ما أسعد أيام الخِطبة ، وأحبها للنفس ، وكم كانت سعادتي الشخصية بخاتم الخِطبة ،أو ما يسميه المصريون ( دبلة الخطوبة ) .
الخاتم
يومان خاتمُها يزَيِّن إصبعي وجميعُ أجزائي لقيمتِه تعي الْبِنْصَرُ المحظوظُ يرقص فرحةً فيغار قلبي في حنايا أضلعي ويثورُ إبهامي ويغضب خنصري وتحرض السبابةُ الوسطى: "ادّعي لا تتركي الشرفَ الرفيعَ لإصبعٍ في الطولِ أقصر منكِ ثوري واطمعي" قسماً لئن تتزينِ الوسطى به سبابتي ستذوق طعمَ الأدمعِ إنْ كان هذا في يميني حادثاً ما بالكم بتحدّثِ اليسرى معي في الليل توقظني وتبكي حرقةً وتقول عندي نفسُ ذاك الموضعِ فأقول من أناتها: "إن تستطيـعي أخذَه، فلتمسكيه وانزعي" فتردد اليُمنى ويعلو صوتُها: "كُفّي حديثَك يا رفيقةُ واسمعي أنا لن أساعدَ إن نزعتِ لتلبسي بل لن أفرّط فيه إن تتوجعي إذ ما دنوتِ قبضتُ كلَّ أصابعي وحفظتُ خاتَمها بنفسِ الموقعِ لكن إذا أذن الإلهُ رفيقتي سيجيء دورُك في التفاخرِ فاقنعي أما إذا كان النصيبُ بعادَها سيظل طولَ العمرِ حِليةَ إصبعي"
أبو كريم