وحيداً مع الحُمّى وطيفِكِ والشعرِ=أُسائلُ عُمري كيفَ بُعثرتَ يا عمري
........ وتجئ المعارضة أشد وجعا وألما !!
لله مااصدق الكلمات والشعر إذا اعتلجت في القلب اعتلاجات وماجت بأحنائه مشاعر حرى وانفعالات!!
وهـل تستزيـدُ النـارُ إلا توقّـداً=إذا اختزَنَت زفراتِها جـذوةُ الجمـرِ!
"رضيـتُ مـن الأيـامِ مـالا أوَدُّهُ"=وأغمدتُ أوجاعي وأسكنتها صـدري
وهل كنتُ لولا الشعر والبوحِ صامداً=وكيفَ أبُثُّ الهمَّ لولاكَ يـا شِعـري!
ومااصعب النار التي لم تجد لها ضراما سوى حطام من أضلع بائسة !!
وماأشقى تلك النفس التي لم تجد بدا سوى مجاراة مالاتشتهيه من أحوالها وصنيع أيامها فتنطوي حرى والدمع حراق على نفسها وآلامها وتغمدها في يأس وتسكنها صدرها في قنوط وبؤس وشقاء .. لايرحم!!
لكن.......
كانت نفس شفيفة ومرهفة تأوي إلى عشها الصغير حيث الحنو والدفء وحيث البرء والأمن في سويداء الشعر الأرق.. الأبر.. الأحن ..
فلا أرى مثلـي كلمـا رامَ سلـوةً=رأى الهمَّ صلداً دونهُ قسوةُ الصخرِ!
عجبتُ لنفسي "كلما هزّني الأسـى"=تزيـدُ وفـاءً بالجفـاءِ وبالـغـدرِ
فتلك حِرابُ الدهرِ تختـصُّ مَقْتَلي=وبالنائباتِ الكُثْـرِ يختصُنـي دهـري
فما أرتجي..علّي... عسايَ.. وربمـا!!؟ =..يئسـتُ فأيامـي بنقمتهـا تـجـري!
سأعـذرُ قلبـي إن تفطّـرَ داخلـي=فهل تعذُرُ الوجدانَ إن صامَ يا شعري!!؟
وعودة من الشاعر إلى الأنطواء والبكاء ولوعة الأحزان والزفرات...
قلب فارغ.. ويد فارغة.. وحيلة مستعصية إلا عليه يسير معنىً في روابي الحياة لاهثا عن سلوى يستأنس بها وينسى بها الأوجاع التي مازالت تنهشه وتتلذذ بأكل فؤاده وحياته وروحه ..
ولكن......................الهم لاتهده معاول نفس أوهاها الهم والوجع... لا.. بل ودونه صخر.. وأي صخر......
ويبدو أن الشاعر قد عاد إلى سيرته الاولى حيث الاستسلام لتلك الحراب والآلام التي فشلت معها كل الحيل فهاهو ذا يعود في رضا وقد تعود وألف ماحل به فكلما هزه أسى زاد وفاء وانسجاما لكل صور الجفاء والمعاناة والغدر.................... وياللعجب!!
ثم تلتاث المشاعر بالشاعر حيث لم يعد يدري مايقول......... آه عليَّ عساي ربما
يبدو أن أيامي تجري بنقمتها .. وهكذا خلقت.... وهل باليد شي؟؟
ولينفطر القلب من بعد وليتشقق..... أما الوجدان إن صام عن تخفيف مأساتي وصمت وصام فلاأظنني سأعذره وهل أملك غيره معزيا ومسليا ؟؟
الأستاذ القدير والشاعر الكريم المبدع / ماجد الغامدي
مامضى كان قراءة تحليلية يسيرة لنصك المبدع هذا.. قد استوقفني فأحببت أن يجول قلمي فيه برغبته وطوعه
دون قيد أو جبر وإلزام
شكرا على الامتاع..
كان نصا ثريا فعلا.. وصادقا
تتفجر منه العواطف تفجرا
فدمت بهذا الابداع والألق الشعري الشامخ
إنما لي ملاحظة واحدة فقط :
ليتك تجنبت التعبير بحراب الدهر وإنه يحاربك.......... الخ مايتعلق بذلك كيلا تقع في السب الالهي والتعرض للذات الالهية من التسخط والتشكي ومايدور حول فلكها من معاني لاينبغي أن تستخدم..
فالله هو الدهر وفي حديث قدسي : (( من سب الدهر فقد سبني ))
وفقك الله لكل خير
وحمى قلمك من المزالق والعثرات التي قد تكون أحيانا من المهلكات..