أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: خربشة

  1. #1
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي خربشة

    أيتها النخلة
    كيف تجدين هذه النخلة ؟؟
    إنها ظليلة وارفة ، تتحرك الفراشات في طولها وعرضها صباحا فلا تمل الحراك ،
    عجيب أمرهذه الفراشة ، وهي تسري كقطرات ماء تتسلل إلى عمق التراب ، تخترق أليافها في عنف مختزل يرى الجنون دليلا ورسولا .
    أيتها الفراشة ، حين أراك تحلقين في ضباب الوجود ، أتذكر أنك تسامقين عنفوان هذه النخلة التي تستتبع مني نظراتي نحوها ، فلا أرى لي سبيلا ، إلا أشواقا هائمة ثكلى تنسيني وهج روحي بصخبها الفتان .
    عزاء
    عزاء لك ايتها الروح المحترقة بين أصداف الفكر ، عزاء لك أيها الإسم المخلد في أعماق روحي ، عزاء لكل من يرى من معادلات الوجود أن أصل البحر قطرة متأرجحة بين الشهود والغياب ، قطرة تلاشت بين أطياف الروح ، وتناثرت بين أحراج الحياة ، فتماثلت في كمالها بين أطباق الأمواج ، تكاملت جوهرة ، أو لؤلؤة ، تسبح ببهاء الطبيعة ، وتنتزع منا عيونا حرى ترن إلى كل جميل .
    عيون بمقدار الألوان ، تستوعب الكمال في شعور واحد ، شعور بالفراغ والضياع .
    إنتقال
    بين هذا الحي وذاك ، تضيع الخطى ، والنظرات ، والأحلام ، والأفكار ، بين هذين الحدين ، أجد من روحي وسواسا يعن لي دائما حين اخبرها بقرب المسير ، أقطع هبات الأثير ، بزفرات روحي ، وأنا أتصبب عرقا ، يندى به روحي صباغة تكتب الوجود لونا واحدا يشير الى حقيقة واحدة سريالية ، تتعالى على أعضاء الكوكبة ، لتستميل الأرواح إلى ساعة الوهم والخداع .
    وحين أتسلق هذا الفنن ، أقطع لروحي مساحة من الزمن ، أرنو فيها إلى إزاحة العناء، فأرتاح سويعة أصادف بعدها مللا ، يدفعني الى بداية الرحيل ، وتستمر الأشواط أقطعها مشيا متدحرجا ، ويبقى الضوء سيدا يسوقني في انجذاب ، ألاحظ فيه قبسا من نور ينتحر بين أيد أثيمة لا ترى إلا الظلام بين عينها .
    فالحقيقة سديم لا يعيشها الكاتب إلا تولها بالوصول إليها .!!!
    خلاص
    أفكر في طريقي ، وأنا أنتظر اليوم القابل بعين فاترة ، أقول في حديثي لنفسي ، غدا ستحرر الحقيقة من يد هذا الجبار ، غدا ستندى راحات نظيفة بامتدادات تسبح في أقف الوجود ، لتستلم هذا التاج المتعب لروحي ، سر أكابده ، لغز أعاني أزمته ، لقاح أضاف إلي روحا علوية تسمو بي على بشريتي ، هذه همة فولاذية تحتقر الوجود ، تركب رسوما على أكواخ العقول ، أعشاش هذه المسامير التي لا ترى لها هما إلا ثقب العجين
    ، مزابل هذه الجسوم التي لا تقتني إلا ما لعبت فيه يد الصانع بالتقبيح .
    وتنساب النظرة الفاحصة في شاعرية روحانية تستوثق عراها بطلاسم الوجود ، فتقول في عبرة صادقة ، هلامية هذه المثالية التي ترى الوجود فرحا بدون آلام ، وبهذا يبقى المسير متوثبا لمعرفة الحقيقة .
    دخول
    لما أمر من وراء الباب بفتحه ، لم يدر ما يختبئه هذا المسرح من وجوه ، دخل عنوة ليلفى ملمسا لينا ، يلمحها بنظرته فيخالها هباء من اللين ، قطعة من صبيب الطبيعة ، فلذة تنطلق منها أنوار تدل على صياغة الأزل ، لكنه حين التجأ إليها ولت هاربة ، فارة ، فإلى أين المهرب ؟؟
    تشنج يشعر به حين لم ير بدا من الركوب على متن المغامرة ليواصل السير الى برج الحماقة ، وعلى باب الحقيقة ، يصعد هذا البخار زعيقا ، جؤارا ، يطبق الكون صلاة على الذي أراق لوعة حرى على وجوه تبسمت فتولهت ثم احتارت فبكت .
    إنه بئيس يشعر بالظفر والإنتصار ، وحين انتصر انهزم ، فما تمنى ان ينتصر حتى لايرى الأضداد تتعانق بين يديه في دقات حزينة لأوتار القلب الخنوع .
    بهذه السيف المسمومة ، قطعت أوصاله ، على مدرجة التاريخ ، فلم يدر ، أهل سيتخلص من كابوسه ، وسيدخل الى هذا الميدان الفسيح ؟؟؟
    حركة
    بعد أن هذبته الطبيعة ، وأستقرت على حالته الأولى أحواله السنية ، أدرك أن الخلاص لا بد له من باب يوصل إليه ، لكنه أبى أن يدخل ، وحين سيدخل إلى هذه الدهاليز ، سيرى عيونا غريبة ، وأصواتا حزينة ، فهل سيسلم من إزعاجها في نومه ؟؟ أم ستراوده في يقظته وحدها ؟؟ فهل سينام ليرتاح من كابوس النهار بأحلام الليل ؟؟ أم سيبقى في حركة لئلا تختبط منه نظرات الإنس بمن شاكلهم من بني الجنس الآخر ؟؟

  2. #2
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب ابراهيم الوراق

    باقة من الخواطر الجميلة , كتبت بموهبة ادبية واضحة , فجاءت وكأنها ومضات حاذقة , اعجبت بافكارها , كما اعجبت بصورها , وهذه هي المرة الاولى , التي نلتقي بها معا , انت الاديب وانا القارىء , واتمنى ان اقرأ لك المزيد .

    اخوكم
    السمان


    شاركونا الفرح في المهرجان الادبي الاول للواحة


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

  4. #4

  5. #5
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    الصوفي .... ابراهيمنا


    جرس كبير... لا بد ان يصل صوته

    فهل تبقى لدينا آذان لتسمع؟

    أم على قلوب أقفالها؟

    \
    لدي بعض الاعتراض ... فهل تنصت لانيني ؟
    الإنسان : موقف

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    الوراق..
    صدقا..اخذتني كلماتك وغرستني حيث النخل..ووووووووو....

    نص ادبي اكثر من رائع..تجلت فيه مقدرتك الرائعة في توظيف الكلمة باحساس راقي جدا.

    دمت بخير ومحبة

    جوتيار

  7. #7
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأخ الفاضل / ابراهيم الوراق ..

    تحية .

    خربشات .. لقلم أبدع رسم المشاعر بكلمات اتخذت مكانها على السطور برقي ووقار .

    صور أرسلتها للعقل ذبذبا تنعش موته المؤقت ، ليستيقظ من سبات الفكر .

    أستميحك عذرا أخي الفاضل لتدخلي ، فقد قمت بتعديل الخط الذي تعسرت علي قراءته لعدم وضوحه بسبب الحجم ، وأتمنى ألا يزعجك تدخلي هذا .

    شكرا على سعة صدرك وحسن تعاونك .

    تحيتي و مودتي .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  8. #8
    أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : عمّان -- الأردن
    العمر : 38
    المشاركات : 1,119
    المواضيع : 37
    الردود : 1119
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    الوراق....

    خربشة... تجلت بها الحكم .. أخذتني الى مكان بعيد بعيد جدا حيث اللاوجود
    أخذتنا في قوقعة الجمال ... فدهشنا ، دخول وانتقال وعزاء... ما هذا البذخ..

    استوقفني حرفكَ هنا...

    أيتها النخلة
    كيف تجدين هذه النخلة ؟؟
    إنها ظليلة وارفة ، تتحرك الفراشات في طولها وعرضها صباحا فلا تمل الحراك ،
    عجيب أمرهذه الفراشة ، وهي تسري كقطرات ماء تتسلل إلى عمق التراب ، تخترق أليافها في عنف مختزل يرى الجنون دليلا ورسولا .
    أيتها الفراشة ، حين أراك تحلقين في ضباب الوجود ، أتذكر أنك تسامقين عنفوان هذه النخلة التي تستتبع مني نظراتي نحوها ، فلا أرى لي سبيلا ، إلا أشواقا هائمة ثكلى تنسيني وهج روحي بصخبها الفتان

    ليتنا كالفراشة.. نطير ببراءة عبر بوصلة الأمل ... حيث النقاء ... حيث السريرة..

    هنا قرأت الابداع...

    فلتسعد ايها البهي _ سيد البهاء_

    حمزة الهنديش
    حين َتُمطِرُ بِغزَارَةٍ ... تَجتَاحُنِيْ ... تِلك َ' القَشْعَريرَةُ ' شَوْقا ً إليك ِ!!

  9. #9
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    شاعرنا العظيم،
    تاريخ تارودانت بين فكي رماد سوس، وورود باحات المدينة العتيقة!!!! تاريخ مشنوق بين فصلين بطقسين مختلفين، فهل ستعيد الذكرى كما كانت؟؟ أم ننسى شعرك، ونبكي للثكلى، ونئن للضجر،؟؟
    إنها إطلالة منا إلى عالم كبير يمتد من هنا من قلبي، إلى هناك، حيث قلبك، إلى كل ذرات الكون على معاكستها لعقارب الزمن، لنقول لك ولها ولكل من يروم فضلا،
    إن المكارم لا تجنى من لقى الطرقات،
    إنها صمود،
    وموقف،
    وعزة،
    فلا يهولنك ما ترى من أزر يأتزر بها شملان ودندان، فالغد آت، والتاريخ لن ينسى من ضيع الدق ليوم النقر على دف الكرامة،
    دمت أخي،
    شاعرا،
    مفلقا،
    فضاضا،
    تفري أوداج الكلمات لتبني منها معاني ساميات تنهال بقرصها الحنون على قلوبنا كلسعات النحل في ربيع تارودانت.
    دمت .

  10. #10
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    خليل بطلعته البهية،
    كهلال شوال،
    يذكرني بأفراح العيد،
    ينسيني هم المنكوبين هناك،
    أنت تعرفنا جبناء،
    ونحن نعرفك شهما،
    فهلا جعلت أنيك سمعا مصغيا يصمد أمام أنيننا!!!
    خليل،
    إن تصوفي كان فرارا مني،
    فكنت كالحلزون في إحدى دوراته،
    بل عاشرت من تحتف بيديه،
    حتى خلت الشعاع ضوءا هاربا،
    أرقبه ساعات وساعات وأنا متوهل للقيا ذاك الطيف،
    ذاك الرماد،
    سديم من ألوان تخبو من وراء الحياة،
    زئبق يرص طريق من لا يستسلم إلا لريات العز والفخار.
    وهكذا الدائرة،
    وغدا سأسألك من أنا ومن أنت؟؟
    أهل سنكون بظلال تقبضنا من بين سواحي الدم القاني، أم سنكون مسيلا نسته الأقدار فصار يشكو!!!!!!!
    لي معك لقاء مفبرك،
    أتمنى أن أراك دائما في حالة جميلة.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. خربشة
    بواسطة سعيد أبو حجر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 12-03-2015, 11:26 AM
  2. خربشة أسفل الصك
    بواسطة ابو الشماطيط في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15-03-2006, 11:00 PM