أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: نصوص الخاطرة التي شاركت في مسابقة الواحة الأولى

  1. #1
    الصورة الرمزية إدارة الرابطة الإدارة
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    المشاركات : 1
    المواضيع : 7191
    الردود : 1
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي نصوص الخاطرة التي شاركت في مسابقة الواحة الأولى

    هنا تنشر النصوص التي شاركت في مسابقة الواحة الأولى تحت تصنيف الخاطرة بواسطة أصحابها كي يتعرف القراء من أعضاء وزوار على هذه المشاركات ويتم الاحتفاء بها بما تستحق.

    وعليه فإننا نهيب بالجميع بما يلي:

    * الأخوة الأعضاء من شارك في المسابقة بسرعة نشر نصه هنا بشكل منسق وجذاب ، وأؤكد أن النشر هنا للنصوص التي تم إرسالها لبريد مسابقة الواحة وليس لأية مشاركات جديدة.

    * الأخوة الذين شاركوا في المسابقة ولما ينتسبوا للواحة سرعة التسجيل في عضوية ملتقى الواحة ونشر نصوصهم بأنفسهم كي يكون لهم فرصة للفوز بأحد جوائز المسابقة.

    * باقي الأخوة الأعضاء عدم المشاركة هنا بردود وتعليقات والالتزام بالرد فقط في موضوع "على هامش المهرجان" لتظل هذه الصفحة مخصصة للنصوص المشاركة في المسابقة فقط.


    تحياتنا
    الإدارة

  2. #2
    الصورة الرمزية بن عمر غاني في ذمة الله
    أديب

    تاريخ التسجيل : Mar 2003
    الدولة : في ارض الله الواسعة
    العمر : 64
    المشاركات : 512
    المواضيع : 100
    الردود : 512
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي





    معتقلات الأقلام
    ***
    الأشجان تنسخ الأشجان
    و الحزن ألوان وألوان
    تصدع الكبد.....
    ما بالي عدت أنكر واحتي
    أين الحنان....؟
    هي الأرواح تعانقت فتباعدت
    هي الأوراق تساقطت
    والريح تعوي في الجنان
    هي الأشجار تاهت
    وللفروع تنكرت
    هي الجذور تأوهت
    هي الاشجار تنكر الأغصان
    هي الفروع تحزبت وتنعمت
    أين كانت الأغصان..؟
    هي الأحقاد تغامزت وتلامزت
    هي الطيور تودع البستان
    و الأزهار تفقد عطرها
    هي الفراشة والبراءة يقص جناحها
    و الطفل الصغير يبكي.....
    ويقبع في المكان
    هي القلوب كشرت و تحجرت
    هو الإنسان يقهر الإنسان
    هي الأشباح بالقناع تسترت
    وبالإشاعة...... يرشق الخذلان
    هو الطعن في الظهر يغرس سهمه
    هو سلاح الجبان
    هو العمود يخرب بيته
    و السقف يسبق الجدران
    و الأركان تتلف بعضها
    أين كانت الأركان ...؟
    هي العناكب تنسج غزلها
    والفريسة قربت
    هي المجنونة تمزق شعرها
    وتشق جيبها
    هي الهزيمة أوشكت
    هي المكيدة عربدت
    هو العدو يخترق نخيلنا
    وصفوفنا
    هي الأقلام بعد الرؤوس تقطف وتهجر
    نحو التيه....
    و السنين العجاف...
    لتغور في الاندهاش لجلدها
    عبر الزمان
    هي سجون الفكر تفتح بابها
    ويسيل لعابها
    هي القضبان تنسخ القضبان
    هي البطالة والكسالة تشغل دربنا
    فتهشم رأسنا
    هو السهم يخطئ صدر عودنا
    ويستقر بصدرنا
    **
    هي الفتنة ولا أبا بكر لها
    هو الفلك يغرق في سكوت.....
    هي الفرجة...... فرجة الربان.







    خير الكلام ما قل ودل



  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 14
    المواضيع : 5
    الردود : 14
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي 38 درجـــــــــة غــــــــــــــــــــــــ ـربا

    يسعدني ان اشارك في المسابقة بهذه الخاطرة ولكم جزيل الشكر"
    انا بصراحة لا اعلم ان كانت المسابقة انتهت ام لا ولكن بياناتي كالتالي
    معتز هاني سعد
    مصر/محافظة الدقهلية /ميت غمر/شارع البحر


    38 درجـــــــــــة غــــــــــــــــــــــرب ا"




    إستئذان:

    دعيني أنساب كخط وهمي في كف يديك..
    خط طول:
    أتقاسم وجلدك أغرودة السفر..بلا أسئلة لا جوازات ولا نقطة مطر..
    خط عرض:
    أتنزل من أصابعك كرسائل عشق أو تباشير غرام ..
    فأغرس نفسي بنفسي في وريدك
    أتنعم في الغيبوبة..
    حتي يحين ميعاد وصولي لقلبك..
    في أي مكان سيدتي ..
    لا جدوي لتحديد مكان في من أخترعت جغرافيا النساء
    ولا حتي تاريخ لمن
    أكرمت تاريخ النساء باالدخول اليه..
    22 درجة شرقا..
    38 درجة غربا ..
    في كل مكان سيدتي
    ستقرأني العرافة ..

    موافقة:
    ما أشقاك !!أخاف بأن تصبح خطا أعوج ..
    تنحني كقوس قزح في يدي لتغطي خط العمر وكل خطوطي..
    أخاف بأن أسمح بالرحلة المجنونة فتعاود سفرك الاف المرات ..
    أخاف بأن تصبح رحلتك أسرع من رحلة دمي ..
    فأبحث عنك طويلا وأنت داخلي..
    أخاف من التيه..ومن الظلمة بالداخل ..ومن عشقك..

    إيضاح:

    الظلمة!!!..
    يا إمرأة من نور!!..
    أرأيتي شهابا في مجري الليل ينيره!!
    أو تعلمين أنا الليل الذي سيجري ..وأنت النور ..

    تظلم:

    لكني سأشتاق لشعرك ولعينيك الدافئتين ..
    من يحملني ويشق بضفائري مثلك ضوء القمر!!..

    إستغراب:

    لا تسأليني عن القمر..
    فشمس حديثي في حالة
    كسوف كلي..
    سأحاول أن أستلقي بسواحل دمك..
    فيغطيني المد ويسحبني الجزر..
    أتقلب مثل الكرة الأرضية بحثا عنك في نفسك..
    أو بحثا عن شئ عني في قلبك
    أو أن أستلقي علي كرة من دمك
    مع حور من رفرف خضر وعبقري حسان..
    أو أقطف من أشجار عالية قطوفها دانية
    في حدائق شعرا عجبا..
    فأنا لا أستجدي الحسن بداخلك
    ولكن تستجديني الصدمة من فرط الجمال..

    أنوثة:

    عيني تغار ..
    تريد بأن تحجز مقعدا دائم أمام عينيك..
    فكيف أرد عليها..
    وكيف أصافحك وانت في كفي
    فلن أستطيع بأن أصافح نفسي طول اليوم..
    أنا أتنفس منك ولكن أحب ان اراك أمامي ..
    ففردوسي في عينيك ..
    فكيف أحدث نفسي عن "الفردوس المفقود"

    أخيرا:

    ألغيت الرحلة ..
    قررت العودة لوطني ..
    عيناك..
    فلقد امنت بأني خط في يديك ..
    ونورا في عينيك ..ورحال في دمائك منذ زمان..

    أما أنتي ف "دينـــأ"
    يكفيني أن أنطق إسمك..
    لأعيد الرحلة سنوات..

    فهل ألغيت الرحلة!!

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد نعمان الحكيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 3,110
    المواضيع : 251
    الردود : 3110
    المعدل اليومي : 0.47

    افتراضي

    زفة بمصابيح كهرمانية

    • مندهشون لخيبتكم ، تحسبون انتصاب وجوهكم المقمحةِ انتصاراً – يا للزيفْ !
    • إنهم في (دواليبهم) ينقشون الهالة الخضراء من ندب الجراح وغصة الألم الكبير .. وفي كل طرف يتألق الحب المفدى في قلوبهمُ العميدة .. لأجلكم ( للأمة الميتة والرضع الكبار ) ... يا كباراً بحجم عقل الصغارِ ؟!
    • قلقون هم لضياعكم ، ما أسلموا يوماً لمسغبة العروق الجائعة.. وما اشتكوا عوزاً يفوق ضراوةً فقر فأرٍ في دهاليز الكنيسةْ.
    • حائرون في ظل خنوعكم.. يالله !!.. لا تدرون ما اسم الفجر ما شكل الكرامة، و كأنكم لا شيء يجمع روحكم , وليس يغني عن ثقافة ذُلْكِم أدبٌ سراب.
    • مطرقون لفجيعتهم بظلاميتكم يا عشاق العارِ.. ويا أنصار الأشرارِ.
    • كتبوا بمهجتهم وغنوا بالفرائص والقلوب لأجلكم والضوءِ .. ومضى امتدادهم الموحد للحضارة موئلاً , ولحلمكم سفراً كبيراً.
    • واليوم قد ركنوا النتاج إلى وعودكم الكئيبة .. والهوى.. هل تعدلون ؟!
    • وكيف وإن ضاحكتهم أماني الجنون ونجّتْ دواليبهم بالنصب، ومادت سجيتهم بديناميكية أخرى وفوضى مستحبةْ، فهم – لا شك – أروع من كل خيبتكم، وأرشدكم إلى الصبح حلماً.. و وداداً !!
    • أما بعدُ : فما ابيضت أعينهم إلا للحب وللفكرة , ولأن علوج الفتنة تحرق كل نجوم حضارتنا .. والحلم الأخضر يتبددْ .
    ------------------------------------
    [/frame]
    [/frame]

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 4
    المواضيع : 0
    الردود : 4
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

      افتراضي

      دجلة
      خاطرة

      دجلة
      تجري ..
      ببراءة طفلة جذلى بخطواتها الاولى ، بجموح مهرة تلهث خلفها الايام ، بحكمة شيخ تجري مثقلة بالاوزار واشلاء الغرقى .
      تجري ..
      عندما تصفو تجري على رؤوس اصابعها مخافة توقظ النخيل ، وعندما تغضب في مواسم الطوفان لا تأبه أن تقتلع النخيل من جذوره .
      كان اسمها دجلة ..
      تستدعي الربيع ، فيجيء حاملا ادوات العمل .. علبة الالوان والنسغ الصاعد والفراشات والعنادل .. ينسج ثوبا من العشب للعراق ويطرزه بالازهار .. صنعته مخفية دائما فانت ترى عشبا تشفق ان تطأه وترى نخلا عاليا تخشى ان تتسلقه دون ان ترى ما يحدث تحت التراب ..
      وتطرد الربيع ، فتهاجر العنادل وتذوي الازهار وتحول الالوان ويبحث الاريج عن مخبأ له في الذاكرة .
      كان اسمها دجلة..
      وكان ابناء العراق ابناءها .. دماؤهم تتلمذ على امواجها غضبا وهدوء وقلوبهم ينقلونها في الهوى كما تنقل امواجها .. وكما ترحل في كل صوب ، كما تنحدر وتعلو ، تركد وتعدو .. تمر بقرى ومدن وعراء ثم تعود الى مصبها .. كانوا يفعلون كل شيء ثم يعودون الى عراقيتهم .
      حيث خطت تركت شيئا يدل عليها . ولو طلبنا من كل زهرة عراقية ان تبرز هويتها الشخصية لوجدنا دجلة يرد في اسمها الثلاثي .
      كان اسمها دجلة
      وكانت تلد نوعين من اللؤلؤ .. اللؤلؤ الذي نراه على جيد الحسان وفي معاصمهن .. واللؤلؤ الذي نسمعه ( الخرير ) .. خريرها لؤلؤ مسموع يفصح عن اعماقها الرقيقة والقاسية ، العميقة في رقتها والعميقة في قسوتها .
      كان اسمها دجلة
      كم اعترضوها كم وضعوا السدود امام اقدامها كم حاكموها على سفن غارقة ..
      مرة قال لها المحقق : اقسم اذا لم تبوحي باسرار الملوك القدماء من سومر واكد وبابل ساجعلك تحسدين الصحراء على شوكها وذئابها .. وذهب المحقق وبقيت دجلة لا باحت باسرارها ولا اصبحت صحراء .
      كان اسمها دجلة .. وكانت تعقر ناقة الشفق فيا عجبا من كورها . يخف العشاق الساغبون اليه ويصيبون منه فيزدادون سغبا . كانت للعطشى والغرثى والزراع والصيادين والعشاق الذين تشبه تنهداتهم خريرها ..
      اه دجلة كم تشبهين الامة كم تشبه قضاياك قضاياها
      اه دجلة متى يذهب الزبد جفاء؟
      متى موعد الربيع القادم ؟

    • #6
      الصورة الرمزية نورية العبيدي قلم نشيط
      تاريخ التسجيل : Nov 2005
      الدولة : العراق
      المشاركات : 653
      المواضيع : 32
      الردود : 653
      المعدل اليومي : 0.10

      افتراضي وطنُ المُتْعَبينَ... وطني !

      نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


      وطني، يا وطن المُتَعبين؛

      خُذ دَميِ والْقهِ حِراباً في عُيونِ السُراّق، حينَ تموتُ الدمعةُ في الأحداق، حين تُنادي امرأةٌ عربيّة (وامعتصماهُ) أين العراق؟!

      لِمَ يبْخلوا عليكَ بالدماءِِ، والدمُ هنا في كُلِّ حالٍ مُراق! لا نَفْعَ لفكرِ مُفَكّرٍ، والأحزانُ على الوطنِ المُهانِ أصابَتنا بالإرهاق. تُسكَّنُ الآلامُ بمُهَدِّئاتٍ بَطُلَ مفعولُها، والوَجعُ محفورُ هناكَ، في أعمقِ الأعماق ! ... فنحنُ بمَرْكَبٍ لا نَعرفُ أيْنَ مِقْوَدهُ، ولا نعرفُ، بأيٍّ اتجاهٍ بنا يُساق!!!

      يا أيها الذين آمَنوا: إلى متى يبقى الصمتُ ممثّلُكُم، والجفاءُ بينكم؟ وهما هدفاهُم، وغذاءُ مؤامرتِهِم، وسرُّ بقائهِمِ، فلِمَ لا تقتلوهُم بالاتّفاق ؟!
      يا أيها الذين آمنوا بالله: لا تُصَفِّقوا لِمَنْ تآمرَ عليكُمْ، وأنْتُمْ تعرفوهُ، فمِنْ سرِّ أسرارِ اعتلالِ هذا الوطنِ، ذاكَ النّفاق. فليسَ مَنْ يقتُلُ بالظُّلمةِ إلا ظالماً، وليس كلّ مَنْ وَصَلَ النجومَ عملاق!

      آهِ لو تُشرى المبادئَ، لجَمَعْناها، لمن نقْصُهُ في المبادِئِ والأخلاق... فمَنْ يبيعُ وطناً، وبلا خَجَلٍ، ولا نَدمٍ: لا شَكَّ أَنَّهُ عديمُ الشّرَفِ عاق. دامسٌ جوفُهُ، صغيرٌ قلْبُهُ، وَإِنْ بَدا لِلْمَلأِ لامعٌ براّق.

      اشهد أيها التاريخُ واكتُبْ: تَعِبَ الوطن، وتعْبُهُ تجاوزَ المُطاق. دمْعُهُ جَف، فحجمُ ما ذرَف، قد يكون بحجمِ ماءِ البحْرِ أو ربما فاق ! فكلُّ وطنٍ يتطلّعُ إلى المعالي، والوطنُ العالي نحوَ الهاويةِ يُساق. فهو كبيرٌ، وهو عزيزٌ، وحفنةٌ من الأقزامِ تمسكُ العملاق!

      بعونٍ من الله، لن يُفرِّقوا ولنْ يسودوا، ولن ينجحَ كيدُهم في الشّقاق. أماّ وقد ظلموا، وعاثوا في الأرضِ فسادا، فسيردُّ الشعبُ لهم وبالَ ظُلمهِم، وسيكون مصيرُ الأحبّة التلاق. عِشْ أيها الوطن في عيونِ المحن، من أجل أن يعود المشتاقُ للمشتاق.

      ربنّا هب لهذا الوطن من لدُنكَ رحمةً، إنَّك أنتَ الوهاب، وامنحهُ عِزّا، فلأنك عزيزٌ، لم تجرّب الذلَّ كمْ هو مر المذاق!!!
      !!!
      عيني على وطني
      د. نورية العبيدي

    • #7
      قلم نشيط
      تاريخ التسجيل : Sep 2004
      الدولة : أرض السرد
      المشاركات : 508
      المواضيع : 62
      الردود : 508
      المعدل اليومي : 0.07

      افتراضي خاطرة في المسابقة : من سيرة الأزرق .



      خاطرة


      من سيرة الأزرق !


      الأزرق من أحب الألوان إلى نفسي ..
      هو البحر ..
      وهو الأفق ..
      هو الاتساع المورق بالبهجة في شجرة الحياة ..
      تغربت مرتين فعرفت الأزرق أكثر :
      واحدة لمدة سنتين داخل الوطن في ثكنات الجيش حيث الأوامر العسكرية الصارمة ، والنوم في ملاجيء الأفراد ودشم الذخيرة في تبة الشجرة بسيناء . كانت مساحة الأزرق هي ملاذي كي أشعر بالحرية حالما تمرق الطيور في الفضاء فينشرح الصدر ابتهاجا .
      ومرة ثانية فترة إعارتي بالسعودية لمدة أربع سنوات ، فكنت أشوط أحجار الطريق ، وأخاصم الأشجار ، وأتعجب أن مياه الخليج هادئة الموج لا صخب فيها ولا أمواج عاتية ، لكنني حين أدقق النظر في الأزرق الفسيح لأخبره أنني عائد أجده يجيبني بلغته التي أعرفها تماما فتسكن نفسي .
      في الأزرق اتساع ، ورحابة ، وفيه امتداد سرمدي بهي ، وانعتاق .
      ريشة فنية تستوعب كل الألوان الأخرى .
      الأزرق في بداية تعلمنا الكتابة كان لون الحبر ، وكثيرا ما كنا ونحن صبية نتسلق أشجارا عتيقة لنحضر الثمار البيضاوية السوداء القاتمة الخشنة كي ندبغها ، نحمصها ، ونأتي منها بالمداد . هل أفلح واحد منا في أن يأتي لنا بالحبر أم أننا كنت نمارس السحر المدهش القديم ، وسيمياء اللون دون علم وكهانة ؟
      في مقبرة فرعونية قديمة ببطن الوادي ببني حسن حدقت في أسراب الأوز الملكية ، وكان بها بهاء السلطان ، وهي تسبح في لجة الأزرق الذي مضى على وشمه خمس آلاف سنة .
      منذ شهرين كنت أستند إلى كتف الروائي الصديق محمد عبد الله الهادي ونحن نسير على حطام المعبد الأسطوري في " صان الحجر " ، فلمحت الأزرق شاحبا ، وثمة عشب بري يحوطه في تآمر متكتم حتى كاد أن يخفيه تماما . حين رفعت رأسي كان الإله " بست " ينظر إلى عينيّ مليا ليختبر يقظتي ، فارتعش القلم في يدي ، وكففت عن التدوين فيما المرشد السياحي يحصر لنا الأزمنة ويصرها في منديل التاريخ.
      للحب طرق سالكة عبر الأزرق ، لا يمكن أن يتصور الكاتب محباً لا يأخذ حبيبته ليجلسا يوما في مواجهة البحر لينطق الأزرق بما لم يستطع أن يبوح به المحب من أسرار حملها القلب ، وانعقد اللسان عن قولها حين أراد أن يبوح.
      الأزرق يأخذ درجاته حسب طقوس المدن : الأسكندرية ، بورسعيد ، العريش ، مرسى مطروح ، الغردقة ، دمياط ، أسوان .
      الأسكندرية لوحة مبرقشة بالأزرق في فستان البنت الأمورة التي تفردت بثوب له نقط بالأبيض الشاهق على مساحة سماوية تتلطف مع وجنتين متوردتين لتلك الفتاة التي استدعاها " محمود سعيد " على عجل وهو يثبت الملامح بطرطشات اللون على " باليتة " لها حافة مستديرة تمسكها يد الفنان ذي الشعر المجعد .
      ليست الصخور التي تتكسر عليها الأمواج في الشاطبي سوى سبب خفي لأن تمتد اليد كي تلامس الكتف البعيد لهذا الولد الصامت إلا من أغنية يردد مقطعها الأول .فإذا بأسراب السمان المهاجرة تندفع من الشمال مجهدة متعبة صوب المصير المحتوم .
      بورسعيد وفنارها القديم يلف في الليل فيمسح نوره عتمة المكان ، ويحط طائر النورس على دفة مركب في القبوطي ، حينما تخرج بنت محلولة الشعر لتغني ل"أم الخلول " اللذيذة والجندوفلي .
      البور سعيدية أو " البلاطوة " مغامرون ، لديهم واقعية سحرية في الحكي ، وحكايتهم مع الأزرق أقل عمقا بحكم سنوات الهجرة ، ودماء الشهداء ، وروح التمرد .
      هم بسطاء واضحون ، متمردون على أي سلطة لذلك من عندهم يبدأ الشغب ، وتنطلق المظاهرات ، وتنفلت الأعصاب . أزرقهم حي خجول سواء كان في العرب أو الفرنج . ربما كانت المدينة الوحيدة التي تعرف عناوين بيوتها بشارعين لا شارع واحد . وهم محللون سياسيون وخبراء كرة قدم من الطراز الأول .
      في العريش منظر باهر لم أره في حياتي غير في هذا المكان ؛ فعند شاطئها يمتد النخيل حتى يلامس أقدام الماء في تعانق فريد .
      العرايشية فنانون بالفطرة ، وطنيون ، ولديهم لمسة بداوة واضحة ، وأزرقهم فيه قدر من الغموض ، ربما لأن الرمال المواجهة في الجنوب تحاصره في قسوة مفرطة . جاء الأزرق من الشمال ولم تستطع الكثبان الصفراء أن تسيطر عليه فأعلنت الخصام معه .
      لم يجد الأزرق مناصا من أن يستتر بوحدته ، ويعتز بعزلته فاصطفى لنفسه مكانا ، وأطل على المشهد الجنوبي في تأمل الزهاد .
      ذهبت إلى مرسى مطروح مرات قليلة ، و لم يكن الماء العذب قد دخلها بعد، إذ كانت قوافل الفناطيس تأتي من مدن بعيدة فتملأ الخزانات وتنصرف .
      مدينة هادئة تطيح بك إلى أجواء الأربعينات ، وأنت إذا شمرت ساقيك وذهبت فعلا إلى " حمام فرعون " فلن ترحمك الأمواج ، وستأخذك في طريقها . إذن تحاشى الصخور المكسوة بأخضر " شعر الجارية " ، والق نظرة على شاطيء " عجيبة " حيث تدرجات لونية متعددة للأزرق ستصيبك حتما بالذهول لجمالها الفاتن .
      على الصخرة الشهيرة ستلمح " ليلى مراد " وهي تغني بلوعة من فارقها الحبيب. غناء يصعد إلى الفضاء الفسيح فيغسل هموم القلب من مآزق الدنيا ومتاعبها .
      هنا أزرق العشق وافتضاحات الهوى لمن لعب به الثغر المتبسم والعين التي في طرفها حول .
      ذهبت للغردقة وعشت بها ثلاثة أسابيع متصلة وكان البحر هو الصديق الدائم الفياض بعذوبته الرقيقة المستحبة . بحر وحشي في اندفاعاته ، في مده وجزره .
      في كل صباح كانت فتيات " منظمة الشباب " يقابلننا صدفة ، ونحن نجمع الأصداف ، وهن يفعلن ذلك . نفس التوقيت المثير حين يتفتح الكون بنور صاف ، فيما العيون تتلاقى في حيرة كونية مثيرة ، والقلب الغر يخفق .
      هو البحر يمضي ضاحكا من طفولة المشهد ، و لزرقته براءة لم أرها في مكان آخر قط .
      المالح هو البحر ، وإجازة الجمعة تأتي مع ركوب " اللنش " ، ودفع قرشين لا أكثر ، حيث تمخر المعدية النيل متجهة شمالا ، وعند " الجربي " نهبط لنتجه في سرعة مذهلة نحو البحر .
      رائحة اليود تنعشنا ، واسمع الوشيش من مئات الأمتار .. وشيش كوني سرمدي " وش ش ش.. وش ش ش " ، وحين تلتقي عيناي به يفرد لي ذراعين رقيقين فأندفع في معانقة الأزرق ، يعلمني صديقي " عبد الحليم " كيف أسبح على ظهري ، وكيف أغطس تحت الأمواج لأطول فترة ممكنة ، فإن ابتلعت الماء المالح ضحك الآخرون ، وصاحوا : " كازوزة .. أشرب ببلاش " .
      لهو الطفولة البريء ، وأطفال سمرصغار يأتون من " عزبة البرج " ليبيعوا للمصطافين الترمس ، والفول المملح ، وأم الخلول .
      أزرق رأس البر هو تاريخ الطفولة ، وطفولة التاريخ ، كما أنه لون ممعن في الشقاء الإنساني ، وبكاء لم ينقطع لغرقى فاتوا آباء مكلومين .
      أزرق النهر بمحدوديته تجده في أسوان ، لكنه الأزرق الصعيدي الخام على مقربة من الصخور الجرانيتية العملاقة . أزرق له احمرار الطمي ، وسمرة الناس ، وحرارة الجو المعتق بسحر الماضي .
      على مقربة من أزرق أسوان حيث المراكب الشراعية العملاقة رأيت صديقي النوبي ابراهيم فهمي لأول مرة . كان يكتب نصه القصصي لكأنه يغني موالا نوبيا رائقا لا ينقطع مدده ، ثم يصعد لينام على " العنجريد " .
      اللون الأبيض يظهر فتنة الأزرق فكأن عروسا تدخل في زمرة البنات لتجلو محاسنها .
      " كتشنمة " كانت قرية ابراهيم فهمي ، وهو في عنفوان شبابه ، وقد راح يطارد النص المستحيل حتى مات مصدورا في فندق رخيص بليل القاهرة .
      حين وصلني الخبر بكيته ،وكتبت نصا للفقد ، واستودعته صفحات طواها الزمن على عتبات الراحلين حين يأتي المساء الشجي الحزين ، فيحتاجون إلى غفوة ، بعدها يقومون ! .
      هنا أزرق دافيء كقلوب الناس هنا . لا يوجد ناس في الكون أطيب وأرق من أهل أسوان إلا السودانيين ما لم تدركهم السياسة ، فاسوداد بشرتهم ـ أي السودانيين ـ أبانت بياض القلب بصورة يصعب وصفها . مع أهل اسوان تشعر بالونسة والفيض الانساني النبيل بلا أي مقابل .
      في جزيرة النباتات جلست يوما مع الصحبة ، فرأيت بديع صنع الله ، ورق قلبي للجمال ، وصعب علي أن أرقص مثل الجميع فوقفت خارج الدائرة أصفق منقوص الإيقاع .
      وعند قبر عباس محمود العقاد تناثرت أحجار الجرانيت ، وانحنينا نضع باقات الزهر ، ونقرأ الفاتحة على روحه . كانت جمل من " عبقرية عمر " تتهادى في أنحاء المكان كأنها فراشات ملونة مرقطة الجناحين ، وأنا استعيد أيام دراستها في المقاعد الخشبية بمعهد إعداد المعلمين ، ومعلمنا " طاهر الخطيب " بقلبه الذي بلون " البفتة " يشرح لنا غوامض الكلم ، ونحن نستزيده .
      لكنهم قبروا دور المعلمين ، واستسلموا لدعوات التحديث الشكلية فحقت عليهم اللعنة إلى يوم الدين . لكنني هنا في أسوان بأزرقها الباذخ الطيب الدافي ، وصوت " حجاج الباي " يعلو في مقهى شعبي وهو يلقي قصيدته الجديدة ، ويطلب أكواب " الخروب الساقع " . رحل حجاج فانتقص واحد من صف الشعراء المنشدين الكبار .
      إنه الأزرق ، وسيرته العطرة تملأ كتبا ، وتستحق مجلدات ، ما هي إلا رؤوس أقلام ، لهذا الرونق البهي الذي هو سامق ، وحر ، ورصين .
      هو المحب ، الفاتن ، المفتون بالناس ومع الناس ، سواء في زخم البحر أو فيض النهر ، وإني واحد من محبيه الأوفياء . وسأظل وفيا للأزرق حتى آخر لحظات العمر !

    • #8
      قلم منتسب
      تاريخ التسجيل : May 2006
      الدولة : فلسطين
      العمر : 50
      المشاركات : 31
      المواضيع : 7
      الردود : 31
      المعدل اليومي : 0.00

      افتراضي نشرت المشاركة خطأ

      ارجو حذف مشاركتي هذه

    • #9
      عضو غير مفعل
      تاريخ التسجيل : Mar 2006
      الدولة : المغرب
      العمر : 42
      المشاركات : 47
      المواضيع : 6
      الردود : 47
      المعدل اليومي : 0.01

      افتراضي

      كنت نشرت الخاطرة التي شاركت بها في المسابقة ولم اجدها لا ادري هل حذفت ام ماذا عموما اعيد نشرها وهي ذي:



      و كان لقلبي ذقن اسمها شادمان

      إلى شادمان ، صديقة أحببتها من وراء اسم.. وإلى زوجها و صديقي يوسف أبي الفوز . .يشكركما حزني و يطلب مغفرة فرحكما!


      لأن بيني و بين الماء سمكة ، كنت بحاجة لعطلة وجوديّة.اخترت أن أبدأ هذه العطلة التي أخذتها أمس بهذه الحدوتة الطينيّة المبللة بدم متختّر.ستسألونني طبعا من أين لك بالدم المتختّر هذا؟!سأطلب منكم أن تسمعوا حدوتتي القصيرة جدا.و لكم الخيار .إمّا أن تأخذوا عنها دمها المتختّر، و إما أن تزيدوه بدمائكم تختّرا.حسنا، أمسكوا قلوبكم بأيديكم و احرصوا أن لا تكون أظافركم حادة..قلّموها أوّلا.
      أصدقائي ، كلاّ ..لن أقول أصدقائي فالكلمة هذه موضة/ دقة قديمة.بل ماركة غير مسجلة بالسوق.أها!!سأناديكم كما لو أننا في سوق " أيها الناس ..لا ، لست أمل دنقل و لن أناديكم قائلة " ايها الناس كونوا أناسا كما فعل هو".ما يهمني أن تكونوا أناسا فكل شيء في زمننا قابل للاستنساخ.

      حدوتتي الصغيرة لن تكون عن العقاد الذي مات مؤخرا لأنه ببساطة مات و تركنا نتفنن في طريقة بكاءه..دماءه سرت داخل عروق الأرض و دماءنا داخل جسدنا تتلون لتسري.


      حدوتتي الصغيرة لن تكون عن فيروز و سبعينيتها.عيد فيروز كان عيدا حزينا حتى لو أنكر الكل....بيد أن فيروز لا زلت ترفع السماء عنّي فلا تسقط إلا دمعتي منها!

      حدوتتي الصغيرة لن تكون عن مساء وردٍ و نار.فأياديهم كلما لمست الورد تركت به شوكا ..و النار ذاتها باتت تستجير منها بالرماد!


      حدوتتي الصغيرة لن تكون عن الكوالا الذي أعشقه و يذكرني بي.كنت أقول أنني سأتبني صغير الكوالا طفلا أسكن إليه كلما اشتقت أن تخدشني الرقة.ما فارقني غير إحساسي برقة الكوالاَ!

      حدوتتي الصغيرة لن تكون عن جودي أبوت و الكابتن ماجد و سالي و النساء الصغيرات وزورو.ما كانوا هم يوما رسوما متحركة بالنسبة لي. اليوم اصبحوا متفرجين حين بتنا نحن كما الرسوم غير المتحركة!


      حدوتتي لن تكون عن القطة الصغيرة التي اسمها نميرة فالقطط لن تكون قريبا إلا جدات النمور!

      حدوتتي قصيرة و تخصّني...مكررة و غبية..إيه..
      هيّا اسمعوني،


      كنت يومها أستعد للاحتفال بعيد ميلادي الاختياري. فعلا ، أنا لي عيدان . أحدهما أختاره أنا متى شئت و قد يكون مرتين في اليوم..و الثاني هو عيد مولدي الحقيقي.في عيد ميلادي الاختياري كانت هناك حفلة تنتظرني .حفلة من ترتيب العبث و ضيوفها أشكال ورقية مرسومة ملونة بصباغة ألوان .ما كنت استعددت للحفلة فهي حفلة يزيلون فيها أقنعتهم الوردية و أنا و تصورا معي هذه الكارثة ، ماكان لي قناع. لذا ظللت أتصبب خجلا و شعرتني الأكثر وضاعة بل قتلني حينها إحساسي بالوحدة و الغربة بينهم. كانت وجوههم الورقية قد فقدت لونها إذ أن المطر الذي بللها ما ترك لها لونا و ظهرت الوجوه شاحبة جدا و كريهة.و أنا ظللت سلهمة يلوّن المطر وجهي .ماكنت أعرف أنّ للحزن شفرة حلاقة حادة إلاّ حين مضى يكمل لي حلاقة ذقن قلبي بها.أي نعم، قد نما لقلبي ذقن كنتُ تركتها تطول بعض الشيء. ذقن قلبي لم تكن شائكة أبدا ، بل كانت بملمس ناعم كخدود قطط الجنة. كانت ذقني تلاطف القلب حتى أنّني تركتها تسمي نفسها ب " شادمان".قلت : و لم لا . ليكن ولو شيء واحد منّي غير عربي .و" شادمان" اسم كردي يعني "فرح".
      نسيت أن لحزني العربي ، لحزني الإنساني ربما شفرة حلاقة لا تميّز فرحا كرديّا أو أجنبيّا!
      منذ أيام و عينا قلبي متورمتان. ليس بسبب شفرة حلاقة المِستر حزن فهي للأمانة لم تمسسهما،عينا قلبي متورمتان فهما ليستا تبصران شيئا لأن الذبذبات التي أرسلها الآخرون لفّتهما بالضباب فتاهتا.

      عطلتي الوجودية بدأت أول أمس..لست ادري متى تنتهي ؟!


      عن إذنكم ، السمكة التي بيني و بين الماء تبحث عن زعانفها التي سرقتها لأكتب بها.

    • #10
      قاص
      تاريخ التسجيل : Feb 2006
      المشاركات : 598
      المواضيع : 65
      الردود : 598
      المعدل اليومي : 0.09

      افتراضي

      خطرات قصيرة جدا
      بقلم / مجدي محمود جعفر

      1- سـعاد حسـنى

      أقسم الولد قائلاً : أن سعاد حسنى عندما تظهر على الشاشة - تلهيني عن المذاكرة وتشغلني عن كل شئ في الدنيا، تأسرني بعينيها الجميلتين ، وتجذبني بخفتها ورقتها ، تنثر زخات ضوءٍ تبدد مساحة العتمة ، وأظل أدور في مساحة جسمها الضئيل وملامحها الدقيقة ، غطت صورها حوائط غرفتي ، وأغلفة كتبي وكراريسي المدرسية ، وملأت فراغ قلبى، وشغلت تفكيري ، تتسلل إلى غرفتي في الليل تداعب أصابع البيانو ، تغمز لي بعينيها الجميلتين، تعزف وترقص وتغنى وتتشابك أيادينا وتتعانق عيوننا ، وتمضى بدلالٍ وغنج ، وفى الصباح أستيقظ وألعن نساء قريتنا البدينات وبناتها المسترجلات !!

      2- دون كيشـوت

      أقسم الولد قائلاً: أن المسافة بين الكلمة والفعل تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم ،وأن الجملة الاسمية في اللغة العربية تأنقت ، وتألقت ، وتعطرت ، وتعملقت ، ولم نعرف من الأفعال غير أفعال الماضي وأفعال الأمر وقال :
      - امتشقت سيفي ، وامتطيت صهوة جوادي ، وأقسمت لأضيقن المسافة وأمزقن الجملة الإسمية، وأبعث الحياة في الجملة الفعلية ، وأجعل الغلبة للفعل المضارع وأفعال الغد !!
      - أغمدت سيفي في كتب التاريخ .. وفى دفاتر الشعراء .. في .. وفى .. وفى ،أحسست بأني" دون كيشوت " أبله ، أحارب طواحين الهواء، وارتد سيفي إلى نحري ، ووجدتني وحيداً منزوياً في زنزانة رطبة .

      ( 3 ) الخروج من الدائرة المغلقة

      لما بشروا أبى بأنثى للمرة السادسة ، اسود وجهه ولم يوقد في بيتنا نار ولم أر الابتسامة تملأ وجهه إلا بعد أن وضعت أمي البطن السابع .... نحروا خرافاً وتيوساً ولم ينطفئ لنا موقد ....
      في البيت وفى الكُتَّاب وفى السنوات القليلة التي أمضيتها في المدرسة لم أعرف غير أفعال الأمر وأكُفّاً غليظة محفورة على الخد .... فتملكني الخوف وسكنتني الطاعة .

      ( 4 ) عنــا ق

      كانت لحظة اكتشاف مفاجئ ، رغم وقوع التجربة أمامي مرات ومرات .. وكأني أشاهدها لأول مرة .. ولا أدرى لماذا رحت أربط بين ما يقع أمام عينيّ وبين وقائع حياتي .. ولا أذيع سر إذا قلت أن الكتكوت كان أكثر جرأة وشجاعة .فلم يستسلم للقدر الذى دفنه في هذه الدائرة المغلقة .. نقراته في جدار البيضة تتصاعد شيئاً فشيئاً ، أحدث في جدار البيضة ثقباً
      وثقبين ، تسلل إليه قليل من الضوء ، انتشى وهو يطل برأسه من النافذة التي أحدثها في جدار البيضة .. تصاعدت صرخاته ونقراته ، راح ينقر بعنف وشراسة ، امتلأ الجدار بالثقوب ، اهترأ ، وتهلهل ، وقفز فرحاناً منتشياً .
      ( 5 ) شموس
      صغاراً كنا .. حين مددْنا أكفنا للشمسِ، عُراةً قفزنا في النهر، لنمسك بقرصها المستدير اللامع .. بعيدة تلك الأيام بُعد الشمس عن الأرض .. كأسماك خرجنا من النهر، وأقراص الشموس على أكفنا الصغيرة .. نجري وقطرات ضوء تتساقط من أجسادنا، وكل أحكم قبضته على شمسه، وخبّأها في مكان أمين ليُخرجها في الليل.
      في الليل تشاجرنا وتعاركنا

      «من سرق الشموس يا أولاد الأفاعي؟»

      أوسعتها لكماً، وركلاً ولم تفر .. باكيةً كانت تعدو، وأعدو خلفها، عثر قدمها بحجر فسقطت، وسقطتُ فوقها، ويدي على عنقها، اتسعت حدقتا عينيها عن آخرهما.

      «هاتي الشموس يا بنت الحرامية».

      وكادت تموت بين يدي، لولا أن رأيت القمر في عينيْها، سقط في عينيْها حين عثرت .. استحم القمر في دموعها، وبدا في عينيْها أكثر إشراقاً، وتألقاً، وصفاءً!

      اختلج قلبي الصغير في صدري، ومددتُ يديَّ إلى خدها أمسح قطرت الدمع التي تساقطت من سماء عينيْها الجميلتيْن.

      في الصباح .. فرحاً آخذ سنتي التي نزعتها أمي من فمي، ومضيْتُ إلى الشمسٍ أُناديها:

      «يا شمس يا شموسة، خذي سنة الحمار، وهاتي سنة العروسة».

      وكأن الأرض انشقّت عنها وخرجت فجأة، أو كأنها سقطت من قرص الشمس السّاقط لتوه من رحم الفجر.

      رفّت ابتسامة خجلى على شفتيَّ، وافتر ثغرها عن ضحكة حلوة، وما أن تجمّع الأولاد، حتى رحنا نتصيّد شموساً من النهر.

    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    المواضيع المتشابهه

    1. عباءة الحب .. القصيدة التي شاركت بها في مسابقة #كتارا
      بواسطة مصطفى الغلبان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
      مشاركات: 10
      آخر مشاركة: 24-05-2017, 01:15 AM
    2. الخاطرة الفائزة بمسابقة رابطة الواحة الأدبية الأولى
      بواسطة إدارة الرابطة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
      مشاركات: 18
      آخر مشاركة: 22-03-2013, 01:02 PM
    3. الإعلان عن مسابقة الواحة الأدبية الأولى
      بواسطة د. سلطان الحريري في المنتدى مهْرَجَانُ رَابِطَةِ الوَاحَةِ الأَدَبِي الأَوَّلِ 2006
      مشاركات: 87
      آخر مشاركة: 16-10-2010, 08:59 PM
    4. نصوص القصة القصيرة التي شاركت في مسابقة الواحة الأولى
      بواسطة إدارة الرابطة في المنتدى مهْرَجَانُ رَابِطَةِ الوَاحَةِ الأَدَبِي الأَوَّلِ 2006
      مشاركات: 35
      آخر مشاركة: 21-05-2006, 11:42 AM
    5. النصوص الشعرية التي شاركت في مسابقة الواحة الأولى
      بواسطة إدارة الرابطة في المنتدى مهْرَجَانُ رَابِطَةِ الوَاحَةِ الأَدَبِي الأَوَّلِ 2006
      مشاركات: 44
      آخر مشاركة: 20-05-2006, 07:50 PM