موسى نجيب...
في عمليات الخلق الابداعي يبحث القاص وما عن سبيل يوصله الى فك رموز الواقع بشفيرة نسميها المضمون..والمضمون يبحث دائما عن الطريق الذي يلجه عبر الالفاظ والاجواء..ويسهل مهمته لطرق باب الحقيقة..والكاتب..او القاص..يطلق نبوءته ليغوص في عالم روؤى حتى يقف عند المدخل.. ولان المعاني في هذه الحالة تكون نوعا من الاستدرباك العقلي..فانها تخلق حالة من اتساع آفاق العالم الذاتي وامتداد حدود معرفته بحيث تصبح الذات معها في موقف لاتخضع فيه لمعطيات وتنقاد في ادراكه الى احلامه واشكاله الظاهرة بل امسى بامكان الذات ان تتخطى ادراكها الشكلي والمنطقي الطبيعي لتقوم بادراك كنه الاشياء وجوهرها بحسب ما تتصوره الذات عن حقيقة الموضوع..اي اصبح بامكان الذات ان تصوغ للاشياء الموضوعية حقائق داخلية تجريدية تتغاير شكلا..وقد تتناقض مع الحقائق المأثورة للاشياء الموضوعية في وجودها التقليدي عن طريق الحواس والادراك الاصولي المنطقي لها..ومن خلال هذه الصياغة تتجلى للكاتب الرؤى الداخلية للذات والخارجية..فيصبح عملية استحضارها امرا عاديا لديه..وقما نجد في الادب الشرقي مثل هذه الحالات..التي تقوم على استحضار القوى الخفية للكاتب من صياغة عمل ادبي ..واذكر هنا كتاب كولن ويلسون الانسان وقواه الخفية..حيث فيه يبرز هذه السمة لدى الانسان..وفي قصة عائد الى الحياة وجدت بان الحالة الذاتية..النفسية..للشخصية الاساسية فيها.. تكمن في رؤياه النافذة.. وحالة من اتساع مداركه..بحيث ظهرت علامات النهاية لديه منذ ان فكر بنزع الحذاء والسير حافيا.. وما الاحداث التي تلي ذلك الى دليل على انه استطاع من خلال قواه الخفية..استدراك الاحداث وألم بها..لذا...لم تكن النهاية الا صورة لما اراده هو..او كما توقعها هو...؟
عمل ادبي يستحق الاحترام
جوتيار