|
هنا ذرفتْ عيني سخين السواكـب |
على من تراءت فوق حسن الكواعب |
لأني ذكرت الوجد سهوا وخلسـة |
أعاقـب بالصـد المُطيـل نوائبـي |
وأُحْرَمُ ممـا كـان يُحيـي أمانيـا |
بقلب رأى من قبل كـل الأطايـب |
خلا ذكريـات بالهنـاء تصرّمـتْ |
أبِيتُ على النّـوء الرديـف لجانبـي |
أجَمِّـعُ أوراقـا تآكـل جلـهـا |
وأحرق منهـا مستطيـر العواقـب |
وأفضي إلى شخصي بكـل شكيـة |
وذكـرى وآلام تهـد جوانـبـي |
وأحشرها في الطرس خيـر قصيـدة |
تبـوح بمكنـون غزيـر العجائـب |
وأكتبُ بالشعر الفصيـح لواعجـا |
كذاك على شُـوس حَيُـوا لمـآرب |
قَضَوا عمرهم بين الأنـام كوقـدة |
لشمس الضحى أو أنجم في الغياهب |
إذا طلعـوا عـم السنـا أجماتـنـا |
وكانـوا لغرقانـا أمـان القـوارب |
همُ من تناسينا وكـم كـان بيننـا |
هداهمْ ودود البذل جـم المواهـب |
أنُكْرِمُ مـن عاشـوا كرامـا أجلّـة |
بما وهبوا مـن مستنيـر المذاهـب |
ألم تستضىءْ سُبْل لنا حين درسهـم |
وتشرقْ سويـداء بكثْـر المناقـب |
لقد عشقوا بيـض الثيـاب لأنهـا |
تجلِّـي بياضـا للمنـى والرغائـب |
أماطوا سجافا للجهالـة فـي الدنـا |
ولم ينحنـوا إلا لـزرع المكاسـب |
ومـا ودعـوا إلا بنازلـة الـردى |
وقد خلّفوا إيصـاء علـم لطالـب |
لئن همدت تحـت الرِّجـام ذواتهـم |
فذي هَبَـوَات لـم تكـن لكتائـب |
...تكاد تنـادي حزمَهـم عزماتُنـا |
لغوث الهدى عند التحام المضـارب |
خلائـف للرسـل الذيـن بأسـوة |
مشوا لم يراءوا في القيـام بواجـب |
لهم همهمات فـي المحاريـب حبـذا |
تراتيل ذكْر فـي صفـاء المحـارب |
...خوارقهم في الخَلق قـول معطـر |
وفعل مشى في الخلق مشي السحائب |
سراعا كمثل الواخـذات خصالهـم |
ولجْنَ قلوبـا ضيقـات المسـارب |
فدتهـمْ عيـون فتَّحوهـا بعلمهـم |
وروح سقوها من صفيِّ المشـارب. |