أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: هواية مشتركة

  1. #1
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي هواية مشتركة

    هواية مشتركة


    قصة واقعية


    بقلم : نزار ب .الزين*



    عماد ، معلم في مدرسة إبتدائية في إحدى مدن النفط في مكان ما من الخليج العربي .

    كمعلم كان أداؤه متوسطا ، أما كإنسان فكان أداؤه الإجتماعي جيدا ، و باعتباره أعزب ، استطاع أن يكوّن صداقات مع زملائه ، فقد كان يحسن الترحيب بهم لدى زيارتهم له في سكنة العزّاب ، و يؤنس جلساءه بأحاديثه الطلية ، و يدعوهم غالبا إلى لعب الورق ( الكوتشينة ) حيث كان أداؤه ممتازا ، و كان من ضيوفه الكثر مدير مدرسته ، يحضر للمشاركة في اللعب مرة في الأسبوع على الأقل .

    *****

    عاد عماد بعد قضائه إجازة ذات صيف في مسقط رأسه ، و اتجه فورا إلى مديرية الإسكان طالبا سكن عائلي ، فقد تزوج عماد ، و سوف تحضر عروسه حال توفر السكن .

    و ذات مساء شوهد عماد متأبطا ذراع عروسه ، يمشيان الهوينى على الرصيف المحاذي لمساكن عائلات زملائه ، و قد شعر كل من رآه يومئذ أنه يكاد يطير فرحا ، كما أحس كل من رآه ذلك اليوم أيضا بالفارق الفيزيائي بين العروسين.

    أكثر الساكنين – و كلهم من المعلمين أو العاملين في مدارس البلدة – كانوا في حدائق منازلهم يتسامرون أو يشرفون على لعب أطفالهم في عصر يوم دافئ ، كان يقف تجاه كل منهم فيحيي زميله و من معه ، ثم يعرّف بعروسه دون أن يحاول إخفاء فرحته العارمة .

    - هذه زوجتي فيروز

    و لكن ما أن يمضي بعيدا حتى يبتدئ اللغط ، فقد كان الفارق واضحا ، كان قصير القامة و هي طويلتها ، كان طويل الأنف و كبير الفم بينما كان كل ما فيها متناسقا ، و كان أصلعا أو يكاد بينما كانت تتحلى بشعر مرسل و كثيف.

    *****

    ثم ابتدأ الزملاء وزوجاتهم بزيارته تباعا و تقديم الهدايا المناسبة ، و كان لا يمل من الحديث عن جمال فيروز و رقتها و أناقتها و مواهبها الأدبية ، فتبتسم الزوجات متعجبات من سخفه ، بينما يجامله الزملاء هازين برؤوسهم علامة الموافقة، و ما أن يخرجوا حتى تبتدئ التعليقات اللاذعة :

    فهذه تقول : هجين وقع على سلة تين ( يقصد المثل بالهجين راعي الجمال )

    و تلك تعلق ضاحكة : القرد يتغزل بحسنائه (إشارة إلى رواية الحسناء و الوحش ) و ثالثة تهمس : الأحدب يعشق غجريتة ( إشارة إلى رواية : أحدب نوتردام ) وأخرى تبتسم هازئة و هي تعلق :الأصلع يتباهى بشعر إمرأته ( إشارة إلى المثل الشعبي القرعاء تتباهى بشعر إبنة أختها )

    و الجميع كانوا يخرجون من زيارته بانطباع ، أن عماد مصعوق و يكاد لا يصدق أنه حصل على زوجة بهذا الجمال .

    و كان من ضمن زائريه أبو مفيد ، مديرالمدرسة و زوجته، فما أن وصل عماد إلى إمتداح مواهب زوجته الشعرية ، حتى تصدى لها أبو مفيد طالبا منها متلطفا ، أن تطلعه على بعض إنتاجها ، فهو أيضا يقرض الشعر ، و سرعانما إندمج أبو مفيد بحديث طويل مع فيروز حول الشعر و الشعراء جعل زوجته تشعر بالملل و بعض الغيرة ، فنبهته إلى ضرورة الإنصراف ، فالأولاد لوحدهم منذ مدة طويلة ؛ هنا فقط أحس أنه زوج و مسؤول فاعتذر مرغما ، حاملا معه مجموعة فيروز الشعرية ليطلع عليها على مهل .

    *****

    عندما عاد إلى منزله وضع المجموعة بدرجه الخاص ، و منذ بزوغ الفجر بدأ يطالعها باهتمام ، فقد كان بعضها محاولات شعرية ركيكة و بعضها الآخر خواطر شعرية و لكنها لا تمت للشعر الحقيقي بصلة.

    و في المدرسة ، ما أن استقرت الأمور ، حتى أدار قرص الهاتف على رقمها الذي كانت قد دسته بين أوراق المجموعة:

    - صباح الخير سيدة فيروز ، أنا أبو مفيد

    - يا ( مية ) مرحبا بالأستاذ أبو مفيد، لكم أنا سعيدة بسماع صوتك

    - و أنا كذلك

    - هل قرأت شعري؟

    - أجل فعلت ، شعرك يدل على إحساس مرهف و مشاعر فياضة و لكن اعذريني إذا صارحتك بأنه يحتاج إلى تصحيح بعض الأخطاء الإملائية و النحوية و ضبط بعض الأوزان .

    - إذاً أنا بحاجة لمساعدتك ، هل لديك وقت يا أستاذ؟

    - أخلق الوقت من أجل عيون عروستنا الفاتنة .

    - الله يديمك يا أستاذ ، أخجلتني بإطرائك !

    - تستحقينه حقا ، سأخاطبك عند الإنجاز .

    - إني عاجزة عن الشكر لإهتمامك بي، فالشعر محور حياتي منذ بدأت المرحلة الثانوية .

    - و أنا تحت أمرك في كل حين ، مع السلامة .

    - مع ألف سلامة .

    *****

    و تكررت من بعد الحوارات الهاتفية ، إلى أن أن طلبت منه ذات يوم أن يتكرم بزيارتها لتطلعه على محاولة شعرية جديدة :

    - هذا أمر صعب يا فيروز ، و إن كنت أتمناه .

    - أتخشى الناس ؟

    - أخشى على سمعتك كزوجة و سمعتي كمدير مدرسة، و لا تنسي أن زوجك معلم في مدرستي .

    - إذاً أزورك في البيت بعد الدوام .

    - و هذه أيضا لا أحبذها لأن زوجتي تغار منك و تتهمني أنني معجب بك .

    - تلك الدبّة تغار مني ؟ كيف تحملتها كل هذه السنين ؟

    - و أنت كيف تتحملين زوجك رغم هذا الفارق الكبير بينكما ؟ أليس هذا قدرنا ؟!

    - زوجي فرض عليّ ، قالوا لأهلي أنه شاب خلوق و راتبه ممتاز و مركزه الوظيفي واعد ، فضغطوا عليّ حتى قبلت ، و اتضح لي – من ثم – أن لا مركز له و أن راتبه لا يغطي ثمن ملابسي الداخلية التي كان يشتريها لي أهلي ، إضافة إلى أمور أخري أستحي ذكرها .

    *****

    كان أبو جهاد ، وكيل المدرسة ( أي نائب المدير ) ، يتجسس على مكالمات أبو مفيد و على رسائله الشخصية أيضا، فهو – أي الوكيل - إضافة إلى وظيفته الرسمية ، فهو رجل مخابرات ، منتدب من قبل دولته - و هي دولة مخابراتية عميلة - لدعم أجهزة المخابرات الخليجية المحدثة ، فقد كان أبو مفيد ذات يوم منتمٍ إلى الحزب الشيوعي عندما كان شابا ، فكان إهتمام أبو جهاد منصبا على التأكد من إستمرار أبو مفيد في علاقته بالحزب المذكور أو مازال يتعاطف معه أو لا زالت له علاقة ببعض أعضائه ، أو مازال يمارس أي نشاط سياسي غير مرغوب فيه . و هي المهمة التي تشمل أيضا بقية المعلمين و الموظفين العاملين في المدرسة !.

    و ما لبث أن تبين له أن سعادة المدير عاشق ، و أنه يتحدث مع محبوبته أكثر من ساعة كل يوم و أكثر من مرة في اليوم الواحد .

    ثم بدأ يلاحظ أن ( أبو مفيد ) يكثر من خروجه من المدرسة أثناء الدوام ، و بحكم فضوله المخابراتي ، كلف ( فرّاشا أي مستخدم تنظيف ) يثق به أن يتبعه عن بعد ، ليرى أين يذهب ، و كانت المفاجأة الكبرى ، عندما أبلغه هذا ، أن المدير يوقف سيارته في شارع مجاور لمساكن المعلمين ، ثم يمشي الهوينى كأنه متوجه إلى بيته لينعطف من بعد إلى زقاق التخديم ، ثم يدخل أحد البيوت من بابه الخلفي ؛ و سرعانما تبين أن هذا البيت هو بيت الأستاذ عماد !!!!.

    أما عماد فلم يخطر بباله على الإطلاق أن ما يحدث قد يحدث ، فكلما سأله أحد زكلائه عن أحواله ، أجاب واثقا : " متركز و عال العال و في أقصى حالات السعادة ، و أعيش في شهر عسل طويل "

    *****

    كانت العلاقة بين فيروز و أبو مفيد قد تطورت بسرعة ، بدأت بالحديث عن الأدب و الشعر ثم انتقلت إلى الشكوى و التنفيث عن الهموم العائلية ثم تطرقت إلى أدق الخصوصيات ، ثم تحولت إلى بث لواعج الهوى و الغرام .

    و ذات يوم اصطدم عماد مع الوكيل بجدل حول حصة إنتظار ( الدخول للتدريس محل معلم غائب ) ، فقد خلاله عماد أعصابه فقال للوكيل : " أنت ظالم " فثارت ثائرة ( أبو جهاد ) و قال له : " أنا إنما أنفذ اللوائح ، و لكن إذهب و ابحث عن ظالمك الحقيقي في بيتك " فاستاء عماد و أجاب الوكيل صائحا : " أنت ما شأنك و شأن بيتي؟ " فربت الوكيل على كتفه متهكما : " الذي بيته من زجاج لا يرجم الناس بالحجارة " فجن جنون عماد و كاد يصفع الوكيل لولا أن تمالك نفسه في الوقت المناسب .

    عاد إلى غرفة المعلمين ، و هو يغلي غضبا ، فحاول بعض زملائه تهدئته فانفجر فيهم ساخطا ، ثم قرر أن يقدم شكوى رسمية عن طريق المدير ، إلا أن المدير لم يكن في مكتبه .

    و أخذ يتساءل في سره : " ترى ما الذي يقصده أبو جهاد ؟ و إلامَ كان يلمح ؟ ثم ومضت برأسه فكرة فبادر لتنفيذها على الفور ، و بدون استئذان غادر المدرسة متوجها إلى بيته ؛ و ما أن فتح الباب ، حتى صعقته المفاجأة ، فقد كان سعادته مستلقيا على أريكة في الصالة و قد توسد رأسه حضن زوجته فيروز !

    - أنت يا أبو مفيد ؟ أنت يا فيروز ؟ قال و قد طعنته المفاجأة ، ثم ما لبث أن انهار مقهورا و أخذ يبكي كطفل .

    فأخذ أبو مفيد يهدئه مؤكدا أنها علاقة صداقة ليس إلا ، و أنه شعر بصداع فاستلقى على الأريكة و أن فيروز كانت تدلك جبينه - مشكورة - في محاولة لتسكين الألم .

    إلا أن عماد ظل صامتا ، فنهض أبو مفيد فارتدى سترته و انصرف ، و إذ تقدمت نحوه فيروز لتلطف من الجو ، هب في وجهها شاتما ثم ما لبث أن بدأ يصفعها و يركلها و هي تقاومه صارخة مولولة ، ثم صاحت به : " طلقني طلقني طلقني طلقني أنا لا أريدك .. أنا أكرهك " .

    كانت الجارات قد تجمهرن حول المنزل ، ثم تجرأ أحد الزملاء و هو من أعز أصدقائه – كان قد عاد لتوه من المدرسة فقرع الباب في محاولة للتدخل و التهدئة ، ففتح عماد الباب ، ثم هب بزميله و أخذ يشتمه و كل من يلوذ به حتى الجد السابع ، ثم التفت إلى السيدات المتجمعات فصب جام غضبه عليهن و طردهن من حديقته شر طرده .

    كان عماد في تلك اللحظات كالثور الهائج الذي أفلت عقاله .

    و في اليوم التالي شوهدت فيروز تحمل حقائبها إلى سيارة زوجها الذي قادها إلى المطار من غير رجعة .

    *****
    لفق وكيل المدرسة بحق ( أبو مفيد ) تقريرا اتهمه فيه بالاتصال بمشبوهين لم يستطع تحديد هوياتهم ، و إن هي إلا أيام ، حتى دخل إلى مكتبه شابان ، طالبين منه مرافقتهما ، فقد تقرر ترحيله ، حيث بقي قيد التوقيف في أحد المخافر بضعة أيام ، ريثما تسلمت عائلته شيكا بكامل تعويضاته مع رواتب بقية العام الدراسي ، و في الطائرة – فقط – استطاع أن يلتقي بعائلته .

    و سرعانما رقي أبو جهاد و كلف بإدارة المدرسة محل أبو مفيد .

    *****

    أما عماد فظل على إكتئابه و سلوكه العصبي رافضا الحديث مع زملائه ، قاسيا في تعامله مع تلاميذه ، و فجأة و بينما كان يعاقب أحد تلآميذه أصيب بالإغماء ، فنقل إلى المستشفى حيث تبين أنه مصاب بأسوأ أنواع سرطان الدم ( اللوكيميا ) و خلال أقل من أسبوع وافته المنية .


    =========================
    * نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    الاستاذ نزار...
    جميل ان نجد النساء في مجتمعاتنا على الاقل تعرف مثل التشبيهات...وكانها على دراية بها.. وبمغزى هذه الروايات العالمية..لكن هو تشبيه دون مغزى ...ام مغزى وتشبيه..؟
    في القصة دلالات كثيرة وكأنها تقول لنا عليكم ان تستوعبوها لانها من صميم الاجتماع الذي تعيشون فيه.
    الزواج الذي تم على اساس المصلحة المادية..وعلى اساس اخر ادهى وامر..وهو المظهر.. واقصد بالمظهر هنا المكانة..مكانته الوظيفية..وليس المظهر الخلقي...مثل هذا الزواج اصبح اكثر من شائع في مجتمعاتنا...فالفتاة اصبحت لاتختار حتى اساس الشهادة او الجمال او الاخلاق انما تختار على اساس ماذا يملك..بيت سيارة وووو...ومن ثم ابن هو...او اين يعمل... ولايخفى على احد اننا هنا لانصل المراكز بالشهادة..انما ب..ابن من...؟؟؟!!!!!
    واذا ما نظرنا الى القصة وما تم فيها من تقديم مشلكة اجتماعية خطيرة فاننا نجد بالمقابل توضيح لنوعية المجتمع الذي يسود فيه مثل هذه العلاقات الاجتماعية..ومثل هذا النوع من الزواج...انه مجتمع مخابراتي...وكوجهة نظر..لهذه الكلمة مدلولات كثيرة منها..انه مجتمع يمارس الكبت..والاضطهاد..وبالتالي فانه يخلق مشاكله الاجتماعية بنفسه..؟
    لذا نجد بان المرء فيه من الجنسين ينتظر اية فرصة ومهما كانت فقط ليخرج الى العالم الذي هو يريده وليس مفروض عليه..فانحراف العلاقات الاجتماعية اغلبها تبدأ من هذه النقطة.
    القصة تعطينا مفهوما اجتماعيا اخرا وهو زيف العلاقات التي تجمع هذه العوائل مما يدل على عدم صدقها مع ذاتها اولا ومن ثم مع من هم حولها..؟
    لن اطيل...القصة رائعة بحق وهي تستحق ان يقف عليها اهل الشأن للنظر في مدلولاتها القيمة وما تحمله من مفاهيم تخصنا وتخص مجتمعاتنا.

    عذرا استاذي الكريم على الاطالة
    تقديري واحترامي
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية عبدالرحيم الحمصي قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : المغرب ،، فرنسا
    المشاركات : 628
    المواضيع : 57
    الردود : 628
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    استادي الجليل نزار ....

    انه قلم الاسترسال السردي المتدحرج الى نهاية قصة

    كلها عبر و تجارب حقيقية....

    الا ان الملفت للانتباه هو التعامل المخبراتي لمن يفترض فيهم قدوة للمجتمع العالم و المربي .... زائد مدير المؤسسة المفترض فيه هو الاخر النزاهة و الاستقامة و ادارة شؤون مؤسسة خطيرة جدا ....

    لقد التقى الساكنان ...فاي منهما يستحق الاقصاء ؟؟؟؟؟؟؟

    ام هما معا ....

    النمادج كثيرة و عيون غربالنا العربي هي الاخرى كبيرة

    و لا حول و لا قوة الا بالله.....

    دائما مبدع و صادق مع نهجك الجميل نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اخوك عبد الرحيم الحمصي :NJ:

  4. #4
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    أخي الفاضل / نزار الزين لقد تخيرت لنا قصة من أصعب القصص ألماً على النفس ، فالخيانة والغدر أشد قسوة من ذاك المرض الفتاك بالدم .
    فمع قصتك الواقعية أستاذي لامست ما تقع فيه بعض الأخوات من سرد وفضفضة لهمومهن مع الرجال بحجة انهم أصدقاء ، فالبداية تكون هكذا فتتضح معالم الطريق فيجدن صعوبة في التقهقر والرجوع .

    وكذا الصداقة بعد الزواج لا بد أن توضع في إطار من قبل الطرفين ، فلا يسمح بالتقرب الزائد في غياب الطرف الآخر .
    وغير ذلك يعتبر تهاون ، وينتج ما لا يحمد عقباه .

    أما زواجها لضغط العائلة عليها ، فهذا لا يعطيها الحق في تلك التصرفات ، فكثير من الفضليات لهن نفس الظروف ولكن التربية والنفس الأمارة بالسوء ؛ لها مع البعض الغلبة والإنتصار .

    أستاذي الفاضل قصتك بها من العبرة والعظة الكثير والكثير .
    هدانا الله لم فيه الخير ، ووقانا شر أنفسنا .
    تحياتي وتقديري أخي الفاضل .

  5. #5
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق
    أخي الفاضل / نزار الزين لقد تخيرت لنا قصة من أصعب القصص ألماً على النفس ، فالخيانة والغدر أشد قسوة من ذاك المرض الفتاك بالدم .
    فمع قصتك الواقعية أستاذي لامست ما تقع فيه بعض الأخوات من سرد وفضفضة لهمومهن مع الرجال بحجة انهم أصدقاء ، فالبداية تكون هكذا فتتضح معالم الطريق فيجدن صعوبة في التقهقر والرجوع .
    وكذا الصداقة بعد الزواج لا بد أن توضع في إطار من قبل الطرفين ، فلا يسمح بالتقرب الزائد في غياب الطرف الآخر .
    وغير ذلك يعتبر تهاون ، وينتج ما لا يحمد عقباه .
    أما زواجها لضغط العائلة عليها ، فهذا لا يعطيها الحق في تلك التصرفات ، فكثير من الفضليات لهن نفس الظروف ولكن التربية والنفس الأمارة بالسوء ؛ لها مع البعض الغلبة والإنتصار .
    أستاذي الفاضل قصتك بها من العبرة والعظة الكثير والكثير .
    هدانا الله لم فيه الخير ، ووقانا شر أنفسنا .
    تحياتي وتقديري أخي الفاضل .
    =======================
    أختي المربية الفاضلة عبلة
    تحليلك للخلفية الإجتماعية للقصة و انعكاساتها كان - كعادتك - في محله ، إنه ضعف في تربية زوجة عماد ، و استغلال للمركز مارسه مدير المدرسة ، و قمة الوصولية مارسها وكيل المدرسة ، و الضحية في جميع الأحوال عماد الذي مات قهرا و هو في شرخ الشباب .
    شكرا لمرورك و لتعقيبك الممتع
    لك مودتي و احترامي
    نزار ب. الزين

  6. #6
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر
    الاستاذ نزار...
    جميل ان نجد النساء في مجتمعاتنا على الاقل تعرف مثل التشبيهات...وكانها على دراية بها.. وبمغزى هذه الروايات العالمية..لكن هو تشبيه دون مغزى ...ام مغزى وتشبيه..؟
    في القصة دلالات كثيرة وكأنها تقول لنا عليكم ان تستوعبوها لانها من صميم الاجتماع الذي تعيشون فيه.
    الزواج الذي تم على اساس المصلحة المادية..وعلى اساس اخر ادهى وامر..وهو المظهر.. واقصد بالمظهر هنا المكانة..مكانته الوظيفية..وليس المظهر الخلقي...مثل هذا الزواج اصبح اكثر من شائع في مجتمعاتنا...فالفتاة اصبحت لاتختار حتى اساس الشهادة او الجمال او الاخلاق انما تختار على اساس ماذا يملك..بيت سيارة وووو...ومن ثم ابن هو...او اين يعمل... ولايخفى على احد اننا هنا لانصل المراكز بالشهادة..انما ب..ابن من...؟؟؟!!!!!
    واذا ما نظرنا الى القصة وما تم فيها من تقديم مشلكة اجتماعية خطيرة فاننا نجد بالمقابل توضيح لنوعية المجتمع الذي يسود فيه مثل هذه العلاقات الاجتماعية..ومثل هذا النوع من الزواج...انه مجتمع مخابراتي...وكوجهة نظر..لهذه الكلمة مدلولات كثيرة منها..انه مجتمع يمارس الكبت..والاضطهاد..وبالتالي فانه يخلق مشاكله الاجتماعية بنفسه..؟
    لذا نجد بان المرء فيه من الجنسين ينتظر اية فرصة ومهما كانت فقط ليخرج الى العالم الذي هو يريده وليس مفروض عليه..فانحراف العلاقات الاجتماعية اغلبها تبدأ من هذه النقطة.
    القصة تعطينا مفهوما اجتماعيا اخرا وهو زيف العلاقات التي تجمع هذه العوائل مما يدل على عدم صدقها مع ذاتها اولا ومن ثم مع من هم حولها..؟
    لن اطيل...القصة رائعة بحق وهي تستحق ان يقف عليها اهل الشأن للنظر في مدلولاتها القيمة وما تحمله من مفاهيم تخصنا وتخص مجتمعاتنا.
    عذرا استاذي الكريم على الاطالة
    تقديري واحترامي
    جوتيار تمر
    =====================
    أخي الفاضل جوتيار
    شكرا لحضورك و لقراءتك المتأنية و لمشاركتك في نقاش هذا الموضوع الإجتماعي الهام ، لا شك يا أخي أننا نعاني من عيوب إجتماعية كثيرة ، منها - كما تفضلت - الزواج المفروض و ما يتشعب منه من مشاكل مختلفة أبسطها الخيانة الزوجية .
    و شكرا لإطرائك الدافئ
    مودتي و تقديري
    نزار ب. الزين

  7. #7
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو سامي
    استادي الجليل نزار ....
    انه قلم الاسترسال السردي المتدحرج الى نهاية قصة
    كلها عبر و تجارب حقيقية....
    الا ان الملفت للانتباه هو التعامل المخبراتي لمن يفترض فيهم قدوة للمجتمع العالم و المربي .... زائد مدير المؤسسة المفترض فيه هو الاخر النزاهة و الاستقامة و ادارة شؤون مؤسسة خطيرة جدا ....
    لقد التقى الساكنان ...فاي منهما يستحق الاقصاء ؟؟؟؟؟؟؟
    ام هما معا ....
    النمادج كثيرة و عيون غربالنا العربي هي الاخرى كبيرة
    و لا حول و لا قوة الا بالله.....
    دائما مبدع و صادق مع نهجك الجميل نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    اخوك عبد الرحيم الحمصي :NJ:
    =================================
    أخي الحبيب عبد الرحيم ( أبو سامي )
    شكرا لمشاركتك في نقاش القصة
    لا تستغرب يا أخي ، فقد عرفت مدرس لغة أجنبية إتضح فيما بعد أنه رجل مخابرات ، و قد فوجئت به يتبوأ منصب وزير ، و عرفت كذلك مدير مدرسة ، اتضح فيما بعد أنه رجل مخابرات ، ثم فوجئت به سفيرا .
    دولنا - كما تفضلت - دول مخابراتية ، لا تهدف استطلاع العدو ، بل إحكام السيطرة على شعوبها المقهورة
    شكرا لإطرائك الجميل و دمت متألقا
    نزار ب. الزين

المواضيع المتشابهه

  1. قصة مشتركة بأقلام أهل الواحة الثقافية الأزاهر ...
    بواسطة د. عبد الفتاح أفكوح في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 12-08-2010, 11:24 AM
  2. قصيدة مشتركة ... ارجو المشاركة
    بواسطة الهام احمد سعد في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 03-03-2010, 02:47 AM
  3. أمسية شعرية مشتركة .. شاعر أسكوتلندي ، وشاعر فلسطيني ، وأنا
    بواسطة إياد عاطف حياتله في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-06-2007, 04:59 PM
  4. قراءات أدبية مشتركة
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى فَرْعُ دَولَةِ الكوَيتِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 13-03-2007, 11:57 PM
  5. قصائد مشتركة في مدير واحد .. م.علي درويش.. م.ياسر قطامش .. د.جمال مرسي
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-06-2004, 07:52 PM