دراكولا على فراش الموت
********
على سرير الموت
يرقد مصاص دماء العرب
يتأمل نزع روحه المدنسة
بقتل الاف الأبرياء
ينظر ليديه نظرة
أسد منكسر
مطعون فى بقايا عمره
تحاوطه الذاكرة المغطرسة
وضحاياه التى ماتت من الظلم
ّتصرخ فى أذنيه" قبية "
" صابرا وشاتيلا "
" لبنان العتيقة "
" فلسطين القتيلة "
أطفال وشباب
أباء وأمهات وشيوخ
يصرخ هذا الصوت
المحترق داخلنا
لم يرحم دركولا الخائن أحدا
ولن يرحمه الموت ابدا
يقول فى صمت
مضطرب بينه وبين عقله
هنا سينهار
بطل الحلم الحقيقى
وعفريت الحروب
يصرخ بأعلى جنونه
تسمعه الغربان
والعقارب والحيات
وضباع وذئاب الأرض
يجرون نحوه
ينتظرن قرار النزع الأخير
بفارغ الصبر
لينهشن لحمه وعظامه
ويقذفونه فى مكانه المتوقع
الذى يفوح برائحتها
" نار تلظى "
هنا أصوات
موتى تناجيه
تقتله رعبا
و كأس من العذاب
لا بد شاربا منه
يتسرب نحو فمه النجس
يتساقط كجمرات بركان
فى أحشائه الملعونة
رغما عنه
هنا يصارع داركولا
المهزوم المستحيل
ولكنه فاشل لا محالة
يقتله الوقت الذاهب
يرى كل خطاياه نصب عينيه
ولكن غروره يعميه
يسود النهار امامه
تحترق الشمس
ويتساقط رمادها فوق رأسه
ويضمه الليل كمقبرة
موحشة فى كبده
تضيق مساحات الجفون
لا يرى الى مصيره الغابر
الذى سيسحقه
يمسك داوة من دماء
أنثى عربية شريفة
قد هتك عرضها
وورقة بيضاء نقية
مصنوعة من لحم أخيها الشهيد
يكتب فوقها بريشتها العفنة
اقتلوا العرب
اقتلوا العرب
فيرتد صوت الغدر
مرة اخرى داخله
فيغرقه فى جحيمه الأبدى
*****
من مذكرات دراكولا