بسم اللـه الرحمن الرحيم
تقديم:
حوراء، لم أجدْ ما أهديه لكِ، كيْ تنعمي بالبسمة والأمل غير حروفٍ كتبتُها منذ قليل، حبّاً لكِ ودعاءً لكِ وللراحلـة بالرحمة والسعادة ..وأقسمَ البحرُ أن يكونَ لكِ ضماداً وأنيساً، لذلك رافقَني مغرورقَ القلب.
غيداء ..
عرفتُكِ عبرَها، كانتْ تخبرني دائماً عنكِ، عنْ أزهارِكِ التي رتّبتِها بمزهريةِ صباحِها "هيَ"، عنْ أهدابكِ وهي تكفكفُ أشواقَها، عنْ نجومٍ سهِرَتْ معكما على مائدةِ البوح، وأنتما تخبّئانِ أسرارَها في جيبِ كل حرفٍ مطرِق، تخبّئانِ حكاياها المتدفقة كقطراتِ الندى الرقيقـة ..أجل، عرفتُكِ عبرَ دموعٍ استعمرتْ مقلتيْها، عبرَ ألوانِ قوس قزح وهي ترتّبُ لكِ شرفةً أبهى من شرفاتِ الورد، وتقطفُ لكِ من أحداقِ محبِّيكِ زهورَ الدعاء والشوقِ ..هاأنذي ألمحُ نهرَ النوى متدفّقاً، وقربَ وادي الشوقِ نبتةُ بسمةٍ نبتتْ، بالرغمِ منْ حرّاسِ الألم الواقفينَ على ضفافه.
غيداء ..
أخبريهـا، رجاءً أخبريها بأنْ تحضُرَ أعراسَ البسمة، وأنْ ترتدي ثوباً خطتُه لها بالسنابل والجوري ونبضاتِ القلب، حتّى وإنْ تساقطتْ أغصانُ الفصولِ كلِّها، ورمقَها أميرُ الأحزانِ بشزر.. فالربيعُ لايموتُ مَهْمَا نضجتْ أوجاعُه، لأنه أقسَمَ للبحرِ الذي رافقني دامِعَ الذكرى، وأقسَمَ لنجيماتٍ ظلّتْ رسولَ الحنين بينكما، بأنْ يظلَّ شادياً على أفنانِ روحيْكما، مهما أزبدت الآلامُ وأجهشتْ بالبوح ..
غيداء .. تحايايَ للراحليـن ..وكلُّ الحبّ