|
صَهْوةٌ |
تَحمِلُني صَهْوةٌ منَ القلَقِ |
كأنني فوقَ مَتْنِها زَلِقٌ |
إلى سحيقٍ منَ الدّجى طَبِقِ |
إلى خريفٍ بهِ الرياحُ عَوَتْ |
إلى شتاءٍ بالثلجِ مصطفِقِ |
لِمُدُنٍ تعدو بي مُهَرْوِلةً |
دُروبُها الموحِلاتُ بالزّلَقِ |
تقْتادُني عَنْوَةً مَجاهِلُها |
إلى فَضاءٍ مُحْلَوْلِكِ الأُفُقِ |
تجذِبُني هُوَّةٌ أُدافِعُها |
فتَرْتَمي هُوّةٌ على حَدَقي |
تقتاتُ منْ مهجتي ومنْ عَصَبي |
ومنْ عروقٍ تضِجُّ بالحُرَقِ |
تعصِفُ بي ثَوْرَتانِ من ألَمٍ |
طاغٍ ومنْ حَيْرَةٍ ومنْ رَهَقِ |
كأنني في دَوّامَةٍ لعِبَتْ |
بها الرياحُ الهَوْجاءُ في الطّرُقِ |
|
غامتْ رؤى الأمسِ في مُخيّلتي |
مزروعةً في الجبينِ رايتُهُ |
مشرِقةً في القلوبِ والحدَقِ |
طافرَةً بالسّنا مَواكبُهُ |
مُونِقَةً بالعَلاءِ والفلَقِ |
تفيضُ أيّامُهُ بعزّتِهِ |
ضاحكةً بالضياءِ والألَقِ |
أقلامُهُ البِيضُ أحرُفٌ رسَمَتْ |
في صفحةِ العمْرِ دَوْرَةَ العَبَقِ |
سيوفُهُ السّمْرُ ألسُنٌ نقَشَتْ |
في جبهة الدهْرِ حُمْرَةَ الشّفَقِ |
ومهرقو المجد فوقَ مفرقِهِ |
مناكبٌ لم تلِنْ لِمُرتزِقِ |
|
واضيعةَ الأمسِ سؤدداً وعُلاً |
طَفَتْ على وجْهِهِ سَماسِرةٌ |
باعوهُ بالبَخْسِ بَيْعَةَ الحُمُقِ |
ناموا على زَنْدِهِ بُلَهْنِيَةً |
فما رَعَوْهُ رِعايةَ الصُّدُقِ |
هذي جراحي تَئِنُّ داميةً |
لها على القدسِ غَصَّةُ الشَّرِقِ |
وذي دمائي تَمُضُّ راعفةً |
تأسى لبغدادَ وهْيَ في الغَرَقِ |
ولي بِذا الكونِ مُهْجَةٌ سُفِحَتْ |
ولي فؤادٌ يَجُودُ بالرّمَقِ |