في مقهى ميلانو
سها جلال جودت
في مقهى ميلانو
كان الضجيج خافتاً
وكانت العيون ثملى
مددت يدي
نظرت إلى الثغر على الكأس البارد
الكرسي أمامي ، فأنت أمامي
مع الموسيقا باح صمتي واشتياقي
ارتد الصمت عليّ
لا تنسى حبيبي بلاغة العشق الصمت
في مقهى ميلانو
نظرت في وجهك
كنت أعرف أنني لست الأخيرة
وكنت تعرف أنك أول الرجال
فحاولت أن تتعدى على براءتي
في مقهى ميلانو
ناي يعزف على أعقاب سجائر العشاق
اعزف مثله حبيبي
بقصيدة تضاحك الليل إن تضجر
ربما تُدرك أنني ما زلت أبحث عنك من ألف عام
فلا تجرح فؤادي في عودة العذاب
يا فردوس المساء
لا تُسلم قيادي لصمت الاشتياق
فأنا لن أقبل الهزيمة ولن أكون لناموس عشقك خليلة
في مقهى ميلانو تركت الكرسي حائراً
وفنجان القهوة يذرف الدموع
هو الآخر ظل وحيداً
.............................................
تركت المقهى وحملت الظل
ابتسامة الغضب
ومضيت نحو الطيف
السراب
أعزفُ بنغم الآهات
أنني سآتيك كلّ عام مرة
لأمسح من وريدي
نخب كأس رشفتْ من عزف البعاد
أن الحب ضاع
أن القلب ما عاد زنبقة اللقاء
والشكوى ليس لها رداء
أعرف ما يعنيه وخز المرأة
أعرف ما تعنيه من حب المرأة
ساررت المقهى أن الحب غادرني
لكنني بمجيئي كل عام مرة
أقطف من شفتيك شهوة الاشتهاء المُرة
هو المقهى أنت، وأنت المقهى
لعينيك غيم الدخان
ولضياع حلمي ربابة
لن تواعدها الريح
لقد أمسكت المهرة اللجام
الساعة 1و30 دقيقة في مقهى ميلانو 20/3/2006