى عشر مرحاضاً وله مدب إلى خارج باب النخل للمياه والقاذورات .
    الوصف التخطيطي : شيد الجامع بمادتي الآجر والنورة البلدي ، وتبلغ مساحته من الداخل ( 59 × 57 متر ) ، يتوسطه فناء مكشوف مساحته ( 26.90 × 14 متر ) ، تحيط بالفناء أربعة أروقة ، يتكون الرواق الشمالي ( رواق القبلة ) : من ست بلاطات ترجع البلاطة الأخيرة المطلة على الفناء إلى فترة متأخرة إذ يعلو سقفها سقف البلاطات الخمس وتتكون البائكات من صفوف من الأعمدة المستديرة الضخمة الشكل محيط العمود ( 2.70 متر ) وتحمل هذه الأعمدة عقوداً مدببة واسعة من مركزين يرتكز عليها سقف الرواق المصنوع من الخشب ويمتاز سقف هذا الرواق أو بالأصح ما تبقى منه بأجمل الكتابات والزخارف الهندسية المتأثرة بمجمل المدارس الفنية وملونة بألوان مختلفة ، ويتكون الرواق الجنوبي : من خمس بلاطات ، ويتكون الرواق الشرقي : من أربعة بلاطات ولعل أهم ما يميز هذا الرواق وجود حجرات تعلوا البلاطة الأولى جهة الجدار الشرقي يطلق عليها مقاصير وعددها ( 14 مقصورة ) ، ويتكون الرواق الغربي : من أربعة بلاطات تتعامد بائكاتها على رواق القبلة .

    (ب) المدارس الإسلامية : يوجد في مدينة زبيد حوالي ( 53 مدرسةً ) علمية إسلامية كانت تضم كافة المدارس الفكرية والدينية التي تمثل المذاهب الإسلامية المختلفة وتعتبر مدينة زبيد من أشهر المراكز الفكرية العالمية ليس في اليمن فحسب بل على مستوى العالم الإسلامي ولا تزال بعض تلك المدارس موجودة بمسمياتها الحقيقة ، ولا تزال المكتبات الخاصة بزبيد تضم دوراً من المخطوطات النادرة وأمهات الكتب في مختلف العلوم ، وعبر تاريخها الطويل أبرزت فطاحل العلماء أمثال شيخ الإسلام " إسماعيل بن أبي بكر المقري " الذي كان مفخرة عصره بعلمه وحجم مؤلفاته الشهيرة واهتمامات الجامعات الأوروبية بمؤلفات علماء زبيد في الطب والزراعة والرياضة والتي تنتسب كلمة جبر المعروفة إلى عالم من زبيد ، فارتبطت زبيد بالمدارس الدينية والفكرية والعلمية وبرزت مجموعة من مشاهير علماء الدين والتفسير والحديث واللغة وأصبح لها قيمتها التاريخية كمزارات لهولاء الأئمة الأوائل ومن مزاراتها قبر الزبيدي أحد رواة الحديث المشهورين والفيروزبادي صاحب المحيط وأحد فقهاء اللغة العربية وآخرون غيرهم كثيرون ومن هنا اكتسبت أهميتها ، ومن الأربطة التي مازالت موجودة في المدينة ـ الرباط : يطلق على الأبنية التي يأدى فيها الطلاب وترتبط بالمساجد التي يتلقون فيها الدروس عن العلماء ـ ، رباط يحيى بن عمر الأهدل ، ورباط الجامع الكبير ، ورباط الأشاعرة ، ورباط البطاح ، ورباط علي يوسف ، ورباط المهادلة ، ورباط الفرحانية ، ورباط الخوازم ، ورباط الدارة ، ورباط الغصيني ، ورباط ومسجد الوهابية ، وهذه الأربطة وأمثالها من المقاصير التابعة بالمساجد كانت مشاعل للفكر الإسلامي ، وسوف نتطرق بالتفصيل إلى عدد من تلك المدارس :-



    (1) المدرسة الإسكندرية : كان يطلق عليها في السابق مدرسة الميلين ويعود بناء وتأسيس هذه المدرسة الإسلامية إلى عهد السلطان " المعز بن طغتكين " ( 593 ـ 598 هجرية ) الذي قام ببناءها شرقي رحبة الدار الناصري الكبير ، وقام بتجديدها الملك المسعود صلاح الدين " يوسف بن أيوب " في عام ( 612 هجرية ) ، كما أعيد ترميمها في عهد الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) ، وأعاد ترميمها الملك المنصور " عبد الوهاب بن داود " ، وفي عهد حكم العثمانيين الأول لليمن قام الوالي" إسكندر موز " ( 930 ـ 943 هجرية ) الذي قام ببعض الإصلاحات عليها أو أوقف لها أموالاً وأملاكاً لإدارة ورعاية شئونها ، فأطلق الأهالي عليها المدرسة الإسكندرية نسبة إليه .

    الوصف التخطيطي : تعد مدرسة الإسكندرية من المدارس الإسلامية الهامة بزبيد ، تقع المأذنة في الجزء الجنوبي الغربي من سور المدرسة ويبدوا أنها أضيفت على العمارة الأصلية ويوجد بها تاريخ بناء المئذنة المكتوب على أحد جوانبها عام ( 744 هجرية ) ، الذي ينتمي لفترة حكم السلطان الملك المجاهد " علي بن داود " ( 721 - 764 هجرية )-( 1321 - 1362 ميلادية )، والساحة الوسطى لبيت الصلاة مغطاة بقبة كبيرة وعالية تحيط بها أربعة قباب صغيرة جانبية أقل ارتفاعاً ، وفي مقدمة بيت الصلاة فناء مكشوف أبعاده ( 9.85 × 6.42 متر ) ، محاط بأربعة صفوف البائكات من النواحي الأربعة تماثل الطراز المعماري في الدولة الرسولية ، أمَّا الزخارف في داخل القبة فهي تمثل طرازاً فنياً أزدهر في اليمن ووصل ذروته في الدولة الطاهرية .

    (2) المدرسة المنصورية : سميت المدرسة المنصورية العليا (الشرقية) بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها وبانيها السلطان الملك المنصور " عمر بن علي بن رسول " ( 626 - 647 هجرية ) ، أي أن اسم المدرسة أتى من لقب السلطان الذي اتخذه لنفسه ، وقد خصصت لتدريس فقه المذهب الشافعي ؛ وبطلب من الفقيه " أبوبكر بن عيسى بن عثمان الأشعري " ـ المعروف بابن حنكْاس ـ المتوفى في عام (( 664 هجرية ) ـ (1265 ميلادية )) قام ببناء مدرسة أخرى سماها باسمه أيضاً ، وهي المدرسة المنصورية السفلى (الغربية) قد خصصت لتدريس فقه المذهب الحنفي ، وكان الفقيه المذكور أول من درس بها ، وعينه بها السلطان مُدرساً وإماماً وقد أقام فيها مؤذناً وقيماً ومعلماً ، وأيتاماً يتعلمون القرآن الكريم وأوقف للمدرسة وقفاً لرعايتها ، وأعيد ترميمها في أيام الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) ، كما قام بترميمها الملك المنصور " عبد الوهاب بن داود بن عامر " ( 883 - 894 هجرية ) .

    الوصف التخطيطي :المدرسة مستطيلة الشكل يتوسطها فناء " صحن " مستطيل المدرسة أبعاده من الشرق إلى الغرب ( 11.30 متر ) ، ومن الشمال إلى الجنوب حوالي ( 9.90 متر ) ، ويقع بيت الصلاة في الجهة الشمالية من المدرسة ، وتقع المأذنة في الجهة الشرقية من الفناء ، أما قاعة الدرس فتقع في الجهة الجنوبية من الفناء ، ويقع المدخل الرئيسي للمدرسة في الجزء الشرقي من الواجهة الشمالية ؛ إضافة إلى ذلك هناك البرك والدهليز وباقي المرافق الأخرى ، وتعد المدرسة المنصورية السفلى مع العليا من أٌقدم المدارس الإسلامية في اليمن .
    (3) المدرسة التاجيــة : سميت المدرسة التاجية بهذا الاسم نسبة إلى من قام بتشييدها ، وهو تاج الدين " بدر بن عبدالله المظفري " المتوفى عام (( 654 هجرية ) ـ ( 1256 ميلادية ))، وهو من الأتباع المقربين للملك المظفر " يوسف بن عمر " ( 647 - 694 هجرية ) وقد خصصت لتدريس الفقه الشافعي ، وأعيد ترميمها في أيام الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) ، كما قام بترميمها الملك المنصور " عبد الوهاب بن داود بن عامر " .

    الوصف التخطيطي :المدرسة مستطيلة الشكل وغير منتظمة الأضلاع و أقرب إلى المسجد منه إلى المدرسة ، ويقع المدخل في الزاوية الجنوبية الغربية من سور المدرسة ، ومن المدخل يوجد ممر يؤدي باتجاه الشمال إلى فناء المدرسة، ويحتل الفناء مساحة كبيرة من المدرسة ، ويأخذ شكلاً شبه دائري حول بيت الصلاة من الجهتين الجنوبية والشرقية ، يقع بيت الصلاة في الجهة الشمالية من الفناء ، والمادة المستخدمة في البناء هي الآجر المغطى بالجص من الداخل والخارج.

    (4) المدرسة الدعاسية : تقع المدرسة الدعاسية باتجاه الجنوب من مسجد الأشاعر المعروف وقد أنشأها الفقيه سراج الدين " أبوبكر بن إبراهيم بن دعسين " المتوفى عام (( 667 هجرية ) ( 1268 ميلادية )) وسميت نسبة إليه ، وقد خصصت لتدريس فقه المذهب الحنفي وقد أوقف عليها أملاكاً كثيرة ، وقد كان الفقيه المذكور من المقربين للملك المظفر " يوسف بن عمر " ( 647 - 694 هجرية ) ، وقد قام بترميمها الملك المنصور " عبد الوهاب بن داود بن عامر " ( 883 - 894 هجرية ) .

    الوصف التخطيطي :المدرسة مستطيلة الشكل تتكون من بيت الصلاة له باب من الجهة الغربية وتقابله قاعة الدرس وبينها فناء ( صحن ) مكشوف ، أما مدخل المدرسة فيقع في الجزء الجنوبي من الجدار الشرقي متصل به ممر يؤدي إلى فناء المدرسة الذي تبلغ أطواله من الشرق إلى الغرب ( 5 أمتار ) ، ومن الشمال إلى الجنوب حوالي ( 12 متر ) ، أما بيت الصلاة الذي يقع في الجزء الشمالي الشرقي من المدرسة وهو مربع الشكل ويبلغ طول ضلعه حوالي ( 5.55 متر ) ، وبالنسبة للقاعة المخصصة للدرس فهي تقع في الجهة الغربية من الفناء وهي مستطيلة وتبلغ أبعادها من الشمال إلى الجنوب حوالي ( 7 أمتار ) ومن الشرق إلى الغرب حوالي ( 2.50 متر ) ، وهنالك مرافق أخرى بالمدرسة هي السبيل ( السقاية ) وهو ملاصق لبيت الصلاة من جهة الجنوب، وكذلك هناك الميضاءة وتقع بالقرب من السبيل .

    (5) المدرسة العفيفية : تقع ببرحة المندوب شيدتها السيدة " مريم أبنت الشيخ شمس الدين العفيف " زوجة الملك المظفر " يوسف بن عمر " الذي حكم خلال الفترة ( 647 - 694 هجرية )، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى لقب أسرتها ، كما عرفت المدرسة بأسماء أخرى منها " مدرسة مريم " ، وهي اليوم تسمى " مسجد العافية " ، وقد أوقفت السيدة المذكورة أموالاً وأملاكاً لإدارة ورعاية شئون المدرسة ، وأعيد ترميمها في أيام الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) ، كما قام بترميمها الملك المنصور " عبد الوهاب بن داود بن عامر " .

    الوصف التخطيطي :المدرسة مستطيل الشكل ، ويقع المدخل الرئيسي في منتصف الواجهة الشرقية للمدرسة ، ويتوسط المدرسة فناء مكشوف منخفض مستطيل الشكل تبلغ أبعاده من الشرق إلى الغرب ( 10.50 متر ) ، ومن الشمال إلى الجنوب ( 6.30 متر ) ، أما بيت الصلاة فيقع في الجهة الشمالية من المدرسة ، وأمّا قاعة الدرس فتقع في المؤخرة ، وهي مستطيلة الشكل طول أبعادها من الشرق إلى الغرب ( 7 أمتار ) ، ومن الشمال إلى الجنوب ( 3.20 متر ) ، وهناك مرافـق أخرى تابعة للمدرسة " المسجد حالياً " منها السبيل والميضأة وهما يقعان في الجزء الجنوبي من الفناء ويلاصقان الجدار الشرقي لسور المدرسة ، والبناء مشيد من الطابوق المغطى بالجص من الداخل والخارج .

    (6) المدرسة الجبرتيـة : تأسست المدرسة الجبرتية على يد الشيخ " إسماعيل بن عبد الصمد الجبرتي " ( 722 – 806 هجرية ) وهو أحد رجالات الصوفية في عهد الدولة الرسولية ، وقد أسهم في بنائها السلطان الملك الأشرف الثاني" إسماعيل بن العباس "( 778 ـ 803 هجرية ) وجدد عمارتها السلطان الملك الظافر " عامر بن عبد الوهاب بن داود " ( 894 - 923 هجرية ) في عام ( 909 هجرية ) ، وأورد الإشارة إليها " ابن الديبع " بقوله : ( فعمرت عمارة حسنه متقنة في غاية الحسن والهيئة ) ، كما جدد بناؤها في عام ( 1181 هجرية ) وفقاً للنص المكتوب أعلى عقد المدخل بخط الثلث : ( جددت عمارة هذه المدرسة المباركة في شهر شعبان سنة ألف ومائة وواحد وثمانيين بعناية مولانا الأكرم " سعد بن سعيد " ) ، وتعد مدرسة وخانقاه لتلاميذها وطلابها من المتصوفة .

    الوصف التخطيطي :المدرسة في تكوينها مستطيلة الشكل ، وتتكون من بيت للصلاة ، وفي مقابل بيت الصلاة رواق يوجد بجداره الشرقي باب صغير يؤدي إلى حجرة صغيرة ، ويفصل بين بيت الصلاة والرواق فناء مكشوف ، كما يوجد فناء آخر في الجهة الغربية من المدرسة ، ويوجد بالجهة الجنوبية من المدرسة البركة والسقاية والبئر ، وللمدرسة بابان أحدهما في منتصف الجدار الشرقي للمدرسة ، والآخر في الواجهة الجنوبية وهما يؤذيان إلى الفناء المكشوف الواقع وسط المدرسة ، ويوجد بالمدرسة مأذنة صغيرة على شكل جوسق في الناحية الجنوبية على مقربة من واجهة بيت الصلاة، وكما يوجد في الطابق العلوي ـ الذي يتم الصعود إليه من الداخل عبر سلم يشتمل على تسع درجات ، الطابق العلوي الواقع في الجزء الجنوبي من الجدار الشرقي لسور المدرسة ـ غرفة صغيرة مربعة الشكل تزين أركانها الأربعة شرفات ذات طابع معماري على هيئة أعمدة أسطوانية ، تزينها قباب صغيرة ، ومن الجائز والمرجح أن هذه الغرفة كانت تستخدم كسكن لبعض الطلاب الوافدين للدراسة بالمدرسة .

    (7) المدرسة الصلاحية : تقع في قرية المسلب ، شيدت المدرسة الصلاحية من قبل السيدة الحرة جهة الطواشي صلاح " آمنة بنت الشيخ الصالح إسماعيل بن عبدالله بن علي الحلبي " ـ المعروف بالنقاش ـ ، توفى عام ( 711 هجرية ) كان رجلاً فاضلاً سافر من بلده إلى مكة فأقام بها مدة ثم رحل إلى اليمن فأكرمه الملك المؤيد وتزوج أبنته فولدت له الملك المجاهد " علي بن داود " (( 721 ـ 764 هجرية ) - ( 1321 ـ 1362 ميلادية )) ، فقد قامت ببنائها في عهد ولدها السلطان الملك المجاهد سنة (( 730 هجرية ) ـ ( 1329 ميلادية )) ، ويصف المؤرخون هذه المرأة برجاحة العقل وحسن تدبير الأمور ، وبأنها كانت ذات سياسة ورياسة وكرم نفس ، قامت بتسيير أمور مملكة ولدها المجاهد لمدة أربعة عشر شهراً أثناء سفره لمصر ، ولها العديد من المآثر شأن النساء في زمن بني رسول من زيجات وبنات وأخوات السلاطين ، أو الفضليات من النسوة ذوي الغنى واليسار والمتربيات في بيوتات العلم والمعرفة توفت سنة ( 762 هجرية ) ، وأعيد ترميمها في أيام الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) ، كما قام بترميمها الملك المنصور " عبد الوهاب بن داود بن عامر " ( 883 - 894 هجرية ) .

    الوصف التخطيطي :المدرسة على شكل مستطيل ، يقع المدخل الرئيسي للمدرسة في الجزء الجنوبي من الجدار الشرقي للمدرسة ، وللمدرسة فناءان أحدهما شرقي متصل بالمدخل الرئيسي ، أما الآخر فهو أوسط ، ويقع بيت الصلاة في الجهة الشمالية من المدرسة ، وهو مستطيل الشكل تبلغ أبعاده من الشرق إلى الغرب ( 7.70 متر ) ، ومن الشمال إلى الجنوب ( 3.60 متر ) ، وتقع قاعة الدرس قبالة بيت الصلاة في الجهة الجنوبية من الفناء الأوسط المكشوف ، وهي مستطيلة الشكل ذات أبعاد من الشرق إلى الغرب ( 4.80 متر ) ومن الشمال إلى الجنوب ( 3.90 متر ) ، أما المأذنة فتقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من المدرسة وهي على هيئة برج صغير سداسي الشكل قصير الارتفاع على هيئة المآذن التي تميزت بها مساجد مدينة زبيد ، أما المرافق الأخرى مثل الميضأة والسقاية فهي تقع في الجزء الجنوبي من المدرسة .

    (8) المدرسة الفاتنية : تقع جنوب باب سهام شيدتها جهة فاتن المسماة " ماء السماء أبنت السلطان الملك المؤيد " داود بن يوسف " ( 696 - 721 هجرية ) وقد قامت ببناءها عام ( 734 هجرية ) ، في عهد أخيها السلطان الملك المجاهد " علي بن داود " (721-764 هجرية )، وقد أقامت فيها إماماً ومؤذناً وقيماً ومعلماً وأيتاماً يتعلمون القرآن الكريم وأوقفت لذلك أملاكا للقيام برعاية المدرسة ، وقد كانت من فضيلات النساء في العهد الرسولي ، وأعيد ترميمها في أيام الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) ، كما قام بترميمها الملك المنصور " عبد الوهاب بن داود بن عامر " ( 883 - 894 هجرية ) .

    الوصف التخطيطي :المدرسة تأخذ شكلا مستطيلاً غير منتظم الأضلاع ، أقرب إلى المسجد منه إلى المدرسة ، ويقع المدخل الرئيسي في النصف الجنوبي من الجدار الشرقي للمدرسة ، ويتصل به ممر مستطيل الشكل يؤدي إلى الفناء الوسطي ، أما بيت الصلاة فيحتل الجزء الشمالي للمدرسة ويطل على الفناء ، وتبلغ أطول أبعاده من الشرق إلى الغرب ( 11 متر ) تقريباً ، ومن الشمال إلى الجنوب ( 3.50 متر ) أما السقاية " السبيل " والمطاهير " الحمامات " فتقع في الجزء الجنوبي الغربي من المدرسة ، والبناء مشيد من الآجر .


  3. #3
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    (9) مدرسة جمال الدين الريمي : شيدها الفقيه جمال الدين أبو عبد الله " محمد بن عبد الله الريمي " في ( القرن الثامن الهجري ) ، وقد كان فقيهاً عالماً عارفاً بالعلوم له مصنفات عديدة منها ( التفقيه في شرح التنبيه ) الذي قدمه للسلطان الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " ( 778 - 803 هجرية ) ، وكان يتكون من ( 24 مجلداً ) ، فمنحه السلطان لقاء ذلك ( أثناء عشر ألف دينار ) إكراماً للعلم وتشجيعاً للعلماء ، حملت إليه في أطباق من الفضة ، وقد تولى المذكور منصب قاضي القضاة ، عاش خلال الفترة ( 710 - 792 هجرية ) ، قام بترميمها الملك المنصور " عبد الوهاب بن داود بن عامر " ( 883 - 894 هجرية ) .

    الوصف التخطيطي :تأخذ المدرسة شكلاً مستطيلاً غير منتظم الأضلاع وهي أقرب إلى المسجد منه إلى المدرسة من حيث التخطيط والمدخل الرئيسي يقع في الجزء الشمالي الغربي من المدرسة، يتصل به ممر مكشوف مستطيل الشكل أما الفناء مستطيل الشكل مكشوف أبعاده من الشرق إلى الغرب ( 10 أمتار ) تقريباً ومن الشمال إلى الجنوب ( 5.10 متر ) تقريباً ، أما بيت الصلاة فيحتل الجزء الشمالي للمدرسة ويأخذ شكلاً مستطيلاً ، وتغطي سقفه ثلاث قباب ، وتبلغ أبعاد أضلاعه من الشرق إلى الغرب ( 10.40 متر ) تقريباً ، ومن الشمال إلى الجنوب ( 3.60 متر ) تقريباً ، أما السقاية فتقع في الجنوب .

    (10) المدرسة المزجاجية : تقع المدرسة المزجاجية غرب الجامع الكبير بزبيد وقد قام ببنائها وتشييدها الشيخ " محمد بن محمد بن أبي القاسم المزجاجي " الذي ولد سنة (( 753 هجرية ) ( 1352 ميلادية )) ويعد من أصحاب الشيخ " إسماعيل الجبرتي " من متصوفة زبيد المعروفين .

    الوصف التخطيطي :المدرسة تأخذ شكلاً مستطيلاً أما مدخلها فيقع في منتصف الضلع الشرقي من جدار السور ، يتصل به ممر " ردهة " يؤدي إلى فناء المدرسة المكشوف الذي تبلغ أبعاده من الشرق إلى الغرب ( 13 متر ) ومن الشمال إلى الجنوب ( 5 أمتار ) ، أما بيت الصلاة فيتقدمه رواق القبلة .

    (11) المدرسة الفرحانية : يعود تأسيس وإنشاء المدرسة إلى السيدة الحرة أم الملوك " جهة الطواشي جمال الدين فرحان " ، وهي زوجة السلطان الملك الأشرف الثاني " إسماعيل بن العباس " (( 778 ـ 803 هجرية ) ـ ( 1376 ـ 1400 ميلادية )) ، وقد سميت بالفرحانية نسبة إلى أبيها ، كما كانت تعرف أيضاً بمدرسة أم السلطان بزبيد ، وقد قامت ببناء المدرسة في عهد ولدها السلطان الملك الناصر " أحمد بن إسماعيل " (803 - 827 هجرية)-(1400 - 1418 ميلادية)، قام بترميمها الملك المنصور " عبد الوهاب بن داود بن عامر " ( 883 - 894 هجرية ) وقد توفيت " جهة الطواشي " في عام (( 836 هجرية )-( 1432 ميلادية )) ، ودفنت في محلة تُعرف بتربة الشيخ " طلحة الهتار " ، وقد أقام لها ولدها السلطان الملك الظاهر " يحيى بن إسماعيل " ( 831 - 842 هجرية ) ضريحاً مشهوداً رتب فيه إماماً وخطيباً وأيتاماً ومعلماً لهم وعشرين قارئاً يقرؤون القرآن عند ضريحها عقيب كل صلاة ، ورتب لهم ما يقوم بكفايتهم ، والمذكورة طيبة الذكر لها أعمالاً ومآثر جليلة أخرى ، منها البركة المعروفة ( الحريبية ) في مسجد الأشاعر ، وكذلك لها العديد من الأعمال الجليلة والآثار الحميدة في العديد من البقاع كمكة المكرمة وزبيد وتعز ولحج .

    الوصف التخطيطي : المدرسة عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل أبعادها ( 11.5 × 14.7 متر) تمثل بناءً معمارياً مكوناً من الآجر المغطى بالجص من الداخل والخارج ، وتتألف من فناء مكشوف يشرف عليه من جهة الشمال بيت الصلاة ، ومن الجنوب رواق ، ومن الشرق دهليز ، ويوجد إلى يمين المدخل الرئيسي حجرة مستطيلة الشكل ، وفي الجزء الجنوبي من المدرسة توجد المطاهير ( الحمامات ) والبركة ، وتقع خلف الرواق ، ويوجد بالمدرسة مأذنة وغرف في الطابق العلوي لدارسين من الوافدين ، وأرضيتها مقضضة بالقضاض ، وتوجد على الجدار الغربي للفناء حنايا غائرة في أعلاها عقود مدببة ، أما بيت الصلاة فيقع في الجهة الشمالية وتشرف على الفناء ثلاثة أبواب (( الأوسط متران عرضاً والآخران متساويان عرض كل واحد ( 1.6 متر )) والأبعاد بين الأبواب الثلاثة متساوية وارتفاع كل منها ( 2.20 متر ) ، وتعلو الأبواب الثلاثة فتحات مغطاة بستائر جصية مخرمة لغرض دخول الضوء والتهوية ، كما تعلو الأبواب عقود مدببة محاطة بشريط كتابي بارز ، والمساحات بين الأبواب من الجزء السفلي من الواجهة عليها زخرفة جصية بارزة تمثل عقدين تحيط بهما كتابات لآيات قرآنية بخط الثلث .
    وتبلغ مساحة بيت الصلاة من الداخل ( شكل مستطيل ) أبعاده من الشرق إلى الغرب طولاً ( 10.70 متر ) ، ومن الشمال إلى الجنوب عرضاً ( 6.80 متر ) ، ويتوسط الجدار الشمالي محراب مجوف عمقه ( 1.30 متر ) ، وعرضه ( 1.80 متر ) وارتفاعه ( 2.20 متر )، ويعلوه عقد نصف دائري عليه زخرفة باتت مشوهة بفعل الترميم الخاطئ ، وفي وسط المحراب آثار لشريط كتابي بخط الثلث ، وعلى كل من جانبي المحراب فتحة واسعة يبلغ عرضها ( 1.30 متر ) تقريباً تعمل للمساعدة في التهوية والإضاءة ، وعلى الفتحتين أبواب خشبية ، وتقابل بيت الصلاة في الجهة الجنوبية من الفناء الوسطي المكشوف قاعة مستطيلة الشكل طولها ( 10.60 متر ) ، وعرضها ( 3.10 متر ) ، وتستخدم هذه القاعة للدرس ، ويوجد بواجهتها عقود زخرفية مفصصة من الجص ، وفي كوشات هذه العقود زخارف جصية تمثل دوائر داخلها زهرات ، ويعلو العقد الأول من جهة الشرق شريط عريض من زخرفة مجدولة على شكل سلسلة من المعينات المتصلة المحصورة داخل إطار .

    (12) المدرسة المحالبية : شيدها القاضي شهاب الدين " أحمد بن إبراهيم المحالبي " ، وقد أوقف عليها كثيراً من كتبه ، وتعرف حالياً بالمدرسة الأحمرية نسبة للفقهاء من بني الأحمر .

    الوصف التخطيطي :تأخذ شكلاً مستطيلاً ، ويقع مدخلها الرئيسي في الجدار الغربي للمدرسة ، ويتصل به ممر صغير متصل بالفناء المكشوف الذي تبلغ أبعاده من الشرق إلى الغرب ( 12 متر )، ومن الشمال إلى الجنوب ( 6.20 متر ) ، أما بيت الصلاة فيأخذ شكلاً مستطيلاً طول ضلعه من الشرق إلى الغرب ( 12 متر ) ، ومن الشمال إلى الجنوب ( 3.70 متر ) ، وللمدرسة ومسجدها مأذنة تقع في الجدار الغربي وهي عبارة عن برج صغير سداسي الأضلاع غير مرتفع ، أما السقاية " السبيل " والميضاءة قرب المدخل الرئيسي ، وأما البركة فتقع في الزاوية الجنوبية الغربية من المدرسة ، وتوجد حجرة ملاصقة للواجهة الغربية لبيت الصلاة كانت تستخدم سكناً للفقهاء .

    (13) المدرسة الكمالية : يعود تاريخ تأسيس وعمارة هذه المدرسة إلى الوالي العثماني " كمال بك " الذي أنشأها ، وسميت باسمه ، وكان ذلك إبان ولايته على مدينة زبيد وتوليه مقاليد الأمور فيها سنة (( 927 هجرية ) ـ ( 1505 ميلادية )) ، كما أن قبيلة يام قد هدمت منارة المدرسة الكمالية المطلة على الدار الناصر الكبير ، عندما تمركزت فيها سنة ( 1264 هجرية ) حين سعت للإفراج عن الشريف " الحسين بن علي بن حيدر الخيراتي " أمير المخلاف السليماني.

    الوصف التخطيطي :تتميز هذه المدرسة بمدخلها البارز والواقع في الناحية الشمالية منها ، تتوسطه فتحة مدخل على هيئة عقد ، ويلاحظ أنه مدبب ممتد يكتنفه من الناحيتين أعمدة مندمجة في الجدار على مستوى ارتفاع المدخل ، ويلاحظ على يسار الداخل حنينه مصمتة معقودة ويؤدي المدخل المذكور إلى ردهة قصيرة تغطيها قبة ، ومواضع انتقالها على شكل المثلثات الكروية مزخرفة بعشر حطات من المقرنصات ، كما تتصل هذه الردهة في الناحية الجنوبية منها بحجرة أخرى صغيرة مغطاة بقبة أيضاً . ويكون الدخول إلى فناء المدرسة من خلال فتحة على شكل عقد كبير في الضلع الشرقي من الردهة السابقة .
    ويتوسط المدرسة في الداخل فناء مكشوف أبعاده بمقاس ( 16.17 متر ) طولاً ، ( 11.60 متر ) عرضاً ، ويقع بيت الصلاة شمال الفناء والإيوان في جنوبه

المواضيع المتشابهه

  1. في سجن مديرية الأمن بالبصرة
    بواسطة حيدر عراق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21-06-2022, 10:20 PM
  2. مديرية الثقافة بالعيون تُكرّم بيروك
    بواسطة محمد النعمة بيروك في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-06-2014, 01:06 AM