أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 49

الموضوع: صديقي ....

  1. #1
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي صديقي ....

    ربطته بها صداقة جميلة .. كان حقا أخا وصديقا قريبا إلى قلبها ، أحبت فيه الإنسان ذا الخلق الرفيع ، الإنسان الشريف الذي بحثت عنه طويلا ولم تجده إلا في شخصه ، له روح نقية ، ونفس طيبة ، وحنان لا متناه .
    التقيا بطريقة عصرية ، تعارفا عن طريق الرسائل البريدية ، وشاء القدر أن يلتقيا حيث كانت في زيارة سياحية لبلده التي يقطنها ، وذلك بعد تعارفهما بفترة قصيرة .
    توطدت صداقتهما ، وصار كل منهما صنوا للآخر ، تسمع له ، يتناقشا في أمور شتى ، يخبرها عن عمله ، يبثها همومه وشجونه ، حتى بات كل منهما يعرف تقريبا كل شيء عن الآخر.
    كان متزوجا ، وله من الأبناء ابنتان وولد واحد ، ابنه متزوج ، الإبنة الكبرى عقدت قرانها خلال الفترة التي توطدت بها صداقتهما ، والإبنة الثانية على مقاعد الدراسة، وهو منفصل عن زوجته بسبب خلافات لم تحاول أن تسأله عنها .. فهي احترمت خصوصيات بيته جدا ، ولا تحب الخوض في أمور لا تعنيها ، وكانت تستمع لما يقول بهذا الشأن دون نقاش فيه اللهم إلا إذا كان لديها كلمة خير لرأب الصدع بينه وبين زوجته . لم يخطر بخلدها لحظة أن تتحول صداقتهما وأخوتهما إلى نوع آخر من الحب ، فلم تكن تسعى لأية علاقة عاطفية مع أي كان، إلا أنها فوجئت به يوما وهو في انفعال شديد يعترف لها بحبه ويطلب منها التفكير بموضوع الإرتباط به كزوجة .
    فوجئت وهالها وقع ما سمعت ، حاولت إقناعه بأنها مجرد أحاسيس من الطبيعي أحيانا أن تمربا لانسان خاصة في لحظات الوحدة والإحتياج العاطفي ، وأن هذا الإحساس سيزول
    حتما ، أولعل القصائد التي كانت ترسلها له ليعطيي رأيه فيها قد أثرت عليه ، طلبت منه التروي , وعدم التسرع حتى يتيقن من صدق مشاعره وقراره ، عله يستفيق أو يعيد النظر فيما
    سألها , كان يقول لها انت انسانة رائعة , كانت تردد ببساطة لست سوى انسانة عادية .
    كان لهما نقاش ودراسة لهذا الموضوع الذي ما أرادته لعدة أسباب ، أولها أنه بإمكانه إعادة المياه إلى مجاريها مع زوجته ، وترميم ما تصدع في بناء هذه الأسرة ، ولحدسها الصادق في حبه لزوجته , إلا أن الجرح من الزوجة كان أقوى من أن يتنازل عن كبريائه أمامها , حيث حاول أكثر من مرة وبدافع من الصديقة أن يصلح الأمر ويعود لمنزل العائلة ، إلا أن زوجته كانت تصر على شروط تمس به , كرجل وتمس كبرياءه ، فيرجع لها بالفشل في تحقيق الأمر .
    أحبت هذا الصديق ، أحبته جدا ، لدرجة أنها مستعدة بالتضحية في أي شيء لإسعاده ، فما رأت منه إلا كل خير وصدق وأمانة ، لم تتخلى عنه لأجل طلبه هذا ، ولكنها كانت تصر عليه أن يحاول رأب الصدع , لأن بيته وأولاده أولي به منها ، وأن لا يتخلى عن حقه في أسرة أمضى سنوات عمره حتى يبنيها بكد وتعب وسهر وجهاد ، وأخبرته بأنها لا تريد أن يأتي يوم يحس فيه الندم ، ويحس فيه الخسارة ، وحينها سيكون فشلهما هي وهو ، ودمار لكليهما .
    وقد نجحت محاولاتها أخيرا في أن يعود لبيته ويعيد المياه إلى مجاريها بحثّة على المحاولة مرة تلو الأخرى ، وإقناعه ببعض التنازلات التي يمكن أن يتنازلها من أجل بيته وأولاده .
    وعاد صديقها إلى أسرته ، وهي تزف له التهاني ، ولم تكن تدري حينها أن هذه هي نهاية صداقتهما ، وأنها ستفقد أغلى إنسان في حياتها " صديقها الذي أجتله وأحبته " .
    لقد أطلقت سراحه من قلبها لأجل أن يكون سعيدا ، وأن لاتكون عائقا في مسيرة حياته ، رغم أنه صديقها الوحيد ، فلم يكن لها أحد غيره ، وحبها الأخوي له كان كبيرا ،
    وبفراقه لها شعرت كأن جزءا منها قد فارقها . تتذكر كلماته " أنت إنسانة رائعة " ترددها , وتعود لنفسها ,وكعادتها تقول أنا إنسانة عادية , ومن حيث لا تدري تسمع نفسها تضيف .. إنسانة عادية ووحيدة .
    ذرفت الدمع لفراقه ، ولكنها سعيدة لأجله ، سعيدة أنه استرجع حياته الأسرية ، وعادت البسمة تشرق على محياه ،وعادت الأسرة إلى وضعها الطبيعي بعد سنوات عانت فيها التشتت .
    باتت وحيدة ليس لها إلا ذكريات ، وطفقت تناجيه من قلب صادق :

    يا صديقي ..
    لم أبك حين ودعتني ..
    لم أبك حين فارقتني ..
    ولكني يا صديقي بكيت ..
    حين انقطعت عني ..
    يا صديقي ..
    لو تسلق الحزن أسوار قلبي .. من لي ؟؟
    يا صديقي .. لو نزف دمعي ألما من لي ؟؟
    ترى .. هل تحتفظ لي ببقعة دافئة في حناياك ..
    لو ضاقت هذه الدنيا .. أو اشتدت وتآلبت علي النوائب ؟؟
    آه يا صديقا كان يوما .. هلاّ في سعادتك تذكرتني ..

    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  2. #2
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    الأخت العزيزة / دخون
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يبدو انك تجيدين في القصة كما تجيدين في الخاطرة.
    قصة واقعية عصرية بداية بالتعارف عن طريق الـ نت ، وهذا يحدث كثيرا الان ، ولكن ليس بهذا النقاء.
    بطلتك ـ رغم عصريتها ـ إلا أنها تحمل داخلها أصالة وقيم كادت تندثر الآن .. هي تتصرف بوحي من أصالتها تلك ففضلت إسعاد غيرها على حساب سعادتها الخاصة .
    ( كان يقول لها أنت انسانة رائعة ، كانت تردد ببساطة لست سوى انسانة عادية )
    هي بالفعل رائعة .. حتى لو أصبحت وحيدة رائعة .
    ختمت عملك بما تحبين .. مناجاة رائعة .
    تقبلي تقديري واحترامي.
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  3. #3
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأستاذ والأخ القدير حسام القاضي / الأديب دائما ..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    أشكر تواضعك بمرورك .. وكم أسعدني هذا المرور .. وما تركته من أثر على صفحتي برقيق العبارات ، وتوقيعك الذي يزيدني فخرا ..

    أشكرك مرة أخرى .
    تقبل فائق احترامي .
    ودمت بخير .


    دخون .

  4. #4
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    يااااه يا دخون ،لكم أثرت فيني هذه القصة الرائعة

    رائعة رائعة وقد عشتها واقعا ....

    مبدعة أنت يا دخون بحق مبدعة

    مهما قلت فلن استطيع تعبير إعجابي الشديد يقصتك هذه

    سلم قلمك اختاه

    وتقبلي خالص حبي وودي وألف باقة ورد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    رصف رائع المبنى وافكار متألقة
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  6. #6
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    صباح الخير أيها الصباح ..
    السلام عليك ورحمة الله وبركاته .


    أشكر مرورك الجميل ومتابعتك .. كم تسعدني متابعتك هذه .


    دما بخير

  7. #7
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    والله لو كنت مكان بطل قصتك ...

    فلن أتخلى على أن أجعلها الزوجة الثانية ... شاء من شاء وأبى من أبى

    لكنه صديق لاصدق في مشاعره ...
    الإنسان : موقف

  8. #8
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأخ خليل ..
    السلام عليكم ورحمة الله .


    أشكرك أخي خليل على مرورك ومتابعتك .. ويسعدني أن أجد دوما منك وجهة نظر لعلي في سريرتي افرح بها لأنك دوما في سجال مع أعداء الحب .
    للحب قي حياتنا أهمية كبيرة ولكن يجب أن يكون العقل ميزان لهذه المشاعر حتى لا تأخذنا لأبعد ما تستحق فتسقطنا في الهاوية .
    أقف طويلا أمام ردك ، أحاول صقل ردي ووجهة نظري بكلمات قليلة لأن لي وجهة نظر في هذا الشأن .

    من الممكن أن تتحول الصداقة إلى حب .
    ولكن من المستحيل أن يتحول الحب إلى صداقة .

    أن أكسب صديقا خير لي من أن أخسر ألف حبيب .
    الحبيب يسبب لي الألم والصديق يخفف عني آلامي .

    بالنسبة للبطلة هو صديق .
    وبالنسبة للبطل هي حبيبة .

    اختارها أو لم يخترها زوجة .. هي لن تقبل ببضع أو نصف رجل .. إما كل وإما فلا .
    أن تبني بيتا على أنقاض بيت آخر غير ممكن ، الأساس لن يكون متينا .. الأنقاض مهما رممت .... عاجلا أم آجلا ستؤول إلى خرائب .
    هي اليوم حبيبة .. ولما تصبح زوجة .. لن تكون إلا زوجة .. وهو سيبحث عن الحب في مكان آخر .

    الحب كالماء .. لن نكتفي من رشفاته .. وسنبقى في بحث عن مناهل جيدة للإرتواء منها .

    نهاية أقول لك ..
    مصيبة الموت والحب واحدة في فقدان الحبيب .
    تبدأ كبيرة وتنتهي صغيرة .
    ولا يبقى إلا الذكريات .



    تحياتي لك ودمت بخير .

  9. #9

  10. #10
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    كان نقاد القصة دائما يقولون : الواقعية من شروط القصة القصيرة ، وكنت دائما أعيب على القصص إغراقها في الواقعية ،وأقصد بذلك واقعية التركيب ، لا واقعية الفكرة ، ولكنني كنت مشدودا إلى قصتك هذه الذي كتبها الصدق لا القلم ، فأنت يا دخون ممن يشدني صدقا في كل ما تكتبين ، وكأنني بك ممن تكتبهم الأقلام ، لا ممن يكتبون بالأقلام ، وهذا بحد ذاته لا يتأتى للكثيرين .
    أما بخصوص الفكرة ، فلست ممن يحبذون الخوض فيها ؛لأن طبيعة البطلة والبطل، أفرزت هذه العلاقة ، وتلك النتيجة .
    لك يا دخون خالص ودي وتقديري ، وأرجو أن تتقبليني متطفلا دائما على عالمك .
    همسة ود: هناك بعض الهنات اللغوية في القصة .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. صديقي المناضل (جيفارا)...هذه الدنيا !!
    بواسطة يوسف الحربي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-11-2005, 05:47 PM
  2. المعرفة يا صديقي ... حزن ..
    بواسطة يوسف الحربي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 09-12-2004, 02:05 AM
  3. لكَ يا صديقي
    بواسطة عبداللطيف محمد الشبامي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-05-2004, 04:47 PM
  4. إهداء الى صديقي الأندلسي ...وجميع الحداثيين ..
    بواسطة يوسف الحربي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29-02-2004, 04:25 PM
  5. عدو عدوي ليس بالضرورة صديقي
    بواسطة علي قسورة الإبراهيمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-01-2003, 10:26 PM