يطل علينا من وقت لآخر بعض كراكيب الشيوعية وبقايا خردة الفكر اليساري وحثالة من شعارات بائدة لهيكل عظمي يسمى القومية العربية.. يطلون عبر الفضائيات يحدثون ضجيجاً وعجيجاً يدافعون عن استسلامهم وانبطاحهم باسم الواقعية والرضا بالأمر الواقع الذي فرضه الإستكبار العالمي وفرضوه هم على أنفسهم ويريدون أن تسلم الأمة بالمكتوب الذي كتبه تتار العصر(الأمريكان).. لم يكتفوا بهذه المصيبة التي حلت على الأمة بسبب قيادتهم لأزمتها على طول الليالي.. بل إنهم يعيبون على شباب المجاهدين الذين يدافعون عن عقيدتهم، وعن عرض أمتهم؛ بالتهور، والتخلف واللاواقعية والإرهاب!! وإذا قيل لهم إن هذا هو الطريق الذي سيحررالأمة يقولون لقد جربناه من قبل في الستينات والسبعينات ولم نفلح ولم نحقق شيئاً.. فهم مناضلون بالمعاش!!.. إنها قسمة ضيزى أن نقارن بين الثرى والثريا.. قسمة ضيزى أن نقارن بين من خرج مقاتلاً لاعلاء كلمة الله.. وبين من خرج مقاتلاً لاعلاء قيمة أرض أو حزب أو زعيم؟!! كيف نقارن بين من ارتهن مصيره بأعداء الأمة سواء تحت راية شرقية أو غربية.. وبين من كانت حياته ومماته ونسكه وصلاته وجهاده وصيامه وقيامه لله رب العالمين؟!! كيف نقارن هؤلاء بأولئك الشباب الذين خرجوا تحت راية الإسلام فقط.. لم تدنس أفكارهم بطحالب الشيوعية السامة ولا بأحقادالمادية الغربية النكدة.. رايتهم واضحة لا لون فيها إلا لون الإسلام؟!! كيف نقارن بين داعر.. وبين عابد؟!! هذا فارس وذاك فارس.. لكن هذا داعر وذاك عابد!! ولن نذهب بعيدا ولنعقد مقارنة بسيطة بين رجلين أو بين فريقين: فهذا علي حسن سلامة.. الفتى الأحمر.. الفتى المدلل لياسر عرفات.. الذي دوخ الموساد حسب الحكايات.. كان مناضلاً بالنهار.. عربيداً سكيراً بالليل!! ناضل ليقال شجاع أو جرئ وقد قيل!! قاتل لتكون كلمة فتح هي العليا!! لم يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا.. هذا الفتى الأحمر.. لم تفارقه السيجار ولا ليالي بيروت الحمراء.. وتزوج من ملكة جمال العالم جورجينا رزق في وقتها.. حتى قيل: وراء كل مناضل يساري راقصة!! ثم من بعدها سهل اصطياده وتم قتله بجواسيس الموساد.. أما على الجانب الآخر.. فها هو ذا الفتى عياش.. المهندس يحيى عياش.. مثال للتواضع والأدب .. مجاهد بالنهار.. عابد بالليل.. تربى في المساجد وفي بيوت الله.. قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.. لم يعرف دخان الحانات الأزرق.. ولا الخمر المعتق.. ولا حتى سجارة بلمونت!! قتل أيضاً بالخيانة ولكن شتان بينهما.. هذا نحسبه قتل شهيداً والآخرنحسبه قتل عربيدا!! وهذا شاعر القوم محمود درويش الذي ثار للأرض وبكى وأبكى وتغنى بالوطن السليب.. محمود درويش الذي مقت الإحتلال اليهودي!! انظر إلى تاريخه كانت رايته البكاء على الأرض لمجرد الأرض كقيمة لا يهمه من يعيش في الأرض ولا من يحكم تلك الأرض.. لما وافق العدو اليهودي في فلسطين على انشاء حزب (راكاح) وهو الوجه الصهيوني الأحمر لعرب 1948 بغية أن يكون هذا الحزب الناطق الوحيد باسم عرب 1948.. بالطبع تم تأسيس هذا الحزب لخدمة الكيان المحتل لفلسطين ولبث الفرقة بين عرب 1948 وعرب 1967 المحتلة أيضاً فانضم في هذا الحزب تحت راية الشيوعية عدد كبير من هؤلاء الثوريين اليساريين من أمثال: أميل توما ورفيقه في الدرب الأحمر أميل حبيبي وهم شيوعيان للنخاع.. ومن هؤلاء الرفقاء أيضاً الشاعرسميح القاسم.. وكان من أبرز المنضمين في عضوية هذا الحزب الشاعر الفلسطيني توفيق زياد الذي دبج القصائد لثورة الأرض والوطن!! صار بعد ذلك عضواً في الكنيست وتم تعيينه رئيساً لبلدية الناصرة.. هذا المناضل اليساري كان يستعدي سلطة العدو على الحركة الإسلامية في فلسطين وكان يرى أنه واجب عليه أن يدافع عن أمن الدولة (دولة إسرائيل) طبعاً!! وكان هو ورفاقه في حزب راكاح يحرضون سلطة العدو على ضرب الرجعيين (يعني الإسلاميين).. وشنوا حملة لمقاوةمة المسلمين في الخليل والمثلث وأم الفحم.. وطالب هؤلاء الرفاق وحزبهم الأحمر من سلطة الإحتلال ضرب أي مظهر من مظاهر التدين الإسلامي تحت مسمى شعار محاربة التطرف والرجعية!!! انظر نتيجة انضمام هؤلاء اليساريون إلى هذه الرياية المشبوهة: لما سافر الشاعر الكبير جداً لدى القوم محمود درويش إلى بلغاريا ممثلاً للشبيبة في حزب راكاح رفع علم ما يسمى بدولة (إسرائيل).. رغم أنه الشاعر الثائر الذي يثور للأرض ويبكى لأيام الصبا والطفولة البائسة تحت بندقية الإحتلال.. هذا قليل من كثير من تاريخ هؤلاء المناضلين الحمر!! هؤلاء الذين ساروا على تثبيت فكرة التقدمية وتوطيد الأفكار اليسارية لتثبت فكرة الإستعمار والإحتلال في نفوس الأمة وخاصة في أهل فلسطين.. وهناك العشرات من هؤلاء المناضلين من أجل إعلاء كلمة منظمتهم أو لإعلاء شأن زعيمهم.. إذا أردت أن تبحث عنهم تجدهم في مراقص شارع الهرم حيث الدخان الأزرق والنوم تحت سيقان العاهرات.. هذا معبدهم وتلك عبادتهم بل إن منهم من كان يعمل مناضلاً مزدوجاً للحبيب وللعدو!! فبندقيته جاهزة لمن يدفع أكثر!! هؤلاء المناضلون بالمعاش! لا يستحون: فرقوا دينهم شيعاً وأحلوا قومهم دار البوار ورغم ذلك يتبجحون! عارٌ على الأرض كيف الرجسُ ضاجعها *** كيف استوى عندها العنينُ والرجلُ إذن الإسلام وحده كفيل بلم الشمل وتوحيد الكلمة ودحر الأعداء.. وإلا فبماذا نفسر هذا التجمع العجيب: من الذي جمع المصري والماليزي والليبي والأندونيسي والتونسي والصيني والمغربي والطاجيكي والجزائري والباكستاني وأهل الحجاز واليمن وأهل الشام وفلسطين وسنغافورة وتريندات وأهل ماوراء النهر .. من الذي جمع كل هذه الخلائق في هذا الجهاد العظيم ضد أعداء الأمة.. رغم تشرذم حكوماتهم وتناحر وتآمر رؤسائهم!! اجتمعوا جميعاً تحت راية القرآن.. وهذا ما لم تفهمه أو تريد ألا تفهمه قوى الشر في العالم وخصوصاً أصحاب الريات الحمر!! أتباع كل ناعق وزاعق.. هؤلاء الذين تخبطوا وتشرذموا تحت كل راية عوجاء: مرة راية القومية العربية التي تسببت في ضياع فلسطين واحتلال أراضي الدول التي كانت ترفع عقيرتها بهذا الشعار المخذول.. القومية العربية التي أفرزت سلخاً من قوميات مخذولة أيضاً كان الإسلام قد صهرها، وقضى عليها يوم أن كان في سدة الحكم.. ثم ها هو ذا العالم الإسلامي يعيش تحت نعرات جاهلية: هذه قومية طوراينة وتلك قومية فارسية وأنجولية وأخرى بربرية وصاحبتها أمازيغية وفي السودان قومية زنجية.. وهلم جرا.. قوميات ظهرت وفتن أطلت برأسها كرد فعل لظهور راية القومية العربية التي لم تفلح أبداً حتى في توحيد عزبة صغيرة!! أما على الجانب الآخر: هناك مجاهدون تعرفهم بسيماهم من أثر السجود لن تجد مشقة في البحث عنهم هم أهل المساجد وحملة القرآن.. ركبوا الجبال وامتطوا الفيافي والقفار.. هم أهل الثغوروحماة الإسلام.. تركوا عيش القصور ونعيمها إلى وحشة الكهوف وشظف العيش حيث لذة الجهاد ونيل الشهادة في سبيل دينهم.. الصوم زادهم.. والعفة غذاؤهم.. رهبان بالليل.. فرسان بالنهار.. هم الذين خرجوا للذود عن دينهم يوم أن قعد الناس.. بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله وحده لا غيره.. هم الذين رفعوا رأس أمتنا وقت ضعفها وانكسارها.. هم مادة الإسلام وعموده المتين.. هم الطائفة المباركة التي شرفها رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله: « لاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِى أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ».. هم الفرسان بحق.. ولا فرسان غيرهم.. لم لا وهم: فرسان بالنهار.. رهبان بالليل..
http://www.almaqreze.com