يا عمـري !
يلهـثُ صبري مُصابِـراً كيْ أبقـى حبيسـةَ حرفي . أبني بجوانحـه بيتـاً من صمْتٍ، أسافـرُ إلى أقصى غيمـةٍ صنعَـتْ منّي أشواقاً لا يتوقّفُ هطولُـها، وهي لا تعلـمُ أنّـها قدْ هطلَـتْ قبـلَ ذلكَ بعمْـرٍ لاينبضُ إلاَّ بـكَ وفيـكَ ولـكَ!
أجلسُ كزنبقـةٍ تهاوتْ على كرسي خوفِـها، تضيءُ سهرَهـا المرتعشَ ببسمـةٍ اغرورقَـتْ بعينيْـكَ، وهي تضمّخهمـا بحبّ زلال، تنقشُ على صفحاتهما العذبـة اسْمِـي، تاريـخَ أشواقي ومسقِطَ رأسِها!
هاهـو قلبي يغسلُ وجهَـهُ بصوتكَ المتهدّجِ نقـاءً، بصوتكَ وهو ينهـرُ جراحي التي أبتِ الارتحـال.. لكنْ ! كيْفَ أكفكـفُ عنْ حرفي مِلْحـاً تعَتّـقَ على خدّيّـه؟ كيفَ أعيشُ طفولـةَ النجماتِ .. وقدْ لمحـتُ أغنيتَـكَ القريبـة تؤثّـتُ لحـناً بقلبـكَ، تصنع له أوتـارَ حلـمٍ، تهدهدُ رجـاءً وسِـعَ الدنيا وما فيهـا، وتصنعُ قاربـاً مِنْ أمـلٍ مكسورٍ، مجدافُـه ذكرياتٌ تساقطـتْ تتْـرَى؟؟؟ مازلـتُ أراهـا، تملأ دفتـرَ قلبِـكَ بعتْبٍ خائـف، وأنـا أستنِـدُ إلى ظلّـي ، تغتالنـي أنفاسُهَـا؟؟!
يا عمري ! قلبي يُقسِـمُ لكَ عشْراً:
سيخفِـقُ شوقـي لكَ عمْراً بأكملـه، حتّى يتساقـطَ خطْوِي أوْ تلفظَ حياتـي أوراقَها ومدادَهـا، فتسافـرَ على أجنحـةِ الصمت الأبدي، وأنـتَ مشرقٌ بينَ دواليهـا لا تغيـب وإنْ غابـتْ.
سيظـلُّ شوقـي لاهثـاً على صخرةِ الشاطئِ ، يغلـقُ موانئَ المسافـات المبعثَـرة، يصنعُ للشمسِ تاجـاً من الحروف، يقاسـمُ القمـرَ عرشَـه كيْ يناجـي معـهُ لوحاتـكَ المحفورة على جدرانِ القلب .
قـلْ لي إذاً !! يا مَـنْ سكنَ معي النجمـاتِ والغيماتِ وأغاريـدَ قوس قزح، يـا مَـنْ وزّعَ معي قناديـلَ النجوم على ليالي المعذّبيـن ؟؟ يا مَـنْ زرعَ معي شتلاتِ الحلـمِ قبـلَ أنْ تنبتَ على مهَـلٍ بقلبيْنـا .. كيفَ لكَ أنْ تحبّنـي أكثـرَ، والحياةُ اختُزِلَـتْ فيـك ؟؟؟!