الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبينا محمد، و على آله و صحبه أجمعين، وبعد،،،
فإننا نعيش كرباً شديداً، و تسلطاً من الأعداء كبيرًا، و حالة المسلمين لا تبعث على السرور، مما أصابهم من التردي في كثير من الأحوال، و لكن الله رحيم يأتي بالفرج، وفي الناس رجاء، وخير، لكنه يحتاج إلى بعث، ولابد من العلاج لهذه الحالة. ومن أمراضنا التي تحتاج إلى علاج: تبلد الإحساس
لماذا هذا الموضوع؟
للإجابة على هذا التساؤل نقول:
أولاً: لبعد كثير من المسلمين عن دينهم: فقد أصابتنا الذلة لمّا تركنا الجهاد في سبيل الله، و تبايعنا بالعينة، و تعاملنا بالربا، و رضينا بالزرع، فسلط الله ذلاً لن ينزعه حتى نرجع إلى ديننا، فَعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ]رواه أبوداود وأحمد.
وأصبح الحال كما قال الشاعر:
نهارُك يا مغرورُ سهَوٌ وغفلةٌ ..........وليلكُ نومٌ والرّدَى لك لازمُ
وشغلُك فيما سوف تكره غِبَّهُ…….. .... كذلك في الدنيا تعيشَ البهائمُ
ثانيًا: لموت الشعور بالذنب والتقصير عند الكثيرين: حتى ظن الكثير منهم أنهم على خير عظيم، بل ربما لم يرد على خاطره أصلاً أنه مقصر في أمور دينه، فبمجرد قيامه ببعض الأركان و الواجبات؛ ظن نفسه قد حاز الإسلام كله، و أن الجنة تنتظره، و نسي مئات الصغائر التي يرتكبها صباحاً و مساء، من المعاصي التي استهانوا بها، والتي هي سبب للخسارة في الدنيا و الآخرة، فضلاً عن الكبائر، و الموبقات، و الفواحش، و الرشوة، و السرقة، و العقوق، و الكذب، و قطع الأرحام، و الخيانة، و الغش، و الغدر، و غير ذلك.
ثالثًا: لطغيان المادة والالتهاء بالدنيا عن الآخرة: فهؤلاء الغافلون قد أغلقت المادة أعينهم، و ألهتهم الحياة الدنيا عن حقيقة مآلهم، و إذا استمروا، ولم يتوبوا ويفيقوا من غفلتهم؛ فإن العذاب ينتظر:
أما والله لو علم الأنامُ لما خُلِقُوا لما غَفَلُوا ونامُوا
لقد خُلِقُوا لما لو أَبْصَرَتْهُ عيونُ قلوبِهم تاهُوا وهامُوا
ممـاتٌ ثـم قبرٌ ثم حشرٌ وتـوبيخٌ وأهوالٌ عظامُ
منقول للفائدة
أختكم في الله زيدان سعيدة