|
مضى الأحبابُ وا لَهفَ الجَنانِ |
|
|
فما حرفي سوى رجعِ الأماني |
و ما حرفي بُعيدَ القومِ ساروا |
|
|
سوى الأصداءِ من نوحِ الأغاني |
بكيتُ و هل يعيدُ الدّمعُ خلاّ |
|
|
سرى في القلبِ سرّاً من كياني |
أضاءَ الرّوحَ من طُهرٍ و فضلٍ |
|
|
كذا الأخيارُ أنوارُ الأواني |
محمّدُ يا نقيّاً كيفَ رُحتمْ |
|
|
و ما كنّا طويناها المعاني ؟ |
برغمِ الدّاءِ أقعدكمْ بقهرٍ |
|
|
نظرتُكَ من يقيني للأمانِ |
نظرتُك كي نُعيدَ الدّربَ نوراً |
|
|
و نحييِ الرّوحَ من شهدِ الزّمانِ |
و لكنْ دون توديعٍ رحلتمْ |
|
|
و كانَ الدّاءُ أنذرَ بالأوانِ |
أما طابتْ لكَ الأيّامُ تمضي |
|
|
برفقتنا نُداولُها التّفاني ؟ |
أما طبنا لكمْ في الدّهرِ صحباً |
|
|
فآثرتمْ مغايرةَ المكانِ ؟ |
محمّدُ إنَّ درباً قد نزلنا |
|
|
عظيمُ القدر مغمورٌ بشانِ |
طرقناهُ بتسليمٍ و قلنا |
|
|
بغيرِ السّيرِ لا تُجدي الأماني |
و لكنْ دون إنذارٍ مضيتمْ |
|
|
و في قلبي مواجيدُ الحنانِ |
نبيلُ القصدِ ما رامتْ خُطاكم |
|
|
سوى الإخلاصِ و التقوى مواني |
ذكيُّ القلبِ موفورٌ بعقلٍ |
|
|
تُطيلُ البحثَ في أصلِ المباني |
ثقيلُ الخطوِ عن شُبَهٍ و خلطٍ |
|
|
و في الخيراتِ لا ترضى التّواني |
رفيعُ القدرِ ذو وجهٍ صبوحٍ |
|
|
و في الأحزانِ مفتوحُ الجَنانِ |
شريفُ الأصلِ قد نلتَ المزايا |
|
|
فزادَ الطيبُ في أصلِ الكيانِ |
بأيِّ الأرضِ مثلُكَ في انشغالٍ |
|
|
بصفوِ الرّوحِ ألقى هل تُراني ؟ |
كثيرٌ من يثيرُ الأرضَ نوراً |
|
|
من الطاعاتِ و الخيرِ المُصانِ |
و لكنْ من ينيرُ القلبَ حبّاً |
|
|
و يطوي الدّربَ في صدقٍ بآنِ |
يجاهدُ كلّ حينٍ في اصطبارٍ |
|
|
و يبغي الحقَّ مرفوعَ المعاني ؟ |
قليلٌ ذاكَ رأيي يا صديقي |
|
|
فليسَ بمثلكمْ في الحيِّ ثانِ |
نحى بالصّدقِ يرقبُ دربَ حقٍّ |
|
|
بوسْطِ القومِ في لُججِ الأماني |
فشدَّ الحبلَ موصولاً برفدٍ |
|
|
من التقوى همُ التحقيقُ دانِ |
ألا ِرفدَ الصّلاحِِ سرى ضياهم |
|
|
ليصبغَ من بتسليمٍ يُداني |
و حبِّ المصطفى فالحبُّ ذخرٌ |
|
|
بهِ يحظى المحبُّ من التّداني |
محمّدُ قد مضيتَ إلى رحيمٍ |
|
|
و أهلُ اللهِ أخدانُ الثواني |
طليقُ الرّوحُ تسرحُ حيثُ شئتم |
|
|
و تنعمُ بالحقائقِ في ائتمانِ |
و ألقيتَ المحبّةَ حيث كنتم |
|
|
بخلاّنٍ فصانوا بالتفاني |
سيسعدُ من يلازمهمْ بصفوٍ |
|
|
و يحظى بالتآزرِ في الزّمانِ |
و ما عشتمْ بمُنعزلٍ و لكنْ |
|
|
مع الإخوانِ أسّستَ المعاني |
و بالتكشيفِ حوّلتَ السّرايا |
|
|
من الأشبالِ كشّافا و بانِ |
رياضيٌّ و ما أوقفتَ سعياً |
|
|
عن التثقيفِ أو علمٍ لآنِ |
سيبكيكَ الزمانُ و ليس يدري |
|
|
كثيرٌ أنَّ مثلكمُ مواني |
تدلُّ التائهينَ و نبعَ خيرٍ |
|
|
يفيضُ بلا نُضوبٍ بالمعاني |
محمّدُ إنْ مضيتَ على شبابٍ |
|
|
فعمرُكَ في المواقفِ قد كفاني |
سألتُ اللهَ أن يُجزيكَ خيراً |
|
|
و يرفعَ قدركمْ أعلى الجنانِ |
و يلحقنا بكمْ في دارِ خلدٍ |
|
|
و حيثُ المصطفى بدرُ المكانِ |