|
هذا صباحٌ كُلُّهُ تغريدُ |
و كأنَّ ثوبَ الصَّادحاتِ جديدُ |
و كأنَّ وجهَ الأرضِ أشرقَ باسماً |
بعدَ الدموعِ ، و أدبرَ التنهيدُ |
مالي أرى الوديانَ زادَ بهاؤُها |
فالأَرزُ يشدو ، و الغصونُ تميدُ |
و الزهرُ في زِيٍّ قشيبٍ يزدهي |
و التَّلُّ زاهٍ و الغديرُ سعيدُ |
و تلألأت بيروتُ في أنوارها |
و تَطَوَّقت بالنرجساتِ الجيدُ |
هذا ، و قد كسرَ الجنوبُ إِسارَهُ |
مِن بعدِ ما غَلَّت يديهِ قيودُ |
ماذا اختلافُ اليومِ عن يومٍ مضى |
هل جاءِ بعد الإنتظارِ العيدُ ؟ |
فتكَلَّلَت بالفخرِ آسادُ الشَّرى |
و تَرَنَّمَت بالإنتصارِ الغِيدُ |
و تزيَّنت شمسُ الضحاءِ ، فأوشَكَت |
أن تأسِرَ الألبابَ و هْيَ بعيدُ |
يا لافتخاري و انبلاج مشاعري |
رحل العدوُّ الغاصِبُ العربيدُ |
مُتوَشِّحاً جُنح الظلامِ مُهلهَلاً |
و الخِزي في أدبارِهِ معقودُ |
" الله أكبرُ " زلزلت أركانَهُ |
" اللهُ أكبرُ " مِدفَعٌ و نشيدُ |
" اللهُ أكبرُ " ردَّدَت أصدائَها |
أرضُ العروبةِ و السَّما و البِيدُ |
" اللهُ أكبرُ " تستردُّ مكانَها |
في كُلِّ قلبٍ مؤمنٍ و تَسودُ |
شتَّانَ بين اليومِ و الأمسِ الذي |
قد كانَ ، إنَّ المُنقَضِي لَبَليدُ |
رحلَ اللئيمُ بخيلِهِ و بِرَجلِهِ |
شُلَّت خُطاهُ اليومَ فهوَ قعيدُ |
يبني حزاماً آمناً و مُكهرَباً |
مِن خَوفِهِ فوق الثرى ، و يشيدُ |
و الله إن شَيَّدتَ صرحاً مُحكماً |
و مُلَغَّماً ، بالحَقِّ سوفَ يبيدُ |
هذي بداياتُ الطريقِ إلى الذي |
أحرَقتَهُ يا أيها الرِّعديدُ |
لبنانُ جئتُ مهنِّئاً و مبارِكاً |
من مصرَ ، يحدوني إليكَ قصيدُ |
و مُبَشراً قدسَ العروبةِ أنهُ |
عمَّا قريبٍ يا " سليبُ " تعودُ |