زَهْرٌ يُعَمِّدُهُ الأصِيلْ
وطُيُوْرُ أمْسٍ تحْتَسِيْ دَمْعَ الغُرُوْبِ وتصطَلي أفُقَ الذهُولْ
وَكَمَانُ صَمْتٍ قَدْ تَدَثَّرَ خِفيَةَ دَمْعَ السَّحَائِبِ
وارتمى بين الجَدَاوِلِ والنَّخِيلْ
وَدُمُوْعُ سُنْبُلَةٍ تلاطِمُها الرِّياحُ لتَنْثُرَ الأوراقَ في كَفِّ الفُصُولْ
في كلِّ ثانيةٍ تمرّ بِعَالَمٍ
وتُوَدِّعُ الغَيْمَ الدَّفِيْنَ بِمُقْلَةِ الصَّمْتِ الطَّوِيلْ
***************************
كُنْتَ الغَرِيْبَ بِذَا الضَّبَابْ
كُنْتَ الغُيُوْمَ تَهُفُّ طَوْرَاً أو تذوبْ
ومُسَافِرَاً أوْهَتْ أنِيْنَ حُرُوْفِهِ كَفُّ الرِّياحِ
عَلَى معَابِرِ دَمْعهِ المَدفُوْنِ في عَهْدِ الصَّدِيدْ
كُنْتَ الأسِيْرَ بِدَرْبِكَ الباغيْ العنيدْ
وأضَعتَ صَوْتَكَ يَوْمَ أن لاحَ القَصِيْدُ مِنَ البَعِيْدِ...مِنَ البَعِيدْ
وَنَسيْتَ رَسْمَكَ إذْ خَرَجْتَ على الطَّرِيْقِ لِتَرْقُبَ المَاضِيْ الغَرِيقْ
ثُمَّ ارْتَمَيْتَ عَلَى الصَّفيْحِ
لَعَلَّ صَمْتاً يَنْجَلِيْ بَيْنَ الضَّجِيْجِ فَتَسْتَفِيقْ...!!
****************************
فِيْ كُلِّ هَمْسٍ تَحْتَسِيْ آهَاتِ جِيْلٍ مِنْ غَمَامْ
وَكَشَمْعَةٍ تَذْوِيْ غَرِيْبَاً بِكَفِّ الليلِ مَوْهُوْنَ الحَنِينْ
وَبِكُلِّ لَحْظٍ شَارِدٍ تُلْقِيْ حِكَايَةَ طَائرٍ تَعِبٍ كَتُومْ
وَتَوَدُّ لَوْتُصْغِيْ إلَى أنَّاتِ قَلْبِكَ نَسمَةٌ
كَيْ يَعْرِفَ الدَّهْرُ العَلِيْلُ بُعَيْدَ ألْفٍ
أنَّكَ المَوْلُوْدُ تَوَّاً مِنْ ذُؤَابَةِ تِيْنَةٍ عَبِثَتْ بِهَا كَفُّ القَصِيدْ
وَتُفَتِّشُ الأنْحَاءَ بِالطَّرْفِ الوَهِيْنِ
لَعَلَّ مَصْلُوْبَاً كَشَأنِكَ يَسْمَعُ الصَّمْتَ الطَّرِيْحَ عَلَى المآقِيْ وَالحُرُوفْ
وَمُبَعْثَرٌ تَهْوِيْ عَلَى سَفْحِ المنابِرِ والدُّفُوفْ
قُطٍعَتْ أوَاصِرُكَ الوَهينَةُ مِنْ طَوَاحيْنِ المَدِيْنَةِ
إذْ غَرِقْتَ بِلُجَّةِ النِّسيانِ تنْحَرُ أمسَكَ الثَّاويْ عَلى نَارِ الكُلُومْ
يالَيْتَ قَهْرَكَ كَانَ رَكْبَاً
إنْ أتَى يَصْحبْكَ..:منْبُوْذٌ تَغَرَّبَ عَنْ مَوَاطِنِهِ البَعِيْدَةِ بينَ أحضَانِ الكُرُومْ
*****************************
وَجَعَلْتَ تَنْفُضَ بَعْضَ مَاتَرَكَتْ عُصُوْرُ الشَّمسِ فِيْ القَلْبِ المَشِيبْ
وَتُعَلِّقُ الدَّمْعَ الجَرِيْحَ عَلَى تَرَانِيْمِ الصَّوَامِعِ خَلْفَ جُدْرَانِ المَدِيْنَةِ تائِهَاً
بَيْنَ المَدِيْنَةِ وَالصَّلِيبْ
وَتُسَيِّرُ الذِّكْرَى عَلَى طُرُقِ الخَيَالِ :مُسَافِرٌ غَمَرَتْ دُمُوعَ حَنِيْنِهِ كَفُّ السِّفِينْ
لِتَذُوْبَ فِيْ حِضْنِ الأصِيْلِ كَدَمْعَةٍ تَذْوِيْ عَلَى خَدِّ المُحِبِّ بِسَاعَةِ الصَّمْتِ المُبِينْ
وَقُبَيْلَ أنْ يَذْوِيْ الغُرُوْبُ يَلُفُّكَ البَرْدُ الكَتُوْمُ
لِتَصْحَبَ الشَّمْعَ المُلَوَّنَ بِالمآقِيْ والحَنِينْ
ماسِرْتَ يَوْمَاً فيْ صَباحِ الْحَيِّ إلا أشْهَرَتْ كُلُّ العيُوْنِ بِوَجْهِ صَمْتِكَ نابَ ليْلَتِهَا الكَئيبْ
كَيْ تَحْرِقَ الأحْلامَ حِيْنَاً أو تُوَاسِيْكَ الظُّنُونْ
*******************************
صَلَبُوكْ...
دَاسوْا دُمُوْعَكَ فيْ الدُّنا...هُوَذا البعِيْدُ عَنِ الدُّرُوبْ
ثُمَّ انْحَنَوا كي يَطْعَنواْ حُلُمَ الضُّلُوْعِ وَيَنْثروا حِبْرَ الليَاليْ بَيْنَ أنَّاتِ الغُرُوبْ
وغدَاً سَنَرْجعُ كَيْ نَلُوكَ حَمَاقَةَ المَنْبُوْذِ فِيْ جَوفِ الصَّلِيبْ
واجتاحَ بَرْدُ القَهْرِ أسْمالَ الدُّمُوْعِ
لِيُطْفِئَ الفَانوْسَ فِيْ لَيْلِ التَّنَهُّدِ واللهِيبْ
*******************************
وَرَفَعْتَ رِيْشَةَ حُلْمِكَ الوَرْدِيِّ فيْ الكَفِّ الكَلِيْلَةِ كَيْ تُعَمِّدَ طائرَاً مازالَ يَنظُرُ للبَعِيدْ
قَدْ كَانَ مِنْ ألفٍ قَضَتْ يَغفُوْ عَلَى اللهِبِ العتِيقِ:سَتُكْسَرُ الأصنَامُ فِيْ لَيِلِ العَبِيدْ
لابُدَّ تُكْسرَ كُلُّ أصنَامِ العَبيدْ
وَسَتَرْجِعُ النِّيْرَانُ مِن رَحِمِ الدُّهُوْرِ لِتَحْرِقَ الأحْلامَ فِيْ جوفِ الوَلِيدْ
لِيُعِيْدَ كَرَّةَ صَمْتِهِ المَصْلُوْبِ فِيْ أرْضِ القُيُودْ
ويَذُوبَ فيْ نارِ المعابِدِ هارِبَاً مِنْ نَابِ ليلَتِهِ الطَّريْحَةِ فَوْقَ آهاتِ الجَلِيدْ
ويعُودَ مِنْ عَهْدِ الرَّمادِ مُوَسِّدَاً أحْلامَهُ نارَ الخلودْ
لِيَطيْرَ فِيْ عَهْدٍ جَدِيدْ
******************************
وَنَهَضْتَ تَنْظُرُ فِي الغُرُوْبِ وَقَدْ تَضَرَّجَ ثَوْبُ صَمْتِكَ بِالسَّنَابِلِ وَالنُّذُورْ
وَمَدَدْتَ كَفَّكَ لِلْبَعِيْدِ
لَعَلَّ طَيْرَاً وَلَّدَتْهُ النَّارُ مِنْ رَحِمِ الدهورِ يجيءُ ...يَأخُذُ الأحلامَ مِنْ جوفِ البُذُورْ
ويعودُ للعُشِّ القديمِ وراءَ أجفانِ التِّلالِ
لتنتهيْ كلُّ الحِكَايَاتِ العقيمةِ في الجُحُوْرِ وَتَخْلُدَ الأحْلامُ فِيْ صُبْحِ العُصُورْ
والصَّمْتُ أضْفَى ظِلَّهُ فَوقَ الغَمَامِ بِمُقْلَةٍ تغُفوْ عَلىْ حضْنِ الأصيلِ
وتفْرُشُ العَهْدَ الغَرِيبْ
فَارتَاحَ دَمْعُكَ إذ بَدا جَفْنُ الصَّباحِ مُرَفْرِفاً مِنْ خَلْف أنَّاتِ الغُرُوبْ
*******************************
يانُورَ طَرْفِكَ إذْ يُجِدُّ السَّيْرَ مكلُوماً بِوَهْنِ القَهْرِ فِيْ الأفُقِ البَعِيدْ
ياوَيحَ صُبْحِكَ في ظَلامِ مَديْنةِ النِّسيَانِ يَرْفلُ بِالقُيُودْ
ياطُهرَ دَمْعِكَ إذْ يَخُطُّ حَرْفَ صَمْتِكَ فِيْ المَدَى:
سَتَعُوْدُ ياطِفلَ القَََصِِيدْ
سَتَعوْدُ يَاطِفلَ القََِصِيدْ
سَتَعُوْدُ يَاطِفلَ القََصِِيدْ
صَمْتٌ...فَصَمْتٌ...فَارتِحَ الُ مَوَاسِمٍ...
ثُمَّ انْكِسَارٌ فَوْقَ آوْهَامِ القُيُودْ
عمر سليمان
27/4/2006