قتل وتهجير المسلمين السنّة من العراق مخطط أمريكي استراتيجي

أعلنت أمريكا يوما ما أنها غزت العراق للقضاء على أسلحة الدمار الشامل فيه ثم ثبت كذب ذلك وتوالت الادعاءات فيما يتعلق بالأمر ليثبت زيفها بعد كل منها فما هي حقيقة الأهداف الأمريكية في العراق ولماذا الكذب بشأنها لا بد من استعراض بعض الأمور للوصول إلى ما يقصده الأمريكان بالنصر النهائي في العراق ومقومات تحقيق ذلك بشهادات دامغة من ساحة الصراع إن طموح أمريكا للسيطرة على ثروات المنطقة بحاجة إلى حجج جديدة وخداع وتضليل وتمويه يضمن لها الهدف بأقل الخسائر وهكذا كان التستر بحجة ديموقراطية التزوير الباب الذي ولجت منه أمريكا محاولة القضاء على القيم الإسلامية التي تحول بينها وبين أطماعها في ثروات المنطقة بداية نقول كيف تعاملت القوات الامركية مع قضية تلعفر منذ بدايتها ولماذا لم تفعل الشيء ذاته في البصرة وغيرها من المدن السنية بينما ناصرت شيعة تلعفر بحجة انهم ولم تحرك ساكنا لوقف محاولات قتل وذبح وتهجير المسلمين السنّة في البصرة وبغداد وغيرها إن لم تكن راضية عن ذلك وكما حدث للمسلمين السنة في فلسطين قبل 1948 وما بعدها حيث عاش اليهود الاف السنين على ارضنا بامان حين كنا نحكمها فانظروا ما يحصل الان للفسطينيين في فلسطين بعد ان حكم اليهود فلسطين والمر ذاته بالنسبة الى حلفاء امريكا في العراق فهل من أهداف أمريكا قتل وذبح وتهجير المسلمين السنة في العراق للاستيلاء على حصتهم في نفط العراق ؟ ومن ثم السيطرة الكاملة على ثرواته ؟ هل هنالك أهداف صليبية صهيونية اتفقت مع ذلك المسعى ثم قتل وتهجير المسلمين السنة في شمال مصر للسيطرة على واردات قناة السويس وموقعها الاستراتيجي بتشكيل دولة قبطية شمال مصر ثم الزحف نحو شرق السعودية للسبب ذاته وتكوين دولة شيعية شرق السعودية للسيطرة الكاملة على الثروة النفطية ومنع السعودية من تسخيرها لصالح الإسلام وإقامة الدولة الحوثية في اليمن للسيطرة على مضيق باب المندب .... الخ .
إن تصفية السنة في العراق ثم الاستيلاء على حصتهم في نفطه تتفق مع مصالح أمريكا وإسرائيل وذلك يحتاج إلى مخطط متكامل الأبعاد بدأ باحتلال العراق وتمزيق وحدته الوطنية وقتل الكثير من أبنائه من أطفال وشيوخ ونساء و بلا وزر اقترفوه وكذلك سجن وقتل الكثيرين من خيار أبنائه (زيادة على ما حصل بالحصار الظالم على العراق اثنا عشر عاما) وخاصة العلماء بلا ذنب سوى لمنعهم من مواجهة المخطط الأمريكي فعندما يُقتل اويوضع الخيرون في السجون لن يكون هنالك من يدافع عن عوائلهم حين تهدد بالقتل أن لم تخرج من مناطقها كما أن أمريكا وحلفائها قامت بجمع الأسلحة من المسلمين السنة لكي لا يكون لديهم ما يدافعون به عن أنفسهم فيضطر السنة للتجمع في مناطق محددة يسهل على العدو ضربها متى شاء وبحجج واهية يخلقها متى وجد له مصلحة شيطانية في ذلك لإجبارها على الهجرة الكاملة من العراق وقتل الكثيرين من السنة الابرياء لترهيب باقي السنة للهجرة من العراق بالقتل والمحاصرة وقطع اسباب الحياة عنهم ما امكن ذلك حين تكون ظروف الصراع مؤاتية وهذا ما يظهر جليا في البصرة وغيرها من مدن ومناطق السنة والأمة الإسلامية تتفرج وكان الأمر لا يعنيها وكما سبق أن فعل بعض أبنائها في مراحل كثيرة من الصراع الصهيوني الإسلامي فخرجوا عن الإسلام بذلك خاصة اؤلئك الذين يزودون أمريكا بالنفط اللازم لمخططاتها الجهنمية ويصب في ذلك الفضائح التي اتضحت من المذابح الأمريكية في حديثة والاسحاقي بل ان كل مكان تواجد فيه الأمريكان حصلت مذابح فيه ورأيت احدها أمام عيني في الموصل وتحدث احد الجنود الأمريكان الذين خدموا في العراق عن الكثير منها باعتبارها أمرا شاملا يطبقه جميع الجنود الأمريكان لإرهاب أهل السنة وإجبارهم على الخروج من العراق قالت كونداليزا رايس ان أمريكا ارتكبت آلاف الأخطاء في العراق في ثلاث سنوات تقريبا أي ألف خطأ في السنة الواحدة على الأقل ولاستحالة ان يرتكب جيش دولة متقدمة مثل هذا العدد من الأخطاء تكون هنالك جرائم مع سبق الإصرار والترصد وليس اخطاءً كما يتضح أعلاه ومن حل الجيش العراقي وإصرارهم على عدم السماح بإعادة تشكيله بالصيغة العادلة السابقة ففي معركة جرت في احد أحياء بغداد بعد الاعتداء على المرقدين الشريفين في سامراء تكبدت قوات المقنعين خسائر وانسحبت من ساحة المواجهة مَنْ حل محلها لمقاتلة ابناء الحي القوات الأمريكية فكيف يدعي الأمريكان أنهم ضد فرق الموت إلا للخداع المحلي والعالمي ضمن لعبة تبادل الأدوار بينهم وبين الصفويين وحتى الآن يتهربون من تفسير ما يعنونه بالانتصار النهائي في العراق وهذه المقالة ربما توضح المعنى الذي لا يريدون الإفصاح عنه لئلا يقف العالم ضدهم و يصعب عليهم الوصول إلى أهدافهم مما يقتضي نشر الحقيقة كاملة ليرتقي المسلمون إلى مستوى المسؤولية وليمنعوا العدو الأمريكي من الانفراد بنا دولة بعد الأخرى وعلى العلماء ان يوضحوا الحقيقة للمسلمين وراينا ما حدث لتقصيرهم في ايضاح الحقيقة للمسمين في فلسطين قبل 1948كما ان العدو الامريكي يحاول الانفراد بالمدن السنية في العراق الواحدة تلو الأخرى ويهاجمها بقواته أو بقوات الصفويين مستغلا عدم وحدة أبناء السنة وتفرقهم وانشغالهم بالأمور الدنيوية الناتج من عدم فهمهم حقيقة المخطط الأمريكي وخطورة المرحلة فاليوم البصرة وغدا الانبار وبعده أللطيفية ومن ثم الموصل وهكذا مستغلا تقصير العلماء في إظهار الحقيقة للشعب والعالم وخاصة العالم الاسلامي وكذلك التفرق بين صفوف المقاومة وعدم التنسيق بين صنوفها حين تقتضي وقائع الساحة ذلك وعدم وجود إعلام حقيقي مضاد للإعلام الأمريكي ليوضح للناس وخاصة البسطاء حقيقة ما يجري وأما الديموقراطية التي يطالبون بها فهي ديموقراطية التزوير والخداع اللذان يصبان في الهدف أعلاه مثلا دخلت أربعة شاحنات محملة بملايين البطاقات المزورة لصالح الائتلاف العراق من إيران في الانتخابات السابقة وألقت أمريكا القبض على احدها واعترفت بذلك ثم اعتبرت الانتخابات شرعية فأثبتت أنها مع الباطل والتزوير ان كان يصب لصالحها وفي البصرة مثلا منعوا السنة من المشاركة الفاعلة في الانتخابات السابقة بالقتل والتهديد ونلاحظ كيف تشكل مجلس المحافظة أي أنهم يحاولون تغيير ديموغرافية البصرة والقضاء على الوجود السني فيها وأما الكثيرون فهم مع قوة الباطل الأمريكي ما حقق لهم مصالحهم قال علي الدباغ في يوم 3-6-2006 ان لا أ حد يجبر غيره على البقاء ضمن العراق فكم تغيرت اطروحاتهم بعد استدراج البعض لتشكيل الحكومة العراقية بتزوير الانتخابات والموافقة على دستور تقسيم العراق وخاصة خطورة عدم إعادة تشكيل الجيش العراقي السابق من عناصره الشريفة وهل يتوقع البعض من المخادع ان يعترف بجرائمه إن يمنعه ذلك من الوصول إلى الهدف الإجرامي الكبير إلا بقدر يجعله يلقي فيه اللوم على جزء من جنوده ويبرئ الآخر والتستر باللعبة فكيف يتوقع البعض من بوش ان يعترف بجرائمه وكيف يستمر في عمله إلى ما يسميه بالنصر النهائي في العراق ويلاحظ المراقبون ان بوش كلما أحرج بأفعال جنوده في العراق يدعي التدين والحرص على مبادئ الدين المسيحي كما حصل فيما يتعلق بالزواج المثلي يوم 5-6-2006 لكسب مشاعر الأمريكان والتغطية على جرائمه
حين كانت القوات الصفوية تهاجم المسلمين في جامع العرب في البصرةوأماكن أخرى كانت القوات الأمريكية تهاجم المسلمين في عدة أماكن أخرى من العراق وذلك يعني ان الطرفان يعملان على هدف واحد بشكل خفي كما أنهم يقطعون أسباب الحياة عن المسلمين السنة شيئا فشيئا وبشكل يتناغم مع مراحل المخطط لكي لا ينتبه إليه المسلمون داخل العراق وخارجه إلا بعد فوات الأوان فلا يبقى أمامهم سوى الرضوخ للنتائج والصدمة المصاحبة لها وما تشكيل الحكومة العراقية إلا لإضفاء الشرعية على المذابح القادمة والحرية حين تكون بلا قيود ( تحقق مصلحة صاحبها ومجتمعه ) تؤثر سلبيا على الطرفين لان الإنسان محدود القدرة على التفكير والاستنتاج ما لم تحكمه قيم يفهم ضرورتها لاستقامة علاقته بالمجتمع وهذا ما تريده أمريكا لنشر الفساد والزنا والأمراض الاجتماعية الناتجة منها كالإيدز والمخدرات في المجتمعات الإسلامية وما يصاحبها من جرائم كالسرقة والقتل لتوفير المال اللازم للزنا وبقية الشهوات التي تقضي على أساسيات المجتمع السليم وتمكن أفراده من التمتع بفرصتهم في الدنيا والفوز في الآخرة فهل أن الحياة الدنيا القصيرة التي تمضي كحلم قصير أهم لدى العاقل من مليارات السنين إلى ما لا نهاية في الآخرة وما يسبقها من فترة طويلة في حياة البرزخ أيبدل الغالي بالرخيص هل مَنْ خلق البعوضة وجعل لها عينان وقلب وأجهزة أخرى كمثال صغير لعجيب خلقه عاجز عن أن يخلق البشر أو يعيد خلقه وبعثه في الحياة الآخرة مع العلم ان الحياة الدنيا لا تستقيم بدون القيم التي يحاول الأمريكان القضاء عليها بحجة الحرية فتنتشر الأمراض الاجتماعية كما حصل في أمريكا والغرب ويستحيل على المرء ان يعثر على ورقة نقدية خالية من بقايا الكوكايين أو فيروس الإيدز داخل امريكا ولذا فلا يصلح للمجتمعات وخاصة الغربية إلا الإسلام لاستقامة الحياة وما يصرف على الخمور ( التي تنتج اغلب الجرائم تحت تأثيرها ) في بقاع العالم تكفي وحدها لجميع فقراء الأرض ويتضح بذلك احد الأسباب التي حرم من اجلها الإسلام الخمور . فما الدنيا الا امتحان تؤهل نتيجته الانسان للعيش كما يستحق في الاخرة ونقول في النهاية هنالك مخطط منظم لقتل وتهجير المسلمين السنة في العراق كما حصل في القرن الماضي في فلسطين وباستطاعة الكثيرين إضعاف العدو الأمريكي بقطع النفط عنهم وهذا ابسط ما يوجبه الإسلام وأمريكا موجودة لتقوية الصفوين بالمال والسلاح وحمايتهم وان تلاعبوا إعلاميا بهذه الحقيقة في مرحلة ما عملا على الوصول إلى الهدف الرئيسي وهو تجريد الأمة من دينها وقيمها والبعض من البسطاء ينخدع بالإعلام مما يقتضي نشر الوعي قبل فوات الأوان وخاصة ان لعبة الاستدراج نحو الأهداف الأمريكية قائمة على قدم وساق تجدهم يغيرون طرحهم أحيانا ويدعون الحرص على الحق وما ان يصلوا إلى الهدف المنشود حتى يتغير أسلوبهم ولسان حالهم يقول لماذا صدقتمونا فما يجري على الساحة الآن خلاف ما يتحدث به السياسيون في العراق وكما حصل فيما سبق في فلسطين فهل من صحوة ياأيها المسلمون أم أننا تعودنا ان يكون ذلك بعد فوات الأوان


مازن عبد الجبار إبراهيم / العراق



www.postgasidas.com/members/mazin