أحدث المشاركات
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 40

الموضوع: ليتنا نبقى معا

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي ليتنا نبقى معا

    ليتنا نبقى معا
    المطر في الخارج يهطل بغزارة..حنين..واقفة أمام النافذة تراقب زخات المطر التي تجبرها الرياح القوية على الارتطام بزجاج النافذة..الظلام يحاول جهده إخفاء كل بارقة أمل للنور بالظهور..حتى الأنوار التي تحوم حول الشوارع قد غمرها الظلام والمطر بسواد مفجع..حنين لم تزل واقفة..تراقب بشغف.. وكأنها تنتظر شيئا ما....حنين ما بك لا تجلسين...لا تتحرك ..وكأنها لم تسمعني...أعيد سؤالي حنين لماذا لا تجلسين...تظل ساكنة دون حراك... أشعر بأن صوتي أهدأ من أن يصلها ..أحاول رفع صوتي هذه المرة..حنين.. حنين...لم تزل جامدة..أنهض من مقعدي وسط الصالة وأقترب منها...إنها غارقة في بحر لا شاطئ له..أضع يدي على كتفها..تستدير..مهند حبيبي هذا أنت...مابك حنين...ألم تسمعيني وأنا أناديك....لا حبيبي كنت غارقة في تفكير عميق... وقبل أن أسالها...أنتظر مجيء رنين...قد اتصلت بي وكانت تبكي بمرارة.. أظنها قد اختلفت مع زوجها ثانية...لا بأس عزيزتي دعينا نجلس حتى تأتي...وإن تأخرت ذهبنا إليها نحن...نجلس..نعم نجلس..لا بأس بخطوات مثقلة...نصل إلى الأريكة وسط الصالة...تجلس.. أجلس أنا قريبا غير ملتصق بها..تمسك بيدي..أقترب ألتصق..حنين.. إنك تعانين من شيء ما...لا تقلق بشأني وحيدي فأنا فقط أفكر بها رنين..لكنك لا تهتمين بنفسك انظري إلى وجهك أصبح شاحبا...حنين تعلمين أنك مريضة وتحتاجين إلى الراحة فلماذا تجهدين نفسك هكذا أنا مفجوع بك...وحيدي لا تخش..لاتكن خوافا هكذا أنا بخير..فقط ما يؤلمني أن رنين لم تعش حياتها... لكنك أنت أيضا لا تعيشين حياتك إنك حتى تهملين أدويتك..هل تتناسين عمدا ما قاله طبيبك آخر مرة..حنين إنك في كل لحظة تفكير تفجعينني.. من أجلي صغيرتي اهتمي بنفسك فأنا ليس لي سواك وتذكري كيف كان حالي عندما داهمك المرض أول الأمر..تذكري ذلك... مهند وحيدي كفاك خوفا هكذا إنه القدر إن أتى لا يبالي بي وبك...كن قويا لم أعهدك هكذا..أنا بخير ولا تضخم الموضوع...نسمع معا صوت الباب يطرق.. لماذا لم تدق الجرس...أخشى أن يكون بها شيء...أهدئ من روعها أنهض مسرعا أفتح الباب... رنين مابك...دموعها كانت تحكي عنها... حنين تركض إليها تحضنها وتبدآن بإقامة مأتم عزاء..أدخل المطبخ أجلب لها كوب ماء.... تشرب..ترفع رأسها شكرا لك مهند...وتعود للبكاء..أنظر إلى حنين أراها تنصهر أمام وطأة حزن رنين وأنصهر أنا لانصهارها...رنين تحتاجين للراحة ادخلي أنت وحنين الغرفة لترتاحا معا..فهي أيضا مريضة... لا بأس مهند دعنا لبعض الوقت.. نعم ألا تحتاجان شيئا...حنين لا..شكرا.. أدخل إلى غرفة المكتبة أفتح كتابا...لكن كيف حنين تسير إلى حتفها... تمضي اللحظات وأنا غارق في تفكيري هذا لا أشعر بنفسي...أتعب..أضع رأسي على الطاولة... تغفو عيناي....لم أشعر بنفسي إلا وحنين توقظني..مهند استيقظ لقد جهزت لك فراشا في الصالة...أ فتح عيني...كيف أنت...مهند لا تقلق..وكيف هي رنين دخلت الفراش ونامت..تعال لآخذك إلى فراشنا.. ماذا ألن تنامي مع رنين..لا..لن أنام إلا معك...حياتي أخشى أنك تظنين بأني قد أحزن أو...لا تكمل...تعال........نسير إلى الصالة ندخل فراشنا المعد...تحضن يدي..تقبل وجهي..كم أشتاق لوجهك..حبيتي أشتاق لك أكثر... وحيدي وجهك أصبح كل شيء لي فاهتم به أراه هو الآخر مثل وجهي شاحبا..إنك تموت خوفا علي.... أنا حبيبي بخير فلا تخش واهتم أنت بنفسك لأني قلقة جدا عليك...لابأس حياتي أفعل...إذا لننم ..غفونا...ولا أعلم كيف في لحظة ما استيقظت...وجدتها قد خرجت من الفراش.. أصابني الفزع...هممت بالخروج وجدتها تأتي وتقول ذهبت أطمئن على رنين فوجدتها غارقة في النوم... لقد أفزعتني..لا بأس وحيدي لنعد للنوم... وحيدي لا أعلم لماذا أقول لك هذه الكلمات الآن لكن أجدها تداهم فكري.. فاسمعني..إذا ما حصل لي شيء ذات يوم أريدك أن تهتم برنين لأنها كل ناسي بعدك..لم يبق لي ولها سواك أنت...لقد طلقها زوجها...هي الآن تعيش تحت كنفك أنت كما أعيش أنا...لا بأس حياتي لا أحتاج أن توصيني بها أليست أختك إذا هي منك وكل ما هو منك أحمله أنا في صدري...تبتسم لي... وتقول إذا لنعد لنومنا...ثم تقول كم أحبك..كم أنت رائع...مهند رنين إنسانة رائعة جدا لها قلب كبير لكن حظها كان سيئا لأنها تزوجت من سكير مقامر...ليس ذنبها أبدا لكن إلحاح أمي قبل وفاتها وسكوت والدي على رغبة أمي قبل وفاته أيضا جعلت رنين تضحي بكل شيء من أجل تحقيق تلك الرغبة...ليس ذنبها أبدا إنما ضحت ضحت ولكن زوجها لم يقدر تضحيتها...مهند وحيدي أرجوك أن تهتم بها...أن تكون لها ما أنت لي إذا حصل لي شيء...لم أستوعب كلماتها جيدا لكني قلت لها لا تقلقي وكفاك لنعد لنومنا...التصقت بي وقبلت شفتي وقالت كم أحبك وكم أنت رائع لا تنس ما قلته لي الآن.
    مضى الوقت وأشرقت الشمس وكأنها للحظات انتصرت على الغيوم السوداء..أشعتها البرونزية في الصباح خرقت ستائر الصالة بطريقة غريبة حيث جعلت من الستائر وكأنها قطعة ضوء معلقة...شعرت بدفئها يلامس وجهي..ووجه حنين...تأملت وجهها كان قطعة من النور...وجه لم أجد لجماله أي وصف...بقيت للحظات أتأمله...ولكن يبدو أن انتصارها لم يدم طويلا لأن تلك الأشعة إنما كانت مجرد تحية صباحية حيث عادت الغيوم تجتاح السماء..وكأنها شعرت بأنفاسي...فتحت عينيها ابتسمت بالرغم من صعوبة الابتسامة عند الاستيقاظ..مدت يدها إلى رأسي ولفت رقبتي وشدتني إليها وقبلت شفتي..أنت رائع....قالتها بعد قبلة طويلة........استيقظنا ذَهبت إلى الغرفة لتوقظ رنين...وَجَدتها جالسة تنتظر...قالت أنت مستيقظة إذا...ردت خرجت ووجدت مهند يتأمل وجهك فلم أشأ أن أقطع عليه تأمله...قالت كيف تشعرين الآن هل أنت بخير..ردت نعم أشعر بأني أفضل....إذا اخرجي لتساعديني في إعداد الفطور.. ابتسمت رنين وقالت لا بأس لنعد الفطور.. في المطبخ قالت حنين لأختها...رنين أريدك أن تكوني قريبة من مهند إذا ما حصل لي شيء.. صدقيني لن تجدي إنسانا بمثل لطفه وكرمه ووفائه...حنين لماذا تقولين لي ذلك.. رنين أخشى..من ماذا تخشين حنين قولي لي...لاشيء..لاشيء رنين...دعينا نخرج الفطور ودعينا معا نلح على مهند أن يفطر لأنه لا يحب الفطور أبدا..لا بأس أختي لكنك تجاهلت سؤالي..لا تقلقي..مهند رنين أعدت الفطور وعليك أن تأكل لأنها ستحزن كثيرا أن لم تفطر معنا...رنين تتفاجأ...لكن حنين تقطع عليها دهشتها أليس كذلك رنين...بتردد نعم نعم عليك أن تفطر معنا..لأنك إن لم تفطر لن نفطر نحن أيضا...أبتسم وأقول إنه أمر دبر بليل فتضحك حنين ورنين وأبتسم أنا...نفطر..بعدها أستعد للخروج إلى عملي....كانت السماء لم تزل تبعث بدموعها... كانت سوداء..نازفة...خرجت إلى عملي وعند الباب قلت..عليكما أن تهتما ببعضكما ولا أريد مأتما آخر بعد خروجي.....تبتسم الأختان مع السلامة.....أصل إلى مقر عملي وقد اجتاح المطر مني حتى وصل إلى الجلد..أحاول أن أنشف ملابسي لكن دون جدوى فالمطر كان أعند من أن أنشف آثاره هكذا.. دخلت مكتبي ووجدت بعض المعاملات عليه أتممتها بسرعة..لا أعلم لماذا كنت أحاول أن أكون سريعا في كل شيء اليوم..لا اعلم ولحد الآن أنا أتساءل لماذا...؟
    كنت أشعر بأن هناك شيئا ما ينتظرني..لكن ماهو لم أكن أقع عليه...العمل في الدوائر الحكومية أشبه بمعركة يومية يخوضها الموظف مع ذاته الداخلية والخارجية معا...تعب..مستمر..لا لأنك تجهد نفسك.. إنما أحيانا الملل والروتين يزرعان هذا التعب فيك...في اليوم تلتقي المئات وكل واحد تلتقيه إذا ما أخذت منه جزءا بسيطا من شكواه وألمه يصبح لديك كما هائلا منها وإذا ما تكرر الحال كل يوم يتراكم ويصبح الصمود أمامه أمرا شبه مستحيل..وأنا غارق في تفكيري هذا دخلت امرأة عجوز مكتبي وبيدها معاملة..اقتربت قالت دون أن تسلم ابني ماذا أفعل بمعاملتي هذه...عندما سمعت ابني أهملت أنها لم تسلم نهضت من مقعدي وذهبت إليها وأجلستها على مقعد أمام طاولتي..قلت لها استريحي أمي قليلا...كانت معاملتها بشأن التقاعد..قلت لها إنها شبه كاملة فقط تحتاج إلى أن ترسل للوزارة..قالت من يرسلها قلت اذهبي أنت للبيت وأنا أرسلها لك..شكرتني وخرجت وهكذا أصبح المراجعون يدخلون ويخرجون وأنا أشعر بأني يجب أن أنهي عملي بسرعة... رن الهاتف دب خوف ما في أعماقي..همست نعم أدركت لماذا الاستعجال والخوف...نعم..مهند تعال إلى غرفتي الآن...خرجت إليه... أريدك أن تذهب للبيت لتستريح اليوم فغدا لديك سفر إلى العاصمة..نعم.. متى أغادر.. الساعة الثامنة والنصف صباحا...خذ هذا الظرف معك...فيه بعض المعاملات التي تتعلق بالدائرة وكذلك مصاريف السفر..شكرا..لا باس......اخرج..وقبل أن أجتاز الباب...المدير مهند ما بك مستعجل هكذا.. هل هناك شيء...أستدير لا أبدا ليس هناك شيء... أخرج..أدخل مكتبي...أحمل حقيبتي...أعود أدراجي... المطر لم يزل يهطل بغزارة...أصل البيت...في الصالة أجد حنين ورنين جالستين على الأريكة وقد وضعت حنين رأسها على صدر رنين...أحاول أن لا أقطع عليهما جلستهما... وأشعر بأني قد تخلصت من رغبة الاستعجال..أسمع حنين وهي تقول لرنين..كنت أحب وأنا صغيرة أن ألعب دائما بالأحجار..لأني كنت في نفسي أقول إن صمتها جميل..فإنك حتى إذا رميتها هي لا تشتكي..بل تتحملك إلى أبعد حد.. كنت أجد متعة كبيرة وأنا أداعبها وألعب بها..كنت معك نجمع خمسة أحجار صغيرة ونلعب بها لعبة نسيت اسمها..كنا نستمتع بوقتنا.. رنين هل تتذكرين ذلك اليوم الذي زارتنا فيه خالتك..هل تتذكرين كيف ركضنا أنا وأنت إلى الطابق العلوي كي لاترانا لأنها كانت تمنعنا من اللعب بالأحجار..كانت تقول لأمنا أخشى أن تتعلقا بالأحجار فتأخذا طبعها... كنا نضحك من كلماتها هذه...وأمي كانت تبتسم وتقول لها انهنا أرق من أن تؤثر فيهما الأحجار..وكنا نتباهى بشهادة أمنا مع أنها عندما كانت ترانا لا تبدي لنا ذلك بل تحاول أن تضفي بعض ملامح القسوة على ملامحها..تقاطعها رنين حنين ماذا بك تعودين بنا إلى ذلك الوقت الذي لن نستعيده أبدا...أراك حنين غارقة في أفكار تتعبك كفاك فأنت مريضة حنين ولا أريد أن أسبب لك و لمنهد الإزعاج أريد أن أجد لي عملا حتى لا أكون عبئا عليكما.. تنتفض حنين رنين هل تريدين موتي أو أنك تريدين الإسراع بمجيئه..أنت مني ومهند يدرك ذلك تماما بل إنه يعرف بأن عليه أن يهتم بك فلا تذكري هذا الأمر أمامه لأني أخشى حزنه..إنه حزين دائما من أجلي.. بل حتى عندما التقيته أول مرة كان الحزن هو ما جمعني به...لذا ارحميه وانسي أمر عملك هذا...تبتسم رنين لقد أذهلك منذ أول لقاء كنت متيمة به منذ أول لقاء..تضحك حنين نعم لأنه مذهل بالفعل..لم أر إلا القليل ممن يعيشون ليكون غيرهم سعداء..إنه لا يغضب..وإن غضب فإنه لا يدعني أشعر بغضبه..إنه يتقبل أي شيء مني حتى وإن جرحته بذلك..إنه متفاهم مع نفسه ومع كل من حوله..لا أحد يشتكي من وجوده..حتى أناس لا أعرفهم عندما نخرج أجدهم يصافحونه ويشكرونه وعندما أسأله من هم يقول إنه لم يلتق بهم إلا في الدائرة يقصد بأنهم راجعوا دائرته...إنه خلق ليكون لي حنانا ولكل أيضا...رنين أعلم بأنه نادر أعلم بأنه يحبك أعلم بأن إنسانيته لا توصف أعلم كل هذا لذا أجدني أرتاح عندما أراه..بل كنت أجده وأنا أشتكي له من زوجي يسمعني دون أن يبدر منه أي شيء يجعلني أشعر بأنه مل أو حتى لا يريد سماعي..لم أره يقاطعني مرة بل كان يستمع لي للنهاية.. حنين اهتمي به...رنين علينا معا أن نهتم به بعد الآن.......كنت مازلت واقفا دون أن أصدر أي صوت ترنيمتهما أخرست أنفاسي...لم أعد أتحمل سماع المزيد لأني كنت أعلم بأن حنين أصبحت تسير إلى نهايتها..فعدت للباب وتعمدت أن أصدر منه صوتا..تنبها وجودي...فأتت حنين وقبلتني... سلمت على رنين كيف أنت الآن رنين أجابت بخير بل أفضل بكثير...قالت حنين ما الذي عاد بك مبكرا هذا اليوم أخشى أن تكون مريضا أو ...لم أدعها تكمل...لا..ليس مرضا.... لكن لدي خبر سار لكما معا..جهزا نفسيكما غدا تسافران معي إلى العاصمة...حبيبي هل أنت جاد..وهل أمزح فيما يفرحك...عادت تقبلني من جديد...رنين قالت لا أريد أن أزعجكما في سفرتكما هذه..نظرت حنين إليها..إنك تؤذيه......اعتذرت رنين.. وقالت غدا إلى بغداد...لم تمض لحظات حتى ورن الهاتف..كان زوج رنين... نعم...دون سلام هل رنين عندكم..نعم...أريد أن أتكلم معها.. رنين إنه عماد...لا أريد أن أتكلم معه...رنين تعالي وانظري ماذا يريد...لا بأس..نعم..رنين أعتذر عن تصرفاتي فقد كنت سكيرا ولم أدر بنفسي... تقاطعه رنين.. خلاصة الموضوع...أريدك أن تعودي للبيت.. رنين لقد طلقت..رميت يمينك بالثلاث..وانتهى الأمر....تحملتك طوال هذه السنوات من أجل روح أمي...لكنك أخيرا أخرجتني من سجنك الرهيب... سكر.. وغضب.. وعراك..وضرب...وضيوف مقامرون...وتبجح...يقاطعها عماد لكني ندمت...أنت تندم كل يوم..وتعود...هذه ليست المرة الأولى التي تندم فيها...خلاصة الموضوع انسَ أنك كنت متزوجا رنين لن أعود...يهيج عماد بوجهها أنت لا تستحقين أن تكوني زوجتي أنت مجرد امرأة فاشلة.. يقاطعه رنين عذرا لست ملزمة أن أسمع سبك هذا..تقفل السماعة بوجهه.. وترتمي على كرسي قريب وتبدأ بالبكاء...وتبكي معها حنين...اقترب منها رنين...آسف لأني قلت لك اسمعيه لكن هذا الفصل كان لابد منه لترتاحي منه إلى الأبد..لأنه كان لابد وأن يتصل فخشيت أن تجاهلته اليوم يعود غدا أو بعد غد أو أو.. وتكونين حينها قد نسيت بعض الشيء فيعيد الأمر من أوله..اعذريني..وأكره أن أرى البكاء..لأني لا أريدك ضعيفة...مسحت دموعها...ونظرت إلى حنين قالت لها امسحي دموعك فإنك تؤذينه.
    رنين..حنين أصبحت أنا نهرا من الأحزان..لم أكن أحب الحزن...لكن الأيام وهذا الكابوس عندما أصبحا يتموجان في كياني شعرت بأني أحبكما أنتما أكثر أكثر أكثر من أي شيء...حنين..لنستعد للسفر غدا.
    ابتسمت حنين هكذا أعرفك أبدا...جاء الصباح غائما كعادته هذه الأيام..كانت السيارة تنتظرنا أمام الباب خرجنا إليها مسرعين.
    الطريق من مدينتنا إلى بغداد طويل لذا فإنه يحتاج إلى صبر وتحمل...خاصة وإن ظروف البلد تسير نحو دوامة لانهاية لها..في الطريق ترى كل تناقضات الحياة..فمنذ اللحظة الأولى التي خرجنا منها من المدينة وجدنا على طرفي الشارع الخضرة تكتسح كل شيء لكن مع الخضرة وجدنا في أماكن كثيرة وحلاً وحواجز وأسلاكا شائكة ودبابات ومدرعات وجنود مدججين بالأسلحة والعتاد..ونقاط تفتيش.. كنا لا نسير سوى كيلومترات قليلة حتى نجدنا مضطرين للنزول عن السيارة وتبدأ عملية دراماتيكية بتفتيش السيارة وأحيانا كان السائق يضطر إلى نزع مقاعده...والأغرب أن حقائب حنين ورنين الشخصية أيضا فتشت في أكثر من نقطة تفتيش..وبعد كل نزول وصعود كنا نحاول تمالك أنفسنا من الضحك أحيانا ومن البكاء أحيانا أخرى.. الضحك لأنهم يرون البلد تسلب وتدمر وهم يعرفون سبب ذلك..فهؤلاء المدججين بالسلاح هم أنفسهم الذين يقتلون أبناء الوطن وهم أنفسهم الذين سببوا كل هذا الدمار وهم أنفسهم الذين يفتشون بل وجدوا أخيرا من ينوب عنهم في ذلك... وكنا نبكي كلما وقعت أعيننا على سيارة شخصية محترقة أو نساء وعجائز وأطفال جالسين على الأرصفة وأيديهم ممددة لعل من هبة من السماء تقع فلا تخطئ أيديهم...هذه المشاهد تكررت بعد أن خرجنا من مدينتنا..وليس معناه أن مدينتنا خالية منها لا أبدا لكن المطر قد أجل خروجهم...مضت تقريبا أربعة ساعات وخمسة وعشرين دقيقة منذ أن غادرنا المدينة...لو كانت الظروف غير لكنا وصلنا الآن إلى بغداد لكن بسبب ما تعانيه البلاد من فوضى وموت وقتل ونهب أصبح الأمر أشبه برحلة نحو الموت..وصلنا بغداد كانت الساعة قد اقتربت من الواحدة ظهرا..بغداد كانت مشرقة بهية كعادتها لكن ثوب الحزن كان قد لبسها لأنها قبل أيام فقط نعت الآلاف من أبنائها في حادثة الجسر التي هزت كيان العالم الإنساني بأسره.. حيث عند مدخلها تجد المئات من اللافتات التي تنعى أبناءها.. وتسمع صوت المآذن وهي تنعى..والمساجد وهي تستقبل المعزين.. وصلنا إلى مركز المدينة والهم يكاد يخنقنا..صور الموت هذه عمقت رغبة الموت فينا..قصدنا في مركز المدينة فندقا ولقينا عند بابها مسلحين وعلى بعد أمتار دبابة وفي الطرف الآخر مدرعة وجنود... قاموا بالواجب وفتشوا حتى ملابسنا الداخلية...دخلنا بعدها الأرض المحرمة..وحجزنا غرفة في الطابق السابع وتعمدت أن تكون مطلة على دجلة..ذلك النهر المذبوح الذي كنت في الليل أسمع أنينه إنه مثل الجميع ينعى أبناءه..الذين سقطوا فيه فلم تسعفهم أقدارهم ان يخرجوا منه..فغسلوا أرواحهم بماء دجلة ولقوا حتفهم وهم يتغنون بدجلة..دخلنا غرفتنا..وحاولنا جهدنا أن نأخذ قسطا من الراحة.. رنين وحنين أرادتا أخذ حمام..لكني كنت تعبا جدا لذا تمددت على أريكة قرب النافذة..ولم أشعر بنفسي إلا وحنين تقول لي ألست جائعا..أدركت حينها بأنها جاعت..أخذت أنا أيضا حماما وخرجنا إلى مطعم قريب..أكلنا وعدنا إلى الفندق..أردت أخذ قسط من الراحة خاصة وأن المساء قد حل.. غدا لي عمل شاق..ليس شاقا لكونه يستهلك جهدا..لا..إنما الروتين... والظروف تجعلانه شاقا..تمددت على الفراش ونسيت حتى أن أسأل حنين إذا ما كانت تحتاج إلى شيء ... لا أعلم كيف بسرعة نمت..لم أشعر بنفسي الا والساعة قد قاربت على الحادية عشرة..وجدت حنين ورنين جالستين أمام التلفاز تشاهدان مسلسلا عراقيا..لا أتذكر بالضبط اسمه لكني أظن بأنه كان يحمل اسم حرب وشيء أو شيء آخر وحرب..انتبهت حنين لاستيقاظي.. مهند تعال واجلس معنا بعض الوقت فقد نمت لأكثر من ثلاث ساعات.. لا بأس حنين أنا آت..جلست بالقرب منها... لفت بذراعها رقبتي ثم وضعت رأسها على صدري.. قالت كم أحب أن نبقى هكذا إلى الأبد...كانت رنين مندمجة مع المسلسل..حنين نبقى هكذا طالما أنت تريدين.. لكن مهند أشعر بأن كل شيء بدأ يسير بسرعة..هل شعرت بذلك أنت أيضا..تنتبه رنين أنا أيضا أعيش الحالة نفسها الإحساس ذاك يداهمني منذ أيام...نعم أنا أيضا كنت أتساءل أمس لماذا أنا مستعجل في عملي لكني ظننت أن خوفي عليك حنين هو السبب..حنين لا أبدا لا أظن بأنه الخوف هناك شيء ما.. نجهله... رنين وكأنك حنين تريدين زرع الخوف فينا...لكن الخوف موجود أصلا ولا يحتاج إلى زرع وحضور آخر..رنين تقاطعني أنت أيضا تخاف... لكن من ماذا تخاف وأنت بإنسانيتك لم تؤذ حتى نملة..أخاف من كل شيء..أخاف من نفسي أحيانا..أخاف من أن أفقد..نعم أفقد..الشعور بالفقدان لا يدعني أرتاح أبدا...رنين تفقد ماذا...أفقد من منحتني الأمان وهي فاقدة له...تقصد حنين...تتدخل حنين وحيدي مهند..كم أنت رائع.. كم أحبك...كم أحتاجك... صغيرتي....تتدخل رنين مهند أنت إنسان رائع وأظن بأن السماء لن تؤذيك..لن تسبب لك الألم أبدا...حنين لنأمل أن نبقى معا إلى الأبد...نعم معا...رنين نعم معا..الوقت يمضي بسرعة لم نشعر به.. كان وجه حنين تعبا جدا..قالت صور ومشاهد اليوم لا تفارقني... أطفال وشيوخ ونساء يعيشون الموت كل لحظة.. وحواجز ودبابات وجنود وأسلاك....إنها صور ومشاهد ترعب النفس وتقتل كل بسمة...رنين معك أنا أختي فإنها لم تزل تتوالى على ذهني وكأني أدمنتها...إنكما تتعبان نفسيكما كثيرا...ارتاحا الآن فغدا آخذكما في جولة غريبة..إلى أين تريد أن تأخذنا...لن تكون غريبة إذا قلت...فقط علي أن أنهي عملي وأعود بعدها لاصطحبكما إلى حيث ترون كل شيء جميل وغريب..رنين هل بقي شيء جميل في بغداد...حنين إنها خراب ومجرد هياكل بيوت...كفاكما إنها بغداد ولن تتحول إلى خراب أبدا..دخلت رنين فراشها..أمسكت حنين بيدي وقادتني للفراش..تمددنا...وضعت رأسها على صدري.. قبلته..ثم رفعت رأسها قبلت وجهي شفتي..قالت في شفتيك امتص حنانا رهيبا..وفي حضنك السكينة التي أجدني لا أستغني عنها أبدا...وأنت حنين الأمان الذي أبحث عنه..لا تنسي ذلك...نعم حبيبي لن أنسى...لننم إذا...لا بأس.... لحظات حتى وكانت حنين تغطّ في نوم عميق لكني وجدت النوم يقاومني فأنا كنت قد استيقظت في الحادية عشرة...سمعت صوت باب الغرفة الأخرى التي فيها رنين وكأنها هي الأخرى لم تستطع النوم..لكن سرعان ما سمعته يغلق...بقيت أتأمل وجه حنين... وبحركة لا شعورية مني انحنيت وقبلت شفتيها...لم تحرك ساكنا..وضعت رأسي على صدرها وكأني وجدت مبتغاي فبدأت أنعس ونمت دون أن أشعر بنفسي كيف ومتى...جاء الصباح بسرعة..سمعت طرقا لباب الغرفة... كانت حنين مستيقظة..قالت نعم... صاحت رنين أيقظي مهند تأخر الوقت ولديه عمل...التفت حنين إلي وقبلت شفتي وقالت انهض ياكسلان تأخر الوقت...نهضت بسرعة وأخذت حماما سريعا ودون فطور خرجت مودعا حنين ورنين..لكن سرعان ما عدت فقد نسيت الظرف...أخذته..وعند الباب أمسكت حنين بيدي اهتم بنفسك وكن حذرا...قبلتها وخرجت... وفي الطريق...كانت المآسي تتقاذف علي من كل صوب...دمار حل هنا..وموت يتربص هناك..طريق مسدود.. وآخر يعملون عليه...ازدحامات...أصوات صفارات السيارات تتعالى في كل مكان..الكل مستعجل...يريد أن ينهي ما عليه...أظن أنني قضيت أكثر من ثلاثة أرباع الساعة حتى وصلت إلى الوزارة..وفي الوزارة وجدت الروتين اليومي...موظفين جالسين دون عمل...موظفات يتهامسن بمشاكلهن.. مراجعين مهملين متراصين.. وجوههم تفيض ألما وتعبا...وفي النهاية الكل يعيش لكن لكل طريقته في العيش وصلت إلى غرفة الحسابات.. سلمت الظرف..طلب مني مدير الحسابات بعد فتحه أن أنتظر ربع ساعة حتى ينتهي من إعداد المطلوب..فرحت لأنك قلما تجد معاملة لك تنتهي بربع ساعة في دائرة حكومية...التهيت بقراءة جريدة واستغربت من وجودها في البداية لأننا لا نعيش أزمة أمان فقط إنما امتدت الأزمات لتشمل جميع القطاعات حتى الثقافية منها أيضا...لكن مدير الحسابات كانت لديه اهتمامات أدبية فكان يتابع الصحف يوميا...انتهت الربع ساعة دخل علي مدير الحسابات مبتسما قال ها قد أنهيت طلباتك..شكرته..مددت يدي لأصافحه أمسك بيدي وقال لماذا لم أعد اقرأ لك....آه نسيت أن أقول لكم بأني أمارس في أوقات فراغي مهنة الكتابة آسف..أليست هي الأخرى أصبحت مهنة...لا أعلم..لكني هكذا ظننت...قلت مشاغل عائلية أبعدتني بعض الوقت عنها لكني أعود بالطبع...قال أنا استمتع بكتاباتك فاستمر...شكرته مرة أخرى ولم أنس أن أقول له إن بعض المراجعين يشتكون تأخير المعاملات...قال لاتهتم اليوم أجمع الموظفين وأهتم بالأمر... ودعته وخرجت كان كل همي بعد ذلك أن أصل إلى الفندق لأني أعلم بأن حنين ورنين تنتظران بشغف وصولي لأخذهما إلى ذلك المكان الغريب... حاولت أن أسلك الطريق السريع لكننا اصطدمنا برتل من الجيش.. وحيثما توجد الآليات العسكرية فإن معناه عليك إما أن تنتظر لساعات حتى تفتح لك الطريق أو ان تعود أدراجك وتبحث عن طريق آخر...هذه الآليات أصبحت تستفز الناس كثيرا لأنها أحيانا تتعمد قطع الطرق فتزدحم بالسيارات.
    المهم بعد صولات وجولات استطعت بزمن قياسي نسبة لتلك الظروف أن أصل إلى الفندق..حيث استغرقت رحلة العودة ساعة وربع فقط...دخلت الغرفة...سلمت على الأختين...قالت رنين أراك تعبا جدا... حنين أضافت خذ حماما...وارتح قليلا...تفاجأت ظننت أنهما لن تتحملا أكثر..لكن عندما دخلت الحمام وشاهدت وجهي في المرآة أدركت السبب...أخذت حماما...وبعدها تمددت قليلا جاءت حنين وضعت أناملها الرقيقة على شفتي..قالت وجهك شاحب جدا...قلت إنه تعب لا غير...تمددت بجانبي.. وعانقتني بشغف...وكأننا على موعد وداع...قضينا بضع لحظات حميمية.. خرجنا...بعدها إلى رنين...قلت لها رنين استعدي للخروج... حنين قالت علينا أن نغتسل قبل الخروج...مضت اللحظات...وبدأنا نستعد للخروج... قالت رنين إلى أين تأخذنا.. لن أقول إلا بعد أن نصل...ابتسمت حنين... رنين إنه عنيد لن يقول...أجرنا سيارة..أمتار قليلة قطعناها حتى هز دوي انفجار كبير الساحة المقابلة للفندق.. توقفت السيارة..خرجنا لنرى ما حدث..فاجأنا انفجار آخر...لكنه كان أقرب..مع ذلك الصوت بدأ الرصاص يهطل علينا من كل صوب..الجنود المدججين بالسلاح والعتاد فتحوا النار على الجميع.. إطلاق نار عشوائي وهذه ميزة جديدة لمحرري البلاد.. حاولت أن أحمي حنين ورنين لكن الرصاص كان أسرع...!!
    أقصد شملنا..أقصد..لم أشعر بنفسي إلا وأنا على فراش وحولي جثتا حنين..ورنين...وأنا أكاد أسيطر على نفسي..فالدم لم يزل يتدفق من صدري بغزارة.............مضت أسابيع حتى استعدت عافيتي قليلا فسطرت فبدأت بكتابة قصتي التي مازلت متيقنا بأنها لم تكتمل لأننا يجب أن نكون معا.
    لم تمض سوى أيام قليلة بعدها حتى لحق مهند بهما وهكذا انتهت القصة.. وكانت آخر كلماته التي سطرها على ورقة ظلت تحت مخدته "وكأننا قُدر لنا أن نبقى معا"...............................!
    انتهى.....................!!

    2-5-2006

  2. #2
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    الأستاذ/ جوتيار

    رائحة الموت تخيم على القصة منذ أول سطر وحتى النهاية .

    الجو المحيط تشاؤمي.. مطر.. ظلام .. مرض ، حتى موظفي الحكومة

    غارقين في الروتين ، وكانهم أيضا موتى ...

    حينما يصير الموت هاجسا فهل من أحد يستطيع الفرار منه ؟

    صورة حزينة كئيبة تلف العراق والعراقيين، نقشتها في حروف مؤلمة حزينة .

    جوتيار ...

    أجدت فأوجعتنا .
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  3. #3
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    لماذا كتب على اعمارنا الشقاء لماذا ؟

    حاولت هنا ان اجيب نفسي ... فوجدتني اقع في فخ الانهزامية

    ولكن ياجو

    قدرنا ان نبكي وقدرنا ان نغسل قسوتنا بدمعنا

    والضامن ... الله

    اليس الله بكاف عبده
    الإنسان : موقف

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 357
    المواضيع : 1
    الردود : 357
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الاخ العزيز جو

    الالم في النص لايضاهيه الا الالم في الواقع العراقي

    مودتي لك
    مهـــــــــــــنل

  5. #5
    الصورة الرمزية عبدالرحيم الحمصي قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : المغرب ،، فرنسا
    المشاركات : 628
    المواضيع : 57
    الردود : 628
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي


  6. #6
    الصورة الرمزية عبدالرحيم الحمصي قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : المغرب ،، فرنسا
    المشاركات : 628
    المواضيع : 57
    الردود : 628
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي


  7. #7
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب الرائع جوتيار تمر

    بدأت قراءة النص , وعلى وجهي ابتسامة , وفي قلبي فرحة , انني اقرأ لاديب احبه , واحب طريقته في المعالجات الادبية , وما هي إلا حروف وكلمات ووجدتني , أعدّل من جلستي , واقترب اكثر من النص , لاتابع بتركيز اكبر , وبدأ قلبي يخفق , ويسربل الحزن نفسي , جعلتني اعيش الحالة , اعيش معك مرارة الماساة , لقد نجحت ايها الاديب , بايصال كل ما تريد , ببراعة ومهارة .

    اخوكم
    السمان

  8. #8
    أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : عمّان -- الأردن
    العمر : 38
    المشاركات : 1,119
    المواضيع : 37
    الردود : 1119
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    الرائع/حوتيارتمر.............

    وكأن حنين بالنسبة أليه وإليكَ و إلينا حقنة من ضوء فيها ألم لذلك العراق

    وكأنك أنت راويها.

    أهنِئُكَ على هذا السرد الأدبي الرائع

    لكَ مني كُلَ الود
    حين َتُمطِرُ بِغزَارَةٍ ... تَجتَاحُنِيْ ... تِلك َ' القَشْعَريرَةُ ' شَوْقا ً إليك ِ!!

  9. #9
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأخ جوتيار ..
    تحية معطرة برياحين دجلة والفرات .

    لم أستطع أن أتوقف عن القراءة .. قصة .. ربما رغم الحزن أحسست بالسعادة لنهايتها .. فلا زالو معا .. لم تفرقهم الضغائن ولا الأحزان .. بل جمعهم الحب .. حتى النهاية .
    كتمت أنفاسي .. وتجلدت بالصبر فلم أكن أريد أن أستبق أحداثك بتكهناتي كعادة القراء .
    قصة أكثر من رائعة .. بكل ما فيها من حس إنساني .. وأحداث .


    تقبل ودي واحترامي
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  10. #10
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    قصة رائعة بحق ...

    أخي الفاضل المبدع جوتيار:

    الصمت في حرم الابداع ابداع

    سلم قلمك وتقبل خالص إعجابي وتقديري وباقة وردنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. سوف نبقى...
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 12-03-2013, 08:53 PM
  2. نداء محبة-للأمة العربية والإسلامية-معا معا...
    بواسطة رقية عثمانية في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 29-03-2010, 08:14 PM
  3. عايزنا نبقى كده
    بواسطة احمد محمد جبر في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-06-2009, 03:50 PM
  4. منى نبقى هنا
    بواسطة زاهية في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 07-11-2006, 11:18 PM