أحدث المشاركات

برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»» يغمس خبزة بالماء» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: قصة قصيرة بعنوان " ليل أبدى" للأديب موسى نجيب موسى

  1. #1
    الصورة الرمزية موسى نجيب موسى قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 72
    المواضيع : 33
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي قصة قصيرة بعنوان " ليل أبدى" للأديب موسى نجيب موسى

    ليــل أبــدي
    إهداء
    إلى تلك التي ترقد في تجويف القلب

    منذ زمن

    عله يسري في بدنها البارد

    نفحة وجودي

    وتدب فيها الحياة

    فتفر من ليلها الأبدي البهيم

    موسى
    ليــل أبــدي

    ليل طويل بارد، وأحضان زوج باردة، وعذابات طويلة تجلد ذاتها ووجودها، ونهار لا يريد أن يأتي أبداً رغم محاولاتها المستمرة لنزعه من ليلها الأبدي.

    الإنسان يعيش مرة واحدة وليس مرتين.

    هكذا قال لها في إحدى المرات القليلة التي جمعتهما معاً في مدرسة قريتها التي عملت فيها لمدة عام دراسي واحد فقط.. كلماته كانت دائماً ترن في إذنيها وتتجسد في حياتها في أفعال كثيرة كانت تقوم بها وهي غير راضية عنها.. كان متزوجاً ولديه أولاده الذين يعلن دائماً بمناسبة - ودون مناسبة – أنه يحبهم، وهي كانت في بداية أيام خطوبتها لأول منقذ طرق بابها بعد أن علمت تماماً أن فارسها المغوار قد سقط من فوق جواده الأبيض وكُسر ولن تقوم له قائمة بعد ذلك، كما أنه لاذ بالفرار إلى القاهرة لتحسين أحواله المعيشية.. دفعها ثرائها إلى أن تطمع في شئ واحد فقط منه هو أن يتقدم لها رسميا ويترك الباقي عليها.. لكنه لم يفعل رغم حرصها المستمر على ألا يمس هذا الموضوع كرامته أو يشعر لمجرد شعور أن قدره قد ينتقص قيد أنمله.. حين برقت صورة منزله الطيني الراسي على حافة الترعة التي تشطر البلدة إلى نصفين كان قراره بالفرار فلم تنفعه علوم الهندسة التي تلقاها أو تشفع له أو حتى تعطيه الفرصة لكي يطبق ما درسه في كلية الهندسة على منزلهم النقود في حالة فرار دائم منه فكلما رأته أو رآها تتداول في أيدي البشر- الذين ليس منهم – تهرب وكأنها تآمرت مع الزمن عليه وعلى أسرته.ضغطت التجربة على قلبها بشدة حتى اعتصرته فلم تجد بداً من الموافقة على ذلك الذي أنقذها من نظرات قاتلة كانت تحاصرها في عيون كل من حولها.. أعلنت في حيثيات موافقتها على المنقذ أن الناس في القرية يقولون عنه أنه طيب القلب لم تكن تريد من الدنيا أكثر من قلب طيب بعد أن خانها قلب "محب" كما أنه حاصل على بكالوريوس صيدلة ويعمل بالكويت بأجر عال جعل في استطاعته أن يقدم لها كيلو من الذهب الخالص عندما قام بخطبتها لكن لم يستطع هذا الكيلو أن يحرك مشاعرها نحوه بشيء فقد احترقت وخمدت ومات معها إحساسها الذي دفنته في مقبرة ذاتها منذ أن هرب فارسها من جحيم وجودها أمامه كل حين.. قبل أن تمر بها الأيام مسرعة عادت كلماته ترن في أذنيها مرة أخرى:-

    الإنسان.. يعيش مرة واحدة وليس مرتين.

    تستعيدها بينها وبين نفسها في همس غير مسموع وهي تقف في شرفة الطابق الثالث من المدرسة تتأمل المقابر القريبة التي دفن فيها معظم أفراد عائلتها أخرهم خالها الذي كانت تحبه كثيراً.. قفزت مباشرة من الطابق الثالث حتى استقرت على فوهة أحد الأقبية الخالية...دخلت بلا تفكير تمددت داخل القبو وأغلقت جفنيها.. مدت ذراعيها فوجدته ممدداً بجوارها اقتربت منه بشفتيها تريد أن ترتشف من رحيقه الكثير...استيقظت على نقرات أصابعه الحانية وهي توخز كتفها الأيمن ابتسمت ووضعت يدها فوق فمه وقالت له:-

    الإنسان يعيش مرة واحدة وليس مرتين.

    اقتربت منهما زميلة لهما في المدرسة كانت تُعلم الأولاد طاعة الله وأصول الدين قالت وهي تبدل نظرها بينهما في حسرة:-

    هذا صحيح.. إن الإنسان يعيش مرة واحدة وليس مرتين، والحياة رحلة قصيرة جداً مهما طالت لذا يجب علينا إلا نضيعها في معصية الخالق.

    عادت الابتسامة الخفيفة تمرح على شفتيها مرة أخرى وقالت له بعد أن ودعتهما زميلتهما وتمنت لهما سلامتهما الروحية:-

    حياة بلا أمل وإحساس ميت.. ماذا تفيد أذن السلامة الروحية؟

    انصرف عنها متأملاًُ المقابر فعادت تقول له:-

    حبيب أحببته بكل جوارحي، وأعطيته كل شئ إلا أنه عجز عن الارتباط بي، وخطيب لا أحبه يطوق عنقي ومعصمي وكفى بقيود لا أطيقها.. وأخيراً أنت.. المتزوج.. هاها.

    أنـا !!!

    نعم أنت.

    وماذا عني؟!!

    يبدو أن إحساسي ما زالت فيه بقية من حياة يريد أن يتشبث بها علها تعينه على مرار الأيام القليلة الباقية في عمري.

    السلامة الروحية أولاً.

    حياة بلا أمل وإحساس به بقية من حياة كنت أظنها قد انتهت ماذا تفيد إذن السلامة الروحية؟

    أدرك في التو أن اليأس تمكن منها تماماً وأنها بالفعل تحمل داخلها ذلك الجثمان الثقيل لإحساسها وحتى وأن كان ينبض ببعض الحياة فهي لن تقبل به إلا إذا عادت إليه الحياة كاملة.. مرت الأيام بطيئة وحبه لها يكبر ويكبر داخله. لم تقف زوجته وأولاده حائلاً أمام هذا الطوفان من المشاعر ففي إحدى المرات القليلة التي جمعتهما معاً داخل جدران المدرسة اعترف لها.. رآها لأول مرة تضحك بجد ومن قلبها أيضاً ورأى جسدها الذي أخذ يتضخم ويتضخم حتى صارت عملاقة وعندما أرادت أن تحتويه بذراعيها ذكرها مشرف اليوم بموعد حصتها القادمة.. انتفضت وارتعشت أوصالها وذهبت لتلقى علمها على الطلاب بعد أن أدركت تماماً أن ثمة حياة جديدة أخذت تدب في داخلها،وأنه لأول مرة تقتنع أنه من الممكن أن تعود الحياة مرة أخرى لميت قد مات منذ زمن،أو قد أشرف على الموت. نبضت الحياة في جثمان إحساسها وارتعش لسماعه كلمات زميلها.

    عاشت أياماً قليلة في حلمها الجديد تهدهد إحساسها الذي قام من رقاده- الذي ظنته رقاداً أبدياً- إلا أن الموت الحقيقي هاجمه مرة أخرى مع اقتراب موعد زفافها إلى خطيبها الذي لم تحببه قط ولن.. فتم الاغتيال على يد رجل الدين وبمباركة المدعوين بابتسامات مزيفة.. لم يمر وقت طويل على واقعة الاغتيال الأخيرة حتى عاد زوجها مرة أخرى للعمل في الكويت.. لم يحتمل بُعدها عنه فأرسل في طلبها.. لم تجد بداً من الإذعان فأذعنت مقهورة.. جواز سفرها يحمل بين صفحاته شهادة غيابها للمرة الأخيرة.. عندما وطئت قدمها لأول مرة أرض المطار تجاهلت وجود زوجها واتجهت مباشرة إلى مكتب صحة المدينة لتستخرج شهادة وفاة جديدة لإحساسها، بينما هو زميلها المتزوج يجلس أمام تلفزيون بلاده يشاهد برنامجاً وثائقيا عن دولة الكويت أعُد خصيصاً للاحتفال بذكرى تحرير الأرض من أيدي الغاشم.. حين شاهد البرجين الشهيرين السامقين في سماء العاصمة الكويتية اقترب من شاشة التلفزيون حتى تطابقت شفتيه عليها تماماً ثم طبع قبله حارة تسربت عبر الشاشة حتى استقرت فوق قمة أحد البرجين فشكلت نتوءاً بدا واضحاً للجميع، بعدها أخذ يداعب زوجته وطفلته في حنان غريب.. في الصباح وهي تقف في شرفة منزلها المطلة على الميدان الذي يحتل قلبه البرجين الشهيرين استرعي انتباهها ذلك النتوء الغريب الذي يرقد أعلى قمة أحد البرجين.. حاولت أن تدقق نظرها فيه جيداً حتى تعرف ما هو لكنه-أى النتوء- لم يعطها الفرصة حيث اهتز النتوء اهتزازات عنيفة هزت معها جسد البرج كله وطار في الهواء صوبها مباشرة حتى وصل إليها واستقر فوق شفتيها تماماً محدثاً صوتاً يشبه صوت احتكاك شفاه ذكر بشفاه أنثى في لحظة غرام نادرة،إحساس غريب غمرها بحضن دافئ ذوب جبال الجليد الجاثمة فوق صدرها الصامد.

    وقتها عادت كلمات زميلها في المدرسة ترن في أذنيها مرة أخرى:-

    الإنسان يعيش مرة واحدة فقط وليس مرتين.

    اتسعت شفتاها بابتسامة فياضة وقالت:-

    لا يعيش مرة واحدة أو مرتين فقط بل يا حبيبي الغائب من الممكن أن يعيش الإنسان المحب مرات ومرات ومرات..............

    قالتها وبعدها أسبلت عينيها وراحت تطير في سموات لم تطأها قدم بشر من قبل وأخذت ترفرف بذراعيها تشق موج السحاب الأبيض في السماء حتى وصلت إلى حيث يوجد البرجين.

    لم يكن حديث للناس في الكويت كلها إلا عن ذلك النتوء الذي ظهر واختفى فجأة وعن ذلك الجسد الذي يشبه الأنثى الذي أخذ يطير ويطير حول البرجين حتى استقر مكان النتوء المختفي فوق قمة أحد البرجين الشهيرين.


    بقلم موسى نجيب موسى

  2. #2
    الصورة الرمزية موسى نجيب موسى قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 72
    المواضيع : 33
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي قصة قصيرة بعنوان "لحم البنات" للأديب موسى نجيب موسى

    لحــم البنــات
    لحم البنات مر.

    هكذا قالت له بعد أن اقترب منها أكثر وأكثر وأراد أن يتذوق لحمها الشهي.

    قاطعها بشدة:-

    ليس كل البنات.

    على الأقل أنا.

    سبح في زرقة عينيها حتى وصل إلى شاطئ النن، تمدد تحت أشجار رمشها الظليلة بعدها سحب روحه وافترشها أسفل قدميه، حدد القبلة عن طريق موقع الشمس في فضاء وجودها، حاول أن يصلي في ملكوتها المفتوح لكنها نهرته بشدة وحاولت طرده من حدقة عينيها التي كادت أن تنغلق عليه وتدهسه.

    ألست من البنات؟

    قفزت فوق بساط الريح الذي لفظه منذ قليل ومر أمامها لتوه وأمرته أن يتجه بها نحو الشمس حتى تبني لنفسها عشاً من الجحيم تعيش فيه بقية حياتها المبعثرة في قلوب كثيرين.. أطاعها البساط دون نقاش واتجه بها نحو رغبتها الأخيرة.

    لم أجرب طعم الحب الحقيقي ولهذا فإن لحمي مر تذكر أنه أحب كثيراً، وذاق لحوم بنات كثيرات فلم يكن – حتى للبنات اللائى لم يحببهن قط – لحماً مراً بل كان حلوا وأكثر من ذلك أيضاً.

    الحب يذل البنت !!

    هكذا قالت له بعد أن حاول استمالتها بأخر قصيدة كان قد كتبها في زرقة عينيها الرائعة ونقاء صفحة خدها الرائقة.

    ليس كل البنات.

    على الأقل أنتِِ.

    هرولت داخل غابة عينيه الكثيفة حتى فاجأها الوحش الكامن فيهما فلم تستطع أن تكمل هرولتها ولم تعرف لقدمها طريقاً للعودة فتوقفت ولم تحرك ساكناً.

    ألست من البنات؟

    أنت مثل كل البنات. إن البنات يولدن بورث ثقيل يزداد هذا الإرث ثقلاً يوماً بعد يوم حتى تصل البنت إلى تفتح زهرتيها اللتين يزدان بهما صدرها وتتفتح عينيها على الآخرين بلا قيود داخلية فتصاب بالشرخ الذي يشطرها إلى نصفين.

    مرت عليك تجربتين حب هي محصلة حياتك العاطفية.

    الشمس انهارت خلف الأفق فأنهار معها عش الجحيم الذي حاولت بناؤه داخل الشمس منذ قليل وتناثرت أشلاؤهما فوق مياه البحر الممتد أمامهما بلا نهاية.

    لم أجرب طعم الحب الحقيقي ولهذا فإن لحمي مر.

    "رائد" اسم لن تنسيه طيلة عمرك فعلى الرغم من أنه يمت لك بقرابة وثيقة الصلة ويصغرك بعام إلا أنك أحببتيه كثيراً منذ أن توضأت عيناك بنور وجهه الصبوح، وملأت أذنيك كلمات أمك عن الاتفاق الذي جرى بين أبيك وعمك بخصوص زفافكما "رائد لـ مريم ومريم لـ رائد" نبتت مشاعرك الخضراء في أرض قلبك البكر وكلما كبر معك الحلم والمشاعر واقتربت الحقيقة.

    رائد تركك وحيدة لأنه أحب زميلته في كلية الطب.

    لم يكن المهندس "محب" يمتلك من حطام الدنيا شيئاً سوى منزلاً ريفياً بسيطاً.. مبنياً بالطوب اللبن ويقع على شاطئ الترعة التي تشق البلد من ناحية الغرب، وكان يمتلك أيضاً (حبة) مشاعر متوهجة لك وحفنة نقود لا تفي بالغرض ولا ترضي أبيك،أما قلبك فقد ركع ساجداً في محرابه وأخذ يتعبد في هيكله عله يتحرك يوماً ويجني لك السعادة من حقول الفقراء الذين لم ينس يوماً أنه واحداً منهم.

    كيف عرفت كل هذا؟!!

    البنت كتاب مفتوح لمن يريد أن يقرأ سطوره عليه فقط الاقتراب منها و يغترف من بحر أنوثتها حتى يشبع حلمها الخالي من أي اهتمام ذكرى.

    أقول لك الكثير أم يكفي هذا؟

    كلما رأت في يده خاتم الزواج ورنت في أذنيها كلمات ابنته عندما نادت عليه ذات مرة أمامها (بابا – بابا) تحسست ذلك النتوء البارز الذي نبت في خدها الأيمن عندما قبلت زوجته في إحدى المناسبات التي جمعتهما صدفة،بعدها تهرول إلى الجبانات القريبة جداً من منزلهم وتبكي.

    لم يعد لحم البنات مراً بل أكثر مراراً.

    أسدل الليل ستائره وعم الظلام الكون ولم يكن هناك في العالم كله أي بقعة مضيئة سوى تلك البقعة التي تضمهما معاً.. يضيئها ذلك البريق اللامع الذي يشع من عينيهما.. احتضنته بشدة.. احتضنها بشدة.. ذاب جسداهما معاً وراحا في قبلة طويلة حتى فج نور الصباح.. وانفضح الأمر.


    بقلم / موسى نجيب موسى

  3. #3
    الصورة الرمزية موسى نجيب موسى قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 72
    المواضيع : 33
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي قصة قصيرة بعنوان "صمت الكاهن" للأديب موسى نجيب موسى

    صمـت الكاهــن
    سرب من الحمام الأبيض يخرج من بين فخذيه صوب السماء مباشرة.. يتابع بناظريه طيران السرب بشكله المنتظم لكن تتملكه الدهشة حين يجد حمامة سوداء تنشق عن مسار السرب ثم تتجه نحو الشمس مباشرة تثقبها وتخرج من الناحية الأخرى ثم تهوى في مياه المحيط في حين يظل السرب يطير في مساره المعتاد.. يخشى أن يبوح بالسر لأحد وخاصة أب اعترافه فيكون مصيره "الشلح" وترك الكهنوت الذي عشقه منذ أن رُشم شماساً في السادسة من عمره على يد المطران الذي يخشى الآن أن يرسل له سؤالاً عن كيفية الخروج من الورطة التي سقط فيها لأنه يعلم تماماً أن المطران سوف يعرفه ويعرف حجم مأساته. في كل اجتماع للمطران مع كهنة المطرانية يحاول أن يبث في نفسه بعض الشجاعة لكنه يتراجع وهو يرى شفتي المطران وهي تنفتح وتنضم لكي تتلو قرار "شلح" جاء لتوه من البطريرك.. فضل السكوت وأثر الانسحاب من ذلك الضجيج الصاخب الذي يعتمل داخل صدره وعقله.. حاول أن ينس الأمر برمته فالعريس قد تزوج وانجب ومات أيضاً وهو بنفسه قاد صلاة الموتى عليه.. في الصباح سمع طرقات متتابعة وشديدة على الباب ظن أنها البُشرى التي يحملها له "معلم" الكنيسة لموافقة المطران على حصوله على رتبه "القمص" بدلاً من "القس" تلك الرتبة التي ظلت تلازمه منذ أن بدأ الخدمة في الكهنوت المقدس.. تبخر حلمه الطويل على سخونة كلمات ابنته الكبيرة التي هجرت منزل زوجها ولا تريد أن تعود إليه مرة أخرى فهذه ليست المرة الأولى التي يبعثر فيها زوجها كرامتها على أرضية الشارع الذي تسكن فيه وليست هذه المرة الأولى التي يعود فيها إلى المنزل تاركاً وعيه وقلبه وعقله مشتتين في الشوارع الكبيرة والصغيرة على حد سواء.. حقائبها الكثيرة.. أولادها الخمسة...أدخلت إليه إحساساً بأن هذه هي المرة الأخيرة التي تأتي فيها إلى منزل أبيها وأنها لن تعود إلى منزلها مرة أخرى، حتى هو نفسه سأم من كثرة توجيهاته وعظاته الخاصة التي كان يقولها لزوج ابنته في كل مرة غضب بينه وبينها. ترك ابنته في المنزل وذهب لكي يقود صلاة القداس فالدور اليوم عليه ويجب أن يكون في الكنيسة قبل أن يشق نور الصبح قلب الليل.. وصل إلى الكنيسة.. سجد أمام الهيكل ولبس "الفراجية" البيضاء التي يعشقها وبدأ صلاة القداس..... (أشليل)(1).. يرد الشعب القليل المتناثر في صحن الكنيسة الواسع.. يواصل صلاته.. (إيرينى باسى)(2).. صورة أبنه لم تغب عن عينيه لحظة واحدة.. العلاج المكثف وشعره الذي كان يخرج في يده كلما مسح رأسه بحنان وأبوه قبضات فولاذيةتهوى على سطح ذاكرتهبلا رحمة.. الخميس الأخير من كل شهر موعد جلسة العلاج الكيماوي مع الطبيب المشهور بعلاج مثل هذه الحالات في القاهرة في آخر مرة نظر إليه الطبيب في يأس وقال له:-

    المرض تمكن من الجسد تماماً.

    سقطت دمعة ساخنة بللت قربان "الحمل" الذي يعده ليمثل جسد المسيح الذي يتناول منه المصلون فتغفر خطاياهم.. تناول الكأس وسكب فيها من عصير الكرمة بمقدار ثم أخذ يكمل صلاته.. أعداد المصلين تتزايد في الخارج و(خورس) الشمامسة أكتمل والكل تهيئ لسماع عظته التي ينتظرها الكثيرون. بعد أن انتهى من عظته التي كانت تتكلم عن مراحم الله ومدي تسامحه مع خطايا البشر الكثيرة دخل إلى الهيكل وبينما هو يرفع قلبه مصلياً بحرارة لم يسبق أن صلى بمثلها من قبل فج نور عظيم عمر الهيكل فأنبلج النور عن ملاك عظيم أخذ يرفرف على يمين المذبح فما أن رآه الكاهن أضطرب ووقع في قلبه خوف عظيم شعر به الملاك فبادره:-

    لا تخف.. لا تخف إن الله سمع صوت تضرعك وإن الأمر سوف يحل قربياً ويكون لك فرح وابتهاج وسيفرح بك ولك كثيرون.

    وكيف أعلم هذا وأنا شيخ وأخشى الموت قبل أن أنال الصفح والغفران فذنبي أعظم من أن يغتفر

    غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله.

    ذنبي عظيم فأنا لم أقم بربط العروسين ولم اتل عليهما الصلاة الروحية لحلول الروح القدس لذا فالزواج باطل.

    أنا (ميخائيل) المسبح في حضرة الله العظيم وقد أرسلني لك لأبشرك بهذا وها أنت تكون أبكم وأعمى حتى يكون اليوم الذي يكون لك فيه هذا.

    صوته انقطع.. تأخر في الرد على الخورس.. تعجب الشعب ومعهم الشمامسة ومعلم الكنيسة الذي لم يجد مخرجاً من هذا المأزق سوى أن يرفع صوته ببعض الإلحان التي يحفظها.. طالت غيبة الكاهن داخل الهيكل،وأفلس "المعلم" بعد أن فرغ من جميع الألحان التي كان يحفظها. ران الصمت على الكنيسة كلها.. لكن الشعب خلع رداء الدهشة التي كست وجهة لفترة ليست بالقليلة بعد أن رأى الكاهن يخرج من الهيكل متثاقلاً.. يرفع قدم عن الأخرى بصعوبة شديدة حتى وصل إلى اقرب أريكة وألقى بجسده الضخم عليها.. أنقذ الموقف أحد الكهنة الضيوف الذي جاء قاصداً "أبونا" في خدمة شخصية له وأكمل صلاة القداس بدلاً منه.. بعد القداس علم الجميع ما حدث مع "أبونا" وأنه أصيب بالعمي والبكم حتى يأذن الله بأمر كان مفعولا.ً حمله معلم الكنيسة والكاهن الضيف وبعض الشمامسة الذين تبرعوا بتوصيل "أبونا" إلى منزله وبعد أن وصلوا إلى المنزل وضعوه على سريره ثم تركوه يستريح قليلاً. بمجرد أن تمدد على السرير عاد سرب الحمام الأبيض يخرج من بين فخذيه صوب السماء مباشرة –ورغم ضياع نور عينيه مازال يتابع بناظريه طيران السرب بشكله المنتظم ومازالت الدهشة تتملكه عندما يجد حمامة سوداء تنشق عن مسار السرب ثم تتجه نحو الشمس تثقبها وتخرج من الناحية الأخرى ثم تهوى في مياه المحيط.في ظهيرة أحد الأيام وبينما هو يجلس كعادته منذ أن زاره الملاك على الأريكة -المغطاة بسجادة قديمة – التي تملأ فم الباب الخارجي لمنزله بضخامة جسدها دخل عليه ابنه الأوسط الذي لم يشأ أن يخبر والده بخبر رسوبه للعام الثالث على التوالي في الثانوية العامة حتى لا يزيد كربه ويدخله في محنة أخرى إلى جانب محنه الكثيرة.. غير من عادات جلوسه فأصبح لا يبرح حجرته مطلقاً واعتزل العالم والناس ولا يخرج منها مطلقاً إلا لقضاء حاجته فقط حتى الطعام والدواء الذي كتبه له أحد أطباء القلب مؤخراً كانت تدخل بهما إليه زوجته في أوقات محددة وغير ذلك لم يكن يفعل شيئاً. في مساء أحد الأيام وبينما هو نائم إذا بملاك الرب يأتيه مرة أخرى بنوره العظيم فهب فزعاً حيث بادره الملاك:-

    - حان الوقت... الآن.

    قالها ورحل عنه تاركاً إياه في بحر الحيرة الذي أخذ يلقيه من موجة إلى موجة،عندما فتحت عليه زوجته الباب لتدخل له طعام العشاء والدواء المفروض أن يتناوله بعد الطعام.. رآها.. فقد انفتحت عينيه مرة أخرى على الدنيا وسمعها أيضاً وهي تحثه على ضرورة أن يأكل جيداً حتى يؤدى الدواء الغرض المرجو منه في تحسن صحته.. فرحت زوجته كثيراً وقامت بالنداء على جميع الأولاد حتى يفرحوا معها بهذا الخبر الجميل، هرول جميع الأبناء وكانت في مقدمتهم الابنة الكبرى بأولادها الخمسة والتفوا جميعاً حول السرير وأخذ يسلم عليهم واحداً واحداً ثم قال لهم:-

    قد أكُمل..

    قالها ثم أسبل عينيه التي ذهب نورها للمرة الثانية والأخيرة، فلم يعد سرب الحمام الأبيض يخرج من بين فخذيه ولم يعد يتابعه بناظريه ولم يعد يرى تلك الحمامة السوداء التي كانت تنشق عن مسار السرب ثم تتجه صوب الشمس مباشرة تثقبها ثم تهوى في مياه المحيط.

    (1) (أشليل) كلمة قبطية تعني : صلّ.

    (2) (أيريني باسى) كلمة قبطية تعني : السلام للكل.

    بقلم / موسى نجيب موسى

  4. #4
    الصورة الرمزية موسى نجيب موسى قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 72
    المواضيع : 33
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي قالو عن موسى نجيب موسى

    قالوا عن موسى نجيب موسى
    قالوا عن «موسى نجيب موسى» إن قصص موسى نجيب موسى قصص ممتازة تنبئ بمولد كاتب قصصي سيكون له شأن إن شاء الله. «الكاتب الكبير/مصطفى أمين»** ** ** ** ** يمتلك موسى نجيب موسى لغة قوية جداً قادرة على لفت الأنظار إليه بشدة ولديه القدرة على رسم الأجواء المناسبة للقصة التي يكتبها الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تقديمه لقصص جميلة جداً تميزه عن غيره من أبناء جيله من الأدباء.«الروائية اللبنانية/هاديا سعيد-إذاعة لندنbbc»** ** ** ** ** موسى نجيب موسى كاتب حساس يحاول أن يخرج عن الأشكال التقليدية وينجح كثيراً في تقديم حس جديد بطرح الذات بقوة ويخرج على المعاني الكلية ليقدم التفصيلي والجزئي من خلال عاطفة قوية. «الدكتور/أمجد ريان»** ** ** ** ** يعتبر القاص موسى نجيب موسى واحداً من كتاب القصة القصيرة الذين برزوا في مصر في العقد الأخير «التسعينات» من القرن الماضي –العشرين- فإلى جانب صدور مجموعتين قصصيتين له الأولى بعنوان «حكايات الزمن البريء 1994م» والثانية «وحدي احتفي بمماتي 1..2م» فإنه يمتلك وعياً قصصياً كبيراً ولغة أكثر من رائعة كما أنه يمتلك أدواته لكتابة القصة القصيرة الحديثة التي تجعله أكثر من متميز بين أبناء جيله. «الدكتور/ حسان العوض-سوريا»** ** ** ** ** موسى نجيب موسى يمارس لعبة منح ذاته شعورياً ولاشعورياً لإبداعه راغباً في إثبات الذات الإبداعية والتواجد المختلف عن الآخرين المتميز بسمات إبداعية تمنحه بصمة خاصة به.«الدكتور/ مدحت أبو بكر» إن القاص موسى نجيب موسى يمتلك قدرات تمكنه من أن يكون قادراً على مواصلة الكتابة واكتساب الكثير من الخبرات التي تستطيع أن تجعله متميزاً وتمثل هذه القدرات في بعض السمات التي يمتلكها والتي تؤهله من خلال تطويرها من ناحية وممارسة الكتابة بصورة دائمة من ناحية أخرى إلى أن يصل إلى ما يريده وما يسعى إليه من تميز وخصوصية. «الدكتور/ مصطفى الضبع»** ** ** ** ** موسى نجيب موسى يعي مفردات القصة الحداثية تنظيراً وتطبيقاً فقصصه تنحو نحو التجريب والترقيم واستخدام فراغات النص لكن دون أن تضيع منه وحدة الحدوتة أصل الأصل وحداثتها كما أنه ينوع في ضمائر القص وبالتالي في سردياته وتبدو قصصه متجاوزة لنفسها وكل قصة مغايرة عن بقية قصصه«الدكتور / جمال نجيب التلاوي»** ** ** ** ** الكاتب موسى نجيب موسى يمتلك إحساساً بالكتابة وأن القصة القصيرة لديه تمثل الحدوتة واللقطة السريعة جداً كما أنه مشغول بقضاياً كثيرة تجعله كأنه يقف في وسط العالم ويحاول أن يمسك بعض الإحساس والتجربة .«الكاتبة الكبيرة/فوزية مهران»** ** ** ** ** كاتب مفاجأة فقصصه غاية في الجودة والإبداع حيث يحاول فيها أن يرصد الكثير من التناقضات التي تملأ حياتنا. «الأديب/ شمس الدين موسى»** ** ** ** ** قصص موسى نجيب موسى تنطلق من عالمه الخاص وأن محاولاته تعبر عن أبعاد مغايرة تضم الرؤية الحياتية والفنية والجمالية في آن واحد. «الأديب/محمد جبريل» قاص موهوب وكاتب دؤوب سيكون ذا شأن إذا دوام على نفس الجادة والمثابرة ولم يعرف اليأس طريقاً إلى قلبه فالموضوعات لديه متنوعة والميادين التي يسعى لارتيادها فسيحة كما أن لديه الكثير من الطموح الذي يجعله يواصل في درب الأدب الوعر دون كلل أو ملل.«الأديب/قاسم مسعد عليوة»** ** ** ** ** قاص متميز ويمتلك عالم إبداعي خاص به كما أن أعماله تمتاز بالتكثيف والعبارات الموحية واللغة الثرية التي تفجر دلالات متعددة. «الشاعر/محمود نسيم»** ** ** ** ** يسير موسى نجيب موسى حاملاً رؤيته المتوهجة النابعة من احتكاكه الواقعي والروحي بالحياة اليومية المليئة بالصراعات والمعارك . ينظر حوله ويكتب ينظر داخله ويكتب يسأل ويتساءل ويحلم ويغضب ... ويكتب . في قصص موسى شهادة مؤلمة عن جيل مرهق عرف الشيب في شبابه وانكسرت أحلامه في مطالع اليقظة ولم يكن له - وللجيل الذي يعبر عنه – إلا الغضب الهادئ بعد أن انتهى زمن الثورات. «الناقد الكبير/مصطفى بيومي»** ** ** ** ** تفصح قصص موسى نجيب موسى عن لغته الخاصة في التعامل مع الحياة والأدب حيث يبرز العنصر الفلسفي فى كتاباته رغم بساطة الطرح وسلاسته ورغم الاستغراق في بعض الأحيان إلا أن ملامح الرغبة فى التجاوز تتضح من تلك الصور المرصودة في قصصه.«الشاعر والناقد/سيد فؤاد»** ** ** ** ** إن النص في قصص موسى نجيب موسى يحتمل أن تخرج منه توجيهات السارد في اتجاه تفرد المكان بامتزاجه بالذكرى ولدى بكارتها في الحضور كما أن المشروع القصصي له يقترب من إنتاج الإشارات المتعددة الدلالة بقدر خروجه من تأويلات الخطاب وتوجيهاته وقد برز هذا الجانب في تشكيل الذات لمكان ينفتح على سياقات عديدة في معظم قصصه.«الأديب والناقد/ محمد سمير عبد السلام»

  5. #5
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    الأستاذ الأديب / موسى نجيب موسى

    تحياتي
    أولا مرحبا بك في واحة الفكر والأدب

    أستاذي العزيز أراك قد نشرت ثلاثة نصوص مرة واحدة مع تعريف بكم .. لن يستطيع أحد ان يقرأ ويعقب على هذا الكم ..
    نحن تعودنا هنا على نشر عمل واحد فإذا أخذ حقه من القراءة والمتابعة وتفاعل القراء والنقاد معه عندئذ يمكن تقديم الثاني وهكذا حتى نستطيع الإستمتاع بكل عمل أدبي يقدم إلينا ، وأيضا لإتاحة الفرصة للغير لنشر إبداعه .

    دمت بكل الخير.
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  6. #6
    الصورة الرمزية موسى نجيب موسى قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    المشاركات : 72
    المواضيع : 33
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي أعتذار

    الأستاذ الدكتور الفاضل والأخ الحبيب/سلطان الحريرى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اتمنى ان تلتمس لى العذر لاننى لا أجيد صراحة التعامل مع المنتديات واوعد سيادتكم بأننى إن شاء الله سوف اراعى هذه المسألة فى مشاركاتى القادمة واتمنى أن اعرف رأيك الهام جدا فى أعمالى المتواضعة التى نشرتها أمس وخاصة قصص الأطفال
    لكم كل الحب والود والتقدير
    موسى نجيب موسى
    تمهيدى دكتوراه فى الخدمة الاجتماعية - جامعة الفيوم

  7. #7

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة بعنوان " صمت الكاهن" للأديب موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-06-2013, 09:24 PM
  2. قصة قصيرة بعنوان "قال العراف" للأديب موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-06-2006, 12:25 AM
  3. قصة قصيرة للأطفال بعنوان " شجرة التوت" للأديب موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-06-2006, 09:15 PM
  4. قصة قصيرة للأطفال بعنوان " النحلة الكسول" للأديب موسى نجيب موسى
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-06-2006, 12:05 AM