|
تيهي على الأيَّـامِ و الحِقَـبِ |
صداحـةً يـا درَّةَ الـعـربِ |
دومـاً إلى العليـاءِ باسـمةً |
تتمـايليـنَ بثوبِكِ القَشِـبِ |
صوتٌ يُجـدِّدُ بالهـوى نغمـاً |
يُنسي الميتمَ غُصَّـةَ الكَـرَبِ |
أياتُ فـنٍّ لـم تـزلْ علمـاً |
في صفحة التّاريـخِ و الأدبِ |
و معابـدٌ للـحـبِّ فاتـحـةٌ |
أبوابهـا دومـاً لكـلِّ نَـبـي |
دنيـا مـن الأنغـامِ راقِصـةٌ |
و مفاتنٌ تدعو إلـى الرِّيـبِ |
أَهدى الزَّمـانُ إليـكِ عزَّتَـهُ |
و ترنَّحَ العاصي من الطَّـرَبِ |
حتّـى تلـوى بعـد قسْوتِـه |
و حنا إليـكِ بقلبـهِ الحَـدِب |
ناعورتي يـا روحَ خاطرتـي |
و سطورَ تاريخي و مهدَ أبـي |
تجلو الهمـومَ فـلا يعاودُنـي |
من ذِكرِها شبحٌ من الوصَـبِ |
أشْكـو إليهـا كـلَّ لاعجـةٍ |
فتبـوحُ أنّتُهـا بكـل خَبـي |
أبقى مـع الذكـرى أعانقُهـا |
فتزيلُ صُفرةَ لونـي الشَّحِـبِ |
للفـنِّ لـوحٌ عبـرَ دورتهـا |
و الشِّعرُ بعضُ نشيدها العَذِبِ |
بين الضلوع صدى مسامِعِهـا |
و بصوتِها الهادي رؤى العجبِ |
هـي ربّـةُ الإلهـامِ ساكنـةٌ |
في مهجة الشُّعراءِ و الكُتُـبِ |
تمشي مع النِّسيـان سابحـةً |
و يضيع في دورانِها عجبـي |
قعدَ الزَّمـان بحضنهـا فغفـا |
في سكرةٍ من صدرها الرَّحبِ |
خلعتْ سُتورَ عفافها و مضتْ |
تهفو إلى العاصي بلا سَبَـبِ |
إن جفَّ شِعري أنـتِ رافِـدُه |
أو جادَ منـكِ خواطِـرُ الأدبِ |